يُدخل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، بدعوته إلى فتح البحر أمام النازحين السوريين للتوجه بملء إرادتهم، وبقوارب جيدة، إلى أوروبا، للضغط على الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي التي تقدّم لهم الأموال حتى لا يعودوا إلى سورية، بنداً جديداً في اليوميات اللبنانية.
وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": ومع أن نصر الله يُقرن دعوته هذه، كما تقول مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط»، باتخاذ قرار جريء وشجاع يغطّي فتح البحر أمام مَنْ يرغب من النازحين بالمغادرة إلى أوروبا، فإن الوجه الآخر لدعوته يكمن في ضغطه على الولايات المتحدة لإلغاء «قانون قيصر»، وعلى أوروبا لإلغاء عقوباتها لتسهيل عودة النازحين.


وتلفت المصادر النيابية، التي تتعامل بقلق مع دعوة نصر الله، إلى أن النواب فوجئوا بدعوته التي تنمّ عن طرح مشكلة لا قدرة للبلد على تحملها.
وتنقل المصادر عن قيادي سياسي بارز، فضّل عدم ذكر اسمه، قوله في أول تعليق له على دعوة الأمين العام لـ«حزب الله»: «اذهبوا وتدبروا أمركم لأن لا عودة للنازحين لأنها تلقى معارضة من النظام». ويأتي كلام نصر الله في سياق إبعاد الشبهة عن حليفه السوري، وتحميله المسؤولية للمجتمع الدولي، مع أن دعوته تضع البلد في مواجهة مع العالم، رغم «رفضنا جميعاً لسياسة الاتحاد الأوروبي»، كما يقول القيادي المذكور.
ويسأل القيادي نفسه: من أين نؤمّن السفن لتمكين النازحين من الإبحار بأمان إلى الدول الأوروبية؟ وهل من شركة تتعاطى بكل ما يتعلق بالنقل البحري، تجرؤ على تأمين إبحارهم عبر المرافئ اللبنانية إلى هذه الدول بخلاف الإرادة الدولية، مع أننا «ندعوها إلى ضرورة الفصل بين موقفها من النظام السوري وبين تسهيل عودتهم الآمنة إلى قراهم وبلداتهم، على أن تُدفع لهم الأموال في أماكن إقامتهم في الداخل السوري؟».
ويتوقف القيادي أمام دعوة نصر الله، ويقول إن حكومة تصريف الأعمال حاضرة للتواصل مع سورية بغية الإعداد لبرنامج متكامل لعودة النازحين، ولم تقصّر يوماً في الاحتكاك بها، سواء من خلال الوزراء الذين يزورون دمشق، أو عبر القادة الأمنيين المكلفين ملف النزوح. ويؤكد أن لا قدرة للبنان على تحمُّل ردود الفعل الدولية في حال قرر فتح «تشريع» البحر أمام من يود من السوريين الذهاب إلى أوروبا، محذراً من الاستعانة بمراكب الموت للإبحار إلى أوروبا، لئلا تتكرر المآسي التي ذهب ضحيتها المئات من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين.

وتقول مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن الظروف السياسية ليست مواتية لتهديد أوروبا، في ظل تعذر إخراج انتخاب رئيس الجمهورية من التأزم، وحاجة لبنان الماسة إلى المجتمع الدولي لإدراجه مجدداً على لائحة اهتمامه؛ ما يفسر حثّه النواب على إنجاز الاستحقاق الرئاسي اليوم قبل الغد.
فابتزاز الولايات المتحدة وأوروبا في ملف النزوح لن يخدم التوجه اللبناني لترتيب إعادتهم، وسيتحول البلد ضحية للاشتباك السياسي الذي سيندلع حتماً بين «حزب الله» والمجتمع الدولي، وإن كان هناك ضرورة إلى تحييد هذا الملف عن الصراع الدائر بين النظام السوري وخصومه الدوليين، وذلك بتحديد أماكن آمنة في سورية لإعادتهم إليها.
أما الرهان على فتح البحر فدونه صعوبات ميدانية وسياسية، ولا قدرة للبنان على التمرد على الإرادة الدولية والانسحاب من النظام الدولي، لئلا يتعرض إلى رزمة من العقوبات أين منها «قانون قيصر»، ستؤدي إلى محاصرته وعزله عن العالم؛ ما يرفع من منسوب تدحرجه نحو الانهيار الشامل، بينما هو يتواصل مع المؤسسات الدولية المالية لتزويده بجرعة من الأكسجين السياسي ليتمكن من البقاء على قيد الحياة إلى حين انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة فاعلة تضع في أولوياتها الانتقال بالبلد إلى التعافي.
لذلك؛ لا بد من السؤال: هل تبقى دعوة نصر الله تحت سقف تسجيل موقف يتبنى من خلاله وجهة نظر النظام السوري في تبريره لعدم تجاوبه مع إعادة النازحين، لا سيما أن الضغط على الولايات المتحدة وأوروبا لن يعبّد الطريق للدخول في «مقايضة» لإعادتهم على قاعدة إلغاء «قانون قيصر» والعقوبات المفروضة عليه؛ لأن الدول المعنية ترفض أن تسجل على نفسها سابقة في هذا المجال، ناهيك بأن دعوته لا تلقى التجاوب المطلوب محلياً، وتؤدي إلى تعميق الانقسام الداخلي، وتهدد الإجماع حول إيجاد حلول جذرية للنزوح؟

