صدى البلد:
2025-10-16@09:51:12 GMT

أحمد حسن يكتب: هل كان النبي محمد فقيرًا؟

تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT

يبحث كثير من المسلمين والمثقفين المحبين للتراث الإسلامي عن حقيقة كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقيرًا، ويتساءلون متعجبين: تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن النبي محمد كان يمر عليه الهلال تلو الهلال تلو الهلال ولا يُوقد في بيوته نار، ففهمنا من بعض الأحاديث أن النبي محمد كان فقيرًا، فهل هذا الكلام صواب أو أن هناك حقائق لا نعرفها؟! 

ولمعرفة تفاصيل الموضوع نحاول مع حضراتكم الوصول إلى الإجابة الشافية عن السؤال الذي شغل بال وعقل الكثيرين للوقوف على حقيقة فقر أو غِنى النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه.

ثروة النبي محمد من أبيه وأمه وزوجه خديجة

كان عبد الله بن عبد المطلب والد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعمل في التجارة، ومن المعلوم أن هذه المهنة تُدِر أموالًا على أصحابها، ومن ثمَّ ورث النبي عن أبيه بعض الممتلكات والعبيد والإماء، فكانت أم أيمن الحبشية التي كان يطلق عليها “بركة” إحدى الإماء التي ورثها النبي محمد عن أبيه، وورث من العبيد  شقران وولده صالح، بالإضافة إلى خمسة جمال وغنمة، وباستطاعتنا أن نقدر قيمة هذه الأشياء في وقتنا الحالي.

أما أم النبي محمد آمنة بنت وهب، فقد ورث عنها المصطفى دارها في شعب بني علي التي شهدت مولده، أما خديجة رضي الله عنها فورث عنها دارها التي تقع في مكان مميز جدًّا بين الصفا والمروة، كما ورث عنها أموالًا كثيرة.

حقيقة فقر النبي محمد صلى الله عليه وسلم

إن الناظر في كُتب السيرة يتعجب من وصف النبي بالفقر! فكيف لفقير أن يفتح أحد عشر بيتًا ويتكفل بالرعاية والنفقة؟! قيل: إن النبي محمد كان يرعى نحو 70 عبدًا، حتى أعتق أكثرهم، كان يُكرم ضيوفه بسخاء لا يُوصف، يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر، يُهدي المحبين هدايا قيمة، يُعين المديونين والمكروبين من الصحابة.

سخاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم

ثبت أن النبي عليه السلام نحر من الهدي 25 ناقة من ماله الخاص، وبإمكانك أن تقارن ذلك بأسعار اليوم حتى تعلم حقيقة فقر النبي أو غناه، لأنك إن حاولت أن تشتري خمسة وعشرين ناقة اليوم فستكلفك أكثر من مليوني جنيه، وأثناء بحثي عن الحقيقة وقعت على كتاب “أموال النبي كسبًا وإنفاقًا وتوريثًا” للباحث الدكتور عبد الفتاح السمان الذي أكد بما لا يدع مجالا للشك أن النبي محمد كان ثريًّا منفقًا باستثناء أوقات الحصار التي عانى منها النبي والصحابة، ولكن هذه أوقات استثنائية، وكما تعلمون القليل النادر لا يُقاس عليه.

كسْب النبي محمد في حياته إجماليًّا 

أشار الدكتور السمان إلى أن إجمالي كسب النبي محمد طوال حياته يقدر بـ مليون ومائتي جرام من الذهب، أما الأراضي التي أوقفها النبي محمد فكانت نحو خمسة عشر أرضا، كل أرض تقدر بنحو خمسة وعشرين جرامًا من الذهب.

خدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم

كان يخدم النبي الكريم صحابة أجلاء نالوا شرف خدمته والقرب منه والاهتداء بهديه، من هؤلاء: 
- بلال بن رباح الحبشي الذي اختصه النبي بالأذان، وأطلق عليه «مؤذن الرسول».
- أنس بن مالك، الملقب بأبي حمزة، وهو من أكثر الصحابة رواية عن النبي محمد، وآخر أصحابه موتًا.
- عقبة بن عامر الجهني صحابي جليل، كان فقيهًا وكاتبًا وشاعرًا، وهو أول من بايع النبي محمد بعد هجرته إلى المدينة وهو لا يزال شابًا صغيرًا يافعًا.

خلاصة القول

ختامًا أقول: إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن فقيرًا ولم يعانِ إلا في أوقات الحصار، ولم يَنسب الله إليه الفقر، لكنه كان صلى الله عليه وسلم كثير الإنفاق في أمور البِرِّ والخير، ففي حديث أنس بن مالك: ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، قال: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فأعْطَاهُ غَنَمًا بيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إلى قَوْمِهِ، فَقالَ: يا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فإنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عطاء لا يخشى الفاقَةَ. فاللهم صلِّ وسلم على خاتم الأنبياء محمد وآله وصحبه أجمعين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النبی محمد صلى الله علیه وسلم النبی محمد کان أن النبی فقیر ا

إقرأ أيضاً:

