د. عبد المنعم فؤاد: برنامج شرح كتب التراث هو صمام الأمان أمام كل الهجمات الشرسة على تراثنا القيمد. هاني عودة: نستهدف شرح ٦٠ كتابا للتراث أسبوعيا خلال الفترة القادمة

 

استأنف الجامع الأزهر ، خطته العلمية عقب سهر رمضان المبارك بشرح كتب التراث الإسلامي ، والتي يستهدف شرح اكثر من ٦٠ كتابا طوال أيام الأسبوع، وذلك بتوجيهات كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، وبمتابعة مستمرة من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر ، والدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الرواق الأزهري والدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.

وقال د. عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، أن برنامج "شرح كتب التراث" يضم ٣٤ كتابًا، تُشْرَحُ على مدار الأسبوع، في العلوم العربية والشرعية، من تفسير وحديث وفقه وأصوله ونحو وصرف وبلاغة ونقد أدبي وتصوف وعقيدة وقراءات وتجويد، ومن المستهدف زيادة هذه الكتب إلى ٦٠ كتابًا في الأسبوع.

ولفت د. فؤاد، إلى أن فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، قد وجه بألا يقوم بشرح هذه الكتب في الجامع الأزهر، إلا كبار العلماء، والأساتذة بالأزهر الشريف، حيث يقومون فضيلتهم بإلقاء المحاضرات على مدار الأسبوع، ثم يُعْهَدُ بها إلى قسم المونتاج العلمي لمراجعتها، ومنه إلى المونتاج الفني لإعدادها للنشر على قناة الجامع الأزهر باليوتيوب، وصفحة الجامع الأزهر الموثقة بالفيس بوك، بحيث تكون المحاضرات متاحة للجمهور في كل بقاع الأرض في مدة أقصاها يومين من تاريخ إلقاء المحاضرة، حتى يتسنى لمن لا يستطيع الحضور، مشاهدتها في أي وقت.


وأضاف د عودة، أن حضارةَ أي أمة وازدهارَ علومها، مبنِي في الأساس على تراثها، فالعلوم نتاج أفكار، والعقل البشري تفكير متراكم، وخبرات مجتمعة، يُبنى بعضها على بعض، وتراث الأمة الإسلامية صرح شامخ من النور الذي كانت تستضيء به الدنيا ساعة أن كان العالم غير العربي يتعثر في ظلماته.

وتابع مدير الجامع الأزهر بمناسبة استئناف شرح كتب التراث قائلا: ولما كانت اللغة التراثية والمنهج العلمي يحتاج إلى بيان وشرح في ظل مستحدثات اللغة والعلوم، كان دور الجامع الأزهر الشريف شرح كتب التراث وبيان ما غمض منها لا لنفسه ولكن لتغير مستويات اللغة وتداخل العلوم، وكما يظهر من اسم البرنامج (شرح كتب التراث)، فإنه يهدف إلى إحياء كتب التراث المعتمدة الأصيلة في كل علم من علوم العربية والشريعة، وشرحها شرحًا وافيًا، لكل ما استشكل فهمه، وعزَّ على الناس تفسيره، حتى لا يكونوا عرضةً لكل متهجم على كتب التراث، ملصقًا بها تهمة الرجعية، وعدم مواكبة العصر.


وذكر د. هاني عودة ، بأن الحضور متاح للجميع، فيُسْمَحُ بحضور المحاضرات داخل الجامع الأزهر للجمهور رجالا ونساءً، بدون أي شروط، إذ يعتبر  برنامج "شرح كتب التراث" بمثابة صمام الأمان أمام كل الهجمات الشرسة على تراثنا القيم، وأزهرنا الشريف، فالإنسان عدو ما يجهل، فإذا اتضح المراد، وانجلى المقصود، أذعن الناس للحق.

