الموقف اليمني يعرّي الغرب العنصري
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
الجديد برس / مقالات/ غالب المقدم:
بات جليًا الاصطفاف الغربي الفاضح المتضامن مع همجية العدو الصهيوني وعدوانه على غزة، لكل من أراد أن يرى ذلك، كما أنه لا يحتاج لوقت حتى يكتشف مدى تجذر العنصرية الغربية المتعددة الأوجه المتنوعة الأشكال والأساليب التي تمارس على العرب والمسلمين وحدهم، لذا ندرك تمامًا أن الكيان الغاصب لن يوقف عدوانه طالما أن هنالك من يساعده ويمده بالعون من أبناء هذه الأمة الممزقة.
بعد أكثر من 200 يوم، من حرب إبادة وحشية يرتكبها الصهاينة بدعم وتمويل وتسليح مستمر ومتدفّق من النظام الصهيوني الحاكم في العقل الأمريكي، فإن الرعب الجاري منذ 8 أكتوبر الماضي، ليس القضاء على حماس، ولا استرداد الأسرى الإسرائيليين، ولا حلّ ما سموه الصراع العربي الإسرائيلي، والذي هو احتلال عنصري استيطاني متوحّش لأرض عربية وشعب فلسطين، ولكن الهدف الاستراتيجي أبعد من كل هذا وذاك بكثير.
إبادة أطفال غزة ورجالها ونسائها، وذلك الدمار وانتهاك كلّ المحرّمات دوليًا، ونسف كل المواثيق والعهود التي عرفتها البشرية خلال الحروب، كما أن الإسناد الغربي المقدم للكيان الغاصب والداعم الأكبر لجرائم الإبادة الجماعية، ما هو إلا تصور أمريكي يحاول إرعاب حركات المقاومة إن حاولت الوقوف بوحه المخطط الصهيوني الأمريكي الرامي لالتهام المنطقة برمتها، بأنه شكل من أشكال الانتحار، وهذا ما بدا جليًا بالتهديد الإسرائيلي بتحويل بيروت إلى غزة أخرى، لكن ما حدث كان مغايرًا تمامًا، وأن الأجدى للشعوب والأنظمة المجاورة هو البقاء متفرجة وصامتة على ما يتعرض له أبناء فلسطين، كي تبقى آمنة من وحشيّتهم التي لا تُبقي ولا تَذَر، لكن الشعب اليمني بقيادته الحكيمة الممثلة بالسيد القائد عبدالملك الحوثي، يحفظه الله، قلب كل التصورات، ومزق الرسائل المرعبة بالعمليات البحرية المستهدفة لسفن العدو ومن معه.
كما أن الموقف اليمني عرّى المواقف وكشف الحقائق وأزال الأقنعة عن السياسات، وأرجعها إلى وضعها الصحيح. كما أنه وضح للعالم حقيقة الولايات المتحدة المدعية كذبًا حماية الحقوق والحريات، وصيانتها للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي العام، وكل القوانين لحقوق الإنسان، بدعمها الكامل للكيان الإرهابي المجرم، وبأنها المورد الرئيسي لكلّ ما تحتاجه هذه المجازر الجماعية من أسلحة ودعم، بوعيٍ وتصميم لإبادة أكبر عدد من البشر، كما فعلت سابقًا مع سكان الولايات المتحدة الأصليين (الهنود الحمر)، وأنّ الرواية الأمريكية لا قيمة لها إذا ما وُضعت على المحك، ولا مصداقية لها أبدًا، مما جعل أصواتًا تعلو في دوائر القرار الأمريكي، المتحكّمة به أموال منظمة “أيباك”، تحاول كبح هذا الاندفاع الأمريكي الفج، الساند لكيان الأبارتهايد المحتل لفلسطين العربية، لتنفيذ إرهابه وجرائم حربه بهذه الوحشية.
كما وضح للعالم الحر أجمع حجم الفشل الذريع للأمم المتحدة وكلّ المنظمات الدولية التي تعتبر رسالتها “حماية حقوق الإنسان أينما كان”، ودورها المحدود، وسقوطها المريع الناجم عن دورها المنحاز للجلاد وليس مع الضحية منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن وحتى العدوان على غزة، وعجزها عن اتخاذ أيّة خطوة فعّالة تقود إلى إيقاف أبشع مجزرة تُرتكب بحق الإنسانية في تاريخنا الحاضر.
ولكن الأهم من ذلك كله هو تعرية الغرب الاستعماري، وسبب انحيازه التام للكيان الغاصب، وهو ما عجز معه عن إخفاء عنصريته المقيتة والمتجذرة في وجدانه ضد شعوب المنطقة كلها، سواء كانت عربية أو إفريقية، أو آسيوية، وتعريف الإنسان العربي أو غيره بأن الغرب ينظر لحياة الإنسان اللاغربي نظرةً دونية محتقرة لإنسانيته. ولذلك لا سبيل للخروج من دوائر نزيف الدم العربي لا سواه، إلا بفهم حجم الصراع مع العدو وميادين قتاله، وإعادة صياغتها من جديد، والتوحد صفًا واحدًا يلملم الجراح المتناثرة على الجسد العربي، وإلا فإن هذا الإرهاب سيستمر ولن يستثني أحدًا.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: کما أن
إقرأ أيضاً:
«محامون من أجل فلسطين»: الدعم الأمريكي لحماية إسرائيل مقبرة جديدة لحقوق الإنسان
أكد رئيس تحالف "محامون من أجل فلسطين" بسويسرا ماجد أبو سلامة، أن القرار الأمريكي بفرض عقوبات على 4 من قضاة المحكمة الجنائية الدولية يضع العالم أمام مرحلة جديدة من "مقابر حقوق الإنسان بيد أمريكية"، مثلما تشهده غزة الآن من ممارسات وحرب إبادة تعتبر مقبرة لكل القيم والقوانين الدولية.
وقال رئيس تحالف "محامون من أجل فلسطين" - في مداخلة مع فضائية "القاهرة الإخبارية" اليوم، الجمعة، "إن الممارسات الأمريكية الإسرائيلية تنتهك حقوق الإنسان بشكل واضح، وتقف الولايات المتحدة وحدها مع إسرائيل لحماية سيادتها وحماية ممارساتها دون وجه حق، حتى من خلال محاولات عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية للحيلولة دون محاسبة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو".
وأضاف أن تصريحات الاتحاد الأوروبي كانت صريحة فيما يخص العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وتقويض محاسبة إسرائيل في أروقة المحاكم الدولية، مشيرا إلى أن ما تستطيع المحادثات الأمريكية فعله هو داخل الأراضي الأمريكية فقط، لكن ليس لديها الكثير لتقوم به بأوروبا إلا من خلال دول قليلة تتعاون لحماية إسرائيل من المحاسبة.
وأوضح أن هناك ضغطا كبيرا ومقاومة شديدة ووعيا كاملا لحزم المسئولية والحفاظ على استقلالية محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، ورغبة عالمية في محاسبة إسرائيل، إلى جانب الصراع القانوني والسياسي على جميع المستويات من خلال المؤسسات الحقوقية والإغاثية والأمم المتحدة التي تؤيد قانونا محاسبة الولايات المتحدة وإسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت - أمس - عقوبات على أربعة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية على خلفية قضايا مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل، منها إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية الحرب في غزة.