5 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: في قلب الجدل السياسي العراقي المتفاقم، يبرز السؤال الحاسم: هل تُهدد الرقابة الدولية سيادة البلاد، أم تُعزز مصداقية عملياتها الانتخابية؟ يأتي هذا النقاش وسط مخاوف متصاعدة من تدخلات خارجية قد تُشعل فتيل عدم الاستقرار، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقبلة في ظل توترات إقليمية تُهدد بانفجار شامل.

ويُفكك الخبير القانوني علي التميمي الالتباس ببراعة، مشدداً على أن إدارة الأمم المتحدة للانتخابات – كما حدث في 2003-2004 تحت قرار مجلس الأمن – تُخصص لدول فقدت سيادتها جزئياً، مع كوادر عراقية قبل إنشاء المفوضية العليا المستقلة بقرار الحاكم المدني بول بريمر، ثم تكريسها دستورياً. أما الرقابة، فتُقتصر على متابعة وصفية في مراكز محدودة، دون تدخل في العد والفرز، مما يُجنب العراق شبح الوصاية الدولية الذي يُثير رعباً سياسياً.

ويؤكد التميمي أن الرقابة الأممية تتم بطلب حكومي، مما يعزز الثقة دون انتهاك الميثاق الدولي (المواد 1-3). تُدار المفوضية بمجلس تسعة قضاة، مدعوماً بهيئة قضائية ثلاثية وإدارة داخلية، مستندة إلى قانون 31 لـ2019. هذا الهيكل يُصد هجمات المشككين، لكنه يواجه تحديات تاريخية كشفوات 2021 التي أثارت اتهامات بالتزوير، مما يجعل الرقابة الدولية ضرورة ملحة لتهدئة العاصفة.

وفي الختام، يصف التميمي الرقابة الحالية بـ”الشكلية”، محذراً من أن الاعتماد عليها قد يُخفي مخاطر داخلية أكبر، كالتلاعب بالأصوات أو الضغوط الإقليمية. مع تاريخ العراق المليء بالانقلابات، تُصبح هذه الرقابة خط دفاع أخير أمام كارثة محتملة تُهدد الديمقراطية الناشئة.

 

 

 المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

التحذير الأميركي.. رسائل ما قبل الانتخابات تهز المشهد العراقي

4 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: هدأت العاصمة العراقية على وقع تصريح أحدث رجّة في المشهد السياسي والأمني، بعدما كشف وزير الدفاع العراقي عن اتصال تلقّاه من نظيره الأميركي يتضمّن تحذيراً واضحاً من استهداف القوات الأميركية المنتشرة في البلاد.

وفتح الإعلان الباب واسعاً أمام تأويلات متباينة بين من عدّه محاولة ضغط سياسية قبل الانتخابات، ومن رأى فيه إشارة إلى مرحلة جديدة من التوتر الإقليمي الممتد من بغداد حتى طهران.

وارتفعت في الأوساط السياسية العراقية أصوات تدعو إلى قراءة الحدث ببرود، إذ رأى مستشارون حكوميون أن التحذير الأميركي لا يرقى إلى التهديد المباشر، بل يندرج ضمن لعبة توازنات حساسة تحاول فيها واشنطن تثبيت قواعدها دون خوض مواجهة مفتوحة.

وأكد تحليلات أن بغداد تسعى لتجنب الانجرار إلى أي تصعيد قد يخلط أوراقها الانتخابية أو يعيدها إلى دوامة المواجهة بين الفصائل المسلحة وقوات التحالف.

وتداولت وسائل إعلام محلية آراء خبراء عدّوا الخطوة الأميركية امتداداً لضغط غير معلن يراد منه تحجيم أدوار الفصائل وإعادة ضبط المشهد الأمني بما ينسجم مع الرؤية الأميركية للمنطقة.

وأشارت أراء إلى أن واشنطن تريد تمرير رسائلها عبر قنوات سياسية أكثر من كونها عسكرية، في ظل حساسية اللحظة التي يتشابك فيها الملف العراقي مع التطورات الإقليمية المتسارعة.

وذهب مراقبون إلى أن المشهد العراقي أصبح جزءاً من لوحة أكبر، تتقاطع فيها حسابات النفوذ بين واشنطن وطهران وتتحكم فيها ملفات تمتد من الميدان العراقي إلى حدود لبنان وسوريا.

ورأوا أن العراق بات في قلب معادلة معقدة تحاول فيها الأطراف الدولية ضمان مصالحها دون إشعال مواجهة شاملة، فيما تبقى الفصائل المسلحة بين ضغط الداخل السياسي وحسابات الخارج المتشابكة.

وفي ختام الجدل، برزت دعوات لضرورة الحفاظ على السيادة العراقية وتحصين القرار الوطني من الاستقطابات، في وقت يزداد فيه القلق الشعبي من أن تتحول الاتصالات والتحذيرات المتبادلة إلى شرارة مواجهة جديدة لا يحتملها المشهد المضطرب أصلاً.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الانتخابات العراقية السادسة.. بين غياب المراقبة الدولية وتفاقم المفارقات
  • خبير قانوني:السوداني لم يطلب من الأمم المتحدة الرقابة على الانتخابات المقبلة
  • الانتخابات.. صناديق الخوف والطائفية
  • التحذير الأميركي.. رسائل ما قبل الانتخابات تهز المشهد العراقي
  • السوداني: أسعى لولاية ثانية
  • المفوضية تعتمد إجراءات وتقنيات حديثة لمنع التزوير بالانتخابات
  • أوليانوف: إيران تحافظ على عضويتها في معاهدة عدم الانتشار رغم غموض الرقابة الدولية
  • المفوضية: عقوبة خرق الصمت الانتخابي تصل إلى الاستبعاد
  • المفوضية: استبعاد المرشح المخالف حتى لو فاز بالانتخابات مع حذف أصواته