النيابة العامة تجدد حبس المتهم ووالده في جريمة المنشار بالإسماعيلية
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
قررت النيابة العامة بالإسماعيلية اليوم تجديد حبس المتهم في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«جريمة المنشار»، ١٥ يوم على ذمة التحقيقات فيما قررت النيابة تجديد حبس والد المتهم في القضية ١٥ يوم هو الاخر .
وتواصل النيابة العامة للأسبوع الثالث على التوالي تحقيقاتها في القضية التي اقدم فيها طالب ١٤ سنة على قتل زميله وتقطيعه بمنشار كهربائي والقاء أشلاءه في أماكن مهجورة متفرقة بالقرب من مركز تجاري شهير بمدينة الإسماعيلية
وكشفت التحقيقات ان والد المتهم كان على علم بالجريمه بعد وقوعها وتستره على نجله .
واعترف المتهم امام فريق النيابة العامة أنه خطط لارتكاب الجريمة مسبقا واستعد بشراء قفازات وأكياس بلاستيك ومنظفات وحبل قبل يوم من الواقعة، واستدرج زميله محمد إلى منزله بعد إنتهاء اليوم الدراسى، وضربه من الخلف ولف الحبل حول رقبته ووضع كيس أسود على رأسه وسط صراخ واستغاثة زميله وبعدما تأكد من مقتله قطعه بمنشار كهربائى واستغرق الوقت نحو 7 ساعات متواصلة وتخلص من أشلاء الجثة بإلقائها في عدة مناطق منها أماكن مهجورة وبالقرب من مول تجارى شهير .
واستمعت النيابة إلى أقوال بائعى الأدوات المستخدمة فى الجريمة وأعادت سماع شهود العيان فى الواقعة للتحقق من بعض المعلومات والوصول إلى تفاصيل أخرى تضيف أدلة جديدة، خاصة مع تضارب أقوال المتهم عدة مرات خلال التحقيقات، و أمرت النيابة بإحالة أدوات الجريمة إلى الطب الشرعى لمضاهاة آثار الدماء وطلبت النيابة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة لتحديد ما إذا كان والد المتهم مشارك له فى الجريمة أو التخلص من أشلاء الجثة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاسماعيلية اليوم الطب الشرعي جريمة المنشار جريمة الاسماعيلية
إقرأ أيضاً:
ننشر.. مرافعة النيابة العامة في محاكمة نقاشين متهمين بقتل مساعد وزير الداخلية الأسبق وزوجته بأسيوط
استمعت الدائرة الحادية عشر بمحكمة جنايات أسيوط، اليوم الأربعاء، إلى مرافعة عمرو أبوسديرة وكيل النائب العام في محاكمة نقاشين متهمين بقتل مساعد وزير الداخلية الأسبق وزوجته بأسيوط وسرقة مصوغاتهما.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار أحمد عبد التواب صالح رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين روميل شحاتة أمين الرئيس بالمحكمة، و علاء الدين سيد عبدالمالك نائب رئيس المحكمة وأمانة سر عادل أبو الريش وزكريا حافظ.
كتبت بمداد الخيانة وخطت بخطة شيطانيةواستهل عمرو أبوسديرة وكيل النائب العام مرافعته قائلا: تقف النيابة العامة أمام عدالتكم اليوم، لا لمجرد استعراض وقائع، أو تلاوة نصوص، بل لتطالب بإنزال أشد العقاب بمن تجرد من إنسانيته، ومزق أوصال الثقة، وارتكب جريمة تمور لها السماوات والأرض هولا، ويقشعر لها الضمير الإنساني رهبة.. نقف اليوم أمام جريمة لم ترتكب في ظلمة الطريق، ولا في خضم المعارك، بل ارتكبت في بيت آمن.. على سرير عائلي.. وبين الجدران التي يفترض أن تحتضن الأمان، لا الدماء. جريمة لم تنفذ لحظة غضب، ولا تحت تأثير اضطراب، بل كتبت بمداد الخيانة، وخطت بخطة شيطانية، ومهدت بمراقبة ومراوغة وتخطيط جهنمي امتد لأيام.
