عقد الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، واللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، اليوم، اجتماعًا مع مديرى الإدارات التعليمية وعدد من المدرسين من مختلف الادارات التعليمية، لاستعراض  خطة وإنجازات المحافظة فى مجال الأنشطة المدرسية وتنمية النواحى المعرفية والمهارية للطلاب.

وأكد الدكتور رضا حجازي على أهمية تعليم الطلاب بطريقة مختلفة في ضوء التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والثورات الصناعية، الأمر الذي يتطلب إعدادهم للمستقبل خاصة أن الكثير من الوظائف ستندثر ويحل محلها وظائف أخرى، مشيرًا إلى أن نشأة القيم وتكوين المعرفة عند أبنائنا الطلاب هي مسئولية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني منذ دخول الطالب للمدرسة وحتى الثانوية العامة لتأهيلهم للتعليم الجامعي.

وتابع الوزير أن التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي لإنتاج المعرفة، مشيرًا إلى أن الوزارة تستهدف إعداد الطالب لإنتاج المعرفة والذي يترتب عليه التعرف على الطلاب الموهوبين الذين سيصنعون الفارق في المستقبل، مؤكدًا أن الهدف ليس التنافس للحصول على درجات بل التعليم المنتج للوجدان والقيم وهو ما يسمى بأنسنة التعليم.

كما تطرق الوزير إلى ضرورة الاهتمام بتنشئة الطلاب وخاصة في النواحى الشخصية والمعرفية والمهارية، مؤكدًا على أن المدرسة هى المكان الحقيقي للتعليم والتعلم وممارسة الأنشطة التربوية المناسبة لسن الطلاب ومداركهم وتنمية مهارتهم وإبداعاتهم.

ووجه الوزير بضرورة الاهتمام والمتابعة المستمرة لمهارات الطلاب في القراءة والكتابة خاصة فى المراحل التعليمية الأولى لأنها أساس التعلم فى المراحل التعليمية التالية.

وأشاد الوزير بتنفيذ محافظة بورسعيد لمجموعات الدعم المدرسي، حيث كان لها السبق في هذه الخطوة، مستعرضًا آليات الوزارة في هذا الشأن لتخفيف العبء عن كاهل أولياء الأمور، من خلال اختيار أفضل مدارس بكل إدارة تعليمية تضم مدرجًا أو مسرحًا كقاعة تتناسب مع تلقي الطلاب للمجموعات، وجذب المعلمين الأكفاء المتميزين والمشهورين للتدريس بها، كما سمحت الوزارة باختيار الطلاب للمعلمين سواء من داخل أو خارج التربية والتعليم.

كما استعرض الوزير مستجدات تنظيم المراجعات النهائية المجانية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية العامة، مشيرا إلى أنها تشهد إقبالا غير مسبوق من الطلاب فى مختلف محافظات الجمهورية، كونها تمثل خدمة تعليمية متميزة للطلاب، حيث تتم من خلال تشكيل فرق من المعلمين المتميزين والمشهود لهم بالكفاءة للقيام بتدريس تلك المراجعات التي تم تحديد ٣ مقار لها في كل إدارة تعليمية على مستوى الجمهورية.

وأشار الدكتور رضا حجازي إلى اهتمام الوزارة بوحدة التدريب والجودة والتدريب على رأس العمل والذي يساهم بشكل كبير في تطوير العملية التعليمية وكذلك الاهتمام بالميكنة والرقمنة.

كما أكد الدكتور رضا حجازي على أهمية تحقيق متعة التعلم المنتج للمعرفة، مشيرًا إلى أن دور الوزارة هو تحقيق هذه المتعة للطالب التى تأتى من خلال رغبة الطالب الحقيقية للتعلم.

ومن جهته، رحب اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، بالدكتور رضا حجازي، مشيدًا بجهود وزارة التربية والتعليم في الارتقاء بمنظومة التعليم، والمتابعة المستمرة من الدكتور رضا حجازى على مدى العام الدراسى لكل المحافظات، وتذليل أي عقبات من أجل انضباط وتقديم خدمة تعليمية متميزة لأبنائنا الطلاب في مراحل التعليم المختلفة.

