بوتين معلقا على مؤتمر سويسرا: السياسة لا تقبل "لو"
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن السياسة لا تقبل الصيغ الشرطية مثل "لو"، وأعرب عن استعداده للتفاوض ولكن استنادا للواقع على الأرض وليس على "الرغبات".
إقرأ المزيدجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بمدينة هاربن بالصين خلال اليوم الثاني من زيارته، ردا على سؤال من الصحفي أندريه كوليسنيكوف من صحيفة "كوميرسانت" الروسية، بشأن مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا، والذي سيناقش ما يسمى بـ "صيغة زيلينسكي" للسلام، حيث سأل كوليسنيكوف: "ماذا لو دعيتم إلى المؤتمر، وما هي شروطكم للمشاركة؟".
بدأ الرئيس إجابته بأن السياسة "لا تقبل الصيغ الشرطية مثل (لو). إنهم لم يدعوننا، والأنكى من ذلك أنه يقولون إنها لا يرون مكانا لنا هناك"، لذا طالما إنهن يتجاهلوننا فلا داعي لحضورنا.. هذا أولا ثانيا، وهو الأهم.. نحن لسنا على استعداد أن "نبحث من نقطة المنتصف أمورا لا نعلموها".. لقد أجرينا مفاوضات شاقة لمدة شهر ونصف الشهر بداية في مينسك ثم في إسطنبول، وتوصلنا إلى بعض التوافقات، التي وقع عليها الجانب الأوكراني.
لقد عملنا على تلك التوافقات زمنا، أما الصيغ المطروحة للسلام حاليا فأساسها "الرغبات" وليس "الواقع الحقيقي على الأرض"ـ وهذا الطرح غير مقبول للنقاش، لكننا مستعدون للتفاوض، ولم نرفض ذلك أبدا.. وكما قلت لك سابقا، وأنا هنا لا أمزح ولا أختلق. ما إن سحبنا وفق الاتفاق السابق، قواتنا من هناك حتى سارع الغرب يطالب كييف بعدم التوقيع على التفاهمات التي توصلنا إليها، ومواصلة القتال.. طبعا امتثل نظام كييف بسرعة لطلبات الغرب، وقيل لنا على الفور حينها، الآن سوف نقاتل حتى النهاية".
وتابع بوتين: "قالوا لنا حينها، لن يكون هناك المزيد من المفاوضات.. أما الآن فيرون أن الأمور لم تجر كما خططوا.. قد يستطيعون القتال حتى النهاية لكنهم أدركوا أنه من المستحيل إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا. وذهبوا اليوم ليعقدوا مؤتمرا عاجلا للسلام. هل تشارك روسيا في هذا المؤتمر؟ نحن على استعداد للمشاركة. لكنهم قالوا إنهم لم يدعوننا".
وأشار بوتين إلى أنهم بعد كل هذا "يتهمون روسيا بعدم الرغبة في التفاوض!".
وقال: "إن الهدف من مثل هذا المؤتمر هو جمع أكبر عدد ممكن من البلدان، وإقناع الجميع بأن العرض الأفضل هو تلك الشروط التي يقترحها الجانب الأوكراني، ثم يقدمون ذلك كإنذار نهائي لروسيا. فيبدو الأمر وكأن "العالم كله" يتفق على ذلك".
وتساءل الرئيس الروسي عما إذا كانت هذه طريقة مثمرة للتفاوض، وأجاب بالنفي.
وتابع: "لقد حاولوا إلحاق هزيمة استراتيجية ببلادنا في أرض المعركة وفشلوا، الآن يحاولون التفاوض وسيفشلون بنفس الطريقة".
وأكد بوتين على أن الطريق الوحيد هو العودة إلى ما انتهت إليه مفاوضات إسطنبول كقاعدة أساسية للتفاوض، وهي وثائق كتبها الجانب الأوكراني نفسه، بإملاء من الغرب، أو بموافقة الغرب على أقل تقدير.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين حلف الناتو فلاديمير بوتين وزارة الدفاع الروسية
إقرأ أيضاً:
هكذا تفاعل الفلسطينيون مع بيان الغرب ضد إسرائيل
لاقى بيان مشترك صادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا ترحيبا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن لوّح القادة بفرض عقوبات على إسرائيل إذا لم توقف حربها على قطاع غزة وترفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.
وكان قادة فرنسا وبريطانيا وكندا هددوا أمس الاثنين في بيان مشترك باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال القادة "نعارض بشدة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إن مستوى المعاناة الإنسانية في غزة لا يطاق".
ونص البيان على أنه "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الجديد وترفع القيود التي تفرضها على المساعدات الإنسانية، فإننا سوف نتخذ خطوات ملموسة أخرى ردا على ذلك".
