بالرغم من الخلافات المتزايدة بين دول "اللجنة الخماسية"، وشعور كل دولة بأن توجهها ومصالحها مختلفة عن مصالح الدول الاخرى، الا ان اهتمام جميع هذه الدول بالوضع اللبناني يبقى ثابتة اساسية منذ ما قبل بدء معركة"طوفان الاقصى"، اذ تعمل كل دولة لوحدها، مثل فرنسا وقطر والولايات المتحدة الاميركية على طرح مبادرات والقيام بوساطات من اجل الوصول الى حلول مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي والازمة الاقتصادية والحرب العسكرية.



خلال الأيام المقبلة سيظهر ان الرد اللبناني هو رفض ديبلوماسي للورقة الفرنسية اذ ان التعديلات التي ادخلت عليها تبدلها بالكامل، لكن الاكيد أن لبنان يسعى الى التعامل الايجابي مع كل المبادرات وتحديدا الفرنسية وهذا ينطبق على "حزب الله" الذي يرفض بشكل قاطع المقترحات الفرنسية لكن في الوقت نفسه يتعامل بإنفتاح على دور فرنسا في البلد ويشجع باريس على الحضور الدائم في مختلف الملفات.

ترى مصادر مطلعة أن باريس تنسق مع واشنطن في اطار تحركاتها في لبنان، لكن هذا التنسيق يبقى ضمن ضوابط الحد الادنى، اذ في الواقع يوجد خلاف واختلاف في النظرة الى كافة القضايا المطروحة، حتى في مسألة الحرب والاشتباك القائم بين "حزب الله" واسرائيل والدور الفرنسي المتماهي مع المصالح الاميركية والاسرائيلية، تبدو واشنطن صاحبة نظرة اكثر واقعية بالتعامل مع الحدث وهذا ما يظهر من خلال اقتراحات المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين. 

وتقول المصادر ان التنسيق الاميركي - الفرنسي سيظهر الى العلن في المرحلة المقبلة، اذ من المتوقع حصول لقاء بين هوكشتاين من جهة والمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان من جهة اخرى، وقد يشمل هذا اللقاء نقاشا واضحا حول الاستحقاق الرئاسي اضافة الى التطورات في الجنوب، خصوصا ان الدول الخمسة تجد ان انتخاب رئيس جديد في لبنان هو المدخل الاساسي لحل بعض الازمات ووضع البلاد على السكة الصحيحة، على اعتبار ان وقف الحرب سيتم عاجلا ام آجلا. 

امام الاصرار الغربي على ايجاد حلول للازمات اللبنانية يرتفع منسوب الاهتمام السعودي بالساحة اللبنانية اذ عاد السفير السعودي وليد البخاري للتحرك بشكل لافت في المرحلة الاخيرة، ما يوحي بأن الرياض تريد مواكبة اي تسوية او مبادرة جدية قد تطرح خلال الاسابيع المقبلة ولا ترغب بترك الساحة للقطريين والغربيين خصوصا ان الدوحة تعمل بتنسيق كامل مع واشنطن في بيروت، وما يساعدها ايضا هو الدور الذي تقوم به لوقف اطلاق النار في غزة ما يجعلها ، وبشكل طبيعي، تمتلك المبادرة الديبلوماسية في لبنان. 

وقد يكون الرهان اليوم على الدور القطري اكبر من اي وقت مضى، واكبر من اي رهان على دور اي دولة اخرى، لذلك فإن الضوء السياسي والاعلامي سيتركز في الايام المقبلة على دور قطر وستحصل زيارات رسمية عدة الى الدوحة بهدف التشاور والتنسيق مع القطريين الراغبين بشكل دائم بحفظ مكانة لهم على الساحة اللبنانية. كثيرة هي المبادرات الخارجية لكن المسلم به بأن الخرق الوحيد الذي يجب القيام به هو وقف اطلاق النار في قطاع غزة المحاصر، ومن ثم يمكن فتح كافة ابواب الحلول والتسويات في لبنان. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الأنهار اللبنانية.. حلٌّ بديل للبنانيين عن مشوار المسبح المُكلف (صور)