كما أكد محافظ بورسعيد على دعم جهود الدكتور رضا حجازي فى تطبيق كافة السياسيات التى تعمل على تطوير منظومة التعليم قبل الجامعي.

وقال اللواء عادل الغضبان إن التخطيط والتنظيم والتدريب هم المحاور الأساسية للنهوض بالعملية التعليمية وتعد عملًا مشتركًا بين وزارة التربية والتعليم والمحافظة، حيث إن التخطيط هو مسئولية وزارة التربية والتعليم ثم يأتي دور التنظيم الذي هو مسئولية المحافظة لتحقيق انضباط العملية التعليمية، وتأهيل الطرق داخل المحافظة للطلاب وانتظام مواعيد الدراسة داخل المدارس، فضلًا عن تنظيم مواعيد اليوم الدراسي، وتأهيل وتدريب المعلمين. 

وأوضح محافظ بورسعيد أن الهدف الأسمى هو إعادة بناء شخصية الطالب، مؤكدا أن النجاح الحقيقي يتحقق بتكاتف وتضافر العمل بين المعلمين والمديرين، وأولياء الأمور، مؤكدًا على أن المسؤولية مشتركة مع كافة الأطراف وصولًا لطالب مبدع ومميز.

ومن جانبه، استعرض محمد عبدالتواب مدير مديرية التربية والتعليم بمحافظة بورسعيد خطة وإنجازات المحافظة فى مجال الأنشطة المدرسية وتنمية النواحى المعرفية والمهارية للطلاب، مشيرًا إلى اهتمام اللواء المحافظ بتطوير التعليم بالمحافظة، والتى تتوافق وتتسق مع  توجيهات الدكتور وزير التربية والتعليم، وقرارات وزارة التربية والتعليم بتنفيذ مجموعات الدعم المدرسية لجذب الطلاب.

وأوضح أنه يوجد عدة محاور للخطة، وهى مراكز متعة التعلم للمرحلة الابتدائية، والمعلمين، وتلاميذ المرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى التقييمات، والبرتوكولات، مشيرًا إلى تنظيم ورش عمل للسادة مديرى الإدارات التعليمية لإنشاء مراكز للتعلم والتى تم اختيارها بعناية لتكون مراكز جاذبة وضابطة بالامكانات المتاحة، لتصبح ١٣ مركزًا تعليميًا فى المناطق المختلفة بالمحافظة.

وأشار محمد عبد التواب إلى اهتمام المحافظة بتنظيم الأنشطة الصيفية لجميع الفئات العمرية بدءًا من مرحلة التعليم الأساسي فى فترة الإجازة الصيفية من خلال الأنشطة التعليمية فى جميع مراكز المحافظة وتكون مزودة بتقييم الطلاب وملفات إنجاز يطّلع عليها أولياء الأمور لمتابعة انتظام الطلاب ومستوياتهم، وهذه الأنشطة يتم تنفيذها بالتعاون مع وزارتي الشباب والرياضة والأوقاف والكنيسة وقصور الثقافة، بجانب تنظيم رحلات علمية استكشافية لدعم وتعزيز عملية التعلم والمعرفة لدى الطلاب.

وحول اكتشاف مواهب الطلاب وتنميتها من خلال تفعيل الأنشطة المختلفة وتنمية روح الولاء والانتماء لديهم، أوضح أنه يتم العمل حاليًا مع جميع المراكز المتاحة لتنمية هذا المشروع، وتم إقامة الكثير من المسابقات في عدد ١٩ مركزًا، مضيفًا أنه تم استحداث وحدة القرائية  وإعداد هيكل لها على مستوى المديرية للكشف مهارات الطلاب وعمل برامج علاجية لهم، كما تم تشكيل لجنة إعلاء القيم والتى قامت بإعداد برنامج وجدول زمنى لكل إدارة ولكل مدرسة.

وأشار إلى أنه تم تنفيذ ورش عمل تدريبية لرفع الكفاءة المهنية للمعلمين والإداريين والموجهين الفنيين، كما تم تفعيل المتابعة الرقمية، موضخًا أن محافظة بورسعيد هى المحافظة الأولى التى لديها تحول رقمى فى جميع المجالات، وتم تنفيذ الأفكار الخاصة بالتكنولوجيا وتفعيل الإيميل الموحد لكل معلم وموجه عند دخوله المدرسة ومن خلال مكتب الدعم الفنى بكل مديرية للوقوف على السلبيات وحلها على مستوى الإدارة والمديرية وتوفير الوقت والمجهود، والتواصل المستمر بشكل دورى.  

