اتحاد البث الأوروبي.. هيئة إعلامية تنظم مسابقة يوروفيجن الغنائية
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
اتحاد البث الأوروبي هو أكبر تحالف عالمي لوسائل الإعلام العامة، ويمثل أكثر من 100 مؤسسة إذاعية عامة في جميع أنحاء أوروبا وخارجها. تأسست الهيئة عام 1950 في أعقاب الحرب العالمية الثانية لتنسيق البث بين الدول الأعضاء في أجواء الحرب الباردة.
يرتبط اسم الاتحاد بمسابقة يوروفيجن للأغنية التي تنظم سنويا منذ عام 1956 وتحظى باهتمام جماهيري دولي، لكن دورتها لعام 2025 شهدت احتجاجات واسعة على مشاركة إسرائيل بسبب حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعلى خلفية تلك الحرب، لوحت دول أوروبية عدة بعدم المشاركة في دورة 2026 من مسابقة يوروفيجن، بل ذهبت بعض الدول في اتحاد البث الأوروبي إلى حد المطالبة بانسحاب إسرائيل من المسابقة.
التأسيس والأهدافتأسس اتحاد البث الأوروبي في 12 فبراير/شباط 1950 بمشاركة 23 هيئة إذاعية من أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط في مؤتمر عُقد في توركواي بإنجلترا.
رأى الاتحاد النور في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية لتعزيز التعاون الدولي في مجال البث وليحل محل سلفه، الاتحاد الدولي للإذاعة، الذي أصبح آنذاك غير ذي جدوى في ظلّ حالة الانقسام السياسي في ظل أجواء الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي (الشرق) بقيادة الاتحاد السوفياتي والرأسمالي (الغرب) بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
وفي عام 1993 اندمج اتحاد البث الأوروبي مع المنظمة الدولية للإذاعة والتلفزيون التي كانت تخدم هيئات البث في أوروبا الشرقية أثناء الحرب الباردة.
وعلى الصعيد الفني تأسس الاتحاد بهدف حل مشاكل البث الموروثة من أجواء الحرب العالمية الثانية وغيرها من المشكلات التقنية الأخرى، من قبيل التداخل بين أجهزة الإرسال الإذاعي.
ومن الأهداف الأخرى التي سطرها مؤسسو الاتحاد -بمن فيهم أعضاء مؤثرون من قبيل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)- تعزيز تبادل البرامج والمحتوى الثقافي بغاية دعم السلام والتفاهم بين الدول.
يوفر الاتحاد لأعضائه منصة لتجميع الموارد وتبادل المحتوى والتكنولوجيا والمعرفة، وخاصة للهيئات الإذاعية الناشئة التي لم تكن تتوفر على الموارد والقدرات لإنتاج محتوى كاف وعالي الجودة يلبي احتياجات الجمهور آنذاك.
المقر الرئيسييقع المقر الرئيسي لاتحاد البث الأوروبي في مدينة جنيف بسويسرا، وله مكاتب أخرى في مدن مثل بروكسل ومدريد وبكين وواشنطن ولندن.
أعضاء الاتحاديضم اتحاد البث الأوروبي 68 عضوا يمثلون 113 هيئة إذاعية من 56 دولة، إضافة إلى 31 منظمة منتسبة في آسيا وأفريقيا وأستراليا والأميركتين.
إعلانيُدير أعضاء الاتحاد ما يقرب من 2000 قناة وخدمة تلفزيونية وإذاعية وإلكترونية، ويُقدمون محتوى غنيا عبر منصات أخرى، ويصلون معا إلى جمهور يزيد عن مليار شخص حول العالم، ويبثون بـ153 لغة.
رسالة الاتحاديقول الاتحاد في موقعه الرسمي على الإنترنت إن رسالته تتمثل في تعزيز وسائل الإعلام العامة وتشجيع التعاون بينها وبناء بيئة إعلامية موثوقة.
كما يسعي الاتحاد إلى إرساء مفهوم الإعلام الخدمي العام، الذي يدار بشكل مستقل من أجل خدمة الصالح العام، وليس في خدمة الحكومات.
من خلال التزامه بقيم الخدمة العامة، يعمل الاتحاد على تمكين الجماهير وإلهام الإبداع وجعل المعلومات في متناول الجميع.
ويعمل الاتحاد على ضمان مستقبل مستدام لوسائل الإعلام الخدمية العامة ويوفر لأعضائه محتوى عالي الجودة من الأخبار إلى الرياضة والموسيقى، ويسعى انطلاقا من قيم التضامن والتعاون لإنشاء مراكز للتعلم والمشاركة.