على غير عادتها، تشهد المسابح على طول البحر اللبناني حركة خجولة، إذ وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة إلا أنّ "دخولية" المسبح لهذا العام مُكلفة، وفي حال كان المشوار عائلياً، فإن "minimum budget" فقط للدخول لن تقل عن 150 دولارا، إذ تتراوح التسعيرة بين 20 و35 دولارًا للشخص الواحد وقد تصل إلى 75 في بعض المنتجعات.   وفي خضم هذه الأسعار، ووسط تراجع القدرة الشرائية، بدأت العديد من المنتجعات إلى جانب الأنهار الاستعداد لاستقبال اللبنانيين، متوقعةً أن تكون أعداد الزوّار لهذا العام أكثر من العام الفائت، نسبة إلى ارتفاع أسعار المسابح، معوّلة على السياحة الداخلية التي تنقذها كما كل عام.   فبحسبة صغيرة، فإن مشوار النهر في لبنان لن يصل إلى نصف تكلفة رحلة إلى البحر. وفي جولة على أسعار "الدخولية" إلى عشرات الأنهار، فإن التكلفة تنصبُّ فقط على استئجار الكراسي والطاولات والتي لا تتعدى في معظم الحالات 10 دولارات للطاولة الواحدة، بغض النظر عن عدد أفراد العائلات، وفي حال اعتمدت الادارة الدفع على الفرد الواحد، فإن الأسعار جدًا مخفّضة.

الياس غبيري وهو مدير أحد المنتجعات على ضفة نهر في قضاء الشوف يشير خلال اتصال مع "لبنان24" إلى أن الأنهار عادة ما تكون ملجأ للعائلات من أصحاب الدخل المحدود، إذ إنّ التكلفة تبدأ من 10 دولارات وتصل في اقصى حد إلى 20 أو 30 دولارًا.

ويلفت إلى أن أغلب الرحلات إلى الأنهار في لبنان غير مكلفة، إذ إن التكلفة الأساسية تنصبّ على استئجار الكراسي والطاولات، بالاضافة إلى الطعام، ومعظم الأنهار تسمح للزائرين بإدخال طعامهم، على عكس المسابح، التي لا ترضى بإدخال أي أطعمة.

وعن الحركة، يقول غبيري بأن معظم الأنهار في لبنان تستقطب عددًا كبيرا من اللبنانيين، إذ إنّ الاعتماد الأساسيّ ينصبُّ على التجمعات العائلية التي تُعتبر شريان عمل هذه المنتجعات، لافتًا إلى أن الحركة لم تنطلق بعد كما يجب، إذ إن الأنهار غالبًا ما تتأخر عن الموسم الصيفي قرابة الشهر، نسبةً إلى انخفاض درجة حرارة المياه، على عكس المسابح، إذ إنّ الثلوج المتواجدة على قمم الجبال القريبة منها تتعرض للذوبان.

وللبنانيين الذين ينوون زيارة أحد أنهار لبنان المتميزة، إليكم أبرز وأهم المواقع التي لا يجب أن تفوتوها.

1- نهر الجاهلية – الشوف
من دون أدنى شكّ، يُعتبر نهر الجاهلية من أبرز الأنهار التي لا يُمكن تفويت فرصة زيارته، إذ يتميز هذا النهر بالنظافة ونقاوة مياهه، بالاضافة إلى موقعه الاستثنائي بين الاشجار القديمة.   في السياق، يشير فريد بو ذياب، مدير أحد المنتجعات لـ"لبنان24" إلى أن هذا النهر يتميز بقرب موقعه من بيروت، وهذا ما يسمح باستقطاب العائلات من بيروت والجبل.     أما عن متوسط كلفة الدخول على طول النهر، فإنها تتراوح بين 5 دولارات للكبار و3 للصغار خلال أيام الأسبوع.   أما خلال يومي السبت والأحد فترتفع تعرفة الدخول لتسجّل 8 دولار للكبار و5 للصغار.   ويستطيع الزائر أن يجد أكثر من 30 منتزهًا تتوزع على نهر الجاهلية في الشوف.

