ماذا أفعل في من ظلمني؟.. الشيخ الشعراوي: أمامك 4 طرق فاحذر الأخيرة
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
لاشك أن سؤال ماذا تفعل في من ظلمك ؟، يهم الكثيرين إن لم يكن الجميع، فالحياة الدنيا دار ابتلاء وشقاء ، والتعرض للظلم فيها أمر مسلم، باعتباره أحد أصعب الابتلاءات الدنيوية ، كما أن الظلم ظلمات يوم القيامة، كل هذا ومرارته تطرح سؤالا ماذا تفعل في من ظلمك ؟ بل ويجعله استفهام الجميع صغارًا وكبارًا، فالظلم أحد أصعب وأشد المصائب، لأنه يحرق القلب ويأكل في طمأنينة وسكينة المظلوم ويحرمه حقه، ومن نيران القهر المشتعلة في صدور المظلومين ينبع سؤال ماذا تفعل في من ظلمك ؟، لعل إجابته تبرد نارهم وتثلج صدورهم.
أجاب الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة رحمه الله ووزير الأوقاف الأسبق، عن سؤال : ( ماذا تفعل في من ظلمك ؟)، بأنه إذا سلط الله سبحانه وتعالى عليك شخصا جبارا ، فينبغي حينئذ أن تصبر على إيذائه، فإذا كان يؤذيك في حق ، حيث إن حبك للحق يجعلك تتحمل إيذاءه.
وأوضح “ الشعراوي” في إجابته عن سؤال: ( ماذا تفعل فيمن ظلمك ؟ )، أن هذا هو الابتلاء الذي قال الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه العزيز : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) الآية 31 من سورة محمد، لتبلون في أنفسكم وأموالكم إلى آخره، منوهًا بأن كل هذه اسمها بلاءات تحتاج جهاد.
وتابع: فقد ابتليت من شخص مثلي فلتسأل نفسك عن السبب وماذا فعلت به؟، فإذا لم تكن قد فعلت شيئًا به، فاعلم أن لك ربا سيأخذ لك حقك ، ولن يتركك ، فإذا استطعت أن تدفع مظلمتك بالتي هي أحسن، أو تعاقب بمثل ما عوقبت ، فاعمل ، لكن لاحظ أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ) الآية 126 من سورة النحل .
وأضاف: فانتبه لأن المثلية لا يمكن أن نضبطها، والله تعالى قال عاقب بمثل ما عوقبت، فمن صفعني على وجهي، فكيف أصفعه بالمثل وقد تكون قوتي أكبر، لا يمكن ضبطها، فهنا حتى لا ندخل في متاهة نسلمها لله عز وجل لقوله تعالى: (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) الآية 134 من سورة آل عمران، وهذا جهاد للنفس.
وأشار إلى أن ذلك في المصائب التي فيها غريم أمامك تكرهه، أما إذا كانت مصيبتك ليس فيها غريم ، مثلا مرض أو موت شخص عزيز فليس فيها غريم ولا دخل للشخص فيها، فتقول أن من أجراها عليك مادام ليس لك دخل يقصد بك الخير، يجوز يكفر به بعض السيئات أو غفلت عن ذكره فأراد أن يردك إليه ، لافتًا إلى أن الخصوم الشخصيين في منفعة دنيوية ، أو خصوم في دين الله تعالى يأتي منهم أذى، وهنا على الإنسان أن يجاهد نفسه بأن يذكرها أن بسبب هذا البلاء سيعوضني بجزيل الثواب فيما سيعاقب الله الظالم أشد عقوبة.
الظلمورد أن الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بينكم محرمًا، ومن أقبح الظلم أن يظلم المرء نفسه فيدسيها ولا يزكيها”، ويكون الظلم أعظم إذا وقع في الزمان والمكان المعظم، وقد عظم الله -تبارك وتعالى- الأشهر الحرم في: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ”.
سعادة الإنسان وحياته بالقيام بحقوق الله جل وعلا وبالقيام بحقوق الخلق، أما شقاوة الإنسان هي بتضييع حقوق الله وحقوق الخلق وظلمهم، فقال الله سبحانه وتعالى (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا ).
وورد أن من كان الله سبحانه وتعالى معه لا يخاف عليه، فالله شرع الشرائع وأحل الحلال وحرم الحرام وفصل الواجبات وبين الحقوق وألزم بها من أجل حماية الإنسان إصلاح الإنسان وحمايته من الظلم الذي يدمر الحياة ويسعد في حياته وبعد مماته.
وجاء أن تقوى الله تعالى بأداء حقوقه بالقيام بحقوق خلقه فالفوز لمن اتقى، قال جل من قائل ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ . وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )، وسنة الله جل وعلا في الخلق، أن الله تعالى ينصر الحق من الظالمين.