يضحك وهو يراه يسقط غارقا في دمهوأضاف وكيل النائب العام في مرافعته قائلا: الواقعة التي نحن بصددها، ليست مجرد سرقة، ولا قتل ولا حرق فقط ... بل هي خيانة للأمانة... وذبح لكرامة الإنسان.. فهل هناك خيانة أوضح من أن يدخل أحدهم بيتا طاهرا شريفا، يؤويه صاحبه، فيطمع في ماله، ويخطط لدمه، ثم يعود ومعه السلاح والسكين؟!
لقد خان المتهم الأول " ناصر" الأمانة التي اؤتمن عليها، خانها بسبق إصرار منه.... خان البيت وصاحبه وزوجته… ثم لم يكتف، بل دعا شريكا له – وهو المتهم الثاني – إلى خيانة جديدة… فكانا كمن خانا الله قبل أن يخونا الإنسان.. خان رجلا، أدخله بيته، ومنحه رزقا حلالا، واحتواه، وأكرمه، وأمنه... فإذا به يذبحه ذبحا ويضحك وهو يراه يسقط غارقا في دمه!.. أي قلوب هذه؟ أي ضمير قد نتحدث عنه هنا؟.. بل أي مسخ بشري يمكن أن يرتكب ما ارتكب هؤلاء!!!.
واستكمل: إننا لا نحاكم اليوم متهمين فحسب... بل نحاكم نمطا شيطانيا من القتل لا يكتفي بالإزهاق، بل يستمتع بالذبح، ثم يسرق، ثم يشعل النار، ثم يحتسى الشاي بجوار جثة ضحيته وكأن شيئا لم يكن.. فكر شيطاني، وجريمة وحشية متعمدة، مكتملة الأركان... مخططة... مدروسة...مبيتة.
هذه بإيجاز قضيتنا... وها هما المتهمان المجرمان... ضبطا بجرائمهما... فسلمناهما للسجان... وسقناهما إليكم اليوم، بالقتل ذبحا، وبالسرقة كرها، وبالحرق وضعا وبطشا مدانان... والقصاص منهما واقع لا محالة بحكمكم العادل الرادع...
أمضى عقودا من حياته في ملاحقة المجرمينوتابع : لتسمح لي سيادة الرئيس قبل أن أقص على حضراتكم أحداث دعوانا التي وقفنا عليها وقبل أن نعيش سويا واقعاتها بما حوته من آثام وآلام أن أحدثكم عن المجني عليه " محمد محسن بداري" هو رجل أفنى عمره في خدمة الوطن...لواء شرطة، أمضى عقودا من حياته، في ملاحقة المجرمين، في منع الجريمة، في حماية الناس من بطش الآثميين، في بث الأمن والسكينة بديار الآمنين، إلا أن أحدهم دخل عليه بسلاح ناري وسكين، فمات ذبيحا على أرضه.. رجل أفنى عمره في حماية غيره! استقبل قاتله ضيفا... فعاد له المجرم بأسلحة قاتلة، و"ابتسامة خيانة"!.. أي مصير هذا... وهل جزاء الإحسان... هو الذبح والحرق!؟
اليد التي دهنت الجدران ستخضبها دمائه وزوجته
أما عن الزوجة المجني عليها " هدى بداري " تلك السيدة الفاضلة، المعلمة، مربية الأجيال...كم من أبناء هذا الوطن وقفوا أمامها ليتعلموا على يديها، فتلقوا القيم قبل العلم وتعلموا الأدب قبل الحساب، وارتقوا بفضلها.. سيدة ذبحت غدرا في غرفة نومها، على سريرها، بين متعلقاتها بغير ذنب سوى أنها كانت شاهدة على الجريمة... ذبحت وسرقت مصوغاتها، ودماؤها تلطخ الشال والسكين والضمير.فهل بعد هذا تطلب الشفقة!!!؟ ها نحن أمام واقعات ليست ككل الواقعات، وجريمة ليست ككل الجرائم، قضية تبدأ من عتبة الأمان، وتنتهي في مستقر اللهيب والدخان... وهنا ألتمس من عدالتكم... الوقوف للحظة.. لحظة تأمل... من أجل التألم! تخيلوا معى بيتا هادئا، سقفه محبة، وأرضه أمان، يسكنه رجل، أفنى عمره في خدمة هذا الوطن، ورفيقة درب فاضلة... بيت عامر بالثقة... فتح المجنى عليه بابه لبناء يرمم، ونقاش يجمل، لم يكن يعلم أن اليد التي دهنت الجدران، ستخضبها دمائه وزوجته بعد أيام." فالمتهم الأول " ناصر عثمان جابر عثمان" كان عاملا مألوفا في البيت، يدخل مرحبا به، ويخرج مطمئنا...رجل بسيط في ظاهره، شيطان مقيم في باطنه، يتجول في الغرف،يعرف المداخل، والمخارج، والأماكن، والأسرار، دخل بيت المجني عليه عدة مرات، لا يحمل في يده إلا أدوات العمل... لكنه كان يحمل في صدره مخطط الندم، وفكر السقم، ونية الحط من كل ذي حرمة ودم.
