على مدار السنوات القليلة الماضية، أولت الدولة المصرية، ممثلة فى وزارة الثقافة، اهتماماً خاصاً بقطاع المتاحف، باعتبارها تمثل قيمة مضافة لقوة الدولة الناعمة، حيث عملت على تطوير العديد من المتاحف والمواقع الثقافية والتراثية القائمة، بالإضافة إلى افتتاح عدد آخر من المتاحف الجديدة، التى تتنوع ما بين متاحف فنية وقومية، يتجاوز عددها 27 متحفاً متنوعاً فى القاهرة والمحافظات، تُعد مراكز إشعاع حضارية، لتعزيز التواصل بين الأجيال المختلفة.

وفى إطار جهود وزارة الثقافة للنهوض بالحركة الثقافية فى مختلف محافظات مصر، عملت الوزارة على إنشاء متحف باسم «السيرة الهلالية»، الذى جرى افتتاحه فى مدينة أبنود بمحافظة قنا، مسقط رأس الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى، فى عام 2015، وفى العام التالى 2016، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى المتحف الذى يحمل اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فى منطقة منشية البكرى بالقاهرة، بعد أن خضع لعملية تطوير شاملة، وفى عام 2021، أُعيد افتتاح متحف محمود خليل وحرمه، فى منطقة الدقى بمحافظة الجيزة، بعد إغلاقه لنحو 10 سنوات.

وقبل ذلك بعامين، وتحديداً فى 2019، تم افتتاح متحف ومركز نجيب محفوظ، فى منطقة الجمالية، بشارع الأزهر، فى القاهرة، لحفظ تراث الأديب العالمى الحاصل على جائزة «نوبل»، وأصبح المتحف مركز إشعاع حضارى لأبناء المنطقة، كما تستكمل وزارة الثقافة العمل فى مشروعات تطوير عدد آخر من المتاحف والمواقع التراثية، منها متحف «الجزيرة للفنون» بدار الأوبرا المصرية، ومتحف «بيت الأمة» الخاص بالزعيم الراحل سعد زغلول.

وزيرة الثقافة: الزيارات المجانية للمتاحف لنشر الوعى الثقافى والفنى.. وإتاحة الفرصة لجميع الفئات للتعرف على «رموز مصر» وما قدموه للوطن

وتحرص وزارة الثقافة على الاحتفال بمناسبة «اليوم العالمى للمتاحف»، الذى يوافق 18 مايو من كل عام، من خلال فتح أبواب المتاحف الفنية والقومية التابعة لها للجمهور مجاناً على مدار 3 أيام، خاصةً أن احتفال هذا العام جاء تحت شعار «متاحف للتعليم والبحث»، باعتبار أن المتاحف من العناصر المساهمة فى الرفاهية والتنمية المستدامة للمجتمع، إذ لا تقتصر أغلب المتاحف على توثيق المقتنيات والقطع الفنية، ولكن جرى إلحاق مراكز ثقافية بها، لتسهم فى توصيل رسالة المتحف إلى الجمهور المستهدف، وتدعم فكرة إنشاء المتحف.

الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، أكدت أن فتح أبواب المتاحف الثقافية أو القومية، التابعة للوزارة، مجاناً للجمهور، بالتزامن مع «اليوم العالمى للمتاحف»، يأتى إيماناً من الوزارة بأهمية دور المتاحف فى نشر الوعى الثقافى والفنى، ولإلقاء الضوء على كنوزنا الفنية، وتعزيز التواصل بين مختلف فئات المجتمع، وإتاحة الفرصة للجميع للتعرف على رموزنا المصرية، وما قدموه للوطن، ودعت الوزيرة المواطنين والمقيمين فى مصر لزيارة المتاحف، والاستمتاع بالفعاليات والأنشطة المتنوعة، واكتشاف كنوزها الفنية والتاريخية.

وبينما فتحت معظم المتاحف أبوابها للجمهور مجاناً، على مدار أيام 17 و18 و19 مايو الجارى، من العاشرة صباحاً حتى الخامسة عصراً، استقبل متحف «نجيب محفوظ» زواره اعتباراً من يوم 15 مايو، حتى يوم 20 من نفس الشهر، من التاسعة صباحاً حتى الرابعة عصراً، وكذلك متحف «أم كلثوم» فى جزيرة «منيل الروضة» بالقاهرة، فتح أبوابه لاستقبال الجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، خلال الفترة نفسها.

