هكذا استخدمت أمريكا الحركات التكفيرية والإسلاموفوبيا لتحقيق أهدافها!!
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
يمانيون/ تقارير
استخدمت الولايات المتحدة الإسلام السياسي الراديكالي المعروف بالحركات التكفيرية كأداة في استراتيجيتها لشن حرب القوة الناعمة ضد أوروبا، وأيضاً روسيا، عبر محاولة التأثير في السكان المسلمين في القوقاز وآسيا الوسطى.
خلال القرنين الماضيين، كان الإسلام هو الهوية الثقافة التي تم التلاعب بها من قبل الأنجلوسكسونيين، وبشكل رئيسي من قبل البريطانيين، ثم الأميركيين، لأغراض جيوسياسية؛ فبسبب تنافسهم مع روسيا خلال القرن التاسع عشر على الهيمنة العالمية، استخدم البريطانيون الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الفارسية والخانية الأفغانية كحاجز بين منطقة سيطرتهم في الهند والمحيط الهندي من ناحية وروسيا من ناحية أخرى، من أجل منع روسيا من التوجه جنوباً نحو المحيط الهندي والهند.
وقد اعتمد البريطانيون هذه الاستراتيجية خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين كجزء من خطتهم لدق إسفين بين الروس من جهة والعالم العربي الإسلامي من جهة أخرى.
الاستراتيجية الأميركية خلال الحرب الباردةبعد الحرب العالمية الثانية، نظرت الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط كجزء من استراتيجيتها المتكاملة لعزل وحصار الاتحاد السوفياتي وكتلة الدول الاشتراكية، في محاولة منها لمنع هذه الكتلة الأوراسية الضخمة من الوصول إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وكذلك إلى المحيط الهندي وطرق التجارة البحرية.
والجدير ذكره أن الشرق الأوسط، الممتد من شواطئ المحيط الأطلسي في الغرب إلى حدود الصين في الشرق، كان يخدم الاستراتيجية الأميركية القائمة أيضاً على منع أوروبا من الوصول إلى أفريقيا أو أداء دور مستقل عن الولايات المتحدة في الساحة الدولية.
ولهذا الغرض، استخدمت الولايات المتحدة الإسلام السياسي الراديكالي المعروف بالحركات التكفيرية كأداة في استراتيجيتها لشن حرب القوة الناعمة ضد أوروبا، وأيضاً روسيا، عبر محاولة التأثير في السكان المسلمين في القوقاز وآسيا الوسطى اللتين كانتا تحت الحكم السوفياتي.
لذلك، كان هذا جزءاً من استراتيجية واشنطن لتقويض الاستقرار في الاتحاد السوفياتي من خلال بطنها الرخو المتمثل بآسيا الوسطى، كجزء من محاولتها للانتصار في الحرب الباردة، وهو ما فعلته في النهاية.
ومن الجدير بالذكر أنَّ هذا الإسلام الراديكالي التكفيري استخدمته الولايات المتحدة أيضاً لمواجهة الأحزاب التقدمية القومية واليسارية في جميع أنحاء العالم العربي التي كانت مناهضة للإمبريالية. ولهذا الغرض، نرى أن الأميركيين استخدموا الحركات التكفيرية ضد الأنظمة العربية التقدمية مثل مصر عبد الناصر خلال الستينيات أو سوريا الأسد خلال السبعينيات والثمانينيات، أو العراق، أو النظام الاشتراكي العلماني في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي.
إضافة إلى ذلك، عادت الولايات المتحدة أيضاً إلى هذه الاستراتيجية المبنية على تعاليم الحكم الاستعماري البريطاني الذي كان أول من رعى الحركات التكفيرية في مصر وسوريا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي كجزء من استراتيجيتها لتعزيز نفوذها ضد القوميين واليساريين، وأيضاً ضد حزب الوفد ذي الشعبية الكبيرة في مصر خلال العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي.
