ثورة الطلبة وسقوط "التمثال"
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
مسعود الحمداني
samawat2004@live.com
(1)
حين يصمت الإخوة العرب، يتكلم "إخوتنا" في الغرب.
نحن في زمن مقلوب، ولا عزاء فيه للعروبة.
(2)
"أنا وأخي على ابن عمّي، وأنا وابن عمي على الغريب"، تم استبدال هذا المثل بمثل أكثر واقعية "أنا وعدوي على أخي، وأنا والغريب على ابن عمي".. تماشيًا مع الواقع العربي الجديد.
(3)
الولايات المتحدة تفرض الديمقراطية على الدول "المارقة"، وفي نفس الوقت تقيد حرية طلبة جامعاتها، حتى لا يخدشوا حياء إسرائيل، أو يزعجوا مجرميها وهم يذبحون أطفال فلسطين.
لا أدري كيف يشعر "تمثال الحرية" الآن؟
(4)
أصبح على الولايات المتحدة وأوروبا أن يخجلوا من انتقادهم لدول تُكمِّم الأفواه في الشرق الأوسط، فـ"كلهم في الظلمِ شرقُ".
(5)
يبدو أن الحرية مجرد تمثال لا روح فيه لدى أمريكا.
(6)
كلما نبح كلب في إسرائيل، خرج سياسيّ في الولايات المتحدة ليؤيده.
(7)
حاولت إسرائيل أن تلعب دور الضحية طوال عقود، غير أن اللعبة لم تعد تنطلي على الجيل الجديد من الشباب الغربي؛ حيث خلع الخروف الاسرائيلي ثياب الذئب الذي طالما لبسه، ليبرر وجوده.
(8)
"معادة السامية"؛ هي التهمة الجاهزة لقتل الحرية في الغرب، و"السامية" تعني انتقاد إسرائيل، ولا علاقة لها بالعدالة.
(7)
الولايات المتحدة تعيش حالة من "الشيزوفرينيا" السياسية، فهي لا تريد قتل المدنيين في غزة، وفي نفس الوقت لا تريد معاقبة مجرمي الحرب في إسرائيل، وهي تؤيد "هدنة" انسانية، وفي نفس الوقت تزود إسرائيل بالسلاح وبمليارات الدولارات.
يحتاج الساسة في أمريكا إلى مصحة نفسية كبيرة، ليفهمهم العالم، أو ليفهموا العالم.
(8)
بينما "تمتد يد المُطبِّعين العرب لإسرائيل، "تَقطع" دولٌ في العالم صلاتهم بالكيان المحتل.
هذه معادلة جديدة، لم يعشها العرب حتى في جاهليتهم الأولى.
(9)
غزة تُعيد تشكيل وعي العالم، وتبعث قضية فلسطين من جديد، وتُعرّي إسرائيل التي سممت العقول الغربية لعقود طويلة.
المشكلة أنه بينما يُعيد شباب الغرب وعيهم الجديد، يتشكل وعي صهيوني جديد في أذهان بعض العرب، الذين يرون أن إسرائيل هي شقيقتهم الجديدة، وما تفعله دفاع مشروع في وجه "الإرهاب الفلسطيني". ولله في خلقه شؤون.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وراء الحدث
#وراء_الحدث
د. #هاشم_غرايبه
مرة أخرى، يعيد الغرب استنساخ التجربة المقيتة، حينما أوقفت أمريكا العالم كله على قدم واحدة، في كذبة أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها “صدام حسين”، وان العالم مهدد بالويل والثبور، إذا لم يصطف خلف أمريكا لأجل نزعها.
آنذاك لم يطلب أحد دليلا على وجودها، وللسخف لم يسأل أحد كيف ستهدد هذه الأسلحة أحدا، فيما ستكون الأسلحة المثيلة المكدسة في ترسانات الغرب والشرق مصدر سلام وتنشر الرخاء والمحبة.
ظاهرة الغونمة التي رسختها الامبريالية والتي تعني استغباء البشر وانقيادهم وراء المرياع بلا تفكير، جعلت الجميع يتراكضون مطالبين بالتفتيش الدولي، وكانت النتائج فاضحة لنوايا الغرب، اذ لم يجدوا شيئا، ورغم ذلك لم يسائل أحد أمريكا لماذا غزت العراق ودمرته، ولم تخرج منه الا بعد أن أحالته خرابا، واغتالت بمساعدة النظام العميل لها الذي أقامته فيه أكثر 5500 عالم لكي تعيق نهضته العلمية لعقود قادمة، فيما اعتقلت 800 من خيرة العلماء وأخذتهم ليعملوا لصالحها.