واستكمل وكيل النائب العام مرافعته قائلا : ذات مساء قبل الواقعة بثلاثة أيام، جلس إلى رفيقه المتهم الثانى " عبد العال محمود عبدالعال " والشهير ب"سيد العفريت" لا اسما فحسب، بل خفة في الجريمة، وظلمة في الضمير وقال له والشر يقطر من فمه: "أمامي مصلحة، في بيت أعلمه، أعرف كل حجر فيه،بابه لى مفتوح، وصاحبه مغدور، المال فيه كثير، والذهب فيه وفير، والرجل مطمئن...طيب لا يشك، وامرأة لا حول لها ولا قوة، فما قولك؟ أنقتسم الغنيمة؟ وإن عرقلنا أحد... نسقطه صريعا؟" فأجاب عبد العال، وابتسامته الشيطانية تسبق لسانه: "توكل... وعلى رقابهم نتهجم، ومن يعترض نذبحه ونكتم." وهنا بدأت الجريمة في رحم الظلام... فتعاهدا، وتعاقدا، وتوحش القلبان، وتجردا من إنسانيتهما، ومضيا في ظلمات التخطيط... بثبات الذئب، وصمت الأفعى، فكان السلاح قد أعد، والفرد قد حمل، والسكين قد شحذت، والشال الأبيض بات جاهزا.. لا ليقيه بردا، بل ليخنق به صوتا لو صاح.
كأن الجريمة باتت مسألة توقيت
وأكمل عمرو أبوسديرة مرافعته : ثلاثة أيام على الاتفاق قبل الواقعة، أيام يفترض أن يرتدع فيها العقل، أو يخفق فيها القلب، أو تنطق فيها الفطرة، لكنها كانت بالنسبة لهما زمن إعداد وخطة ومراقبة وتحين للفرصة، قررا أن يرفعا المكان وقبل الواقعة بيوم ذهبا وعلى ما انتويا مصممان و دارا حول العقار كما تدور الذئاب حول الحظران، تفحصا المداخل والمخارج هذان المتهمان، يراقبان... يتحسسان... هل ثمة كاميرا لهما راصدتان؟ هل من عين ترقب؟ هل هناك جار يقظان؟ رصدا نقاط الضعف، وحددا البرجولة الخشبية فكانت للثانى العفريت للإنتظار مكان..حتى إذا اطمأنا، ضحكا... وكأن الجريمة باتت مسألة توقيت، فاتصل " ناصر" بالمجني عليه:"يا سيادة اللواء... معي دهانات للسور الحديدى وشيش البلكونات" فقابله المجنى عليه بالرد: "اطلع يا ناصر،أنا في البيت... أنت ليس من الغرباء".. آه لو علم ما تخفي النوايا خلف الوجوه الهادئة.
العفريت ينتظر الإشارة من شرفة الموتوتابع: على الفور قام المتهم الأول بإبلاغ الثاني بانتظاره بالبرجولة الخشبية أسفل العقار، حاملا بكتفه الحقيبة وبداخلها الشال، منتظرا إشارة الصعود لتنفيذ ما خططا له وعليه صمما، وصعد المتهم الأول، يحمل في حقيبته سلاحا ناريا فردا وسكينا، وفي الشارع. كان العفريت ينتظر الإشارة من شرفة الموت، والتي لم تأت له من المتهم الأول، لأنهم في ذلك اليوم، فشلا في التنفيذ!! وذلك لأن للقدر حكمة، فالمجني عليه كان يقظا... موجودا... فهابوا حضوره، وارتدوا عن دمويتهم مؤقتا.فالمجرمان لم يتراجعا، ولإشارة ربهما بأن يعودا عما لاح في ذهنهما لم يكترثا،بل قالا في نفسيهما: "العمل لم ينته.. لن نقلق.. غدا... نتم ما بدأناه".
