عندما تتحول الحالة اللا أخلاقية إلى الحداثة
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
فوزي عمار
أنتجت الحرب العالمية الثانية خلخلة اجتماعية في طبقات المجتمع، منها موت الرجال وخروج النساء للعمل وظهور أبناء الاغتصاب وهم بمئات الألوف، خاصة في نساء ألمانيا على يد الجنود الروس، مما أدى للمجتمع أن يعترف بقوانين جديدة لا تقدس العائلة وتعترف بآلام العزباء.
وظهر الفن التشكيلي الذي يعبِّر بالأساس عن الحالة النفسية المتشظية بعد حالة الحرب وظهر فلاسفة يكفرون بالإله، ويعلنون موت الاله مثل نيتشه في قوله "مات الإله بعد كل هذا الدم الذي سال".
كل هذا أنتج مفهومًا وواقعًا اجتماعيًا جديدًا، وحتى لا نطلق عليه وفق التقييم السابق اللا أخلاقي، أُطلقَ عليه "الحداثة وما بعد الحداثة"، حتى تتغلب هذه الشعوب على واقعها المرير الجديد وتتعايش معه ولا تستعر منه؛ بل وأصبح مدعاة للتطبيق من قبل شعوب أخرى لم تمر بالتجربة المخجلة ذاتها، وليس في حاجة لها تحت وطأة ماكينة تسويقية للمنتصر الذي يقتدي به المهزوم، كما يقول المفكر العربي ابن خلدون.
إنها أزمة أُمّة لا تملك مشروعًا خاصًا بها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
فيلا مصرية تتحول لمسرح جريمة مأساوية.. لماذا أنهت أم حياة أطفالها الثلاثة؟
في واحدة من أبشع الجرائم التي هزت الشارع المصري، شهدت مدينة الشروق خلال الساعات الماضية، حادثة مأساوية في إحدى الفيلات الفخمة انتهت بقتل أم لأطفالها الثلاثة خنقًا، في ظل ظروف اجتماعية ونفسية صعبة تعاني منها عقب انفصالها عن زوجها وتوقفه عن دفع المصروفات المدرسية لأبنائهم.
وكشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها الأجهزة الأمنية أن المتهمة، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 33 عامًا، كانت تعيش بمفردها مع أطفالها الثلاثة وأعمارهم تتراوح بين 6 و10 سنوات في فيلا مملوكة لأسرتها، بعد أن انتهت حياتها الزوجية قبل عدة أشهر بسبب خلافات متكررة، ورغم انفصال الزوجين، استمر الأب في دفع مصروفات الأبناء الدراسية بإحدى المدارس الخاصة، لكن العلاقة بين الطرفين تدهورت لاحقًا، ما دفعه إلى التوقف عن الدعم المالي.
ومع اقتراب موعد دفع المصروفات الدراسية لبداية العام الجديد، بدأت الضغوط تنهال على الأم، التي وجدت نفسها عاجزة تمامًا عن توفير نفقات تعليم أطفالها وتأمين متطلباتهم اليومية، وتفاقمت الأزمة النفسية لديها إلى درجة أدت إلى انهيارها وانعدام قدرتها على تحمل الوضع.
وفي ساعة متأخرة من الليل، دخلت الأم غرفة نوم أطفالها، ليس لطمأنتهم كما يفعل أي والد، بل لتنفيذ ما لم يخطر على بال أحد، إذ أقدمت على خنق طفلتها الصغيرة أولاً، ثم شقيقها الأوسط، وأخيرًا الأكبر، مستخدمة يديها في فعلتها المروعة. وبحسب أقوالها خلال التحقيقات، كانت تلك اللحظة تعبيرًا عن يأسها المطلق وانعدام أي مخرج من ضغوط الحياة التي كانت تعيشها.
وعندما تلقت الجهات الأمنية البلاغ، تحركت إلى موقع الحادث، لتجد الأطفال الثلاثة جثثًا هامدة داخل غرفتهم، تحمل علامات خنق واضحة، وتم القبض على الأم التي اعترفت فور مواجهتها بالأدلة، مؤكدة أن السبب وراء جريمتها هو الضغوط المالية والنفسية التي عانت منها بعد انفصالها وحرمانها من الدعم المالي.
وتولت النيابة العامة التحقيقات، وقررت حبس المتهمة على ذمة القضية، كما تم تكليف الطب الشرعي لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة، وسط اهتمام كبير من وسائل الإعلام والمجتمع لما تحمله الواقعة من دلالات على هشاشة الدعم المقدم للأمهات المعيلات وتفاقم المشكلات النفسية التي قد تدفع إلى كارثة مماثلة.