جناح مصر في معرض أبو ظبي للكتاب يستعرض كواليس حياة نجيب محفوظ
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
شهد جناح مصر «ضيف الشرف» في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، اليوم الثلاثاء، ندوتين إحداهما للكاتب طارق الطاهر، والثانية للدكتور أحمد زايد رئيس مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد سليمان رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، وأدارهما الكاتب والباحث الأدبي إيهاب الملاح.
حياة نجيب محفوظ الوظيفيةدارت الندوة الأولى حول كواليس حياة نجيب محفوظ الوظيفية، وكيف أنه كان موظفًا مثاليًا بدرجة لا ينافسه فيها الكثير، حيث قضى ما يقارب 37 عامًا في الوظيفة العامة.
وقال الكاتب طارق الطاهر إنه استفاد من وثائق نجيب محفوظ، حيث بحث فيها 6 أشهر، مضيفا «دلتني على تتبع مساره الحياتي والمكاني والمرضي، ومع بعض الكتابات عنه مثل كتابات جمال الغيطاني وغيره، استطعت وضع رؤية لهذا الكتاب، وبداخل الكتاب وبالتدقيق فيه ما هو دال على تنقلاته بين وزارات ثلاث، وكيف كان يستعمل اسمه في التوقيع، وما صدر من قرارات باسمه تدل على قدر كبير له في عهد الثورة وما بعده»، كما ذكر مشاهدات من داخل تلك الوثائق التي مثلت تاريخا لا يقل عن التاريخ النقدي المكتوب عنه.
واستهل الندوة الثانية الدكتور أحمد زايد، رئيس مكتبة الإسكندرية، بالحديث عن أهمية المكتبة التي كانت قبل الميلاد وبعد الميلاد وإلى اليوم، ووضع لبنات في هذا الهرم الشامخ.
وأشاد بإمكانيات العاملين داخل المكتبة، حيث يرى بشكل خاص أنهم يختلفون عن العاملين في أية مؤسسة أخرى، لما لاقوه من تدريب ونظام يجعل مسيرة العمل تستمر بلا عوائق تذكر على خلاف مؤسسات أخرى.
وقال إن منظومة الإدارة إذا كانت جيدة من خلال إتاحة المعلومات وتدفقها تكون إدارة مبتكرة ومتجددة ومنتجة، ومن صعوبة الإدارة في المجتمعات العربية أنها تتحكم فيها الثقافة التقليدية الموروثة من المجتمعات القديمة كالذي يتحدث عنه نجيب محفوظ، ومن المناسب أن يعرف كل إنسان ما تستوجبه مسؤولياته، وأن يستغل الإنسان أية فكرة ولا يقف عند نجاح وحيد يظل يردده دون نجاح جديد يضيفه إلى تاريخ عمله، فيجب أن يكون عند المكلف بمسؤولية فكرة سابقة وأخرى لاحقة، وهذا مناط العمل الذي نقوم على تنفيذه في مكتبة الإسكندرية.
كما تحدث الدكتور محمد سليمان رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، عن مكتبة الإسكندرية التي تم إنشاؤها عام 2002 أمام عينه، حيث إنه من أبناء عروس البحر الأبيض، وأكد على سياسة الإدارة التي طرحها الدكتور أحمد زايد، وأن العمل داخل كيان المكتبة يتسم بالانضباط المحفوف بالخبرة والتدريب الذي يطور أداء المسؤول عن مهمته داخل المكتبة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أحمد زايد إيهاب الملاح المجتمعات العربية الوظيفة العامة بمكتبة الإسكندرية عروس البحر الأبيض قبل الميلاد محمد سليمان أبو ظبي مکتبة الإسکندریة نجیب محفوظ
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. نجيب سرور شاعر الألم الإنساني وصوت المقهورين
لم يكن مجرد اسم في سجل الأدب، بل كان وجدانًا حيًّا يكتب بالدمع والنبض، ويحمل في قصائده ومسرحياته صوت الإنسان البسيط، وهموم الذين لا تُلتقط صورهم في الصحف، ولا تُروى حكاياتهم في الأخبار، إنه الشاعر والمسرحي نجيب سرور، الذي تحل اليوم، الأحد، ذكرى ميلاده.
من قرية "إخطاب" في محافظة الدقهلية، خرج نجيب طفلًا يلاحق الحقول ويستمع لأغاني الفلاحين، فزرع في داخله منذ الصغر وعيًا مبكرًا بالبساطة، والجمال، والعدل.
التحق بكلية الحقوق أولًا، لكنه ما لبث أن انجذب لعالم الفن، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وهناك بدأ مشواره الحقيقي مع الكلمة، تلك التي آمن أنها قادرة على التغيير.
الشعر.. مرآة الوجدانلم يكن شعر نجيب سرور عاديًا أو مكرورًا، بل جاء كأنّه وثيقة وجدانية لشاعر يعاني ويتأمل ويحلل، دون أن يبتعد عن جوهر الشعر نفسه.
في ديوانه الشهير “التراجيديا الإنسانية”، يكتب عن الإنسان في لحظات ضعفه وقوته، عن الحيرة، والكرامة، والحلم، والحب، وكان دائمًا ما يُصرّ على أن الشعر ليس زينة لغوية، بل موقف من الحياة.
أما مجموعته “لزوم ما لا يلزم”، فقد مثّلت مرحلة متقدمة من تجربته، حيث استخدم اللغة العامية ليقترب أكثر من وجدان الناس، ويجعل الشعر متاحًا لمن لا يقرأ الشعر عادة.
نجيب سرور والمسرح.. الرؤية والرسالةإلى جانب الشعر، كان نجيب مسرحيًا بارعًا، كتب وأخرج عددًا من المسرحيات المهمة التي لا تزال تُدرّس وتُعرض حتى اليوم، مثل ياسين وبهية التي استلهم فيها التراث الشعبي المصري، ومسرحية آه يا ليل يا قمر التي تُعتبر من أنضج أعماله المسرحية.
في أعماله، كان يؤمن بأن المسرح ليس فقط تسلية، بل نافذة لفهم الذات والمجتمع، وفرصة لطرح الأسئلة العميقة عن العدالة والكرامة والهوية.
محطات من الألم والهدوءعانى نجيب سرور من فترات صعبة في حياته، شابها القلق والتعب النفسي، لكنه ظل مخلصًا لفنه حتى اللحظة الأخيرة، لم يتاجر بألمه، بل حوّله إلى طاقة إبداعية مذهلة، جعلت منه واحدًا من أكثر الشعراء قربًا من القارئ العادي.
توفي في عام 1978، في سنٍ مبكرة، لكن ما تركه من شعر ومسرح وفكر بقي خالدًا، يُلهم أجيالًا متعاقبة من الكُتاب والقراء.
إرثه الحيّفي ذكرى ميلاده، لا نُحيي نجيب سرور كواحد من شعراء الكلاسيكيات، بل كنبض إنساني حيّ، ما زال يحمل لنا مرآة نرى فيها أنفسنا بوضوح.
كان يؤمن بأن الفن رسالة، وأن الكلمة الطيبة لا تموت، بل تثمر على مهل، في عقول الناس وقلوبهم.
نجيب سرور لم يكن شاعر تمرد فقط، بل شاعر وجدان، لم يكتب ليعارض، بل كتب ليُضيء.