وفي اليوم التالي... اليوم الموعود – يوم السادس والعشرين من شهر أكتوبر2024 اتصل المجني عليه ب"ناصر"،... و"العفريت" يسمع بجانبه، يستدعيه لمواصلة عمله واستكمال ما بدأه، فما كان من هذا الغادر "ناصر" إلا أن توجه في خطى ثابتة و"العفريت" لا يفارقه.. لم يترددا لحظة.. حتى وصلا أسفل العقار محل الواقعة.. وتقسمت الأدوار كالبارحة دون اختلال فيها.. كل منهما متأهب وبكتفه حقيبته.. والمتهم الثاني بالبرجولة الخشبية منتظره... وأصبحت إشارة البدء الآن إشارتين.. الأولى بألا تفارق عينيك شرفة منزل المجني عليهما.. وإما انتظار جرس هاتف فتصعد فورا وستبصر باب الشقة في انتظارك مفتوحا!!! .. وهنا وصل ناصر البيت وظل مع المجني عليه يتحدثان.. فقام خلسة بمهاتفة الثاني، فصعد العفريت بالمصعد إلى أن وقف أمام باب الشقة فوجده مغلقا.. وهنا قد منحه الله أيضا برهانا بعد إشارة سابقة ليعود عما يلوح في ذهنه وما انتواه...وهل عاد وتفكر؟... لا والله!!... بل عاد مرة أخرى إلى البرجولة للانتظار، فقام "ناصر" مرة أخرى بمهاتفته، وتكرر معه نفس الموقف، ووجد باب الشقة أيضا مغلقا... وهنا أراد الله أن يعطيه الحقيقة لا البرهان...عد يا عفريت أدراجك، وإلى منزلك اذهب ونم... فليس لك هنا مكان!! هذا حرام، وغدر، وعصيان!!!!.. وهل عاد!؟ للأسف لا بل ذهب مرة أخرى، ومنتظرا لإحدى الإشارتين حتى فرغ شحن هاتفه!!!والله يرسل له برهانا وراء برهان وراء برهان... ماذا تنتظر؟! ألم تكترث لكل إشارات إبعادك عن السرقة، والقتل، والحرق، وما أنت فيه الآن من موقف ذل وخذلان!؟؟
واستكمل : "ناصر" ما زال بالأعلى لا للعمل، ولكن لإتمام القتل والخيانة والفجر المبين، بداخل الشقة آمنا كعادته، قائلا للمجنى عليه إني أحتاج مواد دهان وبنزين. فقال له المجنى عليه، والطمأنينة تسبق كلماته:"اشرب الشاي أولا... ثم ننزل سويا لنشتري المطلوب.".. دخل المجنى عليه إلى غرفة الطعام يعد الشاي بيده، وفي نفس اللحظة، استغل المتهم الأول ذلك، فأشار من الشرفة إلى الثانى... إشارة "الصعود". فصعد الثاني على الفور ، وطرق الباب طرقا خفيفا، ففتحه ناصر بسرعة، وأدخله خلسة دون صوت، وأخفاه في الشرفة، وأغلق مدخله بوضع كرسى، حتى لا يتوجه المجنى عليه ناحيته، ثم عاد وجلس مع المجنى عليه، واحتسى الشاي الذي قدمه له، ثم خرج معه من البيت، لشراء مواد الدهانات، والبنزين.. لكن أحدهما لم يعلم أن البنزين ليس للعمل، بل للإحراق! وآنذاك كان المتهم الثاني لهما مراقبا ومتلصصا، حتى تيقن من مغادرتهما الشقة، بل وتأكد بتحركهما بالسيارة من أسفل العقار!!! وهنا قتل الآمنيين!!!
