ذكرت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق جينين هينيس-بلاسخارت، إن زيادة في عمليات الإعدام الجماعية غير المعلنة مسبقا للمدانين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في الآونة الأخيرة تثير قلقا كبيرا.

وقالت بلاسخارت خلال إحاطة أمام لمجلس الأمن بشأن الوضع في العراق، "بالرغم أن الحكومة العراقية تتصدى لآفات الفساد والفئوية والإفلات من العقاب والتدخل غير القانوني ووجود الجهات المسلحة التي تعمل خارج إطار الدولة، فإن هذه الظواهر تمثل عقبات كبيرة ينبغي التغلب عليها".



والشهر الماضي عبرت منظمة العفو الدولية في تقرير لها عن قلقها من احتمال إعدام عدد أكبر من الأشخاص سرا نظرا "لانعدام الشفافية المثير للقلق" فيما يتعلق بعمليات الإعدام في العراق في الأشهر القليلة الماضية.



وصدرت عن المحاكم العراقية خلال السنوات الأخيرة مئات أحكام الإعدام والسجن المؤبد بموجب القانون الذي ينص على عقوبة تصل إلى الإعدام لكل من انضم إلى "جماعة إرهابية"، سواء قاتل المتهم في صفوفها أم لا.

وسبق أن وصفت منظمات حقوقية أن العراق شهد مئات المحاكمات التي وصفت بأنها متسرعة، أو شملت انتزاع اعترافات تحت التعذيب أو لم يحظ المتهمون فيها بتمثيل قانوني فعّال، وفق مدافعين عن حقوق الإنسان.

وبينت العفو الدولية أن إعدام 13 رجلا في 22 نيسان/أبريل "أدينوا على أساس اتهامات غامضة بالإرهاب حيث أدين 11 منهم بالانتماء تنظيم الدولة".

وأضافت المنظمة أن الاثنين الآخرين، المعتقلين منذ عام 2008 وفق ما نقلت عن محاميهما، أُدينا "بتهم إرهاب بموجب قانون العقوبات، بعد محاكمة غير عادلة بشكل واضح".

وأخبرت محاميتهما منظمة العفو الدولية بأنهما “تعرّضا للتعذيب ’للاعتراف‘، وتريد السلطات إلصاق وصمة الإرهاب بهما. وهي [أي السلطات] قد فقدت ملفيهما وأعدمتهما وكأن لا أهمية لهما”.



وقالت رازاو صالحي، الباحثة المعنية بالعراق في منظمة العفو الدولية “إن الإعدامات الأخيرة في العراق مروّعة وتُسبّب الإحباط. فعلى مدى سنوات، ابتُلي نظام القضاء في العراق بإرث من الانتهاكات والتجاوزات فيما يخص حقوق الإنسان، ما أدى إلى الحكم بالإعدام على الآلاف من الأشخاص عقب محاكمات بالغة الجور”،

وأضافت، "قد ترقى الإعدامات التي تُنفَّذ عقب محاكمات لا تستوفي المعايير الدولية لحقوق الإنسان إلى حد الحرمان التعسفي من الحياة. وعلى الحكومة العراقية أن تفرض على الفور وقفًا رسميًا لعمليات الإعدام وأن تعمل على إلغاء عقوبة الإعدام برمتها”.

وأكدت المنظمة، أنها وثقت بثبات عيوبا في الإجراءات القضائية بالعراق تحرم السجناء من محاكمة عادلة. 

وقد قبلت محاكم العراق بصورة اعتيادية “اعترافات” شابها التعذيب كأدلة وحكمت على أشخاص بالإعدام استنادًا إلى تلك الاعترافات، وتقاعست بصورة اعتيادية عن التحقيق في مزاعم التعذيب، وفق المنظمة.

وبينت العفو الدولية، أن المتهمين حرموا من التمثيل القانوني أو وُكِّل لهم محامٍ عينته المحكمة لم يتمكنوا من الاجتماع به على انفراد. وقد أُدين الآلاف بتهم فضفاضة ومبهمة الصياغة تتعلق بالإرهاب.

ومطلع العام الحالي، أعرب خبراء من الأمم المتحدة ينظرون في عمليات الإعدام في العراق عن "قلقهم البالغ حيال التقارير التي تفيد بأن العراق بدأ عمليات إعدام جماعية في منظومة سجونه".



وذكر الخبراء المستقلون الذين يعينهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وإن كانوا لا يتحدثون باسمه، عمليات إعدام تم تنفيذها أواخر العام الماضي في سجن الحوت بمحافظة ذي قار جنوبي البلاد. 

