6 بلدان قد تعاني نقص القمح.. كيف يؤثر انهيار اتفاق الحبوب على البلدان العربية؟
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
تونس، القاهرة، الجزائر، مراكش، صنعاء، الخرطوم- على إثر انسحاب الكرملين من اتفاقية تصدير الحبوب والأسمدة عن طريق البحر من أوكرانيا توسّطت فيها الأمم المتحدة وتركيا، انخفضت صادرات المواد الغذائية الأوكرانية الحيوية التي غذّت 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، ودخلت بلدان عديدة حالة طوارئ غذائية، وبدا واضحا أن الأعمال الإنسانية مرتبطة بالمصالح العسكرية والاقتصادية والسياسية.
المنسق الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث حذر من حدوث مجاعة، مشيرا إلى أن 362 مليون شخص في 69 دولة يحتاجون حاليا إلى مساعدات إنسانية. وفي قلب هذه الأزمة الإنسانية العديد من البلدان العربية؛ إذ سترتفع فاتورة الحبوب والمواد الغذائية في الجزائر والمغرب، وستتفاقم أزمة الخبز في مصر وتونس، كما سيتأثر السودان الذي يشهد اقتتالا داخليا يؤثر على الإنتاج المحلي، واليمن الذي يعاني من أزمة غذاء، والمشترك هو الحديث المتواتر عن الحاجة لتنويع مصادر الحبوب.
المغرب.. فاتورة مرتفعةرغم كون المملكة المغربية لا تعتمد بشكل أساسي على واردات الحبوب الأوكرانية أو الروسية، فإنها ستتأثر تأثيرا غير مباشر وفق ما أوضح للجزيرة نت الخبير الاقتصادي "بدر زاهر الأزرق"؛ وذلك بالنظر إلى الاضطرابات التي ستحصل على مستوى التوريد وتدفق هذه المادة إلى الأسواق العالمية.
وقال الأزرق إن القرار الروسي سينتج عنه ارتفاع أسعار الحبوب في الأسواق التي يقتني منها المغرب حاجته، سواء كندا أو دول الاتحاد الأوروبي أو بعض الأسواق الآسيوية التي ستعرف تعاظما في الطلب خاصة من كبار مستوردي القمح.
وأضاف أن هذا الوضع سينعكس على الفاتورة الغذائية للمملكة وخاصة في الشق المتعلق بالحبوب وسيمتد تأثيره إلى الميزان التجاري.
وأوضح المتحدث أن البدائل المتاحة أمام المملكة ضيقة جدا لافتا إلى أن ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية سيضطرها إلى مضاعفة النفقات الموجهة لتغطية تكاليف استيراد الحبوب سواء تعلق الأمر بالقمح أو الحبوب الزيتية التي يستورد المغرب 90% من حاجياته منها.
وكانت فاتورة ورادات المواد الغذائية قد ارتفعت العام الماضي بنسبة 44.9%، بحيث بلغت قيمتها 86.72 مليار درهم (8.7 مليارات دولار) مقابل 59.86 مليار درهم (حوالي 6 مليارات دولار) سنة 2021، وفق تقرير لمكتب الصرف.
وكانت وزارة الفلاحة قد توقعت أن يصل إنتاج الحبوب الرئيسية الثلاثة -أي القمح اللين والصلب والشعير- لهذا الموسم إلى 55.1 مليون قنطار، مقابل 34 مليون قنطار خلال موسم 2021-2022. ورغم أنه ارتفع بنسبة مهمة تصل إلى 62% مقارنة بإنتاج الموسم الماضي، فإنه لا يمكنه تلبية الحاجيات المحلية ويدفع المملكة لاستيراد المزيد من الحبوب عبر تنويع مصادر الاستيراد بين الاتحاد الأوروبي وكندا وأميركا اللاتينية.
واعتمدت الحكومة المغربية عددا من الإجراءات منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية للحفاظ على استقرار أسعار القمح؛ وبالتالي استقرار أسعار الخبز الذي يعد أساسيا بالنسبة للمغاربة، ومن هذه الإجراءات وقف استيفاء رسوم الاستيراد المفروضة على واردات القمح اللين والصلب ودعم مستوردي الحبوب.