2- الشلالات الزرقا في بعقلين
ومن الجاهلية إلى بعقلين في الشوف أيضا، تتميّز شلالات الزرقا بصفاء لون مياهها الازرق الذي ينبع من بين الأشجار الخضراء التي تحيط بالنهر من الجانبين. وغالبًا ما يقصدُ الزوار هذه المنطقة للتمتع بالمناظر الخلابة التي تسحر الأنظار.   وفي محيط الشلالات عدد من المطاعم التي تقدم مختلف الانواع من الاطعمة والمازة اللبنانية.

3- نهر شوان في كسروان
ومن طبيعة الشوف الساحرة نتجه نحو الشمال، وتحديدًا إلى نهر شوان، والذي يعتبر أحد روافد نهر ابراهيم.     يتميز هذا النهر بإمكانية إتاحة الفرصة لتجربة المشي لمسافات طويلة بين أشجار البلوط والصنوبر، وهذا ما يعتبر فعليًا أحد العلاجات النفسية داخل الطبيعة قبل الوصول إلى النهر.     وتتنوع النشاطات التي يمكنك القيام بها على طول الطريق بين التخييم والمشي والسباحة.  
4- شلال شاغور حمانا
وإلى حمانا، البلدة السياحية بامتياز، تتساقط حبال شلالات شاغور حمانا التي تتفجر من الجبال المرتفعة والتي تمرّ بين صخورها مرسلة برودة متميّزة يتلاعب بها نسيم هذه المنطقة.     وباستثنائية لا تتواجد بشكل كثيف في لبنان، فإنّ شاغور حمانا يتميز برياضة "Canoeing"، وهي التي تسمح بتسلق الصخور المحاذية للشلال بتجربة رائعة تتطلّب قلوبًا قوية.
5- عين الزرقا في يحمر
يتميّز نهر عين الزرقا بأنّه واحد من أكثر الانهار برودة، والمقصد الأوّل للهاربين من حرّ الصيف. ويتميز النهر بموقعه بين الأشجار والطبيعة الخضراء وبرك السباحة.   كما تم استحداث منتزهات جديدة مخصّصة للتجمعات العائلية.

وإلى البقعة الحزينة، والتي تنزف دمًا في الجنوب، حُرم أصحاب المنتزهات من حتى التفكير بإعادة افتتاح منتزهاتهم على الأنهار التي كانت تشكّل مصدر دخل أساسي، وفضّل هؤلاء عدم خوض غمار هذا الخيار، إذ إنّ الأوضاع الكارثية لا تسمح في الوقت الحالي باتخاذ هكذا خطوة، علمًا أن هذه المنتجعات تأثرت مثلها مثل شركات السياحة التي حُرمت من تأمين برامج وفيرة كانت أساسا خلال الرحلات المنظّمة إلى الجنوب.
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • حزب الله وإسرائيل على حافة الحرب أم التسوية؟ خبراء يجيبون
  • واشنطن: التصعيد في لبنان يعرض أمن إسرائيل للخطر
  • تفاصيل الهجوم المسلح على السفارة الأمريكية في لبنان
  • تفاصيل جديدة حول إطلاق النار على السفارة الأمريكية في بيروت
  • الخارجية الأميركية: اقتراحات بايدن تتضمن جبهة لبنان.. وغزة بعد الحرب تستبعد حماس
  • واشنطن تؤكد العمل على احتواء التوتر جنوبا.. ميقاتي: لم نتلقَّ تحذيرات بعدوان واسع
  • “واشنطن بوست” تتحدث عن “فرصة من ذهب” قد يستغلها بوتين لتفجير غضب الفرنسيين ضد ماكرون
  • الأنهار اللبنانية.. حلٌّ بديل للبنانيين عن مشوار المسبح المُكلف (صور)
  • "واشنطن بوست" تتحدث عن "فرصة من ذهب" قد يستغلها بوتين لتفجير غضب الفرنسيين ضد ماكرون
  • "واشنطن بوست" تتحدث عن "فرصة من ذهب" قد يستغلها بوتين لتفجيرغضب الفرنسيين ضد ماكرون