لبنان ٢٤:
2025-06-03@09:46:25 GMT

استيراد الهواتف.. عودة الى ما قبل الأزمة

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

استيراد الهواتف.. عودة الى ما قبل الأزمة

كتب ماهر سلامة في "الأخبار": عاد استيراد أجهزة الهواتف اللاسلكية (بشكل عام هي هواتف ذكية) إلى مسار ما قبل الأزمة. فوفقاً لأرقام الجمارك اللبنانية، استورد لبنان في عام 2023 نحو مليونَي هاتف لا سلكي بقيمة 224 مليون دولار، مقارنة مع استيراد نحو مليون هاتف لا سلكي بقيمة 129 مليون دولار في عام 2018. هذه الزيادة الكبيرة في استخدام الهواتف لا تعبّر بالضرورة عن نموّ اقتصادي، إذ إن استعمالها قد يكون مرتبطاً بعمليات استهلاك لا قيمة اقتصادية كبيرة لها، لأنها مبنية على استبدال الهواتف القديمة بالجديدة، كما قد يكون مرتبطاً بنموّ اقتصادي في قطاعات خدماتية وإنتاجية تسير في اتجاه التطوّر التكنولوجي.

أجهزة الهاتف، ولا سيما الهاتف الخلوي، هي جزء أساسي من شبكات الاتصال والتواصل ربطاً بالشكل الجديد لاقتصادات ما بعد الطفرة التكنولوجية. فالوصول إلى المعلومات على شبكة الإنترنت لم يعد يقتصر على الحواسيب المكتبية والمحمولة بعدما صارت الهواتف الخلوية أداة سهلة وسريعة وفعالة في العمل، بل هي أيضاً مرتكز لمجموعة من العمليات التي يمكن القيام بها عن بعد، إلا أن فعاليتها تتطلب بنية تحتية فعّالة. والدول التي اعتمدت على التكنولوجيا المتطوّرة، انتقلت إلى العمل على الجيل الخامس (5G) بدلاً من الجيل الرابع الموجود في لبنان. والفرق بين الجيلين لا يتعلّق بسرعة الشبكة فقط، بل أيضاً في تقليص وقت الاستجابة (latency) الذي يسمح بمعالجة حجم كبير جداً من رسائل البيانات بأقل قدر من التأخير (زمن الوصول). إذ تمكنت تكنولوجيا الجيل الخامس من خفض وقت الاستجابة إلى نحو 5 ميلي ثانية، فيما يبلغ وقت الاستجابة الذي يؤمّنه الجيل الرابع بين 60 و90 ميلي ثانية. وهذا الأمر مهم في توفير الاتصالات المطلوبة للعمليات التي تتطلب الوصول في الوقت الفعلي تقريباً إلى البيانات المتغيرة بسرعة، وهو ما يمكن أن يُسهل عمل الشركات التي تعمل في الأسواق المالية العالمية على سبيل المثال. كما أن البنى التحتية للاتصالات اللاسلكية في لبنان لا تُغطي كل المناطق بالشكل الكافي، وقد لعبت الأزمة الأخيرة دوراً كبيراً في سوء حالة تغطية الشبكة اللاسلكية.
أما من ناحية الاتصالات السلكية، أي شبكة الإنترنت السلكية، فمن الصحيح أن البنية التحتية لتكنولوجيا الألياف البصرية (fiber optics) موجودة منذ زمن، إلا أنها لم تصل بعد إلى عدد كبير من المناطق في لبنان، وهذا الأمر يؤثّر بشكل كبير على سرعة الإنترنت المتاحة، فبحسب موقع data reportal يبلغ متوسط السرعة نحو 9.39 ميغابت في الثانية في حين لو كانت شبكة الألياف البصرية متاحة يجب أن يكون هذا الرقم على الأقل 50 ميغابت في الثانية بحسب أرقام أوجيرو.
وبحسب تقرير لشركة «ماكنزي»، فقد تحوّل الإنترنت من شبكة «غامضة» للباحثين وخبراء التكنولوجيا قبل ثلاثة عقود، إلى حقيقة يومية لأكثر من ربع سكان العالم، إذ يرتبط ملياري شخص بالإنترنت، ويتم تبادل نحو 8 تريليونات دولار كل عام عبر التجارة الإلكترونية، أي نحو 8% من الناتج العالمي. كما يظهر التقرير أن الإنترنت يمثل، في المتوسط، 3.4% من الناتج المحلي في الاقتصادات الكبيرة التي تشكّل 70% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. فإذا كان استهلاك الإنترنت قطاعاً، سيكون وزنه في الناتج المحلي الإجمالي أكبر من قطاع الطاقة أو الزراعة. كما أن إجمالي مساهمة الإنترنت في الناتج العالمي أكبر من الناتج المحلي لإسبانيا أو كندا، وهو ينمو بشكل أسرع من الناتج المحلي للبرازيل. إلا أن المشكلة الأساسية في لبنان هي وجود شبكة اتصالات لا تسمح باستغلال العدد الجيد من مستخدمي الهاتف من جهة، ومن جهة ثانية لا يوجد أي استراتيجيات لاستغلال هذا الانتشار للهواتف. يتمتع لبنان بعدد كبير من مستخدمي الإنترنت، ويعود ذلك إلى نفس انتشار الهواتف، إذ بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في عام 2024 نحو 4.76 ملايين، حيث بلغت نسبة انتشار الإنترنت 90.1% من المقيمين. الفكرة هنا، هي أن هذا العدد من مستخدمي الإنترنت يفتح المجال أمام استخدام الإنترنت بشكل يُسهّل حركة الدورة الاقتصادية. على سبيل المثال، يمكن لهذا الأمر أن يلغي دور الوسيط في العمليات التجارية، حيث يستطيع المنتج أن يبيع بضائعه عبر الإنترنت من دون الحاجة إلى تاجر يأخذ جزءاً كبيراً من القيمة المضافة التي يصنعها المنتج، وهو ما يسهم برفع أرباح المنتج وخفض الكلفة على المستهلك.
المشكلة في هذا الموضوع، هي مشكلة مشتركة مع باقي مشكلات الاقتصاد اللبناني، وهي تتعلّق بعدم وجود إستراتيجية لاستغلال العوامل التي تعطي الاقتصاد اللبناني بعض هوامش المنافسة في قطاعاته المختلفة. وما يحدث هو أن الاقتصاد متروك ليسير بمسار من دون أي تدخّل، وهو ما يسهم في هدر الموارد من دون أي مردود مُحتمل.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من الناتج المحلی فی لبنان