يعمل الاتحاد على دعم الدول الأعضاء وعلى تسهيل تبادل الأفكار والمعارف والخبرات بينهم.
ويقول المدير العام للاتحاد نويل كوران إن الهيئة تؤمن بقيم الوحدة والتضامن والتعاون والعمل لتسخير الموارد والمعارف المشتركة لبناء جبهة موحدة في وجه التحديات العديدة التي يواجهها الاتحاد.
برامج وفعالياتيوفر الاتحاد مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات من أشهرها مسابقة الأغنية الأوروبية الشهيرة، ويوروراديو ومنصة البث الرياضي وقمة الذكاء الاصطناعي، وهي فعاليات يصل أثرها إلى ملايين الأشخاص، وتحتفل بالتنوع الثقافي، وتعمل على دفع الابتكار الإعلامي، حسب القائمين عليها.
وينظم الاتحاد مجموعة من المؤتمرات وورش العمل ومجموعات العمل التي تتناول أكثر من 100 موضوع، بدءا من خدمات الوصول إلى الاتصالات والملكية الفكرية.
كما يعمل الاتحاد على بناء مجتمعات نابضة بالحياة لدفع عجلة الابتكار والتميز في مجال البث الإذاعي العام.
ويعكف الاتحاد على توفير إمكانية الوصول إلى مجموعة من الموارد على الموقع الإلكتروني للاتحاد وحساباته على منصات التواصل الاجتماعي.
يوفر الاتحاد على موقعه الإلكتروني خدمة خاصة للترجمة لتوفير الترجمة بأكثر من 20 لغة، ويعمل على تمكين أعضائه من خلال دعم عملي بدءا من خدمات الاستشارات المُصممة خصيصا لهم، ووصولا إلى أحدث تقنيات الأمن السيبراني وكذا خدمة الأخبار العاجلة.
يركز الاتحاد في إستراتيجيته على الذكاء الاصطناعي بتوفير موارد مخصصة لمساعدة الأعضاء على تسخير الذكاء الاصطناعي بمسؤولية في إنشاء المحتوى، والتفاعل مع الجمهور والكفاءة التشغيلية.
يواصل الاتحاد دعم مصالح وسائل الإعلام الخدمية العامة في المجالات السياسية في جميع أنحاء أوروبا، ويسعى إلى تثقيف وتوعية الجمهور وإشراكه بطرق مبتكرة.
مسابقة يوروفيجنمن الفعاليات التي ينظمها اتحاد البث الأوروبي مسابقة الأغنية الأوروبية، التي صارت تعرف اختصارا بـ"يوروفيجن". وانطلقت المسابقة عام 1956 في مدينة لوغانو بسويسرا وأصبحت على مر السنين والدورات من أطول البرامج التلفزيونية وأكثر الفعاليات غير الرياضية مشاهدة في العالم.
إعلانتقام المسابقة سنويا ويشارك فيها ممثل عن كل بلد عضو في الاتحاد بأغنية أصلية. وعادةً ما تستضيف الدولة الفائزة من العام السابق المسابقة التالية.
وتجري المسابقة على عدة مراحل قبل النهائي حيث يختار الأغنية الفائزة أعضاء لجنة تحكيم محترفة، ولجنة أخرى من الجمهور (التصويت التلفزيوني) في كل بلد. كما يُمكن للمشاهدين في الدول غير المشاركة التصويت ضمن كتلة "بقية العالم".
ومن قوانين المسابقة أن ممثلي من يسمون "الخمسة الكبار" (فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة) يتأهلون تلقائيًا إلى المرحلة النهائية للمسابقة، لأنهم أكبر المساهمين الماليين في الحدث. كما يتأهل البلد المضيف مباشرةً.
تم إلغاء المسابقة مرة واحدة، وكان ذلك عام 2020 بسبب جائحة كورونا.
وأقيمت الدورة الـ69 من المسابقة عام 2025 في مدينة بازل، سويسرا. وفاز بها الفنان النمساوي جيه جيه، بينما احتلت إسرائيل المركز الثاني وحلت إستونيا في المرتبة الثالثة.
احتجاجات على إسرائيلوطغت الاحتجاجات على دورة 2025 بسبب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، وبلغت المظاهرات ذروتها عندما صعدت ممثلة إسرائيل في المسابقة يوفال رافائيل إلى خشبة المسرح، إذ رفع الجمهور الأعلام الفلسطينية في منطقة المسابقة.
ويتوقع أن تقام الدورة السبعون في مايو/أيار 2026 في فيينا بالنمسا، لكن بلدانا أعضاء في المسابقة هددت بمقاطعتها في حال مشاركة إسرائيل فيها بسبب الحرب التي شنتها على غزة وأسفرت عن استشهاد قرابة 70 ألف شخص.