كذلك، فهي دعمت جماعات صنفت على أنها إسلام سياسي في سوريا خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي في مواجهة سلطات الانتداب الفرنسي في سوريا من جهة أخرى، وأدى ذلك إلى خلق نسخة أنجلوسكسونية من الحركات الإسلامية، وهي تلك التي ستتخذ طابعاً تكفيرياً، وستشكل وفقاً لبنية تتناسب مع المصالح والأجندة الجيوسياسية لبريطانيا العظمى، ومن ثم الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
الاستراتيجية الأميركية بعد الحرب الباردةبعد انتهاء الحرب الباردة، أرادت الولايات المتحدة السيطرة على منطقة الشرق الأوسط الممتدة من شواطئ المحيط الأطلسي غرباً وصولاً إلى حدود الصين شرقاً، وذلك من أجل السيطرة على المنطقة التي تتقاطع بها الطرق الدولية الكبرى البرية والبحرية، وهذا يخدم الاجندة الأميركية، فعبر السيطرة على المنطقة التي تتقاطع فيها طرق التجارة العالمية، يمكن للولايات المتحدة السيطرة على التجارة الدولية، وبالتالي فإن هذا يخدم استراتيجيتها القاضية بالهيمنة على العالم.
ولهذا الغرض، لم تكن واشنطن تريد السيطرة على هذه المنطقة فحسب، بل حاولت أيضاً الترويج لنوع معين من الإسلاموفوبيا هذه المرة كجزء من خطتها لخلق أسطورة معينة مفادها أن هناك تهديداً قادماً من الإسلام ضد الحداثة وضد الحضارات الأخرى المجاورة لها، مثل أوروبا الكاثوليكية والبروتستانتية، وروسيا الأرثوذكسية، والصين الكونفوشيوسية، والهند الهندوسية، وأفريقيا المسيحية جنوب الصحراء الكبرى، من أجل تعزيز استراتيجيتها التي تهدف إلى دق إسفين بين أوروبا وشمال البحر الأبيض المتوسط من جهة، وأفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط في الجانب الآخر، وهذا ما نستشفه من كتاب صامويل هنتنغتون حول صراع الحضارات، وكتابات برنارد لويس المعادية للإسلام والمحذرة من عنف متأصل في الدين الإسلامي.
استخدام الإسلاموفوبيا ضد أوروباكان من شأن هذا أن يخدم غرض الولايات المتحدة المتمثل في عزل أوروبا عن الوصول إلى أفريقيا، بحيث تضطر أوروبا إلى الحصول على موافقة واشنطن من أجل الحفاظ على نفوذها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
إضافة إلى ذلك، أرادت الولايات المتحدة استخدام الشرق الأوسط كجزء من استراتيجيتها لتحويل انتباه الأوروبيين الغربيين من أفريقيا إلى أوروبا نفسها، وكان هذا هو السبب الذي دفع الولايات المتحدة إلى الترويج لأجندة أدت إلى حرب أهلية في يوغوسلافيا السابقة باستخدام الإسلاميين المتطرفين في الحرب ضد صربيا ويوغوسلافيا، والتي أدت في النهاية إلى تفكك يوغوسلافيا إلى دول مختلفة، وإنشاء البوسنة والهرسك تحت الحماية الأميركية.
والجدير ذكره أن منطقة البلقان ينظر إليها جيوسياسياً على أنها امتداد للشرق الأوسط بحكم خضوعها للحكم العثماني 6 قرون. بعد ذلك، روجت الولايات المتحدة حركة انفصالية في كوسوفو عبر إثارة النعرات بين المسلمين الألبان والأورثوذوكس الصرب لبناء قاعدة عسكرية في كوسوفو هي الأكبر للولايات المتحدة في أوروبا، وذلك للانطلاق بسياسات تهدد الاستقرار في أوروبا من جهة، وفي حوض البحر الأسود من جهة أخرى.
وكان هذا يشكل جزءاً من استراتيجيتها لخلق رهاب الإسلام في أوروبا والتأثير في الاستقرار الأوروبي وأوروبا، وهذا يعني أن أوروبا سوف تعتمد على الولايات المتحدة في ضمان أمنها بما يحرمها من فرص أن تكون مستقلة سياسياً عن واشنطن.