ولم يتوقف البيان عند هذا الحد، بل أدان بشدة "اللغة البغيضة لبعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية والتهديد بالترحيل القسري".
في هذا السياق، وصف مغرّدون فلسطينيون البيان بأنه "تاريخي"، مشيرين إلى أنها المرة الأولى التي تلوّح فيها دول غربية كبرى بفرض عقوبات على إسرائيل.
ورأى كثيرون أن هذا الموقف يمثل كسرا للمحرّمات السياسية التي لطالما سادت في عواصم الغرب، حيث كان الحديث عن معاقبة إسرائيل من "المحظورات الدبلوماسية".
إعلانلكن في المقابل، شكّك آخرون في التأثير الفعلي للبيان، معتبرين أن: "لا بيان أوقف مجزرة، ولا تصريح وفّر خبزا، الحصار ما زال خانقا، والقتل مستمر، والمعاناة تزداد يوما بعد يوم".
من جهة أخرى، وصف نشطاء ومراقبون البيان بأنه تطور دراماتيكي بكل المقاييس، مؤكدين أن العالم يشهد لأول مرة تحولا حقيقيا في لهجة الخطاب الغربي تجاه الاحتلال.
وأشاروا إلى أن المواقف الغربية لم تعد تقتصر على بيانات "قلق" أو "دعوات لضبط النفس"، بل وصلت إلى تلويح فعلي بفرض عقوبات، وهو ما كان يُعدّ سابقا من المحرّمات السياسية في العواصم الغربية.
وكتب أحد النشطاء: "البيان المشترك من بريطانيا وفرنسا وكندا يفتح الباب رسميا لآليات الضغط، وهو مؤشر على تآكل الحصانة السياسية التقليدية للاحتلال في الغرب".
تخيّل أن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، يعلنون في بيان مشترك؛ "سنتّخذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل هجومها بغزة وترفع القيود عن المساعدات، ولن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو أفعالها الفاضحة"
الغرب الراعي لإسرائيل، يعرب عن ضجره من سلوك إسرائيل المحتلة ويهدّد، ودول عربية…
— أحمد الحيلة (@ahmad_alhila) May 19, 2025
في السياق ذاته، علّق مدوّنون على أن بيان الإدانة الغربي جاء أقوى وأوضح من البيان الختامي لجامعة الدول العربية، رغم أن الدول الغربية كانت من أبرز داعمي إسرائيل في الأشهر الأولى من الحرب.
وأضافوا بمرارة: "الغرب الراعي لإسرائيل يُعبّر عن ضجره من سلوك الاحتلال ويهدّد، بينما تقف دول عربية شاهدة دون أن تلوّح بأي أوراق قوة حاسمة يمكن أن توقف الكارثة والإبادة الجماعية".
نقلة نوعية وسابقة تاريخية من موقف الإتحاد الأوروبي إتجاه القضية الفلسطينية تحديدا بيان شديد اللهجة على دولة الإحتلال من قبل بريطانيا وفرنسا وكندا.هذا الضغط الأوروبي يؤكد أن تأثير مايرتكب بغزة من جرائم إبادة يلقى بظلاله على أوروبا الذي يحتمل أن يفرض عقوبات صارمة على دولة الإحتلال
— Maya rahhal (@mayarahhal83) May 19, 2025
ترحيب من الرئاسة الفلسطينية وحركة حماسوفي الإطار ذاته، رحبت الرئاسة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالبيان المشترك الصادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، الذي دعا إسرائيل إلى وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ولوح باتخاذ إجراءات ضد تل أبيب إذا لم توقف حرب.
إعلانونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) عن الرئاسة وصفها لبيان القادة بالشجاع وقولها إنه ينسجم مع موقفها الداعي إلى إنقاذ وتنفيذ حل الدولتين، والوقف الفوري للعدوان، وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، ومنع التهجير.
بيان أوروبي غير مسبوق يعكس تغيرًا كبيرًا في لهجة الاتحاد الأوروبي، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية أمس خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر، محذرًا من احتمال فرض عقوبات أوروبية
بيان مشترك من قادة بريطانيا وفرنسا وكندا: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أفعال حكومة نتنياهو
منقول pic.twitter.com/8L7x1m7Myh
— ياسر عوني (@YasserAwny2) May 20, 2025
من جانبها قالت حركة حماس في بيان، إنها ترحب بالبيان المشترك "الذي عبّر عن موقف مبدئي رافض لسياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها حكومة الاحتلال الفاشي ضد أهلنا في قطاع غزة، وللمخططات الصهيونية الرامية إلى الإبادة الجماعية والتهجير القسري".
واعتبرت الحركة هذا الموقف خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة الاعتبار لمبادئ القانون الدولي، التي سعت حكومة نتنياهو إلى تقويضها والانقلاب عليها.