معروف أن الماسونية هي من يعين مجلس الأمن القومي الأمريكي، الذي يقرر السياسات الخارجية لأمريكا، والرئيس وظيفته تبريرها وايجاد الذرائع لتنفيذها، لذلك من السذاجة تصور ان بيد الرئيس قرار غير اختيار التوقيت.
منذ 2003 لم تكتف قوى الاحتكار المسيطرة على العالم الغربي الامبريالي الممثلة بالماسونية، بما حققته من تدمير لقدرات الأمة الإسلامية، لضمان بقاء الكيان اللقيط، بل ظلت متحفزة لاستغلال سيطرتها على القوة العظمى وتسخيرها وفق طوعها، لتحقيق المزيد من الضمانات لهيمنة ذلك الكيان على كافة الدول المحيطة به، فبعضها روضته بربط النظام الحاكم بها، وبعضها بافساده وانهاكه لإدامة تخلفه وتبعيته، وفي عام 2013 استكملت تخريب كامل المنطقة العربية، بانقلاب ال cc بترتيبات من صهايـ.نة العرب، حيث أخرجت مصر من صف الأمة، والتزم نظامها ببيت الطاعة الأمريكي باخلاص.
عندها هدأت مخاوف الماسونية بعد إذ ضمنت التزاما قويا من كافة الأنظمة العربية بحماية الكيان، لكن هجوم السابع من اكتوبر قوض اطمئنانها، بل تعاظم قلقها من عودة الروج الجهادية للأمة بعد اذ توهمت أنها قضت عليها بمساعدة الأنظمة، كونها تعلم أنها هي التهديد الوحيد للكيان وجوديا، كما تدرك مدى فاعليتها عبر التاريخ.
وعندما فوجئت بحجم التسليح الذي نجحت المقاومة الإسلامية بالحصول عليه، رغم تفاني دول الطوق في محاصرتها وقطع كل مدد عنها، واكتشفت خطأ حساباتها باعتقادها أنها من خلال تأثيرها على دول الخليج قد نجحت بتعميق الشرخ الشيعي السني، فلم تكتشف إلا بعد فوات الأوان، أن المدد للمقاومة السنية جاءها من إيران الشيعية.
عندها جن جنونها، فصممت على معاقبة إيران وتدمير قدراتها التقنية أسوة بما فعلته مع العراق سابقا، ووجدت في قصة النووي ضالتها، كما في أسلحة الدمار الشامل.
من هنا تكرر السيناريو، فانخرط الغرب جميعه مرة أخرى في التجييش بالتخويف من القنبلة النووية التي يعلمون جيدا عدم امتلاك إيران لها ومدى بعدها عن امتلاكها، والتي لو امتلكها فعليا فلن يكون لها أي استعمال عسكري، فهي مجرد سلاح ردع، وقد جرت حروب كثيرة لم يلجأ فيها من يملكونها الى استعمالها لحسم أي قتال جرى.
إذاً فالموضوع هو متعلق بمحاولة تدمير القدرات المتطورة التي حققتها ايران، بالذريعة التقليدية ذاتها التي حققت لهم مأربهم في إعاقة التقدم العلمي والتقني المتسارع، لإطالة عمر الكيان الذي يمثل بقاءه خدمة عظيمة لتنفيذ مقررات مؤتمر كامبل التي تسعى لإبقاء المنطقة الاسلامية متخلفة تقنيا.
تهديد ترامب الأخير بالتدخل المباشر، يثبت خيبة أملهم رغم نجاحهم باغتيال العديد من علماء إيران وتدمير الكثير من مراكز البحث والتطوير، وكان المقلق لهم أكثر هو القوة التدميرية الهائلة للصواريخ الايرانية ومدى دقة تصويبها، لقد فوجئوا بكل ذلك وخانتهم حساباتهم.
خطؤهم أن إيران تبلغ مساحتها سبعين ضعف مساحة الكيان اللقيط، وتحمل إطالة الحرب تتناسب مع ذلك، لذلك لن يصبر الكيان أسبوعا آخر، خاصة مع التطور النوعي لرشقات الصواريخ الإيرانية.
الآن يقف العالم على مفترق طريق، فقد صعد ترامب الى أعلى الشجرة، وسنرى خلال اليومين القادمين، هل سينجر بحماقته المعهودة الى التورط العسكري في مغامرة غير محسوبة، أم سيوجد له الأوروبيون والعربان سلما تحت مسمى التفاوض للتوصل الى ضمانات توقف البرنامج النووي العسكري.