فقد وصل عناصر الشرطة، اليوم الأربعاء، محيط مبنى "هاملتون هول" الواقع داخل حرم جامعة كولومبيا في وسط مدينة نيويورك. اعتقال العشرات ثم بدأوا بدفع المتظاهرين إلى الخارج، قبل أن تقترب شاحنة من المبنى ويتسلّق شرطيون سلّماً لدخول قاعة هاملتون عبر إحدى نوافذها. فيما أفيد عن اعتقال الشرطة عشرات الطلاب، وسيطرتها على المبنى الذي كان يتحصن فيه المتظاهرون، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.

وأظهرت لقطات تلفزيونية مباشرة أفراد شرطة يرتدون خوذات وهم يدخلون الحرم الكائن بمنطقة مانهاتن الذي كان النقطة المحورية لاحتجاجات طلابية امتدت إلى عشرات الجامعات بأنحاء الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة.

كما احتشد عشرات من ضباط الشرطة الآخرين عند مخيم الاحتجاج القريب من القاعة، بينما وقف طلاب خارج الحرم الجامعي مرددين "عار، عار!".

كذلك هتفوا "فلسطين حرة حرة حرة".

وصرخ آخرون "دع الطلاب يذهبون". شفيق تطالب الشرطة بالبقاء في المقابل، أعربت إدارة الجامعة عن أسفها "لأن المتظاهرين اختاروا تصعيد الوضع عبر أفعالهم". وقالت في بيان إنه لم يكن أمامها من خيار بعدما علمت أن الطلاب احتلوا قاعة "هاميلتون هول" وخربوها.

كما أوضح متحدث باسم الجامعة أن مجلس الأمناء، اجتمع طوال الليل وحتى الصباح الباكر، وتشاور مع خبراء أمنيين وجهات إنفاذ القانون لتحديد أفضل خطة لحماية الطلاب ومجتمع كولومبيا بأكمله. بينما طالبت رئيسة الجامعة نعمت شفيق، من شرطة نيويورك البقاء داخل الحرم حتى 17 مايو المقبل.

 أتت تلك التطورات بعدما هدد مسؤولو الجامعة في وقت سابق بفصل الطلاب الذين استولوا على مبنى هاميلتون هول ليل الاثنين وحطموا النوافذ وعلقوا لافتة من الطابق العلوي كُتب عليها "قاعة هند"، في إشارة إلى طفلة فلسطينية (ست سنوات) قتلتها القوات الإسرائيلية في غزة.

أما خارج المبنى، وهو موقع اعتصامات طلابية مختلفة تعود إلى ستينيات القرن الماضي، فأغلق المحتجون المدخل بالطاولات وشبّكوا أذرعهم لتشكيل حاجز وهتفوا بشعارات مؤيدة للفلسطينيين. بينما أعلن رئيس بلدية نيويورك، إريك آدامز، ومسؤولو شرطة المدينة في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء أن "مثيري شغب من خارج الجامعة" حرضوا على الاستيلاء على هاميلتون هول، مضيفا أنهم مسجلون لدى سلطات إنفاذ القانون بإثارة الفوضى.

كما أشار آدامز إلى أن بعض الطلاب المتظاهرين لم يكونوا على دراية تامة بوجود "جهات خارجية" وسطهم.

وقال "لا يمكننا ولن نسمح بأن يتحول تجمع سلمي إلى مشهد عنيف لا يخدم أي غرض. لا يمكننا الانتظار حتى يصبح هذا الوضع أكثر خطورة. يجب أن ينتهي هذا الآن".

بدورها أوضحت الشرطة أنها استندت في استنتاجاتها هذه جزئيا إلى تكتيكات تصعيدية في الاستيلاء على المبنى، بما في ذلك التخريب واستخدام الحواجز لإغلاق المداخل وتدمير الكاميرات الأمنية.

وقبل ذلك أيضا، كانت الجامعة أعلنت أنها بدأت في وقف الطلاب الذين تحدوا الموعد النهائي لإخلاء مخيم الاحتجاج بعدما أعلنت إدارة الجامعة أن المحادثات مع قادة الاحتجاج التي استمرت أياما لتفكيك المخيم وصلت إلى طريق مسدود. شرارة التظاهرات يذكر أن جامعة كولومبيا شكلت نقطة انطلاق شرارة التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين قبل انتشارها على نطاق واسع.

فمنذ أكثر من عشرة أيام، انطلقت الحركة الطلابية من تلك الجامعة المرموقة، واتّسع نطاقها إلى جامعات عدة في الولايات المتحدة، بعدما اعتقلت الشرطة الأميركية نحو مئة طالب كانوا قد بدأوا احتلال مروج الجامعة غداة مداخلة لرئيستها في الكونغرس، دافعت فيها عن نفسها من اتهامات بمعاداة السامية في المؤسسة التعليمية. ومنذ ذلك الحين، أوقف مئات الأشخاص من طلاب وأساتذة وناشطين لفترة وجيزة ثم أفرج عنهم، واحتجز بعضهم ورُفعت شكاوى قضائية ضدهم في جامعات عدة في مختلف أنحاء البلاد.