وكان "المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني" قد أعلن الشهر المنصرم عن إحداث نظام للتعويض عند استيراد كمية قصوى قدرها 25 مليون قنطار من القمح اللين بين مطلع يوليو/تموز و30 سبتمبر/أيلول، وبموجب هذا النظام سيتم دعم المستوردين شهريا بقيمة الفرق بين كلفة القمح بالخارج وسعر الاستيراد المرجعي البالغ 270 درهما للقنطار، وهو الدعم الذي سيطبق بالأساس على الواردات من 6 دول.
الجزائر.. محاولات التنويعأما في الجزائر، والتي تحتلّ المرتبة الرابعة عالميا في استيراد القمح، وفقا لتقرير منظمة الزراعة والأغذية، فيتوقع الخبير عصام مقراني أن يكون انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب محدود التأثير عليها، في إطار الإستراتيجية الجديدة لتنويع المستوردين.
وأوضح مقراني، في تصريح للجزيرة نت، أنّ 12 دولة زوّدت الجزائر بالحبوب، بعد تعديل مواصفات الواردات، حيث ظلت فرنسا خلال حملة 2021-2022 موردها الرئيسي للقمح اللين بنحو 1.44 مليون طن (24%).
وأكد مقراني أن بلاده استوردت خلال حملة 2021-2022 (من يونيو/حزيران إلى نهاية مايو/أيار) 10.6 ملايين طن من الحبوب، مقارنة بـ13.1 مليون طن خلال حملة 2020-2021.
وتتكون هذه الواردات بشكل أساسي من القمح العادي بحوالي 6.1 ملايين طن والذرة 2.6 مليون طن (مقابل 4.8 ملايين طن خلال الحملة السابقة) والقمح الصلب بحوالي 1.4 مليون طن و571 ألف طن من الشعير.
ويضيف مقراني أن إجمالي الحبوب التي تم تفريغها خلال حملة 2021-2022، بلغ 10.6 ملايين طن، مقابل 13.1 مليون طن خلال الحملة السابقة.
ومن جهة أخرى، أكد الخبير مقراني -وهو متخصص في مشاريع الري والاستصلاح الزراعي- تحسّن إنتاج الحبوب في الحملة الأخيرة التي تميزت بأمطار الربيع (حملة 2022-2023 لم تنشر بعد).
وأشار الخبير إلى رغبة السلطات في زيادة معدل التحصيل، والذي سيكون هذا العام 50% من الإنتاج (النصف المتبقي في المزارع للبذور والاستهلاك الذاتي)، خاصة مع رفع سعر شراء القمح الصلب من 4500 دينار إلى 6 آلاف دينار للقنطار للقمح الصلب، وهو معدل أعلى من السعر الدولي، لتحفيز الفلاحين والمستثمرين على زيادة الإنتاج.
وأكد الاستشاري الزراعي، حسان بن يحيى، أنّ الجزائر تستورد أكثر من 60% من احتياجاتها من القمح، وهي 8.1 ملايين طن، ما يشكل 20% من فاتورة المواد الغذائية المستوردة.
وقال في تصريح للجزيرة نت إنّ الحكومة سطرت برنامجا واسعا لضمان أمن الغذاء في الجزائر، مشيرا إلى توزيع أكثر من 400 ألف هكتار من أجل إنتاج 3 ملايين طن من الحبوب بحلول عام 2030.
وخلص بن يحيى إلى أنه رغم انخفاض الضمانات على الحبوب الروسية، فإن الجزائر لديها حزمة آمنة بمصادر متنوعة، تجعل الوضع الحالي من دون تأثير عليها.
مصر.. أخبار غير سارة"لم يكن انسحاب روسيا نبأ سعيدا"، هكذا علق وزير التموين المصري علي المصيلحي على إنهاء اتفاقية تصدير الحبوب والأسمدة عن طريق البحر الأسود من أوكرانيا، والتي توسّطت فيها الأمم المتحدة وتركيا.