وبمناسبة احتفالات «اليوم العالمى للمتاحف»، حرص قطاع الفنون التشكيلية، التابع لوزارة الثقافة، على تنفيذ برنامج متميز لزائرى المتاحف الثقافية، تضمّن عقد ندوات وورش عمل، وتنظيم جولات إرشادية، وفعاليات فنية، حيث استضاف متحف «أحمد شوقى»، على كورنيش النيل بمدينة الجيزة، ندوة بعنوان «التراث والمتاحف فى الشعر الحديث»، يوم 18 مايو، أدارها السيد العيسوى، مدير النشاط الثقافى بالمتحف، تحدّث فيها عن أهمية وقيمة المتاحف فى المجتمع، وأثرها الحضارى والجمالى فى تنمية الحس الوطنى، والارتباط بالجذور الحضارية لمصر، وفى ذات اليوم شهد متحف «المنصورة القومى»، المعروف أيضاً باسم «دار ابن لقمان»، فى محافظة الدقهلية، تدشين معرض للفنون التشكيلية بعنوان «لوحة وفنان»، وفى متحف «الأمير وحيد الدين سليم»، بمنطقة المطرية فى القاهرة، تم تنظيم جولة لرواد المتحف، للتعريف بجماليات المبنى، معمارياً وتشكيلياً، كما تم تنظيم محاضرة عن أهم المتاحف وكنوزها.

وفى إطار الاحتفال بنفس المناسبة، يعقد متحف «النصر للفن الحديث» فى مدينة بورسعيد، ندوة يوم 21 مايو الجارى، بعنوان «المتاحف نافذة على تاريخ الفن»، للدكتورة سارة زيادة، أستاذ مساعد تاريخ الفن بكلية التربية النوعية، جامعة بورسعيد، حول تاريخ المتاحف فى الحفاظ على التراث الفنى، وكذلك نظَّم متحف «محمد ناجى» للتصوير الفوتوغرافى، فى حى الهرم بالجيزة، مجموعة من الورش الفنية للأطفال، يوم السبت 18 مايو، بالإضافة إلى ورشة للقراءة والاطلاع، بعنوان «اعرف متاحفنا»، ضمت 100 كتاب، حول المتاحف والأماكن السياحية، وأبرز الفنانين التشكيليين، لإلقاء الضوء على المتاحف، والدور التنموى لها، إضافة إلى جولات داخل قاعات العرض المتحفى، للتعريف بكل فنان ومسيرته الفنية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اليوم العالمى للمتاحف المتحف الكبير تعزيز التواصل بين الأجيال وزارة الثقافة المتاحف فى

إقرأ أيضاً:

تدشين المشروع الوطني لأرشيف الفرق والمهرجانات الفنية المستقلة

في خطوة مؤسسية رائدة تهدف إلى حماية الذاكرة الفنية المصرية وتعزيز البنية التحتية للقطاع الثقافي برعاية ودعم د. أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، نظّم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة المخرج عادل حسان، وبإشراف المخرج هشام عطوة رئيس قطاع المسرح، حفل تدشين مشروع الأرشيف الوطني لقاعدة بيانات ودعم الفرق والمهرجانات الفنية المستقلة والحرة، وذلك بمقر المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة، وبحضور نخبة من المسرحيين والفنانين والباحثين، إلى جانب عدد من ممثلي المؤسسات الثقافية المصرية والدولية.

وفي كلمته خلال الحفل، أكد المخرج عادل حسان أن المشروع يأتي استجابة لحاجة ملحّة رصدها المركز، في ظل غياب قاعدة بيانات دقيقة وضعف التواصل بين المركز والشارع والمؤسسات والكيانات الفنية المستقلة، مشيرًا إلى أن المشروع يهدف إلى إرساء منظومة مؤسسية متكاملة تُسهم في دعم الممارسين وتطوير البنية المعلوماتية للقطاع الثقافي المصري.

