عربي21:
2024-05-13@19:15:48 GMT

ضوء الأضواء الذي جاء غزة.. من أقصى المدينة

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

".. ما رأيته في أكبر جامعات أمريكا ما كنت أصدقه لو لم أره بنفسي، تضييق وانتهاكات وفض بالقوة واعتقالات وعنف وتخويف وتهديد وشيطنة للمحتجين على الحرب، وترهيب لوسائل الإعلام غير الحليفة والتضييق عليها.. تصاعد الاحتجاجات واتساع نطاقها مؤلم وفاضح للسردية الكاذبة، وهذا سر هذه الهستيريا".. هكذا علق الصديق الكريم عبد الفتاح فايد، مراسل قناة الجزيرة في أمريكا، على حركة طلاب الجامعات الأمريكية الفائرة الثائرة ضد إسرائيل والغرب، وما تفعله إسرائيل باسمهم واسم حضارتهم في غزة، من إبادة جماعية وتقتيل وتهديم وتدمير لكل شيء، كل شيء بالمعنى الحرفي و"التلمودى" إذا أردت.



* * *

وإذا كان الطلاب الآن يعكسون "القلب الجماعي" النابض بالحزن، الموغل في الألم على ما يرونه في غزة، فما سيفعله بعض الأساتذة سيكون بطبيعة الحال أعمق وأوسع تأثيرا، وسيكون هذا التأثير في مداه المديد حين يأتي صوته من عمق الأعماق، من شخصية يهودية جامعية مثل نعومي كلاين.. والتي ستستدعى في خطاب لها أهم وأخطر وأقوى ساعة في "تاريخ الشخصية اليهودية".. بل وفي تاريخ الإنسانية إذا جاز لنا أن نعتبر أن الشخصية اليهودية ما هي الا الشخصية الإنسانية في ضيقها وتمردها.. كما قال لنا أستاذ كل الأجيال د. عبد الوهاب المسيري (ت: 2008م) رحمه الله.
إذا كان الطلاب الآن يعكسون "القلب الجماعي" النابض بالحزن، الموغل في الألم على ما يرونه في غزة، فما سيفعله بعض الأساتذة سيكون بطبيعة الحال أعمق وأوسع تأثيرا، وسيكون هذا التأثير في مداه المديد حين يأتي صوته من عمق الأعماق
الحاصل أن د. كلاين ستحدثنا عن ساعة رجوع سيدنا موسى عليه السلام من ميقات ربه، إلى حيث وجد قومه الذين كان قد غادرهم للتو، وأخاه هارون بينهم. ذهب ليعود، أي ذهاب كان، وأي عود سيكون..!

ستقرأ لنا صاحبة كتاب "عقيدة الصدمة" ناعومي كلاين (54 عاما) هذه الساعة قراءة أخرى، قراءة تمثل "ضوء الأضواء" كما يقولون: ".. كنت أفكر في موسى، وغضبه عندما نزل من الجبل، ليجد بني إسرائيل يعبدون "عجلا ذهبيا"، هناك طريقة أقل حرفية لفهم هذه القصة، فالأمر يتعلق بالأصنام الكاذبة، يتعلق بميل الإنسان إلى عبادة ما هو دنيوي ولامع، والنظر إلى الصغير والمادي، بدل الكبير والمتعالي.."..

وتكمل كما جاء في خطابها الذي نشرته الجارديان البريطانية يوم الأربعاء الماضي (24 نيسان/ أبريل) ".. لا نحتاج ولا نريد وثن الصهيونية، نريد التحرر من المشروع الذي يرتكب الإبادة الجماعية باسمنا، نحن نسعى للتحرير من الدولة العرقية التي تريد أن يشعر اليهود بالخوف الدائم، حتى نركض إلى حضنها وتحت قبتها الحديدية.. لا يقتصر الأمر على نتنياهو.. بل العالم الذي أوجد نتنياهو.. عالم الصهيونية..".. هكذا قرأ العالم كله تلك الكلمات من امرأة يهودية.. لا تمثل ذاتها الشخصية أو الموضوعية أو العلمية فقط، بل تمثل الإنسانية كلها، الآن وأكثر من أي وقت مضى.

* * *

وسواء كان الإنسان يدرك الكذب أو لا يدركه، فإنه دائما على وعى بأنه على مشهد منه..