وكان البلدان المتحاربان يوفران 80% من إجمالي واردات مصر من القمح بواقع 50% من روسيا و30% من أوكرانيا، وقفزت فاتورة الواردات إلى 4.2 مليارات دولار العام الماضي، وفقا لبيانات صادرة من الجهاز المركزي للإحصاء.
وتستورد مصر نحو 12 مليون طن قمح سنويا، وفق تقرير لوزارة الزراعة الأميركية، ما يجعلها أكبر دولة في العالم مستوردة للقمح، وتستخدم الحكومة نحو 9 ملايين طن لإنتاج الخبز المدعم على بطاقات التموين لنحو 71 مليون مواطن.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية حرصت مصر على تعدد مناشئ استيراد القمح، منها فرنسا وألمانيا ورومانيا وأميركا وبلغاريا والتي تصل إلى نحو 23 منشأ، وفق الوزير المصري.
وإزاء تلك المتغيرات على سوق القمح، يقول الخبير في بحوث التنمية الزراعية الدكتور عبد التواب بركات، "إن لم تتأثر مصر بتراجع وارداتها من المحصول الإستراتيجي، فإنها سوف تتأثر بارتفاع الأسعار وزيادة فاتورة الواردات في ظل معاناتها اقتصاديا من نقص العملة الصعبة".
وأضاف في حديثه، للجزيرة نت، أن مصر قللت اعتمادها بشكل كبير على أوكرانيا كمصدر للحبوب، وفي المقابل زاد اعتمادها على روسيا ومناشئ أخرى من أجل تعويض الكميات المستهدفة لإنتاج الخبز الذي يعد آخر بند تبقى من برنامج الدعم العيني.
ورأى بركات أن الأزمات المتكررة في أسواق القمح العالمية سوف تعجل بالتحول إلى الدعم النقدي بدلا من العيني، وهو الحصول على 5 أرغفة يوميا لكل فرد بسعر 5 قروش للرغيف (بحد أقصى 4 أفراد للأسرة) من أجل التخلص من فاتورة واردات القمح، ولكنها خطوة محفوفة بالمخاطر باعتبار الخبز سلعة إستراتيجية في بلد تزيد نسبة الفقر فيه على 30% وفق الأرقام الرسمية.
وأدى ارتفاع سعر طن القمح عالميا إلى زيادة مخصصات شراء القمح المحلي إلى 45 مليار جنيه، (نحو 1.5 مليار دولار)، بزيادة أكثر من 19 مليار جنيه عن العام الماضي، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء.
تونس.. صعوبات متزايدةتواجه تونس تحديا كبيرا على مستوى توريد الحبوب بسبب تراجع إنتاجها المحلي واختلال توازناتها المالية، ما سينعكس سلبا على عمليات التوريد بالعملة الصعبة في ظل ارتفاع الأسعار بعد انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب والأسمدة.
ووفق المعطيات الرسمية لوزارة الفلاحة فإن إنتاج الحبوب قد تراجع خلال الموسم الحالي 2023 بنسبة 60% مقارنة بالموسم الماضي، حيث لم يتجاوز الإنتاج من القمح الصلب 2.7 مليون قنطار، مقابل 7.5 ملايين قنطار الموسم الماضي بسبب انحباس الأمطار خلال الشتاء والربيع.
وحول هذا الوضع الصعب يقول الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان للجزيرة نت إن الإنتاج الحالي من الحبوب (نحو 2.7 مليون قنطار) يساوي تقريبا ما تحتاجه البلاد من بذور للموسم القادم.
ويضيف "هذا يعني أن تونس في حاجة لتوريد 100% من حاجياتها من الحبوب بالنسبة للأشهر الـ12 المقبلة"، مقدرا أن تبلغ الكلفة المالية لتوريد الحبوب خلال الـ12 شهرا المقبلة نحو 4 مليارات دينار (1.3 مليار دولار).
ويرجع سعيدان ارتفاع التقديرات المالية لتوريد الحبوب خلال الفترة القادمة إلى الارتفاع المفاجئ في الأسعار في الأسواق العالمية خاصة نتيجة انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب والأسمدة التي توسطت فيها كل من الأمم المتحدة وتركيا.
