آداب الاستئذان.. ختام الأسبوع الثقافي بمسجد المنارتين بالزاوية الحمراء
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
اختتمت وزارة الأوقاف المصرية، فعاليات الأسبوع الثقافي بمسجد المنارتين بالزاوية الحمراء، بعنوان: "آداب الاستئذان"، مساء الثلاثاء، حاضر فيه الدكتور أبو بكر يحيى عبد الصمد وكيل كلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والدكتور سعيد عامر الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية سابقًا، وقدم له السيد صالح المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وختم اللقاء بابتهالات للمبتهل الشيخ عبد اللطيف العزب وهدان، وبحضور عدد كبير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد الدكتور أبو بكر يحيى عبد الصمد أن من أهم الآداب العامة التي ينبغي أن نحافظ عليها أدب الاستئذان، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، وأدب الاستئذان هو أدب راق، يدل على خلق صاحبه وعفته ورقيه وسمو أخلاقه، ويزداد الأمر بيانا بقول الحق سبحانه: "فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"، وعن أبي موسى (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلاَثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ".
أدب الاستئذان لا يقف عند حد الاستئذان لدخول البيت فحسبوأوضح أن أدب الاستئذان لا يقف عند حد الاستئذان لدخول البيت فحسب إنما يتسع ليشمل سائر الخصوصيات والحقوق الفردية والمجتمعية، صيانة لكرامات الناس وحرماتهم وحرياتهم واحترام مشاعرهم، فلا تفتح حقيبة أحد إلا بإذنه، ولا تستخدم هاتفه إلا بإذنه، ولا تفتح حاسوبه أو تستخدمه إلا بإذنه، ولا تستعمل قلمه إلا بإذنه، ولا تستخدم مسبحته إلا بإذنه، فللناس خصوصياتهم التي ينبغي أن تحترم، ويشمل أيضًا الاستئذان عند الخروج من البيت ومغادرته، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِذَا زَارَ أَحَدُكُمْ أَخَاهَ فَجَلَسَ عِنْدَهُ، فَلا يَقُومَنَّ حَتَّى يَسْتَأْذِنَهُ".
وفي كلمته أكد الدكتور سعيد عامر أن من آداب الاستئذان غض البصر وعدم استقبال الباب، قَالَ (صلى الله عليه وسلم): "إنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئذَانُ مِنْ أجْلِ البَصَرِ"، وقد ورد أن النَّبِي (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ إِذَا أَتَى بَابًا يُرِيدُ أَنْ يَسْتَأْذِنَ لَمْ يَسْتَقْبِلْهُ، جَاءَ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَإِلا انْصَرَفَ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "لا يَحِلُّ لامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى جَوْفِ بَيْتٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ دَخَلَ".
وبين أن من آداب الاستئذان حسن اختيار الأوقات المناسبة للزيارة، مشيرًا إلى أن هناك أوقاتا لا يُحب الناس أن يستأذن عليهم أحد فيها؛ كالوقت المتأخر من الليل، أو الصباح الباكر جدًّا، أو عند الظهيرة، وقد قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْض" مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) علَّمنا كيفيةَ الاستئذان وصيغته، فعَنْ رِبْعِيِّ بنِ عَامِرٍ (رضي الله عنه) أنَّ رجلاً اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) وَهُوَ فِي بَيْتِه، فَقَالَ أَأَلِجُ؟! فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) لِخَادِمِهِ: "اخْرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الاِسْتِئْذَانَ، فَقُلْ لَهُ: قُلِ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ"، فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟ فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) فَدَخَلَ"، فالسُّنة تقديم السلام قبل الاستئذان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأوقاف وزارة الأوقاف الأسبوع الثقافي كلية الشريعة والقانون البحوث الإسلامية اذاعة القران الكريم صلى الله علیه وسلم ى الله ع
إقرأ أيضاً:
إتيكيت زيارات عيد الأضحى
إتيكيت زيارات عيد الأضحى يعكس الذوق والاحترام، ويظهر روح العيد من محبة وتقدير. إليك أهم قواعد الإتيكيت لزيارات عيد الأضحى:
أولاً: توقيت الزيارة
حدد وقت الزيارة مسبقًا إن أمكن، خاصة إذا كانت الزيارة خارج نطاق العائلة القريبة.
تجنب الزيارات في وقت مبكر جدًا من الصباح أو في وقت متأخر من الليل.
في أول يوم للعيد، يُفضّل ترك مساحة للزيارات العائلية الأولية (الأسرة المقربة).
ثانياً: الهدايا والواجبات
من اللائق إحضار هدية بسيطة مثل حلوى العيد، شوكولاتة، أو لعب للأطفال.
إذا كانت الزيارة لمن قدم الأضحية، فيُفضل عدم المبالغة في حمل اللحوم، إلا إذا تم التنسيق مسبقًا.
للأطفال، تقديم العيدية أو هدية رمزية يرسم البسمة على وجوههم.
ثالثاً: المظهر العام
احرص على ارتداء ملابس نظيفة وأنيقة، ويفضل أن تكون ملونة ومبهجة.
تجنب الملابس غير الرسمية جدًا أو التي لا تناسب أجواء العيد.
رابعاً: آداب الحديث
راعِ استخدام كلمات التهنئة مثل:
تجنب الحديث عن المشاكل أو المواضيع الحساسة، وركز على الأحاديث الإيجابية.
كن مستمعًا جيدًا، ولا تسيطر على الحوار.
خامساً: آداب الضيافة والضيوف
كـ ضيف: لا تطل الزيارة إلا إذا طُلب منك، واحترم خصوصية المضيف.
كـ مضيف: استقبل ضيوفك بابتسامة، وقدّم الضيافة مثل القهوة، العصير، والحلويات.
تجنّب الإلحاح على الضيف إذا رفض تناول شيء.
سادساً: الأطفال في الزيارات
علّم أطفالك آداب التحية والزيارة.
راقب سلوكهم أثناء الزيارة، واحرص ألا يُسببوا إزعاجًا.
وأخيراً: الجانب الديني
لا تنس تبادل التهاني بعد صلاة العيد.