الثورة نت:
2025-06-10@11:20:27 GMT

اجتياح رفح في ميزان الأمن القومي الإسرائيلي

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT

 

تزايدت التصريحات الإسرائيلية بشأن اقتراب موعد اجتياح مدينة رفح، والذي تم تحديده بعد انتهاء الأعياد اليهودية في منتصف شهر أيار/مايو، رغم أنه لا يوجد مكان في غزة حالياً يمكن أن يتم إجلاء النازحين من مدينة رفح، وعددهم مليون وأربعمئة ألف نازح، إليه.
أضف إلى ذلك أنه مع بدء العمليات العسكرية في رفح ستزداد الصعوبة المعيشية عشرات الأضعاف مقارنة بما كانت عليه لأكثر من مليون ونصف مليون مواطن، وسيكون هناك شلل واضح لمؤسسات الحكومة، التي رغم قلة الإمكانات ما زال عدد من مقار الحكومة قائماً ويقدم خدماته في الحد الأدنى بسبب الاستهدافات الإسرائيلية له، فضلاً عن أن الوضع ليس في رفح وحدها، بل في جنوب القطاع كله، سيكون غاية في الصعوبة، وسيفقد الناس خدمات مئات المؤسسات الإنسانية والخيرية مع بدء هذا الهجوم المغلف بدعاية «إسرائيل» بأن هناك عملية إجلاء وتجهيز أماكن تستوعب النازحين هدفها الرئيس إسكات الأصوات الدولية الرافضة للعملية العسكرية في مدينة رفح.


وهنا، تجدر الإشارة إلى أن تلك العملية تحظى باتفاق كامل بين كل الأطراف السياسية الإسرائيلية على اجتياح رفح، وهذا ما أوضحه الوزير والعضو في مجلس الحرب بني غانتس في زيارته التاريخية للولايات المتحدة الأميركية، وهذا أيضاً ما أكّده وزير الحرب يؤاف غالانت أمام نظرائه الأميركيين.
لذلك، اجتياح رفح بات أقرب إلى الحتمية الإسرائيلية، ولكن يبقى السؤال المركزي: لماذا الإصرار الإسرائيلي على تنفيذ عملية برية واسعة في مدينة رفح؟
قضية اجتياح رفح لها علاقة بالأهداف الحقيقية للحرب، ومنها وأهمها السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وإعادة هندسته جغرافياً وديموغرافياً وسياسياً بحسب المصلحة الإسرائيلية. أضف إلى ذلك أن دخول رفح معناه احتلال معبر رفح ومحور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وإنهاء أي مصدر لصورة السيادة الفلسطينية على قطاع غزة.
وفي النتيجة، يسعى الإسرائيلي لتنفيذ مخططاته الحقيقية غير المعلنة، وفي مقدمتها تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة، والتحكم في هندسة إسكانه من جديد وطبيعة وماهية سكانه، وخصوصاً شمال غزة، المنطقة الهجومية للقطاع عسكرياً.
أما بالنسبة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر اجتياح رفح طريقه لتحقيق النصر الحاسم، وأداة للضغط على المقاومة في التنازل في قضية الأسرى الإسرائيليين لديها، فإنه يخفي أهدافاً انتخابية حزبية أكثر أهمية لمستقبله السياسي، فهو يريد أن يظهر بصورة البطل الصهيوني القومي القوي، وهو رغم المعارضة الأميركية لعملية رفح، والتحذيرات المصرية، والإدانات الدولية لتك العملية، يمضي في تنفيذها كقائد حازم يستطيع الوقوف أمام العالم، الأمر الذي يداعب به فاشية كتلته الانتخابية اليمينية.
أما بالنسبة إلى «الجيش» الإسرائيلي، فهو يركز اهتمامه على حفظ الأمن القومي الإسرائيلي قبل أي شيء ومن دون حسابات سياسية، ما لم تكن تلك الحسابات مرتبطة بالأمن القومي، كما تراه المؤسسة العسكرية.
وهنا يبرز الاحتلال بين أولويات «الجيش» الأمنية والعسكرية وأولويات نتنياهو، فالمؤسسة العسكرية تعتبر حرب الاستنزاف التي يخوضها حزب الله في الشمال وازدياد عمليته كماً ونوعاً وجرأة التهديد الأكثر أهمية، إضافة إلى قضية الحفاظ على التماسك الداخلي الإسرائيلي والعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، ولكن المؤسسة العسكرية ترى أنَّ تلك الملفات الثلاثة مرتبطة بالرؤية الأميركية لما بعد الحرب في المنطقة وإنجاح التطبيع السعودي مع «إسرائيل».
لذلك، «الجيش» متشجع لدخول رفح من الناحية العسكرية الموضوعية أقل بكثير من حماسته لتلك العملية من الناحية العسكرية المرتبطة بالأجندة السياسية، إذ إن الانتهاء من رفح سيجعل الجيش قد أتم مهامه القتالية المركزية والأساسية في قطاع غزة، ويضع نتنياهو وحكومته مبكراً أمام استحقاق اليوم التالي قبل الانتخابات الأمبركية بوقت مقبول، وكذلك يتم حشر نتنياهو سياسياً، فإما الفشل في إدارته الملفات الثلاثة سياسياً وتحمّل مسؤولية ذلك وحده، وإما أن يتساوق مع الرؤية الأميركية، وهذا ما تريده المؤسسة العسكرية.
في المحصلة، الحرب لن تنتهي باحتلال رفح، وليس من مصلحة «إسرائيل» ولا قيادتها أن تنتهي الحرب من دون الإجابة عن سؤال اليوم التالي للحرب. وحتى الآن، لم تنجح القيادة الإسرائيلية في إيجاد بديل يمكن له إدارة غزة بعد الحرب ضمن المواصفات الإسرائيلية، الأمر الذي يجعل احتلال رفح يقود «إسرائيل» إلى واحد من أمرين؛ الأول هو الفوضى التي تعتبر في المخيلة الإسرائيلية بيئة خصبة لبروز تهديدات أمنية قد تكون أكثر خطورة من تهديدات حركة حماس نفسها، وخصوصاً أن «إسرائيل» لن تجد عنواناً واحداً للتعامل مع تلك التهديدات، الأمر الذي سيغرقها لسنوات في مستنقع غزة، والآخر احتلال غزة بالكامل بما يتبعه من إدارة السكان ومعيشتهم، وكلا الأمرين يضر بمصلحة الأمن القومي الإسرائيلي على المديين المتوسط والبعيد.
كاتب ومحلل سياسي