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة إلى أوروبا فتح البحر

إقرأ أيضاً:

انتعاش سياحي غير مسبوق بالغردقة مع تزايد حركة الطيران الدولية

تعيش مدينة الغردقة أجواءً سياحية نشطة تعكس رواجًا لافتًا قبيل ذروة الموسم الشتوي، إذ تشهد فنادق المدينة ارتفاعًا ملحوظًا في نسب الإشغال تزامنًا مع تزايد الرحلات الجوية الوافدة يوميًا.

وبحسب بيانات ملاحية حديثة، استقبل مطار الغردقة الدولي خلال اليومين الماضيين نحو 351 رحلة طيران دولية قادمة من مختلف العواصم والمدن الأوروبية، حملت على متنها ما يقرب من 70 ألف سائح أجنبي من أكثر من 25 دولة، ما يعكس الثقة الكبيرة في المقاصد السياحية المصرية، وعلى رأسها البحر الأحمر.

رحلات الطيران المكثفة عكست حراكًا سياحيًا قويًا داخل المدينة، حيث ارتفعت نسب الإشغال في الفنادق والمنتجعات السياحية إلى مستويات متقدمة، مع تزايد الإقبال على الشواطئ والأنشطة البحرية والرحلات الترفيهية.

ولم يتوقف المشهد عند الحركة السياحية فقط؛ فقد بدت الغردقة ليلة السبت الماضي في أبهى صورها، بعدما امتلأت الميادين والشوارع والنوادي والمنتجعات السياحية وجامعة الغردقة بالمواطنين والسائحين الذين تجمعوا لمتابعة النقل الحي لاحتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير عبر شاشات عملاقة وُزعت في أرجاء المدينة، في حدث يعكس حالة الفخر الوطني والاهتمام العالمي بالحضارة المصرية.

ويؤكد خبراء السياحة أن هذا الزخم يعزز مكانة الغردقة كأحد أبرز المقاصد السياحية العالمية، خصوصًا مع ما تشهده من استعدادات متواصلة وتجهيزات متقدمة لخدمة الأعداد المتزايدة من الزوار، وتقديم تجربة سياحية متكاملة تنافس كبرى المدن السياحية على مستوى العالم.

بهذه المؤشرات الإيجابية، تبدو الغردقة على موعد مع موسم استثنائي يعزز من حركة السياحة ويدعم الاقتصاد المحلي، لتواصل المدينة ترسيخ صورتها كجوهرة السياحة المصرية على البحر الأحمر.

طباعة شارك اخبار البحر الاحمر البحر الاحمر الغردقة مدينة الغردقة الحركة السياحية

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: الجيش وسلاح الجو مستعدان لوضع قدرات إسرائيل الهجومية في مواجهة حزب الله
  • أمريكا تطلب من الأمم المتحدة رفع العقوبات عن الرئيس السوري
  • ماذا تقول في دعاء بعد صلاة العشاء؟.. دعوة مستجابة لقضاء الحاجة وتفريج الكرب
  • ألمانيا توجه دعوة للرئيس السوري أحمد الشرع
  • فرنسا تطلب من لبنان توقيف ثلاثة من كبار ضباط النظام السوري السابق
  • النزعة إلى إعادة النظر في العلاقات الدولية.. ظاهرة قديمة ومسار مُستجد
  • لاريجاني: الولايات المتحدة أدركت صعوبة نزع سلاح حزب الله اللبناني
  • الرئيس عون أجرى جولة أفق تناولت الأوضاع العامة مع منسقة الأمم المتحدة في لبنان
  • انتعاش سياحي غير مسبوق بالغردقة مع تزايد حركة الطيران الدولية
  • دعاء الكرب بعد صلاة العشاء.. 20 دعوة لقضاء الحاجة وتيسير الأمور