وأضاف: إن المشككين في الدين الإسلامي وعلومه، يعتمدون على أن القراءة في زمننا المعاصر صارت شبه نادرة، ومهمتنا بيان هذه الكنوز، واستخراجها، وتقديمها على الوجه اللائق بها؛ حتى تتضح الصورة أمام كل ذي عقل، فلا يصبح فريسة لأي مدلس، أو حاقد، أو حاسد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجامع الازهر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف الجامع الأزهر

إقرأ أيضاً:

فؤاد شكر… قلبُ المقاومة وعقلُ الطوفان

عدنان عبدالله الجنيد.

من عليّ العلوِّ، ومحسن الإحسان، وشكر الوفاء، خرج قلبٌ بحجم أمة وروحٌ بحجم السماء.
هنا… حيث البقاع يرفع رأسه إلى السماء، وحيث الجبال تحفظ أنفاس الأبطال، خرج فؤاد شكر كالسيف المسلول من غمد التاريخ، يحمل على كتفيه وصايا الشهداء ورايات النصر.
لم يكن رجلًا عابرًا في دفتر الأيام، بل كان العاصفة التي تسبق الانتصار، والعقل الذي يرسم خرائط الميدان بمداد الدماء. في زمن المساومة والانكسار، جاء فؤاد شكر ليقول للأمة: الطريق إلى القدس لا يُرسم بالحبر… بل يُخطّ بالدم، ولا يُقاس بعدد الخطوات… بل بعدد الشهداء.

في زمن غابت فيه الأبطال، وقفت النبي شيت شامخة، تلد قلوبًا لا تعرف الهوان، ومنها خرج فؤاد شكر… عقل الطوفان، وقلب الثورة التي لا تهدأ، وصوت الدم الذي ينطق بالحق. هو ذاك الذي جعل من النصر رسمًا على جبينه، ومن الشهادة شعلةً لا تنطفئ، ومن المقاومة ملحمةً تُروى على ألسنة الأحرار.
فليشهد التاريخ أن العقول التي تُقتل لا تموت، وأن القلوب التي تُنزف تولد أجيالًا لا تعرف الاستسلام.

في سفوح النبي شيت، القرية البقاعية التي كانت وما تزال معقل العزّة ومصنع الرجال، حيث يمتزج هواء البقاع بعبق البارود، وحيث تُزرع في قلوب الفتيان بذور المقاومة كما تُزرع في الحقول سنابل القمح، وُلد رجل استثنائي سيصبح لاحقًا أحد أعمدة المقاومة الإسلامية وأدمغتها الفذة.
هناك، حيث التاريخ يسير جنبًا إلى جنب مع البطولة، خرج فؤاد علي شكر – السيد محسن – حاملاً إرثًا من الإيمان والصلابة، وممهورًا بوصايا الأبطال الذين سبقوه إلى ساحات الجهاد. من هذه الأرض التي أنجبت السيد عباس الموسوي، انبثق قلبٌ نابض وعقلٌ متّقد، سيخطّ اسمه في سجل الخالدين.

فؤاد القلب… علي العلو:

كان اسمه الأول فؤاد، والقلب في اللغة هو موضع الإحساس والعقل معًا، حيث تتلاقى المشاعر والفكر.
وقد كان قلبه بحجم أمة، ينبض بالإيمان، ويضخ العزيمة في شرايين الميدان.
أما علي، فهو العلوُّ والرفعة والشرف، وقد تجسدت فيه هذه المعاني حين ارتقى فوق كل الصغائر، وحمل راية الجهاد بيد لا تعرف الانكسار، ووقف شامخًا كالجبال التي تحتضن قريته.

