أفاد مصدر عسكري للجزيرة بأن قوات الجيش السوداني أسقطت طائرات مسيرة انقضاضية حاولت استهداف مدينة الدمازين في ولاية النيل الأزرق جنوبي البلاد، فيما أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، متوعدة بمواصلة القتال حتى "تحقيق النصر الكامل".

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه ولايات كردفان ودارفور مواجهات عنيفة، حيث أكدت الأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا في هجوم استهدف تجمع عزاء بمدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، وسط تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني واتساع رقعة القتال.

كما أعلنت شبكة أطباء السودان أن قوة من الدعم السريع أعدمت ميدانيا الطبيب آدم إبراهيم إسماعيل في مدينة الفاشر، ونددت بما وصفته بـ"استهداف ممنهج" للعاملين في القطاع الصحي.

وسبق أن سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في شمال دارفور، بعد حصار استمر نحو 18 شهرا.

وتتوسع سيطرة الدعم السريع في ولايات دارفور وكردفان، بينما يحتفظ الجيش بمعظم مناطق الشمال والشرق والوسط، بما في ذلك العاصمة الخرطوم. ويحذر مراقبون من أن هذا التوزع الجغرافي ينذر بتقسيم فعلي للبلاد إلى محورين شرقي وغربي.

ضغوط دولية

سياسيا، تتزايد الضغوط الدولية على طرفي الصراع، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى فرض ضغوط قوية لوقف الحرب، مشيرا إلى أن الوضع في السودان "خرج عن السيطرة"، وأن أطرافا خارجية تواصل تزويد الجانبين بالسلاح.

وفي واشنطن، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الولايات المتحدة تعمل بالتعاون مع شركاء عرب للتوصل إلى تسوية سلمية، لكنها وصفت الوضع الميداني بـ"المعقد للغاية".

من جهتها، رفضت القوة المشتركة للحركات المسلحة أي تسوية تساوي بين "الدولة الشرعية والمليشيا الخارجة عن القانون"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، مؤكدة استمرارها في القتال حتى "تحقيق النصر الكامل".

إعلان

وتتكون القوة المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني من الحركات التي وقعت اتفاق سلام مع الخرطوم في جوبا 2020، وأبرزها حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوى.

وسبق أن اشترطت حكومة السودان خروج قوات الدعم السريع من المدن التي استولت عليها، وعدم أدائها أي دور سياسي بالمستقبل، لفتح أي حوار سياسي معها.

وفي أحدث موقف رسمي، أعلن مجلس الدفاع السوداني عقب اجتماع طارئ برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رفضه مقترحا أميركيا لوقف إطلاق النار، وقرر "حشد الدعم الشعبي للقوات المسلحة" لمواصلة القتال ضد "المتمردين".

ويخوض السودان حربا دامية منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، في ما تصفه الأمم المتحدة بأنه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

وسط تصاعد القتال في شمال كردفان.. الجيش السوداني يؤمن الأبيض ويطوق بارا

البلاد (الخرطوم)
في تطور ميداني جديد على جبهة الصراع السوداني، أكدت مصادر عسكرية سودانية، أن الجيش أكمل تأمين مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وفرض طوقاً عسكرياً حول مدينة بارا الواقعة إلى الشمال منها، في إطار عملياته المتواصلة ضد قوات الدعم السريع.
وسيطرت القوات المسلحة أمس (الاثنين)، على عدة قرى في محيط الأبيض، مع تدفق الإمدادات التموينية بصورة طبيعية إلى المدينة، حيث نفت مصادر وفقاً للعربية، صحة ما تروّج له بعض الجهات حول حركة نزوح كبيرة من المنطقة، مشيرة إلى أن الجيش، مدعوماً بقوات متحالفة، يتقدّم نحو مدينة بارا الاستراتيجية التي تبعد نحو 40 كيلومتراً شمال الأبيض، مؤكدة أن القوات الحكومية أحكمت حصارها الكامل على المدينة الخاضعة لسيطرة الدعم السريع. كما ذكرت أن الطيران الحربي السوداني شنّ غارات على مواقع ومخازن أسلحة تابعة للدعم السريع في منطقة أم بادر شمال كردفان، على الحدود الغربية المتاخمة لإقليم دارفور.
في المقابل، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 1200 شخص نزحوا من محليتي بارا وأم روابة خلال اليومين الماضيين، بينما أفادت الأمم المتحدة بأن عشرات الآلاف فرّوا من شمال كردفان مع اتساع رقعة المواجهات.
ويأتي هذا النزوح بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة بارا خلال الأيام الماضية، وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين، الأمر الذي نفته قيادة الدعم السريع، رغم إقرارها بحدوث بعض التجاوزات وتعهدها بتشكيل لجان تحقيق ومحاسبة.
وتشهد السودان منذ أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى، ودفعت أكثر من 12 مليون شخص إلى النزوح، في ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ويرى مراقبون أن استعادة الجيش للأبيض وتطويق بارا تمثل مؤشراً على تحوّل ميداني مهم في الصراع، قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة الانتشار العسكري في ولايات وسط وغرب السودان.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع السوداني: الجيش سيواصل القتال بعد مقترح الهدنة الأميركي
  • الجيش السوداني يرفض المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار ويعلن التعبئة الشعبية ضد "الدعم السريع"
  • الجيش السوداني يتعهد بتحرير دارفور وكردفان من سيطرة الدعم السريع
  • وزير سوداني: الشعب سيدعم الجيش في حربه على الدعم السريع
  • وزير الدفاع السوداني: الجيش سيواصل القتال رغم مقترح الهدنة الأمريكي
  • شبكة الأطباء: الجثث مكدسة في المنازل بمدينة بارا والدعم السريع تمنع المواطنين من دفنها
  • تقرير دولي: المجاعة تنتشر في مدن بدارفور وكردفان
  • وسط تصاعد القتال في شمال كردفان.. الجيش السوداني يؤمن الأبيض ويطوق بارا
  • مقترح أميركي للسودان.. إليكم موقف الجيش والدعم السريع