هكذا سيكون علينا في هذه الأيام، ونحن نتابع الحراك الذي يتسع كل يوم في الجامعات الأمريكية، أن نستعيد بالذاكرة مشهد مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد إيردان (53 سنة) وهو يرد على النبيل البرتغالى أنطونيو جوتيريش (75 عاما)، أمين عام الأمم المتحدة، يوم 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حين قال: "7 أكتوبر لم يحدث من فراغ".. قائلا له بكل ما يحمله طابعه من كراهية مكنونة للبشر: "أين تعيش يا رجل؟"..

ولن يكون مهما هنا أن نسأل عن شعوره وهو يرى ما يراه العالم.. وأين؟ في جامعات أمريكا.. بل وفي أكثرها وصلا واتصالا بهذا الصراع، جامعة كولومبيا، جامعة إدوارد سعيد (ت: 2003م) صاحب أحد أهم الأعمال الفكرية في القرن الماضي، كتاب "الاستشراق" الذي صدر سنة 1978م، والذي -وياللمفارقة- كان ينتظر 7 أكتوبر لتُقرأ صفحاته سطرا سطرا، وتتلى فصوله فصلا فصلا، في وجوه وعيون وتصريحات بايدن وبلينكن وسوليفان وباقي الجوقة في أوروبا..

كيف يجرؤ جوتيريش ويربط في هذا الصراع التاريخي الطويل أحداثه ببعضها بعضا؟ ما جاء منه، وما بُنى عليه..؟!!

لا أصل عندهم للصراع، ولا حروبه، ولا قراراته الأممية، ولا مؤتمراته الدولية، ولا أي شيء يمنحه قوة وامتلاء وزخما وحقا حقيقا..

القصة كلها بدأت يوم 7 أكتوبر، حيث كان السلام والرخاء يفترشان كل أراضي الضفة وغزة، بل وكانت الأمن والأمان يعمان المكان كله!!
إسرائيل/ الغرب، لا يريدان لأي شيء لهما فيه مصلحة كبرى وهامة، أن يتخذ أي شكل من "الوحدة والاتصال"، لأن هاتين الصفتين تمنحان أي حقيقة (مادية أو معنوية) قوة وصلابة، وتظهر وجه الحق فيها كشمس النهار، وهذه طبيعة الأشياء، كما هي دائما، وكما كانت دائما
لا تعليق بالفعل سوى أن هناك "صفة مفقودة" عند هؤلاء القوم في الغرب، وغائبة تماما في كل ما يقولونه ويفعلونه، وتلك الصفة هي "الإنسانية"!

* * *

وسنتوقف هنا قليلا أمام هسترة وهياج "إسرائيل/ الغرب" من جملة النبيل جوتيريش الشهيرة، والتي ستبقى ما بقي هذا الصراع: "7 أكتوبر لم يحدث من فراغ".

فإسرائيل/ الغرب، لا يريدان لأي شيء لهما فيه مصلحة كبرى وهامة، أن يتخذ أي شكل من "الوحدة والاتصال"، لأن هاتين الصفتين تمنحان أي حقيقة (مادية أو معنوية) قوة وصلابة، وتظهر وجه الحق فيها كشمس النهار، وهذه طبيعة الأشياء، كما هي دائما، وكما كانت دائما.

ولنا أن نتخيل أن إسرائيل، في أحد أهم أدوارها "الوظيفية"، هي لمنع اتصال الشرق الإسلامي بغربه، والذي هو أصلا، وكما سنتذكر، تم منع وحدته واتصاله جغرافيا وسياسيا بكل الألاعيب والمؤامرات، وما كانت قصة سايكس بيكو (1916م) كلها إلا لأن ذلك كذلك.

فهل تتخيل أن يسمح لك أحد بالحديث عن هذا الصراع الخطير كوحدة واحدة، وأحداث متصلة؟ وبما يكسبه قوة وصلابة، تظهر وتبين وجه الحق فيه؟

دعونا نتلو سطرا واحدا من "كتاب الحقيقة" كما حدثت، وكما هي: حماس انتصرت من يوم 7 أكتوبر وانتهت المهمة.. والباقي سينهض به الزمان.

twitter.com/helhamamy

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه جامعات الاحتجاجات إسرائيل إسرائيل امريكا احتجاجات فلسطين جامعات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا الصراع

إقرأ أيضاً:

مسرح الطفل.. أين ذهب؟!