إقرأ أيضاً:

ألحقا خسائر ضخمة بالخزينة العمومية.. الحبس لشخصين بتهمة استيراد الموز بطريقة غير شرعية

أمر قاضي التحقيق لدى القطب الجزائي الوطني الاقتصادي والمالي “مجلس قضاء الجزائر”، بإيداع شخصين الحبس المؤقت في قضية تتعلق باستيراد فاكهة الموز بطريقة غير شرعية على مستوى ميناء عنابة. حسب بيان وكيل الجمهورية لدى الهيئة القضائية ذاتها.

وجاء في البيان، أنه “عملاً بأحكام المادة 11 من قانون الإجراءات الجزائية. تعلم نيابة الجمهورية لدى القطب الجزائي الوطني الاقتصادي والمالي الرأي العام، أنه على إثر معلومات واردة بخصوص قيام متعاملين اقتصاديين في استيراد فاكهة الموز بطريقة غير شرعية على مستوى ميناء عنابة. وذلك باستعمال مناورات احتيالية بهدف رفع الأسعار وتحقيق مكاسب غير مشروعة. تم فتح تحقيق ابتدائي في الوقائع أفضى لاكتشاف شبكة إجرامية تعتمد على إنشاء شركات صورية واستعمال سجلات تجارية وهمية والتزوير في المحررات التجارية وتقليد أختام الدولة. بهدف الحصول على امتيازات غير مبررة والتهرب الضريبي، مما تسبب في إلحاق خسائر ضخمة بالخزينة العمومية”.

وبعد استكمال التحقيق الابتدائي، تم تقديم شخصين مشتبه فيهما أمام نيابة الجمهورية وفتح تحقيق قضائي في الوقائع. بجنح تكوين جماعة أشرار بغرض الإعداد لارتكاب جنح المضاربة غير المشروعة. التهرب الضريبي. تبييض الأموال والعائدات الإجرامية باستعمال التسهيلات التي يمنحها نشاط مهني في إطار جماعة إجرامية منظمة. التزوير واستعمال المزور في محررات تجارية وتقليد أختام الدولة. يضيف المصدر ذاته.
وقام قاضي التحقيق بسماع المتهمين الحاضرين عند الحضور الأول، وقد أصدر أوامر بالإيداع رهن الحبس المؤقت ضد متهمين اثنين، فيما لا يزال التحقيق القضائي مستمرا.

مقالات مشابهة

  • ألحقا خسائر ضخمة بالخزينة العمومية.. الحبس لشخصين بتهمة استيراد الموز بطريقة غير شرعية
  • تحذير من البنك الدولي: تفاقم الأزمة الاقتصادية في اليمن
  • استيراد 393 ألف رأس من الحيوانات الحية
  • العميد العايش لـ سانا: تم التوافق أيضاً على السعي لحل المشاكل العالقة في ملف الامتحانات والمراكز الامتحانية، بما يضمن حقوق الطلبة وسلامة العملية التربوية، كما تم بحث آليات تسهيل عودة المهجّرين إلى مناطقهم، والعمل على إزالة المعوقات التي تعيق هذه العودة
  • تركيا ترفع صادراتها الغذائية إلى 9.2 مليار دولار.. من هي الدول الأكثر استيرادًا؟
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • إسرائيل تفرض ضرائب جديدة على الموظفين لتمويل نفقات حرب غزة
  • تحذير رسمي لـ رابطة التجار من التعامل مع مكاتب استيراد السيارات ‏الوهمية
  • إيران تسجل نموًا اقتصاديًا في العام المنصرم مع ارتفاع الناتج المحلي بنسبة 3%
  • غوغل تستأنف قرارا بشأن مكافحة احتكار البحث عبر الإنترنت