 فيما شكلت تلك الاحتجاجات ضد حرب غزة التي أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين الفلسطينيين، تحدياً لرؤساء الجامعات الأميركية الذين يحاولون الموازنة بين الحق في حرية التعبير وشكاوى من أن التظاهرات انحرفت نحو معاداة السامية والتهديد بالعنف.

كما أدت إلى تصاعد حدة النقاش حول حرية التعبير ومعاداة الصهيونية، وما هي معاداة السامية. بينما اتّهم جزء من المجتمع الأميركي الجامعات الأميركية بعدم بذل جهود كافية لمكافحة معاداة السامية، ما أدّى إلى استقالة رئيستَي جامعة هارفرد وجامعة بنسلفانيا هذا الشتاء

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

هيئة تدريس الآداب والعلوم في “كولومبيا” تصوت لمصلحة حجب الثقة عن رئيسة الجامعة

الجديد برس:

صوتت هيئة تدريس الآداب والعلوم في جامعة كولومبيا الأمريكية، الخميس، لمصلحة حجب الثقة عن رئيسة الجامعة، مينوش شفيق، في علامة على تزايد المعارضة بشأن تعاملها مع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.

وبحسب صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، صوت 709 أساتذة من الهيئة، لمصلحة القرار، الذي قدمه فرع كولومبيا في “الجمعية الأمريكية غير الربحية لأساتذة الجامعات”، مضيفةً أن 65% من هؤلاء أعربوا عن عدم ثقتهم بشفيق.

وعلى الرغم من كون هذه الخطوة رمزية، فإنها تهدف إلى إبلاغ مجلس أمناء الجامعة، الذي يواصل دعمها، أن الثقة بشفيق “تأكّلت”.

وجاء في القرار أن انتهاك شفيق المتطلبات الأساسية للحرية الأكاديمية والحوكمة المشتركة، واعتداءها غير المسبوق على حقوق الطلاب، “يستدعيان إدانةً قاطعة”.

وفي القرار، انتقدت هيئة التدريس شفيق، بسبب قرارها السماح لشرطة نيويورك بإخلاء مخيم تضامني مع فلسطين المحتلة، في الـ18 من أبريل الماضي، على الرغم من رفض اللجنة التنفيذية لمجلس شيوخ الجامعة هذا الطلب بالإجماع.

كما انتقدتها لأنها فعلت ذلك مرةً ثانيةً، من دون استشارة مجلس الشيوخ، بحيث نزل ضباط الشرطة إلى الحرم الجامعي، الشهر الماضي، من أجل إبعاد المتظاهرين.

يُذكر أن رئيسة جامعة كولومبيا تولت مهماتها في هذا المنصب في يوليو الماضي. وفي الـ9 من أكتوبر الماضي، أي بعد يومين على بدء معركة “طوفان الأقصى”، أصدرت بياناً أبدت فيه دعمها الاحتلال، بحيث دانت هجوم المقاومة على “إسرائيل”.

وفي نوفمبر، علقت الجامعة عمل مجموعتين طلابيتين داعمتين لفلسطين، بحجة انتهاكهما السياسات التي تقضي بالحصول على إذن ومهلة 10 أيام قبل تنظيم أي فعالية.

ولاحقاً، في أبريل، عمدت شفيق إلى قمع الاحتجاجات الداعمة لفلسطين في حرم الجامعة، مستدعيةً شرطة مدينة نيويورك، التي نفذت مئات الاعتقالات.

وفي إثر ذلك، اتسعت الاحتجاجات لتشمل جامعات على امتداد الولايات المتحدة، وقوبلت بالعنف أيضاً. ولم تنحصر الاحتجاجات في الولايات المتحدة، بل وصلت إلى عدة دول أوروبية أيضاً.

مقالات مشابهة

  • اعتقال 19 طالبا بجامعة بنسلفانيا وبايدن يعد بسماع الطلاب
  • تظاهرة مساندة لفلسطين في واشنطن ونيويورك والشرطة تقمع وتعتقل عدد من المشاركين
  • كيف أنهت الجامعات الأمريكية احتجاجات الطلاب ضد الحرب في غزة؟
  • جامعة غينت البلجيكية تقطع علاقاتها بثلاث مؤسسات إسرائيلية
  • الحراك يتواصل بجامعات بريطانية وكلية في بلجيكا توقف التعاون مع مراكز إسرائيلية
  • هيئة تدريس الآداب والعلوم في “كولومبيا” تصوت لمصلحة حجب الثقة عن رئيسة الجامعة
  • الحراك متواصل بجامعات بريطانية وكلية في بلجيكا توقف التعاون مع مراكز إسرائيلية
  • قرار أكاديمي يحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا
  • حجب الثقة عن نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية.. التفاصيل الكاملة
  • تصويت لحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا