لجريدة عمان:
2025-12-13@20:44:57 GMT

الرؤية بعين واحدة

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

من الطبيعي أن تكون الرؤية بعين واحدة رؤية ناقصة لا تستطيع أن تجلب المشهد كاملا؛ فهي كما توصف بأنها رؤية الأعور للأشياء، يراها ناقصة غير مكتملة، على عكس رؤية الصحيح الذي يرى الأشياء كاملة وواضحة. هذا هو حال كثير من الناس ووسائل الإعلام التي تنظر للأمور من زاوية واحدة فقط وبعين واحدة مع تجاهل للعين الثانية التي تعطي امتدادا طبيعيا للمشهد كاملا.

الرؤية بعين واحدة هي ما يمكن أن نسميه بالتضليل الإعلامي وقلب الحقائق والتركيز على جانب واحد وزاوية صغيرة فقط من المشهد مع تغييب باقي الحقائق والمشاهد الأخرى، وهذه الرؤية العوراء لا ترى سوى ما تريد تحقيقه من أغراض ومآرب سواء أكانت أغراضا سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو أجندات إعلامية مدروسة بعناية لتحقيق تلك الغايات، ورغم معرفة الجميع بهذا النوع من الرؤى العوراء القاصرة فإن البشر دائما ما يقعون في فخ التضليل الإعلامي والتشويه وقلب الحقائق وربما يعزى ذلك إلى عدد من العوامل أبرزها ميل الناس إلى تصديق كل ما هو مثير وصادم من دون التحقق أو التدقيق في صحة ما يُقال ويُنشر.

في زمن الحروب والكوارث يكثر التضليل والانحياز والكذب والتدليس وتختفي الحقيقة وتصبح الفوضى الإعلامية هي السائدة على المشهد ومن يدفع ضحية الحقيقة هو الإنسان البسيط الذي لا يستطيع التمييز بين ما هو حقيقي وما هو زائف مع السطوة الإعلامية المسلطة عليه من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الحديثة التي كرست وكثفت الممارسات غير أخلاقية في حق الناس في الحصول على المعلومة الصحيحة والحق في عرض وجهات النظر المختلفة بعينين مختلفتين وليس بعين عوراء واحدة.

الحرب الإسرائيلية على فلسطين منذ أزلها مليئة بالمغالطات والكذب والتدليس وقلب الحقائق وممارسة الرؤية بعين واحدة ومن وجهة نظر واحدة والتأثير الجبري والقسري على العالم بأجمعه من أن ما تقوم به الآلة الإسرائيلية ما هو إلا دفاع عن نفسها وأن المعتدي فلسطيني والمعتدى عليه إسرائيلي وهذا ما صدّقه الكثيرون رغما عن وجود الحقائق الأخرى التي تثبت عكس ذلك غير أن سطوة الآلة الإعلامية الإسرائيلية وأذرعها في كل العالم استطاعت تكريس هذه الرؤية وبات العديد من الناس حتى في عالمنا العربي رهينة لهذه الادعاءات والأكاذيب الإسرائيلية.

الأمم المتحدة المظلة الدولية التي يفترض أن يحتمي بها العالم أجمع في السياسة والاقتصاد والاجتماع والإعلام، حذر أمينها العام في تقرير له من ضراوة انتشار المعلومات المضللة والدعائية حول العالم، مُحددا في تقريره أفضل الممارسات التي يمكن أن يتّبعها القائمون على الاتصال حول العالم للحد من التضليل وتنقية الأرض من الأخبار المضللة قائلا: إن «مكافحة التضليل تتطلب استثمارا دائما في بناء القدرة المجتمعية على الصمود في وجه الآلات الإعلامية المضللة وتعلم الطرق الصحيحة لتلقي الأخبار الصائبة».

ولكن كيف يمكن للفرد أن يعرف أنه وقع تحت التضليل وأن ما يحصل عليه من أخبار هي أخبار زائفة مدروسة بعناية ومصممة للتأثير عليه؟ هنا بيت القصيد؛ فمعرفة أنك وقعت تحت تأثير أخبار كاذبة ليس بالأمر الهيّن؛ فالتقنيات العالية المستخدمة في فبركة الأخبار ليس من السهولة في أغلب الأحيان اكتشافها؛ فكثير من الأخبار يقوم على صناعتها ممارسون وممتهنون للإعلام وعلماء نفس وعلماء السلوك وعلماء لغة يجتمعون لصياغة استراتيجية تضليلية يمكنها من اجتياح العالم بأكمله مجندين بجيش من ناشطين وصحفيين وإعلاميين يقومون بترديد وإرسال ونشر ما يُملى عليهم من تلك المؤسسات المؤدلجة، وعندما ينتهي الأمر إلى الإنسان البسيط يعتقد بأن ما يصل إليه من قنوات موثوقة هي حقائق ثابتة لا يمكن الكذب بشأنها.

