بايدن يسعى لتوجيه ضربة جمركية لإمبراطورية السيارات الكهربائية الصينية
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
تستعد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للإعلان عن تعديل كبير للتعريفات الجمركية التي تستهدف الصين، مع التركيز بشكل خاص على السيارات الكهربائية وغيرها من القطاعات ذات الأهمية الإستراتيجية مثل الخلايا الشمسية.
وقالت وكالة بلومبيرغ إن هذا التغيير الكبير والمتوقع الكشف عنه خلال الأيام المقبلة، ينطوي على زيادة كبيرة في التعريفات الجمركية على المركبات الكهربائية، من المعدل الحالي الذي يبلغ حوالي 25% إلى معدل غير مسبوق يبلغ 100%.
وتعد هذه الخطوة جزءا من جهد أكبر لتوسيع تعريفات القسم 301 التي تم تنفيذها في البداية في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، بهدف إعادة معايرة وتكثيف الضغوط الاقتصادية على الصين في صناعات محددة عالية المخاطر.
ويمثل الإعلان الوشيك اختتام عملية مراجعة واسعة النطاق تهدف إلى تحسين إستراتيجية التعريفات الجمركية الأميركية للتركيز على الصناعات التي تعتبر حيوية لمستقبل التكنولوجيا وانتقال الطاقة، وفق بلومبيرغ.
وأشارت الوكالة إلى أنه من خلال الاستهداف الإستراتيجي لقطاعات مثل السيارات الكهربائية، والبطاريات، والخلايا الشمسية، تعتزم الإدارة تعزيز الصناعات المحلية مع تقليص هيمنة الصين في هذه الأسواق الحيوية.
وتمثل عملية المراجعة، التي تبلغ ذروتها بالإعلان المقرر الثلاثاء المقبل، رغم أنها عرضة للتأخير المحتمل، تحولا محوريا في سياسة الولايات المتحدة -وفقا لبلومبيرغ- لتأكيد موقفها في المنافسة الاقتصادية العالمية مع الصين، وخاصة في المجالات الحيوية لثورة التكنولوجيا الخضراء.
ردود فعل السوق والتداعياتوأحدثت الأخبار المتعلقة بتعديلات التعريفة الجمركية القادمة تأثيرات واضحة على الأسواق المالية العالمية، وهو ما أثر بشكل خاص على السوق الصينية؛ حيث تعتبر شركات التكنولوجيا الكبرى والتكنولوجيا الخضراء عرضة للخطر أكثر من غيرها.
وعقب الإعلان، شهد مؤشر "سي إس آي 300" (CSI 300)، الذي يتتبع أكبر 300 سهم مدرج في بورصتي شنغهاي وشنتشن، انخفاضا طفيفا، وهو ما يشير إلى التوتر بين المستثمرين فيما يتعلق بالتأثير المحتمل على الشركات الصينية التي تلعب دورا محوريا في قطاعي السيارات الكهربائية والبطاريات.
وأشار شين ياو نج مدير الاستثمار في شركة "أبردن" إلى الموقف الحذر الذي يضطر المستثمرون الآن إلى تبنيه، نظرا للتأثير المباشر الذي يمكن أن تحدثه هذه التعريفات على الشركات التي تعد جزءا لا يتجزأ من طموحات الصين التكنولوجية والخضراء.
موقف الصين والعلاقات الدوليةوأثارت الزيادة المخطط لها في الرسوم الجمركية رد فعل قويا من وزارة الخارجية الصينية، التي انتقدت الولايات المتحدة لـ"زيادة تسييس" القضايا التجارية والاقتصادية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، لين جيان إن هذه التعريفات الجديدة تؤدي إلى تفاقم العلاقات التجارية المتوترة بالفعل بين البلدين، ودعا الولايات المتحدة إلى التراجع عن إجراءاتها التقييدية.
ويتفاقم هذا الوضع بسبب تدقيق دولي مماثل من جانب الاتحاد الأوروبي، الذي كان يحقق في الإعانات التي تقدمها الصين لقطاع السيارات الكهربائية، وهو ما قد يؤدي إلى المزيد من التوترات التجارية العالمية.
ووفقا لبلومبيرغ فإن فرض هذه التعريفات الجديدة تأتي في لحظة حرجة سياسيا بالنسبة للولايات المتحدة، حيث شدد كل من بايدن وترامب لهجتهما بشأن الصين بينما يستعدان للانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقد دعا ترامب إلى زيادة التعريفات الجمركية الصارمة على جميع الواردات الصينية، وهو الموقف الذي تعرض لانتقادات واسعة النطاق بسبب قدرته على تفاقم التضخم في الولايات المتحدة والإضرار بالمستهلكين الأميركيين.
في المقابل، تهدف إستراتيجية الرسوم الجمركية التي ينتهجها بايدن، رغم صعوبتها، إلى أن تكون أكثر قياسا واستهدافا، وتسعى إلى حماية الصناعات الأميركية من "المنافسة غير العادلة" وتأمين دعم العمال الأميركيين، لا سيما في القطاعات ذات الأهمية الإستراتيجية مثل الصلب والألمنيوم.