وورد أنه لا يحفظ من شرور الأعداء إلا الصبر وتقوى الله تعالى، لافتًا إلى أن الله عز وجل أوجب التعاون على الخير، والتراحم والتعاطف ونصرة المظلوم وبذل الخير وكف الشر والأذى.
وروي في الحديث عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).
و ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ».
عقوبة الظلمورد أن عقوبة الظلم وخيمة في الحياة الدنيا والآخرة، وقد بين الله -سبحانه وتعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ذلك، ومن عقوبة الظلم في الدنيا والآخرة ما يأتي:
الحرمان من الفلاح في الدنيا والآخرة، فالظالم لا يُفلح في الدنيا ولا وفي الآخرة، وذلك في نص القرآن الكريم، حيث يقول -تعالى-: (إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).سوء العاقبة، وفقدان محبة الله تعالى.الطرد من رحمة الله تعالى.الذل في الدنيا، وانكسار النفس، فيُسبّب الله تعالى الأسباب التي تذل الظالم حتى يستوفي حق المظلومين.نزع البركة من حياة الشخص الظالم، ومن ماله وأولاده، كما أنّ الله تعالى ينزع البركة من المُجتمع الذي ينتشر فيه الظلم والبغي، ويرسل عليه الأمراض وأشكال العذاب المختلفة.الانحطاط في نظر الخلائق؛ لأن النفوس جُبِلت على الإحسان لمن أحسن إليها، ومحبة ذلك، ولكنّ الظلم يُهيّئ للظالم السقوط من نظر الآخرين، وفقدان احترامهم وتقديرهم.دعاء المظلوم، فدعوة المظلوم تنتقل خلال السماوات لتصل إلى السماء السابعة، ويستجيب الله تعالى لها، فالظالم ينام ليله غير آبهٍ بظلمه، إلّا أنّ المظلوم يلجأ إلى الله تعالى ليأخذ له حقه، والله تعالى شديد الانتقام، فالظالم هدفٌ لدعوة المظلوم، ودعوته مُستجابةٌ كما بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ؛ فإنَّهُ ليسَ بينَها وبينَ اللَّهِ حجابٌ).الله - عز وجل- يصرفُ قلب الظالم عن الهداية، حيث يقول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ).الظالم ملعونٌ من الله عزّ وجلّ؛ حيث يقول الله تعالى: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).الظالِم محرومٌ من شفاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يوم القيامة.أنواع الظلمورد أن الظلم له أنواع عدة منها الظلم فيما يخصّ الله تعالى: على رأسه الكفر والشرك، فهذا الظلم من أعظم الأنواع بسبب عواقبه الوخيمة على الظالم، قال تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) الآية 13 من سورة لقمان ، ولا يغفر هذا الظلم سوى التوبة الخاصة قبل طلوع الشمس من مغربها، وقبل الموت.
ومن أنواع الظلم كذلك ، ظلم الإنسان لنفسه: يكون ذلك بارتكابه المعاصي، واكتسابه للآثام التي تدخله نار جهنم يوم القيامة، قال تعالى: (فمنهم ظالم لنفسه) الآية 32 من سورة فاطر، وهناك الظلم الواقع من الإنسان على أخيه الإنسان: حرّم الإسلام الظلم الذي يقع بين الناس، فقال تعالى: (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الآية 40 من سورة الشورى ، فقد حرّم الله تعالى الظلم على نفسه، وهو القادر، والقويّ، والمُتصرّف في كلّ شيء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ الشعراوي الظلم الله سبحانه وتعالى الله تعالى فی الدنیا من سورة تعالى ا ى الله الله ع
إقرأ أيضاً:
لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه؟.. انتبه لـ10 أسرار
لعل ما يطرح السؤال عن لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه ؟، هو كثرة هذا الأمر الذي من شأنه أن يزعزع إيمان البعض في قلوبهم ، حيث إنهم يرون أن العاصي كسب الدنيا ، بل إن ما يطرح سؤال لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه ؟ حاجة الجميع إلى سعة الرزق والغنى، ومن ثم ينبغي الوقوف على حقيقة لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه ؟.
قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا يمكننا أن نربط بين معصية الله ورزق العاصي، أو بين طاعة الله وضيق الرزق.
وأوضح " فخر " في إجابته عن سؤال: لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه ، فنحن نرى أناس ترتكب معاصي ومع ذلك أرزاقهم واسعة؟، أن هذه قضية تتعلق بنظرتنا القاصرة إلى الأمور الدنيوية.
ونبه إلى أنه لا يمكننا أن نربط بين معصية الله ورزق العاصي، أو بين طاعة الله وضيق الرزق، لأن هذه أمور ترتبط بحكمة الله سبحانه وتعالى التي لا نعلمها بالكامل، فالله سبحانه وتعالى قد يبتلي العبد بالتقليل من الرزق ليختبر صبره وشكره.