كما أشار إلى النجاح الباهر للمراجعات النهائية المجانية للطلاب بالمحافظة، مؤكدًا أنه تم توفير العديد من المقرات في مختلف الإدارات التعليمية.

وقد وجه الوزير الشكر لمدير المديرية لاستعراضه خطط وإنجازات المحافظة والأنشطة المدرسية لتنمية النواحي المعرفية والمهارية للطلاب مما عمل على جذب الطلاب بالمدارس.

جاء ذلك بحضور، الدكتور المهندس عمرو عثمان نائب المحافظ، والدكتور منصور بكرى سكرتير عام المحافظة، والدكتورة هالة عبد السلام رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، وخالد عبد الحكم رئيس الإدارة المركزية لشئون المديريات التعليمية، والدكتور محمد عبد التواب مدير مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، والدكتور محمود حجاج مدير عام الإدارة العامة للتواصل والدعم، والدكتور عاطف علم الدين رئيس مجلس الأمناء والآباء والمعلمين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الدكتور رضا حجازي محافظ بورسعيد وزير التربية والتعليم المراجعات النهائية المجانية الإعدادية الثانوية العامة وزارة التربیة والتعلیم الدکتور رضا حجازی محافظ بورسعید مشیر ا إلى ا إلى أن من خلال مؤکد ا

إقرأ أيضاً:

ثورة التعليم الذاتي: هل مات التعليم التقليدي؟

 

 

محمد بن زاهر العبري

في زمنٍ تتسارع فيه عجلة التكنولوجيا وتتشكل ملامح المُستقبل بوتيرة غير مسبوقة، تتصدر عبارة "التعليم الذاتي" المشهد؛ كعنوانٍ لتحوّل جذري في طريقة اكتساب المعرفة.

ولم يعد المُتعلِّم أسير جدران الفصول الدراسية أو رهينًا لجداول المحاضرات؛ بل أصبح قائدًا لمسيرته المعرفية، ينتقي المصادر، ويختار الوقت، ويرسم الطريق وفقًا لإيقاعه الخاص. ولكن، هل يعني هذا أن التعليم التقليدي قد لفظ أنفاسه الأخيرة؟ أم أننا نعيش لحظة تصادم بين منهجين لا بد أن يتكامل أحدهما مع الآخر؟

شهد العقد الأخير قفزات نوعية في أدوات التعليم الذاتي، بداية من المنصات الرقمية إلى الدورات المفتوحة (MOOCs)، مرورًا بقنوات المعرفة المرئية والتفاعلية. بات الهاتف الذكي مكتبة متنقلة، وبات اليوتيوب أستاذًا متعدد التخصصات، وأصبح الوصول إلى المعرفة أكثر ديمقراطية من أي وقت مضى. هذا التحول لم يعد مقتصرًا على المهارات العملية أو الهوايات؛ بل أصبح يشمل التخصصات الأكاديمية العميقة، مثل علوم الحاسوب، والفيزياء، وحتى الفلسفة.

ومع هذا الزخم، بدأ كثيرون ينظرون إلى التعليم التقليدي كهيكل متقادم، يرزح تحت وطأة البيروقراطية والمناهج الجامدة، ولا يواكب روح العصر. يتساءل البعض: لماذا أضيع سنوات طويلة في قاعات جامعية أستمع لمحاضرات قديمة، بينما أستطيع تعلم نفس المادة – وربما بطريقة أكثر تشويقًا – عبر منصة إلكترونية وأنا في غرفة نومي؟ ولماذا أدفع مبالغ طائلة للحصول على شهادة، بينما يُمكنني إتقان المهارة عمليًا عبر التدريب الذاتي والعمل الحر؟

غير أن الصورة ليست بتلك البساطة. التعليم التقليدي، رغم عيوبه، لا يزال يحتفظ بجوانب لا تعوّض: التفاعل البشري، بيئة التعلم الجماعي، التأطير المنهجي، والتقييم الأكاديمي المحكوم بمعايير دقيقة. ففي حين يُغري التعليم الذاتي بالمرونة، إلا أنه يتطلب انضباطًا ذاتيًا عاليًا، لا يتوافر للجميع. كما أن هناك تخصصات- كالطب، والهندسة، والقانون- لا يمكن إتقانها بالكامل دون إشراف مباشر وتجربة ميدانية مضبوطة.

