“أثر المرويات والسرديات الدينية في سلوك الإنسان المعاصر: الغرب نموذجا”
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
هذا الموضوع يجيء رداً على تساؤل حول كيف يقتل الناس بعضهم جراء مرويات قبل آلاف السنين. تعليقا منه على موضوع نقلته يتحدث عما ورد في العهد القديم حول لماذا حوّل الله اسم أبرام إلى إبراهيم ..من هذا الموضوع جاء ردا على تساؤل من أحد الإخوة الكرماء بقوله: (أليس مدهشا أن يقتل الناس بعضهم بعضا بخلفية مرويات قبل آلاف السنين؟):
***************************
سبحان الله لم أكن أظن أن يكون نقلي للموضوع إياه إلا مجرد إستثارة ذهنية مرجعية لموضوع قديم /متجدد.
من ناحية أخرى تعمل الأيديولوجيا(المعتقد) يا عزيزي على تجميع أفكار وتوجُّهات عواطف وسلوك الأفراد وتجعلهم يتكتلون ويتناصرِون خلف هوية حقيقية أم مزعومة، واقعية أم افتراضية، رئيسية كانت أم فرعية أو مؤقته ضمن الهويات العديدة المتراكبة داخل الذات الإنسانية.
وكذلك الثقافة بتعريفها التقليدي: ذلك الكل المركب الذي يشمل المعتقدات والأفكار و...و( من بينها الأيديولوجيا أو المعتقدات) ..فالثقافة هي التي تنير لنا السبيل في الحياة و توجِّه السلوك وتحدد الاستجابات وردود الأفعال في حياتنا اليومية..
*نأتي لموضوع الساعة: غزة وإسرائيل وفي الخلفية قصة أبراهام أو إبراهيم ...فهي تقع ضمن ما تسميه أنت المرويات والتي صارت بمرور الوقت سرديات لمعتقدات أيديولوجية، ومن ثم أضحت أفكار ثابته ترسم تصورَنا للكون والحياة والناس وكذلك توجّه مشاعرنا وسلوكنا..
هذه المرويات أو التي يصفها البعض بالميثولوجيات والخرافات والأساطير قد تبدو ظاهريا كما نظن أنها موضوعة على أرفف التاريخ كأرشيفات عفا عليها الزمن، أو آثار غطاها الغبار في أقبية المتاحف أو (كما وصف الشاعر أمل دنقل واصفا الأحصنة التي كانت تقاتل بأنها أصبحت محنطة في أرفف الدكاكين في مواسم المولد النبوي) .. .
ولكننا الآن نتفاجأ بأن ما كنا نظنها مجرد غيبيات من الخرافة والأساطير هي في الحقيقة لدى الغرب في الحقيقة حية تسعة في العقول وفي الضمائر، وأنها محرِّك ودوافع تحرِّك الشعوب لتناصر من يشترك معها في كنا نظنها مجرد سرديات تُروى/أيديولوجيات تاريخية لكي تولِّد شرعية للاغتصاب والقتل.
هذه أمريكا أنزلت كل الأحصنة ا/المرويات المؤرشفة من أرففها وبثت فيها الروح(الابراهيمية) المختزنة منذ قرون لتجابه حملة السرديات المناوئة لدى أبناء إبراهيم من الأم الأخرى (الفلسطينين/العرب/ المسلمين).في حرب مكشوفة لا خجل فيها ولا مداراة.
الدرس الرئيسي: ألا نظن أن ثقافة شعب متحضر هي أرقى من ثقافة شعب أقل مرتبة في سلم التحضر (الزائف).. وهي حقيقة يقولها علماء اللغة والأنثروبولوجيا وغيرهم. إذن يجب ألا نسخر من ثقافة أي شعب..
د. محمد عبد الله الحسين
mohabd505@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
“بشر الوالي بعودة مدينة الفولة” .. عضو السيادي الفريق أول كباشي يؤكد حرص الحكومة على تذليل التحديات التي تواجه غرب كردفان
أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي نائب القائد العام المشرف على ولايات كردفان الفريق أول الركن شمس الدين كباشي حرص الحكومة على تذليل العقبات والتحديات التي تواجه ولاية غرب كردفان.وإطلع عضو السيادي لدى لقائه الاربعاء، اللواء ركن ( م ) حقوقي محمد آدم محمد جايد والي ولاية غرب كردفان، على مجمل الأوضاع الأمنية والخدمية والإنسانية بالولاية، والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار، وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين.من جانبه، أكد الوالي أن مدينة النهود التي ظلت صامدة أمام هجمات المليشيا الإرهابية المتمردة، ستصبح بوابة الانتصارات الكبيرة إلى دارفور.وبشر الوالي بعودة مدينة الفولة إلى حضن الوطن، مشيراً إلى الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا آل دقلو الإرهابية بحق المدنيين ونهب ممتلكاتهم وتدمير البنيات التحتية للولاية، منوهاً إلى نزوح المواطنين جراء تلك الانتهاكات.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب