ترقّب للتحرك الأميركي الجديد بعدسقوط الورقة الفرنسية
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
سلم الجانب اللبناني سلم ردّه مطلع الأسبوع على الورقة الفرنسية بشأن الوضع في جنوب لبنان . ووفق مصدر ديبلوماسي فرنسي تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية، فان الرد تضمّن ملاحظاته على مسألة انسحاب المجموعات المسلحة والتعاون مع اليونيفيل والتطبيق الكامل للقرار 1701" الذي ينص على حصر الانتشار المسلح في جنوب لبنان بالجيش اللبناني واليونيفيل.
وقال مسؤول لبناني آخر، تحفظ عن ذكر هويته إن "اعتراض" لبنان تمحور بالدرجة الأولى حول انسحاب "حزب الله" لمسافة عشرة كيلومترات من الحدود، وعلى تمتع قوات اليونيفيل بحرية الحركة وتسيير دورياتها من دون تنسيق مع الجيش اللبناني. وأكد مصدر مقرّب من "حزب الله" أن الأخير "اعترض على هاتين النقطتين". ورغم تأكيد المصدر المقرب من "حزب الله" أن الأخير لا يرفض المبادرة الفرنسية، إلا أنه اعتبر المباحثات الجارية حالياً بمثابة "وضع إطار للمفاوضات الحقيقية" بعد التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أي إعلان لسقوط المقترح الفرنسي بشأن الوضع في الجنوب ينتظر ساعة الصفر بعد تحفظات حزب الله عليه، وأفادت أن هذا يعطي مؤشرا إلى أن الجبهة الجنوبية قد تستعد لمرحلة جديدة من التصعيد وفي الواقع هذا التصعيد قد يسجل تطورات جديدة، وفي كل الأحوال لا بد من انتظار ما سيكون عليه التحرك الأميركي الجديد.
إلى ذلك أشارت هذه المصادر عينها إلى أن الهواجس من توسُّع الحرب في لبنان قائمة، ولم تتراجع بناءً على أي معطى، وافادت أن فرنسا قد تعلق على فشل مقترحها دون معرفة ما إذا كان هناك من مقترح بديل او لا.
وحسب مسؤول لبناني وازن فإن المساعي الاميركية افضل من المبادرة الفرنسية، لأنها تنص صراحة على ترسيم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل.
وحذرت مصادر غربية عبر" البناء"من تدهور الوضع على الحدود بحال استمرت المواجهات العسكرية بين حزب الله و»إسرائيل» بظل توسّع النطاق الجغرافي للعمليات العسكرية واستخدام أسلحة جديدة لا سيما وأن الحرب في غزة مستمرّة والعملية العسكرية في رفح وغياب أي أفق للهدنة بعد تعثر مفاوضات القاهرة».
ولفتت المصادر الى ان «تطبيق القرار ١٧٠١ هو الوسيلة الوحيدة لاحتواء التصعيد ومنع اشعال حرب شاملة». وأكدت المصادر ان الجهود الدبلوماسية مستمرة للجم التصعيد والاتفاق شبه منجز وفق الورقة الفرنسية لكن ينتظر انتهاء الحرب في غزة لتطبيقه».
وأكدت مصادر في فريق المقاومة لـ»البناء» أن الورقة الفرنسية لا تصلح لان تكون اتفاقاً عادلاً لكون الكثير من البنود غير قابلة للتطبيق العملي وتخدم المصلحة الاسرائيلية وأمن الكيان الاسرائيلي وحل ازمة الشمال التي تضغط على الحكومة الاسرائيلية». وشددت المصادر على ان ما لم تأخذه «إسرائيل» بالحرب في ٢٠٠٦ لن تأخذه في المفاوضات وهي منكسرة في غزة وفشلت بتحقيق أهدافها في هذه الحرب».
وعلمت «البناء» أن «الملاحظات اللبنانية على الورقة الفرنسية باتت لدى الفرنسيين ويجري درسها وتعديل بعض البنود في ضوء التحفظات اللبنانية على ان اي اتفاق يحتاج الى جولة مشاورات جديدة بين بيروت وتل أبيب لينال موافقة كافة الأطراف».
واكد قيادي في حزب الله لـ «الديار» ان علاقة المقاومة مع فرنسا متواصلة ومستمرة، وكذلك التفاوض مفتوح بين مسؤول العلاقات الدولية والعربية في الحزب عمار الموسوي والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو حول عدة مواضيع وفقا للظروف وابرزها مؤخرا الجبهة الجنوبية، رئاسة الجمهورية، دور اليونفيل...
وتابع القيادي ان السفير الفرنسي خلال اللقاءات التي تحصل مع الموسوي يؤكد دوما على حرص فرنسا على عدم اندلاع حرب شاملة بين لبنان و»اسرائيل»، ويطالب بوقف اطلاق نار فوري في الجنوب استنادا الى الورقة الفرنسية. غير ان موقف حزب الله واضح منذ البداية، وهو ان وقف اطلاق النار جنوبا مرتبط بوقف العدوان «الاسرائيلي» على غزة.
