مصر – تبحر مراكب بسياح أجانب ومصريين إلى معبد فيله، ليتعرفوا على أحد أسرار المصريين القدماء في حضن نهر النيل، حيث تشرق الشمس في سماء أسوان جنوبي مصر .

في جو معتدل هذه الأيام، وللوصول للمراكب النيلية، يخطو السياح، وقد علت وجوههم فرحة ودهشة، في ممر على جانبيه نسخ مقلدة من آثار فرعونية قديمة معروضة للبيع على طاولات.

وما إن تنطلق المراكب وتتمايل أشرعتها في الهواء العليل حتى يفوز السياح بلحظات سعادة إضافية، وفق مشاهدات تابعتها “الأناضول” في رحلة إلى جزيرة إجيليكا.

وبعد نحو 15 دقيقة في حرم النيل وبين جباله، ترسو المراكب أمام بناء شاهق صنعته أيدي التاريخ والطبيعة فوق الجزيرة.. إنه معبد فيله.

منذ اللحظة الأولى، تجذب أعمدة تاريخية شاهقة أمام المعبد أنظار الزوار، فيلتقطون صورا تذكارية خلف أحد الأعمدة المحفورة عليه نقوش تاريخية أبرزها يعود إلى المصريين القدماء.

وتبرز أشعة الشمس النقوش على جدران المعبد وأعمدته، قبل أن يتسرب بعضا منها إلى الداخل، فتنير نصوصا قديمة وصورا فنية تدهش الزوار.

معبد أسطوري

ولكلمة “فيله”، وفق إعلام مصري، مرادفات عديدة، فهي الحبيبة في اللغة الإغريقية والنهاية أو الحد في لغة المصري القديم، ما يعني أن المعبد كان آخر الحدود الجنوبية لمصر.

وبدأ تشييد المعبد في عهد الملك بطليموس الثاني (285 – 246 ق.م.) وساهم في بنائه عديد من الملوك البطالمة، وخُصص لعبادة الإلهة إيزيس الشهيرة في التاريخ المصري القديم.

وكانت إيزيس المعبودة الرئيسية للمنطقة، حيث تم تصوير الإمبراطور وهو يقدم القرابين لها ولزوجها أوزير وابنهما حورس.

ومعبد إيزيس هو المعبد الرئيس في الجزيرة، التي تحتضن معبد فيله، بالإضافة إلى معابد أخرى منها حتحور وحورس.

وفي البداية، أُقيم معبد فيله على جزيرة حملت اسم فيله، لكن مصر شيدت “السد العالي” جنوبي البلاد لحمايتها من مياه الفيضانات.

غير أن مياه النيل غمرت المعابد المجاورة، فبدأت السلطات، بمساعدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في ستينيات القرن الماضي نقل آثار معبد فيله إلى جزيرة إجيليكا على بعد نحو 500 متر.

وبالفعل، جرى نقل 4 آلاف و200 كتلة أثرية إلى إجيليكا، وفي 1977 انتهت عملية نقل وترميم وإعادة تركيب أجزاء المعبد بدقة، وجرى افتتاحه أمام الزوار في 1980.

ووفق وزارة الآثار المصرية، تشمل آثار فيله مبانٍ عديدة يعود تاريخها إلى العصر البطلمي (332-30 ق.م)، أبرزها معبد فيله.

فيما يُعتبر معبد إيزيس إسطوريا؛ لكونه أحد أكثر المعابد المصرية القديمة استمرارا، إذ ظل المعبد يؤدي دوره حتى عهد الملك البيزنطي جستنيان الأول (527 – 565 م)، الذي أمر بإغلاق المعابد الوثنية.

وبجوار معبد إيزيس يوجد آخر مكرس لحتحور، بناه بطلميوس السادس (180 – 145 ق.م)، وأغسطس أول إمبراطور لروما (30 ق.م. – 14م).

ولا تزال مقصورة تراجان (98 – 117 م)، المقامة أمام معبد فيله قائمة، وعلى مر التاريخ جذب الترتيب المنتظم لأعمدتها أنظار الرحالة فقاموا بوصفها وتصويرها، حسب الوزارة.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

مسجد عمر بن الخطاب معلم ديني شاهد على تاريخ القدس

مسجد عمر بن الخطاب أحد أبرز الآثار التاريخية في مدينة القدس المحتلة، ويقع في قلب البلدة القديمة، بموقع يعج بالمصلين، ويقع في منطقة تعتبر رمزا للتعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين.

سجل المسجد عام 1981 في قائمة التراث العالمي التي تعدها منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو)، ويشكل جزءا من تراث مدينة القدس القديمة وأسوارها.