أحمد عاطف آدم يكتب: صور غزة بين الذهاب والعودة

في الثلث الأخير من سبتمبر الماضي، قام أحد الهواة القريبين من مسرح عمليات القصف الغاشم لقوات الاحتلال شمال غزة، بتسجيل فيديو قصير يعبر عن صورة مضيئة لكفاح من نوع خاص، بطله طفل فلسطيني يدعى "جدوع"، لم يتجاوز عمره السبع سنوات، وهو يحمل شقيقه الرضيع على كتفيه الضعيفين، ويهرب به بعيدًا عن القتال، في لحظة تجسد اختلاط المشاعر الإنسانية بين قوة عزيمة البطل الغزاوي، الذي اعتمد على الله وحده أثناء هرولته، رغم صعوبة المهمة الملقاة على جسده الهزيل، وبين خوفه من الفشل في النجاة، ثم  نادى بصوت تقشعر له الأبدان قائلًا: يا أمي، كأنه يستنجد بها، وهو لا يراها أمامه.. ثم شاهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الفيديو المنتشر، وأصدر أوامره على الفور للجنة المصرية المعنية بدعم أهالي القطاع المدمر، قبل أن ينجح فريقها في الوصول "لجدوع" وشقيقه، وسلموهما إلى خيمة تابعة للمخيم المصري المخصص لاستقبال الحالات الإنسانية، وحظيا برعاية كاملة.

صورة أخرى لا تقل روعة عن سابقتها، تصف تفاصيلها الفرحة العارمة لأهل غزة، بعد لحظات فارقة نجحت خلالها الجهود التفاوضية الأخيرة التي احتضنتها القاهرة، في الوصول لصيغة اتفاق ينهي هذا الصراع المرير، وينص ضمن أهم بنوده على عودة الغزاويين إلى ديارهم، تمهيدًا لتنفيذ باقي البنود، ويأتي على رأسها إعادة الإعمار،، وفي خضم تلك التطورات الإيجابية نقلت عدسات بعض الفضائيات أحداث النزوح الجماعي المهيب لمئات الآلاف، من الجنوب إلى الشمال، وقد شاهد الذين وصلوا بالفعل إلى هناك، مناطق سكنهم وهي مستوية بالأرض - مجرد حطام ببيت حانون وجباليا ومعظم مدينة غزة، أكوام من الإسمنت المفتت والحديد الملتوي، والغبار الكثيف يغطي المكان، بالإضافة لأحاسيس لا توصف لمن على يقين بوجود رفات الأهل والاحباب، وهم مازالوا تحت الأنقاض، يحملون معهم ذكرياتهم السعيدة قبل العدوان الغاشم.

ورغم تشابك المشاعر الإنسانية بين فدائية ورهبة الطفل الفلسطيني "جدوع" في الصورة الأولى، وبين الحزن الممزوج بالأمل في غدٍ مشرق تكفله إرادة التمسك بالأرض العربية الغالية حتى الموت في الصورة الثانية - تفرض صورة أخرى نفسها - على تلك المقارنة الملهمة، وتبين بما لا يدع مجالًا للشك الفجوة الكبيرة بين مشاعر صاحب الحق ومغتصبه،، حيث تظهر فيها وجوه هزيلة بائسة لجنود الاحتلال، بعد سماعهم خبر انتهاء الصراع، وفرحتهم المدوية بخبر عودتهم إلى سكناتهم الصاخبة بالترف والمجون، على أرض ليست أرضهم - ولن تكون - عليها سفكت دمائهم الغير طاهرة انتحارًا من اليأس والرعب، وعليها عاد زملائهم إلى مدنيتهم المشوهة بأمراض نفسية لا شفاء منها - هنا تجد عزيزي القاريء بأنه شتان الفرق بين هذا وذاك.

في النهاية لا يجب أن ننسى بأي حال من الأحوال تذكر موقفنا المشهود، كدولة قالت كلمتها العليا لتحقيق المعادلة الصعبة، والخروج من هذا المشهد المعقد دون خسائر للأشقاء - بلا للتهجير - تلك الجملة القصيرة التي كتبتها مصر باللون الأحمر، ونطق بها رئيسها بجسارة ووضوح يحسد عليه، رغم ضغوط كثيرة لم تثنيه عن الحق، بل أمر باصطفاف جنودنا البواسل على طول خط المواجهة، في قرار شجاع يعكس قيمة صانعي القرار بأرض الكنانة على مر التاريخ،، وربما تلهم تلك الرسائل العظيمة من الصمود والصبر شباب مصر  بأن يتسلحوا دائمًا بالإيمان والعلم، وأن يتمسكوا بضمير حي لا يتزعزع عن نصرة الحق،، ويقول المولى سبحانه وتعالى بصورة البقرة، بسم الله الرحمن الرحيم {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.

طباعة شارك غزة جدوع أهل غزة

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: النبي دعا لكظم الغيظ حتى يتمكن الإنسان من العفو
  • حكم الصلاة على النبي ﷺ لتذكر شئ منسي
  • علي جمعة: ذكر النبي ﷺ أن العفو كان خلق إخوانه الأنبياء
  • علي جمعة: العفو كان خلق النبي والانبياء من قبله
  • المراد من حديث النبي: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَأَحْسِنُوا الصَّلَاةَ»
  • الإفتاء: النبي حذرنا من الاستهانة بأصحاب القدوة الحسنة والضعفاء
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
  • اليمن.. بين حديث النبي وواقع ميادين المواجهة
  • أحمد عاطف آدم يكتب: صور غزة بين الذهاب والعودة
  • فتاوى وأحكام| ما حكم إخراج الزكاة لأسر شهداء غزة؟.. هل يكفي رفع اليدين في الصلاة وعدم نطق تكبيرة الإحرام؟.. هل الصلاة على النبي لتذكر الشيء المنسي بدعة؟