وقد أكدت الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي على الطبيعة الإستراتيجية للتعريفات الجديدة، والتي تهدف إلى أن تكون فعالة وحذرة. ويعكس هذا النهج إستراتيجية أوسع لإدارة العلاقات التجارية المعقدة بين الولايات المتحدة والصين، والتي تظل محفوفة بالتحديات، رغم الارتباطات الدبلوماسية الأخيرة التي أظهرت علامات التقدم.
ومع بدء تطبيق سياسة التعريفات الجديدة هذه، سيكون من الضروري مراقبة آثارها ليس فقط على الصناعات المتضررة بشكل مباشر ولكن أيضا على الاقتصادات الأميركية والعالمية الأوسع، لا سيما فيما يتعلق بديناميكيات التجارة والعلاقات الدولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات السیارات الکهربائیة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الحكومة: لدينا خطة متكاملة لتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، اجتماعا، لمتابعة الإجراءات التنفيذية لتوطين صناعة السيارات الكهربائية، وذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والمهندس محمد الجوسقي، مساعد وزير الاستثمار للتخطيط والتطوير والتحول الرقمي. وشارك أحمد كجوك، وزير المالية، في الاجتماع عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
واستهل رئيس مجلس الوزراء الاجتماع، بالإشارة إلى أن انعقاد هذا الاجتماع يأتي في إطار المتابعة المستمرة للجهود المبذولة في ملف توطين صناعة السيارات الكهربائية، خاصة في ظل التفاوض الجاري حاليا مع عدد من كبريات الشركات العالمية، سواء المتخصصة في صناعة السيارات، أو البطاريات، ومكونات صناعة السيارات الكهربائية بوجه عام، ولذا يجب تنسيق الجهود المختلفة في هذا الملف، بما يسهم في تحقيق مستهدفات الدولة في هذا الشأن، ونحن كحكومة مستعدون لتقديم كل الحوافز الممكنة، من أجل توطين هذه الصناعة.
وخلال الاجتماع، أكد نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، أن الحكومة لديها خطة متكاملة واضحة لتوطين صناعة السيارات الكهربائية، خاصة بعد الإعلان عن استراتيجية الصناعة، وتم التفاوض مع عدد من كبار المصنعين بهذا الشأن.
وفي هذا الإطار، أشار الفريق كامل الوزير، إلى أن صناعة الضفائر الكهربائية في مصر تعد حاليا صناعة متميزة للغاية، ويتم التصدير بصورة واسعة، وكذا صناعة فوانيس السيارات والكراسي، ويتم تصدير منتجاتنا إلى الدول الأوروبية، كما أن صناعة الزجاج أصبحت هي الأخرى تحظى بميزات تنافسية، وهناك أيضا صناعة بطاريات للسيارات العادية، ويتم كذلك التصدير للخارج، كما نعمل حاليا على جذب مصنع للبطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية، وفي الوقت نفسه يتم أيضا التنسيق مع عدد من المًصنعين، من أجل تصنيع " بدن السيارة" في مصر، انطلاقا من أن هدفنا هو تصنيع جميع مكونات السيارة محليا.
بينما سرد وزير الاستثمار أهم شركات صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وكيفية جذب هذه الشركات لتوطين صناعتها في مصر، وكذلك التصدير إلى دول المنطقة، مشيرا إلى مستهدفات الحكومة والمحفزات التي ستقدمها للشركات المستهدفة، لتوطين صناعة السيارات الكهربائية.
من جانبه، لفت رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى أن البطارية تمثل نحو 50% من إجمالي تكلفة السيارة الكهربائية، وبالتالي بدأنا في التواصل مع أهم الشركات المُصنعة للبطاريات، وهناك بالفعل مفاوضات تتم حاليا، وسيتم الاستعانة بكل الوزارات المعنية في هذا الملف.
وأكد وزير المالية استعداده للتعاون مع زملائه من الوزراء المعنيين، لوضع المحفزات المختلفة، لجذب أكبر مصنعي السيارات الكهربائية، مشددا على أن هناك مرونة كبيرة في التفاوض مع الشركاء المحتملين.
وفي ختام الاجتماع، كلف رئيس مجلس الوزراء بسرعة إعداد تصور متكامل لجذب أحد أكبر مصنعي السيارات الكهربائية، على أن يشمل هذا التصور الحوافز والتيسيرات المختلفة التي أقرتها الحكومة، مؤكدا أن الحكومة لديها الاستعداد التام لوضع "حوافز خارج الصندوق"، لتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر.
اقرأ أيضاًرئيس الوزراء: المطلوب حاليا أن يشهد المواطن انخفاضا في أسعار السلع
رئيس الوزراء يستعرض نماذج استجابات منظومة الشكاوى الحكومية بالقطاعات المختلفة
رئيس الوزراء يتابع الإجراءات المُتخذة لمجابهة حوادث الطريق الدائري الإقليمي