ويتوقع سعيدان أن تواجه تونس وضعا صعبا ودقيقا للغاية فيما يتعلق بتوريد حاجياتها من الحبوب ليس فقط بسبب ارتفاع الأسعار وإنما حتى على مستوى التزود بالحبوب بسبب ارتفاع الطلب العالمي على الحبوب.
ويزداد الأمر صعوبة في تونس بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يواجهها "ديوان الحبوب"؛ وهو الهيكل الحكومي الرسمي المشرف على توريد الحبوب، موضحا أنه "يغرق في الديون تجاه البنك الوطني الفلاحي بقيمة تناهز 5 مليارات دينار (1.6 مليار دولار)".
ويقول "هناك تساؤلات كبيرة ومحيرة جدا حول كيفية تعامل الدولة مع ملف التجارة الخارجية خاصة فيما يتعلق بتوريد الحبوب"، مؤكدا أن الحكومة لم تعلن عن أي خطة أو مقاربة أو إصلاحات لتخطي أزمة توريد الحبوب في الفترة المقبلة باستثناء مجلس وزاري وحيد تناول الأسبوع الماضي أبرز الإشكاليات التي تواجهها منظومة التزود بالحبوب.
ويؤكد سعيدان أن التحدي المطروح حاليا على الحكومة هو "من أين ستأتي بالتمويل اللازم بالعملة الصعبة لشراء الحبوب الفترة المقبلة؟"، خاصة في ظل تعطل المفاوضات مع صندوق النقد وصعوبة النفاذ للأسواق المالية العالمية.
وقبل نحو أسبوع حصلت تونس على قرض بقيمة 87 مليون دولار من البنك الأفريقي للتنمية لدعم مشروع التطوير المندمج لمنظومة الحبوب والذي يهدف بالأساس إلى تأمين التزود بالقمح والشعير العلفي.
كما حصلت تونس في مطلع يونيو/حزيران الماضي على قرض بقيمة 500 مليون دولار من البنك الأفريقي للتوريد والتصدير لكن بأسعار فائدة مرتفعة جدا تتجاوز 10%، وفق الخبير عز الدين سعيدان.
اليمن.. تعميق الأزمةفي اليمن، يعد الخبز العنصر الأساسي على موائد اليمنيين إن لم يكن الأوحد، إذ يحتاج نحو 24.1 مليون شخص -أي أكثر من ثلثي السكان- إلى مساعدة، بسبب الحرب المستمرة في البلاد منذ 2015 بحسب الأمم المتحدة.
ووفق تقرير لمركز الإعلام الاقتصادي (يمني غير حكومي) فإن الاحتياج الكلي لليمن من القمح يُقدر بحوالي 4 ملايين طن سنويا، يتم استيراد 3.8 ملايين طن من الأسواق الخارجية بينما تغطى النسبة الباقية من الإنتاج المحلي.
وعام 2021 استورد اليمن 44% من قمحه من روسيا وأوكرانيا، 24% و20% على الترتيب، لكن الحرب الروسية الأوكرانية عطلت تلك الإمدادات وأجبرت المستوردين اليمنيين على إيجاد بدائل، حسب تقرير للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، ومقره واشنطن.
ووفق التقرير فإنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، انخفضت واردات القمح من أوكرانيا، كما ليس من الواضح ما إذا كان قد تم تصدير أي قمح من روسيا التي كانت رابع أكبر دولة مصدرة لليمن حتى عام 2021.
لكن اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود فتح جزئيا الشحن من الموانئ الأوكرانية والروسية إلى اليمن، غير أنه لا توجد حصيلة رسمية محددة بعدد الشحنات التي وصلت لليمن.
ووفق معطيات حكومية يمنية فإن اليمن عوضت الخسائر عام 2022 إلى حد كبير بزيادة الصادرات من الهند والاتحاد الأوروبي، فرغم الحظر المفاجئ على تصدير القمح الهندي في مايو/أيار 2022، فإن الهند رفعت الحظر عن اليمن وأصبحت موردا مهما منخفض التكلفة.