وعلى خلفية تلك الحرب، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى استبعاد إسرائيل من مسابقة يوروفيجن. كما دعت هولندا لانسحاب إسرائيل من المسابقة بسبب الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها بحق حرية الصحافة في غزة، واتهمت الهيئة إسرائيل بـ"التدخل المُثبت في النسخة الأخيرة (2025) والتلاعب السياسي بالحدث".
وأمهلت إدارة المسابقة هيئات البث الأعضاء في المسابقة حتى منتصف ديسمبر/كانون الأول 2025 لتأكيد مشاركتها في نسخة العام التالي في فيينا.
وناقش اتحاد البث الأوروبي في يوليو/تموز 2025 بالعاصمة لندن "الضغوط" المتعلقة بالسياسة والصراعات في العالم، بما في ذلك غزة، وقرر أعضاؤه إطلاق "حوار" داخلي حول الموضوع، وإصدار توصيات بحلول نهاية 2025.
واستُبعدت من قبل دول من مسابقة يوروفيجن، منها بيلاروسيا في العام 2021 بعد إعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشنكو، في حين استُبعدت روسيا في عام 2022 إثر حربها على أوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات اتحاد البث الأوروبی مسابقة یوروفیجن الاتحاد على
إقرأ أيضاً:
هيئة البث العبرية: إيران تعيد تموضعها في العراق استعدادا لمواجهة محتملة
أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أن طهران كثفت في الآونة الأخيرة دعمها العسكري للفصائل الشيعية داخل العراق، في تحرك اعتبرته مؤشراً على استعداد إيران لخوض مواجهة محتملة مع إسرائيل.
وأفاد التقرير أن طهران تسعى في المرحلة الراهنة إلى نقل محور نفوذها العسكري تدريجيا من لبنان وسوريا وقطاع غزة نحو الأراضي العراقية، وذلك بعد سلسلة الضربات التي تلقاها ما يُعرف بـ"محور المقاومة" في تلك الجبهات خلال العامين الماضيين، في محاولة لإعادة تموضع استراتيجي يضمن استمرار نفوذها في المنطقة.
ونقلت الهيئة عن مصادر عراقية مطلعة أن طهران زادت بشكل ملحوظ من حجم دعمها للفصائل الشيعية، خصوصاً عبر تزويدها بأسلحة أكثر تطوراً، وتدريب مقاتليها على أساليب قتالية حديثة تحت إشراف مباشر من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني.
وبينت المصادر أن إيران تعمل على تجهيز الفصائل الحليفة لها في العراق استعداداً لاحتمال شن هجمات ضد إسرائيل إذا اندلع نزاع جديد في المنطقة، بينما أوضحت هيئة البث أن هذه المجموعات كانت قد تجنبت التدخل المباشر في المواجهة الأخيرة بين طهران وتل أبيب، إثر ضغوط مارستها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على الحكومة العراقية.
ووفق التقرير، تعكس التطورات الأخيرة توجها إيرانيا لإعادة التموضع الميداني وضمان جاهزية هذه المجموعات لأي جولة تصعيد مقبلة.
ويأتي هذا التطور في وقت يستعد فيه العراق لتنظيم انتخابات برلمانية خلال الشهر الجاري، إذ أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الاثنين، أن الحكومة عازمة على إخضاع جميع الأسلحة لسلطة الدولة، لكنه شدد على أن هذا الهدف "سيظل بعيد المنال ما دامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة موجودة داخل البلاد".
وأشار السوداني إلى أن الفصائل المسلحة قد تدمج مستقبلاً ضمن قوات الأمن الرسمية أو في العملية السياسية بعد التخلي عن سلاحها.
وبالتزامن، قال زعيم جماعة "أنصار الله" اليمنية، عبدالملك الحوثي إن جماعته مقبلة على جولة مواجهة أخرى مع العدو الإسرائيلي، وجاء ذلك في خطاب له، بثته قناة "المسيرة " المملوكة لجماعته، عصر الثلاثاء.
وأعلن الحوثي قائلا: "إننا مقبلون على جولة جديدة من المواجهة مع العدو الإسرائيلي"، مؤكدًا أن السلام والاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتحققا في ظل استمرار احتلال إسرائيل لفلسطين وتنفيذ مخططاتها الصهيونية ضد أمتنا الإسلامية.
كما حث أتباعه على "مواصلة جميع الأنشطة، بما فيها التجمعات القبلية"، كدليل على جاهزيتهم للمرحلة القادمة.