اضاف القيادي في المقاومة ان: «الرئيس بري اطلعنا على بنود الورقة الفرنسية، وعليه ابدينا ملاحظاتنا حول دور قوات اليونيفيل في الجنوب وبشأن خرق العدو الاسرائيلي لسيادة لبنان وعدم التزامه بقرار 1701 قبل عملية طوفان الاقصى، وملاحظات اخرى حيث تضمن الجواب على الورقة الفرنسية رأينا ورأي الرئيس بري ايضا».
وفي السياق ذاته، رأى القيادي في الحزب ان «وظيفة جبهة الجنوب التي هي دعم غزة واشغال جيش العدو تحققت كما خططنا، والحرب مع العدو الاسرائيلي لا تزال ضمن عمق معين، كما ان قواعد الاشتباك اصبحت معروفة في المنطقة حيث احيانا يتفوق العدو علينا فيسقط لنا شهداء واحيانا نتفوق عليه فنسقط له قتلى»، مضيفا «اما الاهم فهو ان حزب الله رسخ قوة المقاومة في ردع العدو ومنعه من التمادي على لبنان وشل قدرته على الذهاب الى حرب مفتوحة على الوطن.
وفي سياق متصل أفيد ان الوفد النيابي الذي يزور واشنطن عقد اجتماعا مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين.
ونقلت تقارير إعلامية ان هوكشتاين ابلغ الوفد بان الاتفاق بين لبنان وإسرائيل ليس بعيدا من ان يصبح جاهزا كما أشار الى ان الملف الرئاسي "متروك للبنانيين ولا تظنوا أننا سنأتي لنقول انتخبوا هذا او ذاك ". ونسبت الى هوكشتاين إبلاغه الوفد النيابي "ان إسرائيل لا يناسبها تطبيق القرار 1701 لان مصلحتها العسكرية والأمنية ان تبقى تحلق فوق لبنان" .
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الورقة الفرنسیة الحرب فی حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
حزب الله يدين العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء
واعتبر الحزب في بيان له اليوم الأربعاء أن هذا العدوان "خرقٌ فاضح لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية"، مؤكّـدًا أنّ التمادي "الإسرائيلي" ما كان ليحصلَ لولا الغطاءُ الأمريكي الكامل، والصمت المخزي للمجتمع الدولي.
وأشَارَ البيان إلى أن "العدوَّ الصهيوني يمعنُ في انفلاته وعدوانه الوحشي اتّجاه شعوب منطقتنا من غزة إلى لبنان واليمن، وآخرها المجازر المروِّعة التي يرتكبها بحق أهل غزة، ومواصلة سياسة التجويع والإبادة الجماعية، والاعتداءات اليومية المُستمرّة على سيادة لبنان، وُصُـولًا إلى العدوان اليوم على مطار صنعاء الدولي".
وأضح أن "العدوان الجديد على اليمن يؤكّـد أن كيان العدوّ لم يتّعظْ من دروس ربيبته أمريكا، التي لم تستطع إخضاع اليمن وشعبه وقيادته، وأقرّت بفشلها مما اضطرها مرغمةً إلى وقف عدوانها على اليمن، وأنّ العدوّ ما يزال غارقًا في أوهامه، ظانًا أنّه سيحقّق أهدافَه الواهية في ردع الشعب اليمني أَو دفعه إلى التراجع عن مواقفه الراسخة في إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم، التي تُرتكب بحقه يوميًّا أبشع المجازر، وتصم الآذان عن صراخات وعذابات أطفاله الذين يُقتلون حرقًا وتجويعًا، وتُغمض الأعين عن مشاهد الأشلاء الممزقة والمتناثرة".
وعبّر الحزب عن اعتزازه الكبير بالمواقف الشجاعة والجريئة والحكيمة للقيادة اليمنية، مؤكّـدًا تضامنه الكامل مع الشعب اليمني الأبي، الذي "لن يزيده العدوان إلا عزمًا وبأسًا وجُرأة وتصميمًا على المضي قُدُمًا في ما بدأوه، حتى وقف حرب الإبادة وفك الحصار عن أهل غزة".
ودعا حزب الله إلى أعلى درجات الإدانة والاستنكار من جميع الدول والشعوب الحرة في العالم وإلى التحَرّك الفاعل والمؤثِّر لفكِّ الحصار الظالم التي يتعرض له قطاع غزة العزيز واليمن الشريف.
كما دعا مجدّدًا الشعوبَ والدول العربية والإسلامية إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني العزيز ومؤازرة موقفه الشجاع والنبيل نصرة لفلسطين وشعبها الصامد.