ويقول أبو بكر باعبيد، رئيس الغرفة التجارية والصناعية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، للجزيرة نت، إن التجار اتجهوا لاستيراد القمح من دول أخرى مثل فرنسا وأستراليا والهند بعد توقف تصدير القمح من روسيا وأوكرانيا.
ومؤخرا، شهدت أسعار القمح انفراجة بسيطة في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية والحوثيين على حد سواء، ووفق إفادة أحد تجار التجزئة للجزيرة نت، فإن سعر كيس الدقيق وزن 50 كيلوغراما تراجع من 17 ألف ريال يمني (32 دولارا أميركيا) في مناطق سيطرة الحوثيين إلى 14 ألف (26 دولارا).
لكن المخاوف الآن من ارتفاع السعر مجددا عادت في ظل الحديث عن انهيار اتفاق الحبوب.
غير أن باعبيد يقول إن اليمن لن يتأثر مباشرة بعد انهيار اتفاق تصدير الحبوب، غير أن الأمر سيسبب في تعميق الأزمة في اليمن وارتفاع التضخم الذي حدث بسبب انهيار قيمة العملة المحلية أمام النقد الأجنبي والتراجع في موارد الدولة.
السودان.. آثار سلبيةأما السودان، فيعد من أبرز الدول التي استفادت من اتفاق الحبوب حيث يستقبل آلاف الأطنان من روسيا وأوكرانيا، وهو ما يلقي بآثار كبيرة على قرار موسكو بالانسحاب من الاتفاق.
ويتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنويا، في حين يتراوح إنتاج البلاد بين 12 و17% من احتياجاته.
ويؤكد المتحدث باسم وزارة المالية السودانية أحمد الشريف أن القرار الروسي ينعكس سلبا في حال عدم وجود مخزون كافٍ من الحبوب أو إنتاج وفير مضمون يغطي الحاجة. وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن تغير الأسعار يرتبط بعوامل العرض والطلب وفي حال ارتفاع الأسعار يؤدي ذلك إلى زيادة التضخم.
ويشير في حديثه للجزيرة نت، إلى استيراد السودان 2.70 مليون طن من القمح بقيمة 1.07 مليار دولار أغلبها من روسيا.
وقال إن من المرجح أن يتأثر السودان بهذا القرار، باعتباره من مستوردي للقمح، وهذا القرار له أهمية كبرى في تحريك أسعار القمح، مما قد يفاقم الضغوط التضخمية في السودان خلال الفترة القادمة ‘إذا ما طال".
وعموما وفق رأي الخبير الاقتصادي؛ من السابق لأوانه الحكم على هذا الأمر، لأن أي اضطرابات تحدث في سلاسل الإمداد بشكل سلبي يكون لها أثر على الأسعار وحدثت زيادة في أسعار القمح عالميا بنسبة 3%" تقريبا، وفق قوله.
ويرى في هذا السياق ضرورة تنويع السودان لأسواق استيراده من القمح من دول أخرى مثل فرنسا وألمانيا ورومانيا وبلغاريا وأميركا، بجانب الدولتين المتحاربتين روسيا وأوكرانيا.
وبجانب هذا، يلفت أيضا إلى العمل على توسعة المساحة المزروعة من القمح وتقديم تسهيلات للمزارعين، لتقليل الاعتماد على القمح المستورد من الخارج.
ويعتقد في ذات الوقت، أن طريق البحث عن مصادر أخرى للاستيراد لن يعالج مسألة ارتفاع الأسعار، وأنه يمثل توفير المنتج وليس الحصول عليه بسعر مناسب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: روسیا وأوکرانیا ارتفاع الأسعار الأمم المتحدة الحرب الروسیة اتفاق الحبوب انسحاب روسیا من أوکرانیا أسعار القمح ملیار دولار ملیون قنطار للجزیرة نت ملایین طن من الحبوب خلال حملة ملیون طن من روسیا القمح من من اتفاق من القمح أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن تشطب سوريا من قائمة «البلدان المارقة» وتحركات تمهّد لرفعها من قائمة الإرهاب
أشاد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، بالفتوى الصادرة أمس الجمعة، عن مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا، والتي تحظر جميع أشكال القتل خارج نطاق القانون.