انقض عليها وكمم فمها وخنق صوتها
وتابع: الزوجة في الغرفة الأخرى، على سريرها، لا تدري ما يخطط لها من ذبح وموت وبكاء كانت العجوز فوق سريرها، تسترخي بجلبابها، لا تدري أن الموت خلف الشرفة يسكنها فخرج هذا العفريت من الشرفة متسللا إلى غرفتها وما أن أبصرته إلا وفزعت وصرخت!! من أنت؟! ولما هنا!!؟ فانقض عليها، وكمم فمها، وخنق صوتها، وضرب رأسها..فكان الشر بعينه، والغدر بفكره، والسكين بيده، والمجني عليها أسفله وتقاومه، صراخها ضعيف وبعيد، وموتها بات قريب،
فقام المتهم على الفور وبكل إصرار عنيد، بقلب لا فيه رحمة أشد من أشد بغيض، بالإمساك برقبتها وإعدام صوتها النحيب، ويدها ترتعش من قسوة الفعل والترهيب، ضعيفة واهنة فكانت قد جاوزت الستين، وقلبها يبتهل لله بالنجاة القريب!! فنحر عنقها فورا بالسكين وذبحها ذبحا يندى له الجبين، فاهتز لذلك الفعل عرش رب العالمين، سالت دماؤها، على جسدها وفراشها والأراضين، وطافت روحها إلى من هو ليس ببعيد تشكو إليه ما لاقته من ظلم وفجر، وتنتظر يوم الوعيد...
شاي على أنين الموت
واستكمال وكيل النائب العام مرافعته قائلا: ذبحت الزوجة الفاضلة، المعلمة الكريمة، وماتت على يد من لم يعرف لها قدرا ولا حرمة ثم سرق ذهبها،ومد يده الآثمة إلى جسدها، وانتزع مشغولاتها، فتح الدولاب، و قلب الأدراج، وبحث عن مال لا يساوي شيئا أمام دم طاهر! ووضع كل ما سرق داخل حقيبته و سقط منه شال، محمل بدمها فبقي هناك شاهدا أبد الدهر. بقي هناك، لا كقطعة قماش، بل كشاهد أبدي على الغدر والخيانة، ثم دخل إلى غرفة الطعام، وأعد لنفسه كوبا من الشاي...!! نعم...شاي على أنين الموت، شاي على جسد ساكن، شاي على الصمت المذبوح! وجلس في الشرفة... وكأنه يحتسي الانتصار، فوق جثة دافئة! و بعد مرور دقائق واستكمالا للفاجعة الكبرى عاد المجني عليه ومعه ناصر، آمنا وادعا، فقد عاد لبيته، وشيطان يقف خلفه، وشيطان بداخل منزله، لا يعلم ما بالداخل ينتظره، لا يعلم ما سيصيبه من غدر وفجر وانتهاك لحرمته.. ففتح باب بيته، فوجد عبد العال أمامه، بوجهه الشاحب، والسكين بيده، والدماء تسيل منها كسيل الندى على الشجر وأوراقه،متفاجئا، مذهولا، صارخا بوجهه: "من أنت؟! وما هذا؟!وبأي حق ينتهك حرمة منزله!؟ فقام على الفور بالإمساك به من ملابسه والسكين ملطخ بالدماء... والوحيدة هنا هي زوجته!!! أيصدق ما يحدث أم أن هذا كابوس حال وعيه؟! والمتهم الثاني ممسكا بملابسه، ويبادله، ويقاومه...والمجني عليه يصرخ مستغيثا بالمتهم الأول خلفه: "أنجدني يا ناصر!" هذه عباراته ومن فمه، يكررها مرة تلو الأخرى.. والغادر خلفه بالضحك يقابله! يستنجد المجني عليه بقاتله، فحتى هذه اللحظة، يأمنه على نفسه وماله،و لم يظن أنه بالغدر سيقابله فأخرج المتهم الأول السلاح من بين طيات حقيبته، وهشم المقبض الخشبي على المجني عليه وبرأسه، والأخير صادما، متفاجئا، مقاوما، ويحدثه...لم ضربتنى وأنا لك معين !!؟ لم غدرت بى وقد حسبتك من الآمنيين !!؟ ماذا قصدت !!؟ ماذا قصدت من وراء فعل لعين !!؟
