عربي21:
2025-05-30@21:46:51 GMT

ضوء الأضواء الذي جاء غزة.. من أقصى المدينة

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

".. ما رأيته في أكبر جامعات أمريكا ما كنت أصدقه لو لم أره بنفسي، تضييق وانتهاكات وفض بالقوة واعتقالات وعنف وتخويف وتهديد وشيطنة للمحتجين على الحرب، وترهيب لوسائل الإعلام غير الحليفة والتضييق عليها.. تصاعد الاحتجاجات واتساع نطاقها مؤلم وفاضح للسردية الكاذبة، وهذا سر هذه الهستيريا".. هكذا علق الصديق الكريم عبد الفتاح فايد، مراسل قناة الجزيرة في أمريكا، على حركة طلاب الجامعات الأمريكية الفائرة الثائرة ضد إسرائيل والغرب، وما تفعله إسرائيل باسمهم واسم حضارتهم في غزة، من إبادة جماعية وتقتيل وتهديم وتدمير لكل شيء، كل شيء بالمعنى الحرفي و"التلمودى" إذا أردت.



* * *

وإذا كان الطلاب الآن يعكسون "القلب الجماعي" النابض بالحزن، الموغل في الألم على ما يرونه في غزة، فما سيفعله بعض الأساتذة سيكون بطبيعة الحال أعمق وأوسع تأثيرا، وسيكون هذا التأثير في مداه المديد حين يأتي صوته من عمق الأعماق، من شخصية يهودية جامعية مثل نعومي كلاين.. والتي ستستدعى في خطاب لها أهم وأخطر وأقوى ساعة في "تاريخ الشخصية اليهودية".. بل وفي تاريخ الإنسانية إذا جاز لنا أن نعتبر أن الشخصية اليهودية ما هي الا الشخصية الإنسانية في ضيقها وتمردها.. كما قال لنا أستاذ كل الأجيال د. عبد الوهاب المسيري (ت: 2008م) رحمه الله.
إذا كان الطلاب الآن يعكسون "القلب الجماعي" النابض بالحزن، الموغل في الألم على ما يرونه في غزة، فما سيفعله بعض الأساتذة سيكون بطبيعة الحال أعمق وأوسع تأثيرا، وسيكون هذا التأثير في مداه المديد حين يأتي صوته من عمق الأعماق
الحاصل أن د. كلاين ستحدثنا عن ساعة رجوع سيدنا موسى عليه السلام من ميقات ربه، إلى حيث وجد قومه الذين كان قد غادرهم للتو، وأخاه هارون بينهم. ذهب ليعود، أي ذهاب كان، وأي عود سيكون..!

ستقرأ لنا صاحبة كتاب "عقيدة الصدمة" ناعومي كلاين (54 عاما) هذه الساعة قراءة أخرى، قراءة تمثل "ضوء الأضواء" كما يقولون: ".. كنت أفكر في موسى، وغضبه عندما نزل من الجبل، ليجد بني إسرائيل يعبدون "عجلا ذهبيا"، هناك طريقة أقل حرفية لفهم هذه القصة، فالأمر يتعلق بالأصنام الكاذبة، يتعلق بميل الإنسان إلى عبادة ما هو دنيوي ولامع، والنظر إلى الصغير والمادي، بدل الكبير والمتعالي.."..

وتكمل كما جاء في خطابها الذي نشرته الجارديان البريطانية يوم الأربعاء الماضي (24 نيسان/ أبريل) ".. لا نحتاج ولا نريد وثن الصهيونية، نريد التحرر من المشروع الذي يرتكب الإبادة الجماعية باسمنا، نحن نسعى للتحرير من الدولة العرقية التي تريد أن يشعر اليهود بالخوف الدائم، حتى نركض إلى حضنها وتحت قبتها الحديدية.. لا يقتصر الأمر على نتنياهو.. بل العالم الذي أوجد نتنياهو.. عالم الصهيونية..".. هكذا قرأ العالم كله تلك الكلمات من امرأة يهودية.. لا تمثل ذاتها الشخصية أو الموضوعية أو العلمية فقط، بل تمثل الإنسانية كلها، الآن وأكثر من أي وقت مضى.

* * *

وسواء كان الإنسان يدرك الكذب أو لا يدركه، فإنه دائما على وعى بأنه على مشهد منه..

هكذا سيكون علينا في هذه الأيام، ونحن نتابع الحراك الذي يتسع كل يوم في الجامعات الأمريكية، أن نستعيد بالذاكرة مشهد مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد إيردان (53 سنة) وهو يرد على النبيل البرتغالى أنطونيو جوتيريش (75 عاما)، أمين عام الأمم المتحدة، يوم 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حين قال: "7 أكتوبر لم يحدث من فراغ".. قائلا له بكل ما يحمله طابعه من كراهية مكنونة للبشر: "أين تعيش يا رجل؟"..