ووصف باراك، في تصريح عبر حسابه على منصة “إكس”، هذه الخطوة بأنها “خطوات أولى عظيمة للحكومة السورية الجديدة في الطريق نحو سوريا الجديدة”، معبراً عن تفاؤله بأن تؤسس هذه الفتوى لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار في البلاد.
وأكد المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، أن موقف الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو من الملف السوري يعكس “رؤية مفعمة بالأمل” تجاه مستقبل العلاقات مع دمشق، واصفاً إياها بأنها “قابلة للتحقيق”.
وفي منشور عبر صفحته على منصة “إكس”، قال باراك: “قضيت فترة ما بعد الظهر في البيت الأبيض مع الرئيس ترامب ووزير الخارجية روبيو، حيث ناقشنا شؤون الشرق الأوسط المتعلقة بتركيا وسوريا”، مشيراً إلى أن التوجهات الحالية للإدارة الأميركية تعكس تفاؤلاً مدروساً بشأن الملف السوري.
وأضاف: “أؤكد لكم أن رؤية الرئيس ترامب والوزير روبيو إزاء سوريا ليست مفعمة بالأمل فحسب، بل قابلة للتحقيق”.
وتأتي هذه الفتوى في وقت حرج وسط التوترات المتصاعدة في المنطقة، حيث أكد مجلس الإفتاء الأعلى في نص الفتوى الرسمية أن “من حق من ظُلم في مال أو دم أو عرض أن يطالب بعقوبة من ظلمه والاقتصاص منه، واسترداد حقوقه بالطرق المشروعة”، مشدداً على ضرورة استيفاء الحقوق عبر القضاء والسلطات المختصة، ورفض جميع أشكال القتل والانتقام خارج إطار القانون.
وأوضح المجلس أن إقامة الحدود أو القصاص بأيدي الأفراد دون اللجوء إلى القضاء الشرعي أو الرسمي يُعد تقويضاً للنظام الإنساني ويؤدي إلى الفوضى وتدمير السلم المجتمعي، كما نوه إلى تحريم التحريض على مثل هذه الممارسات لما يسببه ذلك من إشعال الفتن ونشر الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد.
ودعا مجلس الإفتاء المسؤولين وذوي الاختصاص إلى التعامل بجدية وسرعة مع قضايا الاقتصاص من المجرمين، وضمان تحقيق العدالة، وصون وحدة الصف الوطني، وحفظ دماء وأعراض المواطنين، لضمان الأمن والاستقرار وقطع الطريق أمام المحرضين والمأجورين.
وتعكس هذه الفتوى توجهًا واضحًا نحو تعزيز سيادة القانون ووقف العنف والتوترات الداخلية في سوريا، وسط آمال كبيرة بأن تكون بداية فعالة نحو بناء مجتمع أكثر استقرارًا وعدالة.
هذا وبعد سنوات من السياسات المتقلبة والتركيز على الجوانب الأمنية والعسكرية في سوريا، بدأت الولايات المتحدة تُظهر مؤخرًا تحولًا ملحوظًا في موقفها تجاه البلاد، حيث انتقلت من دعم المجموعات المسلحة ومقاربات العقوبات والتدخل العسكري، إلى تأييد خطوات بناء مؤسسات الدولة وتعزيز الاستقرار الداخلي عبر دعم سيادة القانون والعملية السياسية.
هذا التحول يعكس إدراكًا متزايدًا بأهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي في سوريا كسبيل لتخفيف الأزمات الإنسانية ومنع توسع النزاعات في المنطقة، وقد تجلّى ذلك في مواقف دبلوماسية أكثر انفتاحًا تجاه الحكومة السورية الجديدة، وتشجيعها على اتخاذ إجراءات تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار، بما في ذلك دعم المبادرات القانونية مثل الفتوى الأخيرة لمجلس الإفتاء الأعلى التي تحظر العنف والقتل خارج إطار القانون.