وأكد الخبراء، "أن شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي شهد إعدام 13 سجينا عراقيا سبق أن صدرت أحكام بإعدامهم"، مشيرا إلى أن "هذا أكبر عدد من السجناء المدانين الذين تفيد تقارير عن إعدامهم من قبل السلطات العراقية في يوم واحد" منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما أُعدم 20 شخصا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العراق العفو الدولية العراق العفو الدولية السجون الاعدامات يونامي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عملیات الإعدام العفو الدولیة فی العراق

إقرأ أيضاً:

فوق السلطة: تكبيس وتكبير في تيك توك ووفاة قاضي الإعدامات

وقال الأحدب "فيما كان ناشطون عرب يصرخون تكبيس في تيك توك كان ناشطون باكستانيون ينادون تكبير، وهم يحملون بقايا الطائرات الهندية المسيرة التي أسقطها جيش بلادهم، ودخلت سوق الخردة الباكستاني من بابه العريض".

وتعليقا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسلام آباد ونيودلهي، تساءل مقدم البرنامج "هل تصمد تهدئة الوساطات أم تقف المنطقة على لغم موقوت لحرب نووية؟".

وكان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قد استبق إعلان ترامب بـ"إعلان الانتصار في الحرب" بآية قرآنية "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص".

وفي السياق ذاته، تساءل مقدم البرنامج عن المعلومات السرية التي نقلها الأميركيون للهنود وأجبرتهم على التراجع الفوري عن "مغامرة الحرب"؟.

وسلطت الحلقة الضوء على اقتباس الجماعات الهندية المتطرفة من نظيرتها الإسرائيلية المتشددة خطاب التطهير الديني والعرقي، إذ طالبت بإبادة إقليم كشمير كما تبيد إسرائيل قطاع غزة.

واتهمت مؤسسة "مراقبة الإبادة" الهند باتباع نهج إسرائيل لتحويل كشمير إلى غزة، في وقت يُتهم فيه رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بتعلم قصف مساجد المسلمين من نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

إعلان

وكذلك، فإن الهند متهمة أيضا بربط أسماء عملياتها العسكرية بالمقدسات الهندوسية، على غرار أسماء معارك إسرائيل المقتبسة من اللاهوت اليهودي.

وفاة قاضي إعدام مرسي

وفي موضوع آخر، تناولت الحلقة وفاة القاضي المصري شعبان الشامي، الذي اشتهر بـ"قاضي الإعدامات"، إذ يعد أول قاض في البلاد يحكم بالإعدام على رئيس مصري سابق، في إشارة إلى الرئيس الراحل محمد مرسي.

وقال مقدم البرنامج نزيه الأحدب إن "من المصريين من يصفون الشامي بالقاضي العادل، ومنهم من يعده ظالما لم يقم اعتبارا للعدل والدين".

وأضاف الأحدب "إن كان شعبان الشامي قد حكم على الرئيس السابق محمد مرسي ومئات الشخصيات حضوريا وغيابيا بالإعدام شنقا حكما عادلا فهنيئا له عدله".

وتابع "وإن كان قد ظلم مرسي وإخوانه لدنيا يصيبها أو منصب يدركه فالموت كان أسرع إدراكا، والقبر صندوق العمل، وعند الله تلتقي الخصوم".

ترامب والشرع

وفي موضوع ثالث، عرضت الحلقة تصريحات للقاضي العراقي المتقاعد وائل عبد اللطيف قال فيها إن الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الأميركي دونالد ترامب لا يستطيعان الحضور إلى العراق لأنهما "يواجهان أمر قبض، وسيعتقلان بناء على ذلك".

يشار إلى أن ترامب والشرع التقيا في السعودية، واستبق الرئيس الأميركي هذا اللقاء بإعلانه رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.

وتناولت الحلقة عددا آخر من المواضيع وهذه أبرزها:

درس باكستاني قاسٍ للهند. جنود إسرائيليون: غدا سنفجر المسجد الأقصى. الأسيرة مِيا شيم حفظتها حماس واغتصبها الإسرائيليون. الأوروبيون يريدون محاكمة بوتين. أمنية وزير داخلية فرنسا حظر حجاب المرأة المسلمة. القصة الكاملة للعروسَين ميرا وأحمد.. من خطف الآخَر؟ 16/5/2025

مقالات مشابهة

  • برئاسة معالي وزير العدل .. العراق ينهي مناقشة تقريريه الخامس والسادس أمام اللجنة الدولية الخاصة بحقوق الطفل في جنيف
  • تأييد إعدام قاتلة أمها بمساعدة صديقها
  • وزير البيئة:صندوق المناخ الأخضر يخصص (1.3) مليار دولار لتحسين البيئة العراقية
  • أبو الغيط: العراق هو الدولة الأولى التي تترأس القمتين السياسية والاقتصادية
  • هل منح ترامب الضوء الأخضر لزيادة الإعدامات في السعودية؟
  • نائب إطاري يدعو السوداني إلى التعامل بالمثل مع الدول العربية التي حضرت للقمة بمستويات أدنى
  • مجموعة العمل الدولية تُعرب عن قلقها إزاء التصعيد في طرابلس
  • أمنستي تطالب سوريا بمعالجة إرث انتهاكات النظام السابق
  • مفوض أممي يحذر من تفاقم الأمور في غزة
  • فوق السلطة: تكبيس وتكبير في تيك توك ووفاة قاضي الإعدامات