استخدام الإسلاموفوبيا ضد روسياإضافة إلى ذلك، استخدمت الولايات المتحدة الإسلاموفوبيا كجزء من استراتيجيتها لخلق شرخ بين مسلمي القوقاز وآسيا الوسطى من جهة والسكان الأرثوذكس الروس من جهة أخرى، وذلك لتحويل هاتين المنطقتين إلى قواعد لزعزعة الاستقرار، وتقسيم روسيا إلى العديد من الدول الصغيرة التي سيكون من السهل السيطرة عليها من قبل الولايات المتحدة، وهذا يفسر سبب دعم الولايات المتحدة للحركة الانفصالية في الشيشان التي تسببت في حرب الشيشان الأولى في مطلع التسعينيات والحرب الشيشانية الثانية في العقد الأول من القرن العشرين.
تم احتواء هذه الحركة الانفصالية من قبل الروس، ليس باستخدام القوة فحسب، ولكن أيضاً من خلال مد اليد نحو الإسلام والسكان المسلمين تحت حكم الرئيس فلاديمير بوتين، ومن خلال الترويج لبعض جماعة الإخوان المسلمين الأرثوذكسية في القوقاز وآسيا الوسطى.
أداة ضد الصين والهندكما حاول الأميركيون استخدام الإسلام الراديكالي والإسلاموفوبيا لدق إسفين بين الشرق الأوسط من جهة والصين من جهة أخرى، من خلال الترويج للإسلام الراديكالي ليصبح جوهر الحركة الانفصالية في شمال غربي الصين في منطقة شينجيانغ، كجزء من استراتيجية واشنطن المتمثلة في خلق عدم الاستقرار داخل الصين ومحاصرتها بمجموعة من المناطق غير المستقرة والأزمات في استراتيجية على شكل حرف C يعرفها الصينيون.
إضافة إلى ذلك، خلقوا أزمة في ميانمار بين البوذيين والسكان المسلمين كجزء من الإستراتيجية الأميركية لخلق عدم الاستقرار، ليس في ميانمار فحسب من أجل منع وصول الصين إلى المحيط الهندي، ولكن أيضاً في منطقة يونان الصينية في جنوب شرقي الصين، كجزء من استراتيجية الولايات المتحدة الرامية إلى تقويض السيادة الصينية وزعزعة الاستقرار في منطقة التبت التي تحدها منطقة يونان من الشرق ومنطقة شينجيانج من الغرب.
وأخيراً، أنشأت الولايات المتحدة نوعاً من رعاية القومية الهندوسية في الهند التي يمثلها حزب بهاراتيا جاناتا الذي يقود أجندة معادية للإسلام، إلى جانب الرعاية التاريخية التي تقدمها الولايات المتحدة للمتطرفين التكفيريين في أفغانستان وباكستان والهند نفسها، كجزء من الأجندة الأميركية لدق إسفين بين الهند من جهة، والعالم العربي الإسلامي من جهة أخرى.
واللافت أن الأميركيين يحاولون تعزيز الإسلاموفوبيا من خلال دعم ورعاية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش وجماعة بوكو حرام والجماعات الإرهابية الأخرى التي ترفع راية أيديولوجية متطرفة في دول جنوب الصحراء الكبرى، وذلك في إطار المساعي لدق إسفين بين شمال أفريقيا ذي الغالبية العربية المسلمة ومنطقة جنوب الصحراء الأفريقية ذات الغالبية الأفريقية المسيحية.
كل هذا يندرج في سياق المحاولة الأميركية لدق إسفين بين العالم العربي الإسلامي من جهة، والحضارات المجاورة مثل الكاثوليك والبروتستانت الأوروبيين، والأرثوذكسية الروسية، والصينية الكونفوشيوسية، والهنود الهندوس، والأفارقة المسيحيين، من جهة أخرى، وهذا يخدم الاستراتيجية الأميركية، ليس في خلق التوتر والصدع بين الشرق الأوسط فحسب من جهة، وهذه الحضارات أو المناطق من جهة أخرى، ولكن يشكل أيضاً جزءاً من استراتيجية جعل منطقة الشرق الأوسط معتمدة فقط في علاقاتها على الولايات المتحدة، ما يسهل سيطرة واشنطن عليها، وبالتالي ترك الولايات المتحدة السيد الوحيد على طرق التجارة الدولية التي من شأنها أن تخدم هدفها النهائي في البقاء مهيمنة على العالم.