واستكمل: هرول المتهم الأول إلى غرفة الطعام، وأحضر أداة "يد الهون" الحديدية، وعلى رأس العجوز مرة أخرى فحطمه، والعجوز يصرخ ويدفع فلم يستطع أن يقاومه، والأول على الأرض قد أسقطه،وجلس أعلاه، وأقسم أن يتمكن منه، وبيديه يكبله،والمجني عليه ينظر بعينه إلى ناصر بحسرة... ويسيل دمه!! فقام المتهم الثاني على الفور بسلاحه الذي بيده، فنحر عنقه بتلك السكين التي نحرت قبل قليل زوجته،ترنحت روحه، وخر صريعا، وكانت آخر عباراته:"أأنت يا ناصر من تفعل بي هكذا!!؟"
اشتعلت النيران وهربا بالمسروقاتوتابع: ذبح المجني عليهما وساد الصمت و سكب المتهم الأول البنزين بأرجاء الصالة، وعلى جسد المجني عليه، وفتح الموقد لتسريب الغاز وأشعلا قطعة قماش، وألقوها في الشقة فاشتعلت النيران وهربا بالمسروقات ، وأرادا أن يخفيا جريمتهما في أسرة النار! وشرعا في إحداث انفجار كاد أن يسقط العقار بأكمله، ومن فيه من شيوخ وعائلات وأطفال!! قائلين: "ليحترق المنزل والدليل..." ولكن النار قالت:"سأشتعل... لأشهد!".
وقال عمرو أبوسديرة وكيل النائب العام: التمسوا لي العذر فإن كنت قد أثقلت على أسماعكم والحضور بمشاهد لا يحتمل وصفها، أو آلمت نفوسكم بلوعة الكلمات وفجيعة التصوير، فإني ما قصدت إلا إظهار الحقيقة كما هي، عارية من الزيف، ليعلم العدل كيف يقتص فاعذروني، واعذروا كلماتي في شرح ما حدث لأن هذه هي الصورة الحقيقية لكل ما حدث.
وكان المستشار تامر القاضي، المحامي العام لنيابات جنوب أسيوط الكلية، قد أحال المتهمين ناصر عثمان جابر (41 عامًا) وعبد العال محمود عبد العال، وشهرته “سيد العفريت” (37 عامًا)، وهما يعملان نقاشين، إلى محكمة الجنايات، بعد أن وجهت إليهما النيابة العامة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار لمساعد وزير الداخلية الأسبق لمكافحة المخدرات اللواء محمد محسن علي طه بداري وزوجته هدى بداري علي حسين، وسرقة مصوغاتهما وأموالهما، وإضرام النيران في منزلهما لإخفاء معالم الجريمة.
بحسب أمر الإحالة، تعود تفاصيل الجريمة إلى يوم 26 أكتوبر 2024، حين أودع المجني عليه ثقته في المتهم الأول، الذي كان يعمل لديه داخل المنزل، إلا أن الأخير خان الأمانة وشارك المتهم الثاني في التخطيط للسطو على منزل اللواء وزوجته وقتلهما.
وأوضح أمر الإحالة أن المتهمين ترددا على منزل المجني عليهما مرات عدة لترتيب جريمتهما، حتى سنحت لهما الفرصة، فاستدرج المتهم الأول المجني عليه إلى خارج المنزل لتمكين شريكه من دخوله، حيث بدأ المتهم الثاني تنفيذ خطته بسرقة الأموال والمصوغات.
وعند عودة المجني عليه، انهال عليه المتهمان ضربًا بآلة حادة حتى فقد وعيه، ثم أجهز عليه المتهم الثاني بسكين، ناحرًا عنقه.
وفي ذات الوقت، انفرد المتهم الثاني بزوجة المجني عليه الأول داخل غرفتها، وذبحها دون رحمة، ثم سكب المتهمان البنزين داخل المنزل وأضرما النيران لإخفاء آثار الجريمة، قبل أن يلوذا بالفرار محملين بالمسروقات والهواتف المحمولة الخاصة بالمجني عليهما.
وجهت النيابة العامة إلى المتهمين أيضًا تهمة حيازة سلاح ناري غير مششخن (فرد محلي الصنع) وسلاح أبيض (سكين) ويد هون معدّة للاعتداء دون ترخيص، واستخدامها في تنفيذ جريمتهما.