في الحقيقة، لا يتعلق الأمر بموت التعليم التقليدي؛ بل بإعادة تشكيله. فالعالم لا يسير نحو إلغاء الجامعات؛ بل نحو إعادة تعريف دورها. في هذا السياق، ظهرت نماذج هجينة تجمع بين التعليم الذاتي والمنهجي، وتُعيد توزيع الأدوار بين المعلم والمُتعلِّم. أصبح الأستاذ موجهًا بدلًا من ملقّن، وأصبح الطالب شريكًا نشطًا في بناء المعرفة. وأضحت الجامعات الذكية تدمج المنصات الرقمية في برامجها، لتجعل التجربة التعليمية أكثر تشاركية وتكيّفًا مع احتياجات كل طالب.

ما نعيشه اليوم ليس إعلان وفاةٍ لنظام؛ بل ولادة جديدة له. التعليم التقليدي لم يمت، لكنه يُجبَر على أن يتطوّر، ليواكب جيلًا لا يرضى إلا بما هو مرن، متجدد، ومحفّز. أما التعليم الذاتي، فليس بديلًا كاملًا؛ بل أداة تمكين، تكشف عن القدرات الفردية، وتفتح نوافذ التعلم المستمر في عالم لا يعترف بالجمود.

لقد غيّرت ثورة التعليم الذاتي شكل العلاقة بين الإنسان والمعرفة، لكنها لم تقطع صلتنا بالتعليم المنظّم. السؤال اليوم لم يعد: أيّ النظامين هو الأفضل؟ بل: كيف نصنع تعليمًا يدمج بين حرية التعلم الذاتي وصلابة الإطار الأكاديمي؟ المستقبل لا يُقصي طرفًا؛ بل يصهر التجارب ليولد منها نظامًا أكثر شمولًا وإنسانية. فالتعليم في جوهره ليس مجرد طريقة؛ بل رحلة تستحق أن تكون مرنة، عميقة، ومستمرة مدى الحياة

والسؤال الذي يتعلق بنا نحن العُمانيين هو: إلى أين يمضي بنا نظامنا التعليمي الحالي؟ ومتى ستشهد أنظمته التطور؟

مقالات مشابهة

  • وزير التربية والتعليم يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بعيد الأضحى المبارك
  • وزير التعليم العالي في حوار مفتوح مع طلاب الجامعات حول المستقبل والمهارات وسوق العمل
  • وزير التعليم العالي: تطوير البرامج التعليمية لمواكبة سوق العمل.. وإنشاء مدن جامعية متكاملة ومجمعات صناعية
  • وزارة التربية والتعليم تكرم مركز الدراسات القانونية والقضائية لدوره في مشروع "قيمي ترسم هويتي"
  • مراسلة سانا: بطاقة استيعابيّة تصل إلى 20 سريراً.. وزير الصحة يفتتح قسم الأطفال في مشفى القلمون بمدينة النبك في ريف دمشق، وذلك بحضور وزيري التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو والاتصالات عبد السلام هيكل ومحافظ ريف دمشق عامر الشيخ
  • مدير تعليم بورسعيد يتابع امتحانات علوم الإعدادية بإدارة شرق التعليمية
  • ثورة التعليم الذاتي: هل مات التعليم التقليدي؟
  • وزارة التربية والتعليم تكثف جهودها استعداداً للامتحانات العامة… وأكثر من 724 ألف طالب وطالبة سيتقدمون لها
  • وزير التربية الوطنية يؤكد على دمج الذكاء الاصطناعي للارتقاء بمنظومة التعليم في المغرب
  • وزير التربية يتفقد استعدادات امتحانات الشهادات العامة ويشيد بدور التقنية في تطوير التعليم