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

رئيس الأركان الإسرائيلي يشدد على ضرورة تقصير أمد الحرب في غزة

نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير قوله إن الحرب لن تكون بلا نهاية، وإنه سيعمل على تقصير مدتها، وذلك بعد تزايد خسائر جيش الاحتلال من الضباط والجنود في معارك قطاع غزة.

وكان زامير قد أجرى تقييما، ووافق على خطط المعركة في القيادة الجنوبية، وفق ما ذكر بيان للجيش، حيث أوضح البيان أن زامير اجتمع مع قائد القيادة الجنوبية، اللواء يانيف آسور، لتقييم القتال الدائر والموافقة على خطط العمليات لمواصلة القتال في القطاع.

وتأتي تصريحات زامير مع تصاعد خسائر جيش الاحتلال المتواصلة في معارك قطاع غزة، حيث قُتل له 4 جنود وأُصيب 17 آخرون -بعضهم بجروح خطيرة- خلال المعارك المتواصلة في قطاع غزة.

في المقابل توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، الثلاثاء الماضي، بمواصلة الحرب حتى تحقيق جميع أهدافها، مكررا تعهّده بـ"هزيمة حركة (المقاومة الإسلامية) حماس"، وتحرير جميع الأسرى الإسرائيليين، وضمان "ألا تشكّل غزة تهديدا لإسرائيل بعد الآن".

وجاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات من إعلان مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة اثنين، إثر استهداف مركبة عسكرية من طراز "هامر" بعبوة ناسفة شمال قطاع غزة، وتحديدا في بلدة جباليا.

إعلان

وارتفع عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين إلى 861، بينهم 419 في العمليات البرية منذ بدء الاجتياح الأرضي في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق بيانات رسمية من الجيش.

وعادة يتبع جيش الاحتلال الإسرائيلي سياسة تعتيم إعلامي صارمة لإخفاء حجم خسائره الحقيقية، حيث تخضع الإعلانات عن القتلى والجرحى للرقابة العسكرية الصارمة، وتُعزى هذه السياسة إلى رغبة القيادة الإسرائيلية في الحفاظ على معنويات الجنود، وتفادي الضغط الشعبي لإنهاء الحرب، إضافة إلى الحفاظ على صورة الجيش أمام المجتمع الدولي.

مقالات مشابهة

  • نور الدين البابا: بالنسبة لموضوع الموقوفين صرحت خلال معركة ردع العدوان أن هناك ضباطاً من جيش ومخابرات النظام يتعاونون معنا ويسلموننا القطع العسكرية وأفرع الأمن، ما سهل وصول قوات ردع العدوان إلى المناطق السورية لتحريرها
  • عاجل | مجلس الأمن القومي الإيراني: سنهاجم منشآت إسرائيل النووية السرية بدقة إذا استهدفت منشآتنا النووية
  • “حماس”: العدو الإسرائيلي حول مراكز المساعدات لمصائد موت ممنهجة
  • خبير اقتصادي: دعم البنوك للصناعات المُدرة للدولار يعزز ميزان المدفوعات
  • خطط نووية ومخازن أسلحة أمريكية.. إيران تفكّ شيفرة الأمن القومي الإسرائيلي
  • وزير الأمن الإيراني: الوثائق النووية الإسرائيلية ستُنشر قريباً
  • WSJ: الهجوم الأوكراني بالطائرات المُسيرة كشف نقطة ضعف القوى العسكرية العظمى
  • عاجل. الاستخبارات الإيرانية تكشف أنها حصلت على آلاف الوثائق الحساسة عن المنشآت الإسرائيلية النووية
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يشدد على ضرورة تقصير أمد الحرب في غزة
  • من المغرب إلى خان يونس… شعوب تنتفض بوجه الحرب الإسرائيلية في غزة