ولن يكون مهما هنا أن نسأل عن شعوره وهو يرى ما يراه العالم.. وأين؟ في جامعات أمريكا.. بل وفي أكثرها وصلا واتصالا بهذا الصراع، جامعة كولومبيا، جامعة إدوارد سعيد (ت: 2003م) صاحب أحد أهم الأعمال الفكرية في القرن الماضي، كتاب "الاستشراق" الذي صدر سنة 1978م، والذي -وياللمفارقة- كان ينتظر 7 أكتوبر لتُقرأ صفحاته سطرا سطرا، وتتلى فصوله فصلا فصلا، في وجوه وعيون وتصريحات بايدن وبلينكن وسوليفان وباقي الجوقة في أوروبا..

كيف يجرؤ جوتيريش ويربط في هذا الصراع التاريخي الطويل أحداثه ببعضها بعضا؟ ما جاء منه، وما بُنى عليه..؟!!

لا أصل عندهم للصراع، ولا حروبه، ولا قراراته الأممية، ولا مؤتمراته الدولية، ولا أي شيء يمنحه قوة وامتلاء وزخما وحقا حقيقا..

القصة كلها بدأت يوم 7 أكتوبر، حيث كان السلام والرخاء يفترشان كل أراضي الضفة وغزة، بل وكانت الأمن والأمان يعمان المكان كله!!
إسرائيل/ الغرب، لا يريدان لأي شيء لهما فيه مصلحة كبرى وهامة، أن يتخذ أي شكل من "الوحدة والاتصال"، لأن هاتين الصفتين تمنحان أي حقيقة (مادية أو معنوية) قوة وصلابة، وتظهر وجه الحق فيها كشمس النهار، وهذه طبيعة الأشياء، كما هي دائما، وكما كانت دائما
لا تعليق بالفعل سوى أن هناك "صفة مفقودة" عند هؤلاء القوم في الغرب، وغائبة تماما في كل ما يقولونه ويفعلونه، وتلك الصفة هي "الإنسانية"!

* * *

وسنتوقف هنا قليلا أمام هسترة وهياج "إسرائيل/ الغرب" من جملة النبيل جوتيريش الشهيرة، والتي ستبقى ما بقي هذا الصراع: "7 أكتوبر لم يحدث من فراغ".

فإسرائيل/ الغرب، لا يريدان لأي شيء لهما فيه مصلحة كبرى وهامة، أن يتخذ أي شكل من "الوحدة والاتصال"، لأن هاتين الصفتين تمنحان أي حقيقة (مادية أو معنوية) قوة وصلابة، وتظهر وجه الحق فيها كشمس النهار، وهذه طبيعة الأشياء، كما هي دائما، وكما كانت دائما.

ولنا أن نتخيل أن إسرائيل، في أحد أهم أدوارها "الوظيفية"، هي لمنع اتصال الشرق الإسلامي بغربه، والذي هو أصلا، وكما سنتذكر، تم منع وحدته واتصاله جغرافيا وسياسيا بكل الألاعيب والمؤامرات، وما كانت قصة سايكس بيكو (1916م) كلها إلا لأن ذلك كذلك.

فهل تتخيل أن يسمح لك أحد بالحديث عن هذا الصراع الخطير كوحدة واحدة، وأحداث متصلة؟ وبما يكسبه قوة وصلابة، تظهر وتبين وجه الحق فيه؟

دعونا نتلو سطرا واحدا من "كتاب الحقيقة" كما حدثت، وكما هي: حماس انتصرت من يوم 7 أكتوبر وانتهت المهمة.. والباقي سينهض به الزمان.

twitter.com/helhamamy

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه جامعات الاحتجاجات إسرائيل إسرائيل امريكا احتجاجات فلسطين جامعات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا الصراع

إقرأ أيضاً:

إعلامي مصراتي: اللافي يتحمل مسؤولية فشل إعلام الحكومة وتعليماته كانت دائماً بالتركيز عليه

حمل الإعلامي الحسن باكير، من مدينة مصراتة، وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بحكومة الدبيبة، مسؤولية فشل إعلام حكومته، مؤكدا أن تعليماته كانت دائماً بالتركيز عليه.

ووجه باكير، في منشور مطول عبر حسابه على “فيسبوك” رسالة إلى رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، قال فيها:” الله العظيم كان فيه من بينهيلك مستقبلك السياسي أقسم بالله العظيم إلا وليد اللافي! وكتبتهلك من زمان يا ريّس!”.

وأضاف باكير، في رسالته:” ما هذا الضعف المتعمد في إعلام الحكومة رغم صرف الملايين والتي كان آخرها ميزانية 75 مليون دينار لقناة ليبيا الوطنية التي كنت رئيسا لقسم المراسلين فيها ولم نتقاض حقوقنا ومستحقاتنا حتى يومنا هذا وحتى بعد استقالتي منها؟”

وتابع:” دولة الرئيس تعليمات اللافي كانت دائما تأتينا للتركيز عليه بالدرجة الأولى دون غيره! في أنانية واضحة ولئم جائر وتفرد بالسلطة والقرار داخل شبكة إذاعة وتلفزيون قناة ليبيا الوطنية، حتى ملَّ كل الموظفين من تدخلاته وتنظيره واستعباده علينا في كل صباح وحسب المصلحة التي تخدمه وإن كان ظاهرها رحمة رئيس الوزراء ومشاريعه لكن باطنها عذاب شديد لمستقبلك السياسي”.