هنالك تقنيات عالية في كيفية التحقق من صدق وكذب الأخبار يمكن أن يقرأ عنها الإنسان العادي، لكن تبقى كل تلك التقنيات مجرد نظريات يمكن أن تكون صالحة للقراءة فقط وليس للتطبيق؛ لأن العين الواحدة وإن كانت عوراء إلا أنها تستخدم تقنيات عالية لمحاولة الإيهام والإيقاع بأن الإبصار يمكن أن يكون بكل الزوايا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

"إعلام الوزراء" يوضح الحقائق بشأن ما أثير مؤخرًا حول المتحف المصري الكبير

نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بيانًا عبر منصاته الرسمية، أوضح من خلاله عددًا من الحقائق بشأن ما أثير مؤخرًا حول المتحف المصري الكبير.

وأكدت وزارة السياحة والأثار، أن المتحف المصري الكبير يواصل استقبال زائريه بانتظام وفقًا لمواعيد العمل الرسمية المعمول بها منذ افتتاحه للجمهور في يوم 4 من نوفمبر الماضي، دون أي تغيير، وأن حركة الزيارة تسير بصورة طبيعية ومنظمة.

ووفقًا للوزارة، أوضح المركز الإعلامي أن المتحف شهد منذ افتتاحه إقبالًا ملحوظًا من الزائرين المصريين والأجانب، بما يعكس الاهتمام الكبير بهذا المشروع الحضاري الفريد، حيث بلغ متوسط عدد الزائرين حتى الآن 15 ألف زائر يوميًا، وهو ما يتناسب مع الطاقة القصوى لاستيعاب الزائرين والكثافة في مختلف أوقات الزيارة.

وأشار البيان إلى أنه قد تقرر اعتبارًا من الأول من ديسمبر الجاري تطبيق نظام الحجز الإلكتروني الحصري لتذاكر دخول وزيارة المتحف، وإيقاف بيع التذاكر من منافذ البيع المباشر داخل المتحف، وذلك حرصًا من الوزارة على تنظيم حركة الزائرين داخل المتحف بما يتوافق مع طاقته الاستيعابية، وضمان انسيابية الدخول والخروج، والحفاظ على راحة وأمان الزائرين، وتحسين جودة التجربة السياحية، والحفاظ على مقتنياته الأثرية.

وأكد المركز الإعلامي أن الحجز يتم من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي للمتحف المصري الكبير (https://gem.eg)، وفق مواعيد زمنية محددة، ويجري متابعة منظومة الحجز أولاً بأول من قِبل إدارة المتحف للتأكد من كفاءتها وانتظام العمل بها، مشيرًا إلى أن نظام الحجز الإلكتروني يعمل بكفاءة وسلاسة تامة، دون رصد أية أعطال فنية، ويتم متابعته بشكل مستمر لضمان تقديم أفضل مستوى من الخدمة.

وفيما يتعلق بأسعار تذاكر الدخول للمصريين مقارنة بالأجانب، أوضح البيان أن هذا النظام معمول به منذ سنوات طويلة في جميع المتاحف والمواقع الأثرية المصرية، ويأتي في إطار حرص الدولة لضمان أن تكون أسعار التذاكر للمصريين متناسبة مع مستوى دخل المواطنين، بما يتيح لأكبر شريحة ممكنة من المواطنين زيارة المتاحف والمواقع الأثرية والتعرف على تاريخهم وحضارتهم العريقة.

أما بشأن الملاحظات المتعلقة ببعض الأرضيات الخارجية للمتحف، أكدت الوزارة أن هذه الملاحظات البسيطة، ناتجة عن التجهيزات والديكورات التي تم إقامتها لفعالية افتتاح المتحف، ويجري حاليًا العمل على إصلاحها في ضوء الاتفاق المبرم مع الشركة المنفذة لحفل الافتتاح وفقًا لخطة زمنية محددة وعلى مراحل متتالية، مع الالتزام الكامل بالمعايير الفنية المعتمدة، وبما يضمن عدم التأثير على حركة الزيارة أو تجربة الزائرين، وإعادة جميع العناصر إلى حالتها الأصلية.

وفيما أُثير بشأن تسرب مياه الأمطار إلى بهو المتحف المصري الكبير، وأوضح المركز الإعلامي، أن تصميم بهو المتحف جاء وفق رؤية معمارية تعتمد على وجود فتحات في السقف بشكل هندسي يسمح استدامة دخول الإضاءة والتهوية الطبيعية إلى داخل البهو، وهو أحد العناصر الأساسية في التصميم المعماري للمتحف، ومن ثم، يُعد تسرب كميات محدودة من مياه الأمطار إلى البهو أثناء هطولها أمرًا متوافقًا مع التصميم ومتوقعًا في مثل ذات الوقت من العام.

مقالات مشابهة

  • "إعلام الوزراء" يوضح الحقائق بشأن ما أثير مؤخرًا حول المتحف المصري الكبير
  • الوزراء يوضح الحقائق بشأن ما أثير مؤخرًا حول المتحف المصري الكبير
  • برج السرطان حظك اليوم السبت 13 ديسمبر 2025… كشف الكثير من الحقائق
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • الفيلم الكوري مجنونة جدا.. لعنة منتصف الليل تكشف الحقائق المخفية
  • إسكان الجيل : يجب تنظيم مهنة الوساطة العقارية لمنع التضليل التسويقي
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • تونس.. السيادة للشعب وليس لقيس سعيّد.. الحقائق السبع