التلاعب بالحضارة الإسلاميةوهكذا نرى أن بريطانيا والولايات المتحدة حاولتا طوال القرنين التاسع عشر والعشرين التلاعب بالحضارة والهوية الثقافية الإسلامية عبر خلق حركات تكفيرية تشكل أدوات لسياساتها.
وطوال فترة الحرب الباردة، قامت الولايات المتحدة باستخدام الإسلاميين المتطرفين المتمثلين بالحركات التكفيرية في حربها ضد الحضارات والكتل الأخرى التي تعتبرها خطراً على هيمنتها العالمية، وعلى رأسها الكتلة الاشتراكية.
وبعد انتهاء الحرب الباردة، استخدمت واشنطن الحركات الراديكالية التكفيرية كذريعة لاحتلال أفغانستان في العام 2002، ثم نشر قواعدها في عدد كبير من بلدان الشرق الأوسط، بحجة مكافحة الإرهاب من أجل السيطرة على الشرق الأوسط ودق إسفين بينه وبين الحضارات الأخرى.
وقد كان أفضل رد لمواجهة هذه الاستراتيجية بقيادة الروس الذين أصبحوا على دراية بهذه الاستراتيجية الأميركية، والذين كانوا أول من مدوا أيديهم نحو بناء جسر مع العالم العربي الإسلامي من خلال بناء علاقات جيدة بشكل رئيسي مع السكان المسلمين في القوقاز وآسيا الوسطى، ومن خلال بناء علاقات جيدة مع الدول العربية الإسلامية في الشرق الأوسط مثل الجزائر ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران.
ويبدو أن الصين تسير على الدرب نفسه عبر ضم الدول آنفة الذكر إلى منظمة بريكس للتعاون الاقتصادي، والتي تشكل منصة برعاية روسية وصينية للعلاقات الاقتصادية والسياسية بديلة من العلاقات الدولية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة والغرب.
نقلا عن الميادين نت #الإسلاموفوبيا#الاتحاد السوفياتي#الحرب الباردة#الحضارة الإسلامية#حركات التكفيرأمريكاأوروباالصينالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الاستراتیجیة الأمیرکیة هذه الاستراتیجیة الولایات المتحدة استخدام الإسلام المحیط الهندی من استراتیجیة الحرب الباردة إضافة إلى ذلک القرن الماضی جنوب الصحراء الشرق الأوسط السیطرة على من جهة أخرى المتحدة فی من القرن من خلال من قبل من أجل
إقرأ أيضاً:
الكويت… دبلوماسية الحكمة في زمن الأزمات
#سواليف
#الكويت… #دبلوماسية #الحكمة في #زمن_الأزمات
دراسة دولية توثق الدور القيادي للكويت في الوساطة الإقليمية
في وقت تتسارع فيه الأزمات وتتعقد فيه الصراعات في الشرق الأوسط، تبرز دولة الكويت كنموذج مختلف في إدارة السياسة الخارجية، قائم على الحكمة، والاعتدال، وتغليب لغة الحوار على منطق الصدام. هذا ما أكدته دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة Contemporary Review of the Middle East الدولية المحكمة، الصادرة عن دار النشر العالمية SAGE، والتي وثقت الدور المحوري للكويت كوسيط إقليمي فاعل رغم كونها دولة محدودة من حيث الحجم والقوة العسكرية.
مقالات ذات صلةوتُعد مجلة Contemporary Review of the Middle East من أبرز المجلات الأكاديمية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، وتحظى بسمعة علمية رفيعة، حيث لا تنشر إلا أبحاثًا تخضع لتحكيم دقيق، ما يضفي على هذه الدراسة وزنًا علميًا وسياسيًا خاصًا، ويعكس تقدير الأوساط البحثية الدولية للتجربة الكويتية.