وتساءل باكير، في رسالته:” أين الناطق الرسمي باسم الحكومة؟، ما هذه المناشير التي تنشر على صفحة رئيس وزراء بحجم رئيس وزراء الدولة الليبية؟، ما هذا العبث يا دولة الرئيس؟”

واستطرد قائلا:” ما هذا التسيب في عدم تكليف ناطق رسمي باسم الحكومة يتابع يوميا مستجدات الأوضاع ويخرج على الصحفيين في مؤتمرات صحفية يومية لوضعهم في الصورة بكل جديد على مختلف الأصعدة!”.

واعتبر ما يحدث بالإهمال الكبير ومتعمد للحكومة ورئيسها يصحبه تخبط كبير وواضح من قبل مستشارين دولته الذين أثبتوا فشلهم الذريع في قرارات عدة أخرها تكليف الاَّ عابد والأجوف الجويفي وزيرين لحقيبتين تعتبران من أهم الوزارات بعد الدفاع والداخلية والصحة!

وأوضح باكير، في رسالته قائلا:” يا دبيبه نيتك ونية ذلك الخبيث مش سوا!، إنت طيب وعلى نيتك وهو يخدم على نهايتك من زمان راهو وراجع حساباتك معاه ولعلَّ خروج المنقوش مع صديقة ذلك الوزير المراهق خديجة بن قنة في تصريحات اللقاء مع وزير خارجية الكيان كانت البداية الحقيقية لنهاية حكومتك شعبياً!”.

وأكد باكير، أن بيت الدبيبة الحكومي يحتاج لترتيب جديد وقوي وفي أسرع وقت ومشكلته أن من حولك لضعفهم ولانعدام خبراتهم ومؤهلاتهم العلمية ولخوفهم من ترك مناصبهم وإن كان بعضها زمزكه على الفاضي وتشويههم للرجال الذين كانو يرجون أن يكونو معك على الأقل في مواطن القصور والضعف هم من كانو سببا في سقوطك سياسيا في أكثر من مرة لأنهم لا يريدون لك الخير ولا النجاح”.

وقال باكير، في رسالته للدبيبة:” بيتك الحكومي يحتاج إلى وضع من هم ثقة في دائرة صنع القرار، بدءً من الإعلام والاتصال إلى القنوات التابعة للحكومة إلى المنصات والصفحات التابعة لحكومتكم! فالأمر بات واضحاً وجلياً من النفوس الخبيثة التي لا زالت بجانبك!”.

ونوه بأن إعلام الدبيبة ضعيف وهزيل ومضحوك عليه والسبب ذلك الورم الذي يجب أن يستأصله اليوم قبل الغد وغداً تثبت لك صحة ما أقول فأنا شاهد على وقاحة ذلك السخيف!، متابعا”:” الله هذه نصيحة وأنت تعرفني جيداً لست من من استفادوا منك وطعنوك في الظهر يوم كنت في أمس الحاجة لهم!”.

واختتم باكير رسالته قائلاً:” نحن مع شرعيتك ومعك كونك آخر حكومة وطنية تنهي حالة الفوضى الحاصلة اليوم وتعبر بالبلاد إلى انتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة لكن مع هذه الوجوه التي معك لن يكون لحكومتك إلا الدمار والسقوط المدوي وهذا ما لا نرجوه ليس محبة في شخصك رغم احترامنا الكبير لك لكن احساسا بالمسؤلية والأمانة التي أعطيتها لأشباه رجال أكلوا الغلّه وسبّوا الملّه!”.

مقالات مشابهة

  • إعلامي مصراتي: اللافي يتحمل مسؤولية فشل إعلام الحكومة وتعليماته كانت دائماً بالتركيز عليه
  • العلاقي: الليبيون لم يفهموا أن الثورة عمل استثنائي وليس دائم
  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا
  • الخولي: مستقبل وطن مستعد دائما لخوض الانتخابات البرلمانية بخطة منهجية
  • ماذا نعرف عن مشروع التهويد الأخضر الذي تنفذه إسرائيل؟
  • الأرصاد: درجات الحرارة معتدلة نسبياً على أغلب مناطق البلاد
  • مصر أكتوبر: إسرائيل تواصل استفزاز العرب ومخططاتها لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية لن تمر
  • "التجارة".. 3 معايير لتشابه الأسماء التجارية و10 أيام حد أقصى لمعالجة الطلبات
  • في عيد ميلادها.. منال عبد اللطيف رحلة فنية وإنسانية بين الأضواء والحجاب
  • قصر ثقافة أبو سمبل.. منارة علمية جديدة في أقصى جنوب مصر