وتابع: بينما قد يفتح أبواب الرزق والنعيم أمام العاصي ليُمهله حتى لا يغتر بما لديه، ويظل في غفلته، منوهًا بأن ما نراه في الدنيا ليس مقياسًا نهائيًا لرضا الله عن العبد، فنحن لا نعلم ماذا كتب الله للعباد في الآخرة.
وأضاف أنه قد يُكرم الله العبد بمال واسع في الدنيا وهو عاصٍ، لكنه قد يعاقب في الآخرة جزاءً لتركه لشكر الله واستمراره في معصيته.. بينما العبد الطائع قد يُبتلى بشدة أو ضيق في الرزق، لكن ذلك قد يكون من رحمة الله به لاختبار صبره وإيمانه.
واستشهد بقول الله تعالى: ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخيرات بَل لاَّ يَشْعُرُونَ) الآية 55 من سورة المؤمنون، منوهًا بأن هذه الآية لتوضيح أن ما نراه في الدنيا من توسع في الرزق أو متاع لا يعني بالضرورة أن الشخص قريب من الله أو راضٍ عنه.
وأشار إلى أن الظن الدنيوي بأن المال هو من يُعد مقياسًا لنجاح الإنسان عند الله، لكن الخيرات الحقيقية هي ما يحصل عليه الإنسان في الآخرة، منبهًا إلى أن العيش الصحيح هو الحياة في الآخرة، أما الدنيا فزائلة، وما نبتغيه هو السعادة الحقيقية عند الله في دار الآخرة، لذلك يجب أن نتحلى بالبصيرة والبعد عن النظرة الضيقة لما يحدث في الدنيا.
لماذا الكافر يُمد له في الخير والتوفيقينبغي العلم بأن الله سبحانه وتعالى حكيم، وقد أخبرنا عن نفسه بهذا الاسم وما يتضمّنه من هذه الصفة في آياتٍ كثيرة في كتابه العزيز، والحكمة هي فعل ما ينبغي، وضع الأشياء في مواضعها، وهو سبحانه وتعالى أعلم بما يُقدّرُه من الأقدار.
وقد أخبرنا سبحانه في كتابه الكريم عن جانب حكمته تعالى في بسطه الأرزاق للكفّار وللمجرمين، وأنه إنما يفعل ذلك بهم ليزيدوا في آثامهم، فيستحقُّوا العقاب ولا تكون لهم حُجّة وعُذر عند الله تعالى.
وقال تعالى : {ووَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } الآية 178 من سورة آل عمران، فالله تعالى يبسط لهم الأرزاق ولكنّه بذلك يستدرجهم ويُمهلهم، ثم إذا جاء وقت العقاب عاقبهم بجميع ما قدّموا.
ولفت إلى أنه لم يكن لأحدهم عُذر أو حُجّة يحتجّ بها، وقد قال تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)} من سورة الطارق، ولكن ليس صحيحًا أن الله تعالى يمدُّهم بالتوفيق إن كنت تقصدين بذلك التوفيق إلى الطاعات والخير، أمَّا بالنسبة لقضاء حاجاتهم في الدنيا فذلك من جملة الأرزاق .
وورد أنه بالنسبة لأهل الإيمان والطاعة فإن الله سبحانه وتعالى يُعطي مَن يشاء منهم من هذه الدنيا، ويبسط له في الرزق، ويبتلي مَن يشاء منهم بالتضييق عليه في رزقه لحكمٍ جليلةٍ، فليس صحيحًا أن مَن آمن حُرم، والواقع العملي الذي نراه في حياتنا خير شاهد على ذلك.
وجاء أن كثير من المؤمنين قد بسط الله تعالى لهم الأرزاق، ولكنّ القضية كلّها أن الله تعالى لم يجعل هذه الدنيا ولا أرزاقها هي الثواب على الأعمال الصالحة، إنما الثواب على الأعمال الصالحة مُدّخرٌ في الدّار الآخرة، فقد يعمل الإنسان العمل الصالح ومع ذلك لا يبسط الله تعالى له رزقًا، لأن هذا الرزق ليس هو الجزاء على عمله الصالح، فالأرزاق يُقسِّمُها الله تعالى بحكمة وعلمٍ، فيبسُطُها لمن يشاء ويُضيِّقُ بابها على مَن يشاء، وله في ذلك الحكمة البالغة.
وورد أن هذا الذي ضيّق الله تعالى عليه رزقه فإنه إذا كان من أهل الإيمان والعمل الصالح قد وَعَدَه الله تعالى بأن يُعوّضه خيرًا ممَّا فاته في هذه الدنيا، فالفقراء يدخلون الجنّة قبل الأغنياء يوم القيامة بخمسمائة عام، ولك أن تتصوري النعيم الذي يتنعّم به هذا الفقير المؤمن قبل أن يدخل الغني من المؤمنين إلى الجنة.