محسن في فعله… شاكر في وفائه:

كان محسنًا في عمله إلى أبعد الحدود، يتقن التخطيط كما يتقن المجاهد حمل بندقيته، يزرع النجاح في كل مهمة أوكلت إليه، ويؤدي واجبه بأرقى صور الإحسان.
وكان شكرًا في وفائه، لا ينسى دماء الشهداء الذين سبقوه، من عباس الموسوي إلى عماد مغنية، وفاءً لمبادئهم واستمرارًا لطريقهم.
المؤسس والمقاتل الأممي:

وُلد في 25 نيسان 1961، وكان من الجيل المؤسس لحزب الله. برز منذ بداياته كقائد ميداني محنّك، أصيب في معركة خلدة عام 1982 وهو يذود عن تراب الوطن. لم يكن جهاده حبيس الجنوب اللبناني، بل حمل همّ الأمة إلى البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995، مناصرًا المستضعفين هناك في وجه آلة القتل الصربية، مؤكدًا أن المقاومة عقيدة لا تعترف بالحدود الضيقة.
مهندس العمليات النوعية:

قاد تأسيس الوحدة البحرية للمقاومة، وأشرف على عمليات نوعية هزت أمن الاحتلال، وكان العقل المدبر لعمليات الثأر بعد استشهاد السيد عباس الموسوي عام 1992.
وكان أحد أهم المخططين لعمليتي تصفية الحساب عام 1993 وعناقيد الغضب عام 1996، ورافق السيد حسن نصر الله في مفاوضاته غير المباشرة حينها.
في حرب تموز 2006، تجلت عبقريته العسكرية وهو يضع الخطط التي أربكت العدو، ليصبح في قاموس الاحتلال “كابوس التخطيط” و”اليد اليمنى للأمين العام”.
عقل الطوفان:

منذ طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023، كان شكر القائد المشرف على جبهة الإسناد اللبنانية، يمد غزة بالسلاح والخطط، ويحول جنوب لبنان إلى خاصرة مشتعلة تربك العدو.
إسرائيل والولايات المتحدة لاحقتاه لسنوات، وعرضت واشنطن خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، لكن قلب المقاومة ظل ينبض، حتى جاءت غارة الغدر الصهيونية في 30 تموز 2024، لتستهدفه في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.
الخاتمة:

رحل فؤاد شكر جسدًا، لكنه بقي عقل المقاومة المدبر وقلبها النابض.
بقي مثالًا للقائد الذي جمع بين عمق الفكر وصلابة الميدان، بين عليّ العلو ومحسن الإحسان وشكر الوفاء.
سلامٌ على النبي شيت التي أنجبته، وعلى كل بقعة من الجنوب حفظت خطاه.
وليعلم العدو أن كل فؤاد يُستشهد، يولد ألف فؤاد جديد… وأن دماء القادة هي نهر يسقي طريق القدس حتى يتحقق الوعد الحق.
“في الذكرى الأولى لرحيله: الرجل الثاني في حزب الله، المخطّط العسكري لحرب تموز، وصاحب البصمة الخفية في العمليات النوعية، وناصر المسلمين في البوسنة والهرسك”

مقالات مشابهة

  • فؤاد شكر… قلبُ المقاومة وعقلُ الطوفان
  • دور الأزهر الشريف في صيانة الشرع والمجتمع
  • الجامع الأزهر يناقش «حقوق الأبناء» في ملتقاه الفقهي: تكريم الإنسان يبدأ من الطفولة
  • الأمين العام لهيئة كبار العلماء: الصهاينة غاضبون من الأزهر الشريف وذلك يسعدنا
  • ستارمر سيكشف عن خطته للاعتراف بدولة فلسطينية
  • حضرموت الجامع يحذر من استغلال الإحتجاجات الغاضبة لفرض واقع يتعارض مع إرادة أبناء المحافظة
  • الأزهر الشريف يطلق قافلة مساعدات جديدة لإغاثة غزة
  • الكليات المتاحة بالمرحلة الأولى للشعبتين العلمية والأدبية في تنسيق 2025
  • هيئة مستشفى الثورة بالحديدة تنفي شائعات توقف المخيم الطبي المجاني لعلاج آلام العمود الفقري
  • بنات الغربية يتصدرن مشهد التفوق العلمي بالثانوية الأزهرية.. والمحافظ يكرمهن ويهديهن المصحف الشريف