لعل أوبريت "الليلة الكبيرة" إخراج صلاح السقا، هو الأشهر والأجمل والأكثر تأثيرا في مسرح الطفل، وقد عُرض على مسرح العرائس وتوفر تلفزيونيا وحقق جماهيرية وانتشارا ونجاحا منقطع النظير.

وقد كان الأوبريت من كلمات صلاح جاهين وتلحين سيد مكاوي وتصميم عرائس ناجي كامل، نعم كل هذه القمم تجتمع لأوبريت للأطفال، وقد كان هذا في زمن مضى يعكس اهتمام الدولة متمثلة في وزارة الثقافة بمسرح الطفل، فكان هناك مسرح العرائس المجاور لمسرح الطليعة في ميدان العتبة، وهو مسرح من أهم المسارح المعدة فنيا برغم صغر حجمه، ولكن هذا المسرح تحديدا كان جزءا مهما ومحببا في طفولتنا، لما قدم عليه الكثير من الأعمال المميزة للأطفال.

وأذكر أني حضرت كطفل وشاهدت مسرحية "شقاوة كوكو" من إخراج أحمد زكي، ولعل من أطرف المفاجآت كان هناك مشهد صغير جدا جدا لشاب بأجنحة يرتدي ثيابا بيضاء يطير ببطء من أقصى يمين المسرح في الخلفية إلى أقصى يسار المسرح، ولعل هذا المشهد أو الحضور -إن جاز لنا هذا التعبير- لا ينسى بالنسبة لي، وظل عالقا بذاكرتي يزورني من آن إلى آخر على مدار سنين طويلة، وبعد أربعين سنة اكتشف أن هذا المشهد الصامت الذي لم يتعد دقائق معدودات كان لطالب المعهد وقتذاك نور الشريف.

وبالطبع أذكر هذا لأوضح لأي مدى هي جدية الاهتمام بمسرح الطفل، فمخرج كبير كأحمد زكي يدقق في اختيار فريق التمثيل إلى الدرجة أن يأتي بطالب معهد واعد ليؤدي مشهدا صامتا لا يتعدى دقائق معدودات.. هكذا كان الاهتمام وتقديم أنضج الأعمال فنا، ولكن بدأ هذا الجمال يتلاشى، وبدأ السوس ينخر في مسرح الطفل، وأصبحت ميزانياته محدودة، مما ترتب علية تواضع طواقم التمثيل والإخراج حتى الدعاية أصبحت شحيحة سخيفة لا تحترم خيال الطفل.

وأصبح مسرح الطفل مأوى لكل من لا مهنة له، وساد الاستسهال في صناعته وأحجمت عنه الحركة النقدية، حتى الناجح النادر من أعماله لم يعامل نقديا كما يجب.

ولعل هذا أدى بدوره إلى تجريف كل الكفاءات وهروب المتبقي منها إلى الساحة الفنية الواسعة، والحقيقة المؤسفة أن مسرح الطفل مات وتم دفنه؛ قد يكون الإهمال إلى حد التواطؤ أو يكون الغباء الإداري، أو أن يكون كل هذا مجتمعا، ولهذا نطمح في مسرح طفل يخاطب خيال الطفل.

نريد أطفالا أذكياء لا أطفال أغبياء!!

مقالات مشابهة

  • رئيس الشاباك يقر بالفشل أمام هجوم حماس في 7 أكتوبر
  • مسرح الطفل.. أين ذهب؟!
  • انفجار مسيرتين مفخختين شمال إسرائيل
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: أتحمل مسؤولية الفشل في حماية مواطنينا في 7 أكتوبر
  • البابا تواضروس الثاني يشهد حفل مغتربي 6 أكتوبر
  • البابا تواضروس يشهد حفل مغتربي ٦ أكتوبر
  • رئيس أركان الاحتلال: أتحمل مسؤولية إخفاق الجيش في 7 أكتوبر
  • صنعاء القديمة مهدَّدة بالخروج من قائمة التراث العالمي
  • في تطورات هي الأخطر ..إسرائيل تطلب إخلاء مناطق جديدة في رفح
  • الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء مزيد من الأحياء شرق رفح