الموقع

يقع مسجد عمر بن الخطاب في قلب البلدة القديمة في القدس المحتلة، وتحديدا داخل حارة النصارى، ويطل من الجنوب على كنيسة القيامة، وسط أبنية تراثية ومساكن وأسواق قديمة.

وأقيم المسجد تحديدا في المكان الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما وصل القدس فاتحا عام 15 هجرية، بعد أن انتصر جيش المسلمين بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح على الروم في معركة اليرموك.

فقد افترش وقتها الخليفة عمر بن الخطاب عباءته وصلى عليها قبالة كنيسة القيامة حتى لا يتخذها المسلمون مسجدا من بعده، وأقيم المسجد في البقعة نفسها التي صلى فيها.

مئذنة مسجد عمر بن الخطاب ترتفع 15 مترا في سماء القدس (شترستوك) التسمية

تقول المصادر التاريخية إن عمر بن الخطاب أوعز أثناء زيارته لمدينة القدس عام 15 هجرية (636م)، ببناء هذا المسجد بحيث يكون ملاصقا للمسجد الأقصى المبارك، ولذلك أطلق عليه هذا الاسم.

لكن المسجد بني على شكله الحالي في الفترة الأيوبية، وتحديدا فترة الأفضل بن صلاح الدين سنة 589 هجرية.

إعلان

حصلت توسعات عديدة على المسجد، لكن الأوقاف الإسلامية حافظت على شكله الأول، باعتباره يذكر بالفتح الإسلامي لمدينة القدس.

الهندسة المعمارية

بُني مسجد عمر بن الخطاب من الخشب ويتخذ شكلا مربعا، وهو مبني من أعمدة وبقايا جذوع الأشجار، ويتسع لـ3 آلاف مصل.

ويظهر في بناء المسجد التكوين المعماري الأيوبي، إذ يتكون من رواق ثلاثي الأجنحة.

تمتد أجنحته الجانبية بعرض 30 قدما وارتفاع 50 قدما. ويقع ضمن حيز حيوي يزدحم بشكل دائم بالزوار المسيحيين والمسلمين.

بنيت مئذنة المسجد على شكل مربع، وتعلو في سماء المدينة المقدسة بنحو 15 مترا، وقد بنيت عام 1465 وجددت في فترة السلطان العثماني عبد المجيد الأول.

وعند الدخول إلى المسجد، يعتلي الزائر 11 عتبة تدخله إلى ساحة مكشوفة ومزروعة بالورود والكروم.

مسجد عمر بن الخطاب تم ترميمه في عهد الدولة الأيوبية (شترستوك)

أما بيت الصلاة فتغلب عليه البساطة، وهو مغطى بأقبية متقاطعة تقوم على 3 أعمدة من الداخل.

ويشغل المسجد مساحة متوسطة مقارنة مع المساجد الأخرى بالمدينة المقدسة، فيما يبلغ ارتفاعه نحو 4 أمتار تقريبا.

وفي الناحية الوسطى للمسجد يوجد محراب يعلوه نقش تذكاري حجري مدون عليه تاريخ بناء المسجد بالشكل الحالي، والذي يعود لعهد الملك الأفضل أحد أبناء صلاح الدين الأيوبي سنة 589 هـ.

وفي سبعينيات القرن الـ20 جرى تبليط جدران المسجد من الداخل بحجر المنشار لمنع الرطوبة من الوصول إلى حجارته.

كما أضيفت لاحقا إلى المسجد مكتبة تحتوي على مئات الكتب الإسلامية والتاريخية، وكتب اللغة العربية.

ومن معالم المسجد نص العهدة العمرية، وقسم للرجال وآخر للنساء.

انتهاكات الاحتلال للمسجد

في يوم 21 أغسطس/آب 1969، اشتعلت النيران في مسجد عمر بن الخطاب، بعدما أقدم يهودي أسترالي متطرف يدعى دينيس مايكل روهان على إحراق المسجد الأقصى، فامتدت النيران إلى مسجد عمر وأتت على أجزاء منه.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تدفق الحركة السياحية على معبد رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل
  • بلا خسائر.. زلزال بقوة 5.1 ريختر يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية
  • زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية
  • فرنسا تعتزم إنشاء سجن شديد الحراسة قرب «جزيرة الشيطان» سيئة السمعة
  • زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب جزيرة إيفيا اليونانية ويشعر به سكان أثينا
  • زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة إيفيا اليونانية
  • انتشال جـ.ثة شاب طافية على مياه النيل أمام مدينة بني سويف
  • مسجد عمر بن الخطاب معلم ديني شاهد على تاريخ القدس
  • افتتاح معرض حُلي الكرنك الذهبية بمتحف الأقصر للفن المصري القديم
  • خطة ستارمر.. حتى لا تتحول بريطانيا إلى جزيرة للغرباء