مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية بـ3 أشياء
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
قال الكاتب الصحفي مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، إنّه وضع على عاتقه منذ أن توليه مسؤولية رئاسة تحرير الجريدة، تقديم أفضل ما لدى فريق العمل.
صحافة الرأي والتحليلوأضاف «عمار» خلال مداخلة ببرنامج «آخر اليوم»، المذاع على الراديو 9090: «قمنا أنا ومجلس التحرير بالكامل بتطوير العدد الوقي، وفردنا مساحات أكثر لصحافة الرأي والتحليل، وهو ما يحتاجه القارئ حاليًا، يريد أن يفهم ويعرف بماذا تفكر الدولة المصرية، وكيف تخطط لحاضرها ومستقبلها».
وتابع الكاتب الصحفي: «ضمينا في الوطن كبار الكتاب الصحفيين، مثل الكاتبة الكبيرة فريدة الشوباشي وسحر الجعارة، والدكتور خالد منتصر، عصام زكريا، ورفعت رشاد ومجموعة من الكتاب الشباب، واستطعنا صنع ملاحق أسبوعية تخصص للرأي والتعبير والتحليل للقارئ الذي يبحث عن المعرفة».
وتابع رئيس تحرير «الوطن»: «وفي 2024 نحن أمام ثورة تكنولوجية في عالم الصحافة، مع سطوع نجم الذكاء الاصطناعي، والدور الكبير التي تمثله المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر المعلومة، وسهولة الوصول وتبنينا 3 أشياء رئيسية في الجريدة».
بودكاست «الوطن»وختتم «عمار»: «الأولى هي بودكاست يقدمه مجموعة من المحللين والكتاب وصناع الرأي، والثانية هي المتابعة الخبرية لحظة بلحظة في كل محافظات الجمهورية من خلال خدمة الوطن لايف، والثالثة برامج الوطن التي تركت أثرًا طيبًا لكل المتابعين، وقدمت الجريدة 25 برنامجًا خلال شهر رمضان، ونستكمل الخريطة، ونعدكم أن الوطن سيظل إحدى قلاع الصحافة المصرية، ومصدر فخر وتشكل وعي وتنقل الحقيقية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الوطن جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
إياك ومقالات بيع الكلام!
في زمن السرعة وأهمية الوقت، تصعب عليك فكرة إضاعة دقائق في قراءة مقالة كنت تعتقد أنها جيدة فقط من عنوانها أو اسم كاتبها، لتجد نفسك بلا نتيجة فاعلة ولا حتى رأي مقنع عقب قراءتها.
فرصة تحويل البيانات إلى معلومات ومن ثم حقائق هي حِرفة الكاتب "الداهية" الذي يشبه دودة بحثية تحوم بين ثنايا البيانات والتصريحات وسطور الأخبار والكتب لتستخرج القديم وتربطه بالآن. ومن جهة أخرى، ترى كتابا ضاعت مقالاتهم بين محركات البحث الالكترونية المنسية بسبب ضعف التعبير عن رأيهم حيال موضوع ما، مفتقدين لقوة إقناع القراء بوجهات نظرهم نتيجة لغياب عناصر قوة المقالة التي أوجزها بثلاث نقاط:
أولا: حضور رأي الطرف الآخر: إذا لم تذكر وجهة نظر الطرف الآخر حيال موضوع المقالة فذلك ضعف. في كتاب "They say, I say" يقول الكاتبان "Cathy Birkenstein" و"Gerald Graff" إن أهم ما في المقالة المحكمة هي عرض رأي الآخر وتفنيده بقوة عبر حجج ومعلومات وأمثلة لا تقل عن ثلاث نقاط. فالقدرة على ذلك تقنع القارئ بقوة وجهة نظر كاتب المقالة مهما تعددت الآراء الأخرى.
ثانيا، التوثيق: تفتقر الكثير من مقالات الرأي لعنصر التوثيق وذكر المصادر ما قد يجعلها مقالة "تعبئة فراغ" و"بيع كلام" للقارئ. قد يرد أو يهاجم الكاتب مواقف الآخرين دون ذكر آرائهم في مقالته، أو دون الإشارة إلى مصدر معلوماته أو وضع علامات اقتباس لتلك الآراء. يختل بهذه الطريقة ميزان عدل عرض الآراء مناصفة أمام القارئ، فلا أنت تعرف من قال كذا وكيف ومتى قيل الكلام، إن كان صحيحا بالأصل. الكاتب "Lester Faigley" يذكر في كتابه "The Little Penguin Handbook": "يبني الكُتّاب مصداقيتهم بالاعتماد على مصادر موثوقة وتوثيقها بشكل مناسب".
ثالثا: غياب أرضية وخلفيات القصة التي يتطرق لها موضوع المقالة. قد يستند رأي المقالة على سلسلة أحداث تاريخية، تبيان هذا البعد الزمني للأحداث يعطي المقالة زخما معرفيا يفيد القارئ ليحدد قرب اقتناعه من عدمه برأي الكاتب. عن هذه النقطة قال الكاتب "Yuval Noah Harari" في كتابه: "Sapiens: A Brief History of Humankind": "لا يُمكن فهم الحاضر دون معرفة الماضي". فغياب خلفيات أو أرضية موضوع المقالة قد تجعل كاتبها يدور حول دوامه رأيه الخاص المطلق غير المدعوم بالمعرفة التاريخية الكافية.
الكاتب في المقالة يدافع عن أهمية رأيه حتى يكون مؤثرا، وصاحب قلم، ومعلما. لكن هذه مهمة صعبة جدا لمن يدركها ويكتب من باب المعرفة لا من باب الاستعراض. المعرفة التي تكلف بحثا وجهودا وعلاقات وطيدة بأطراف القصة أحيانا؛ تعد مهمة غير مستحيلة، وإن نجحت أصبح لهذا الكاتب عمودا ينتظره قراء جادون يهتمون برأي الآخر، والمصدر الموثق وخلفيات القصة.