الدراسة، التي جاءت بعنوان:
«الكويت كوسيط إقليمي: دبلوماسية الدولة الصغيرة والقوة الناعمة في صراعات الشرق الأوسط»،
أعدّها كل من الاستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة ،استاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك والطالب بندر ماجد العتيبي، وقدمت تحليلًا معمقًا للسياسة الخارجية الكويتية، مبيّنة كيف استطاعت الكويت أن تحجز لنفسها مكانة مؤثرة في ملفات إقليمية بالغة التعقيد.
وركزت الدراسة على أزمة الخليج عام 2017 بوصفها اختبارًا حقيقيًا للدبلوماسية الكويتية، حيث أشارت إلى أن القيادة الكويتية لعبت دورًا محوريًا في الحفاظ على الحد الأدنى من التماسك داخل مجلس التعاون الخليجي، ومنعت الانزلاق نحو قطيعة دائمة بين الأشقاء. واعتمدت الكويت، وفق الدراسة، على سياسة النفس الطويل، والوساطة الهادئة، والابتعاد عن التصعيد الإعلامي، ما أسهم لاحقًا في تهيئة الأرضية لمصالحة خليجية أعادت التوازن إلى البيت الخليجي.
كما تناولت الدراسة الدور الكويتي في الملف اللبناني، حيث سعت الكويت إلى احتواء التوترات بين لبنان ودول الخليج، مستندة إلى رصيدها الإنساني، ونهجها القائم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأشارت إلى أن الكويت استطاعت، عبر أدوات القوة الناعمة والمساعدات الإنسانية والدعم التنموي، أن تحافظ على صورتها كدولة حريصة على استقرار المنطقة لا على تصفية الحسابات السياسية.
وأشادت الدراسة بشكل واضح بـ القيادة الكويتية، التي أرست هذا النهج الدبلوماسي المتزن، وعلى رأسها إرث سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، والذي يُنظر إليه دوليًا باعتباره «قائد العمل الإنساني» وصاحب مدرسة فريدة في الدبلوماسية الهادئة. وأكدت الدراسة أن هذا النهج لم يكن ظرفيًا، بل تحوّل إلى سياسة دولة ومؤسسة راسخة، تواصل الكويت الالتزام بها في تعاملها مع مختلف الأزمات الإقليمية.
ورغم إشادتها بالدور الكويتي، لم تغفل الدراسة التحديات التي تواجه أي جهد وساطي في الشرق الأوسط، مثل تعقّد الصراعات، وتدخل القوى الإقليمية والدولية، والانقسامات الطائفية والسياسية. إلا أنها خلصت إلى أن الكويت نجحت في ترسيخ نفسها بوصفها وسيطًا موثوقًا ومحترمًا، وهو إنجاز استراتيجي في بيئة إقليمية شديدة الاستقطاب.
وسلطت الدراسة الضوء على الإسهام الأكاديمي للدكتور محمد تركي بني سلامة، أحد أبرز الباحثين العرب في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والذي قدّم من خلال هذا العمل قراءة علمية متوازنة تجمع بين التحليل النظري والواقع السياسي، بما يعزز حضور البحث العلمي العربي في المجلات الدولية المرموقة.
وتخلص الدراسة إلى أن التجربة الكويتية تمثل درسًا مهمًا في دبلوماسية الحكمة، وتؤكد أن النفوذ الحقيقي لا يُقاس بالقوة العسكرية فقط، بل بالقدرة على بناء الثقة، وإدارة الخلافات، وتقديم نموذج أخلاقي في السياسة الدولية، وهو ما جعل الكويت تحظى باحترام واسع إقليميًا ودوليًا .
للاطلاع على نص الدراسة
اضغط على الرابط ادناه
https://www.researchgate.net/publication/398492130_Kuwait_as_a_Regional_Mediator_Small-_state_Diplomacy_and_Soft_Power_in_Middle_Eastern_Conflicts