يطانيا ترحب بالتزام الحكومة السورية الانتقالية بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
رحبت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، اليوم السبت، بالالتزام القوي الذي قدمته الحكومة السورية الانتقالية تجاه التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأكدت الوزارة عبر منصة “إكس” أن المملكة المتحدة تثمّن عزم الحكومة السورية على تجاوز ماضي برنامج الأسلحة الكيميائية الذي يعود لعهد بشار الأسد، والتزامها بضمان تدميره بالكامل.
وأشارت الوزارة إلى الدعم العملياتي واللوجستي الذي قدمته سوريا لزيارات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وكذلك التزامها بالتواصل المستمر مع المجتمع الدولي.
وكانت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، قد أشادت في إحاطة لمجلس الأمن بالتعاون الكامل والشفاف الذي أبدته السلطات السورية مع المنظمة وأمانتها الفنية، مشيرة إلى زيارة فريق خبراء فنيين من الإدارة التقنية للمنظمة إلى دمشق في مارس الماضي، للعمل على إنشاء وجود دائم للمنظمة في سوريا والتخطيط لإيفاد فرق إلى مواقع الأسلحة الكيميائية.
مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على إزالة اسم سوريا من لائحة “البلدان المارقة” وسط حديث عن رفعها من قائمة الإرهاب
أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي تعديلًا يقضي بشطب اسم سوريا من لائحة “البلدان المارقة”، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيدًا محتملاً لإزالتها كذلك من قائمة “الدول الراعية للإرهاب” في الفترة المقبلة.
وأعلنت السيناتور الديمقراطية جين شاهين، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية، عبر حسابها على منصة “إكس”، عن تبني اللجنة لتعديلها بهذا الشأن، معربة عن ترحيبها بالقرار. وأضافت شاهين: “يجب على سوريا أن تواصل الابتعاد عن ارتباطاتها السابقة، وأن تتجه نحو الديمقراطية والاستقرار والأمن”.
ويُعد تصنيف “البلدان المارقة” أحد الأدوات السياسية والدبلوماسية التي تستخدمها الولايات المتحدة منذ نحو ثلاثة عقود للإشارة إلى الدول التي تُتَّهم بمعاداة المصالح الأمريكية أو دعم الإرهاب أو السعي لحيازة أسلحة دمار شامل أو ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
الخطوة الجديدة تأتي في سياق تحولات لافتة في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، كان أبرزها إعلان الرئيس دونالد ترامب، خلال زيارته إلى السعودية في 13 مايو الماضي، عن رفع العقوبات المفروضة على دمشق، دعمًا لجهود الاستقرار وتمكين البلاد من التعافي.
سوريا تطوي صفحة مأساة مخيم الركبان: آلاف اللاجئين يعودون إلى ديارهم بعد تفكيك المخيم الحدودي مع الأردن
أنهت سوريا رسمياً ملف مخيم الركبان للاجئين الواقع على الحدود مع الأردن، بعد سنوات من المعاناة والحرمان التي عانى منها آلاف النازحين. وجاء تفكيك المخيم كخطوة حاسمة نحو إنهاء واحدة من أقسى الفصول الإنسانية في الأزمة السورية.
وأكد وزير الطوارئ والكوارث السوري، رائد الصالح، أن إغلاق المخيم يمثل نهاية مأساة إنسانية طويلة الأمد، معرباً عن أمله في أن يكون هذا الإجراء بداية لعودة نازحي المخيمات الأخرى إلى منازلهم بأمان وكرامة.
من جهته، وصف وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، مخيم الركبان بأنه “مثلث الموت” الذي عكس قسوة الحصار والتجويع التي فرضها النظام السابق على المدنيين، مضيفاً أن نهاية المخيم تمثل بداية طريق جديد نحو تفكيك بقية المخيمات ودعم عودة النازحين تدريجياً.
وأشار المصطفى إلى تفاؤله بإعادة السوريين بناء وطنهم بعد سنوات من الألم والمعاناة، مؤكداً دعم الدولة لهذه المساعي.
تأتي هذه الخطوة ضمن الجهود السورية لإنهاء ملف النزوح تدريجياً، وإغلاق فصل مؤلم في تاريخ الأزمة السورية، مما يمهد الطريق لعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المحررة.