وأوضح حسان أن المركز عمل خلال الأشهر الماضية على وضع تصور شامل لإنشاء أرشيف وطني مستقر يُوحّد الجهود ويؤسس لبنية مهنية طويلة الأمد، مشددًا على أن المشروع يحظى بدعم مباشر من معالي وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، الذي وجّه بضرورة امتداد المشروع إلى المحافظات، وتكليف فرق عمل بالتنسيق مع الهيئة العامة لقصور الثقافة والإدارات الفنية المعنية لضمان التنفيذ الفعّال على مستوى الجمهورية.

وأضاف أن المشروع لا يقتصر على جمع البيانات فحسب، بل يشمل أيضًا تقديم خدمات بحثية وفنية للفرق المستقلة، وتوفير مساحات ثقافية لاستضافة الفعاليات، إلى جانب توفير مسارات للدعم اللوجيستي الخاص بالمهرجانات، بما يتيح فرص مشاركة عادلة ومنظمة للفرق في مختلف الفعاليات الثقافية.

وشهد الحفل مداخلة للمخرج أحمد العطار، عبّر فيها عن تقديره لإطلاق هذا المشروع، مؤكدًا أن المجتمع الفني المستقل عانى طويلًا من غياب التوثيق وصعوبة الوصول إلى المعلومات، مما أدى إلى ضياع جزء كبير من الأرشيف الفني المصري. وأشار إلى أن حجم المادة الفنية المتراكمة من عروض وصور ونصوص وأرشيف شخصي ضخم للغاية، وأن جزءًا كبيرًا منها مهدد بالاندثار بعد رحيل أصحابها، داعيًا إلى استخدام أدوات تكنولوجية حديثة تتيح الأرشيف للباحثين والمهتمين بشكل عصري وآمن، معتبرًا أن المشروع يمثل خطوة جوهرية نحو إنقاذ الذاكرة المسرحية المصرية.

من جانبه، قال رامي دسوقي، المدير المالي والإداري باتحاد المعاهد الثقافية الأوروبية (EUNIC)، الجهة المستضيفة لانطلاق المشروع، أن هذه المبادرة تمثل خطوة هامة لتوثيق مشهد محوري من مشاهد المسرح المصري، مشيدًا بانفتاح وزارة الثقافة ودعمها المتواصل لمثل هذه المبادرات، وموجهًا الشكر لمعالي الوزير الدكتور أحمد فؤاد هنو على دعمه وإيمانه بأهمية المشروع.

وتضمّن الحفل عرضًا تقديميًا شاملاً لهيكل المشروع ورؤيته ومراحله التنفيذية، قدّمته منى سليمان - عضو اللجنة التنفيذية للمشروع - ، حيث استعرضت مراحل الإعداد والتصميم، وآليات تسجيل وتصنيف الفرق، وتقديم الدعم الفني واللوجيستي، والتدريب والتطوير، وصولًا إلى آليات التقييم والتحديث الدوري لضمان استدامة المشروع.

واختُتمت الفعالية بجلسة نقاشية موسعة مع الفنانين والحضور، تناولت التحديات التي تواجه عملية التوثيق الفني، وسبل تعزيز التعاون بين المؤسسات الرسمية والمجتمع الفني المستقل، بما يضمن حفظ الإرث المسرحي وإتاحته للأجيال القادمة.

وتتشكل اللجنة التنفيذية للمشروع برئاسة المخرج عادل حسان، وعضوية نخبة من الفنانين والخبراء، وهم: المخرجة عبير علي، المخرج سامح مجاهد (مدير فرقة مسرح الغد)، المخرج تامر كرم (مدير فرقة مسرح الشباب)، الكاتب سامح عثمان ( مدير التدريب بالادارة العامة للمسرح بهيئة قصور الثقافة)، الفنانة منى سليمان (مدير ثقافي)، الأستاذة دينا فوزي (مدير رقابة المسرحيات بالرقابة على المصنفات الفنية)، الأستاذة جيهان علام (المدير المالي والإداري بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون لشعبية)، ويشغل الدكتور محمد أمين عبد الصمد (مدير إدارة تراث الفنون الشعبية بالمركز) مقررا للجنة، وستضم اللجنة لاحقا عدد من الفاعلين في المسرح و الموسيقى والفنون الشعبية.

ويُعد هذا المشروع، في مرحلته التأسيسية الأولى، خطوة استراتيجية نحو بناء أرشيف وطني شامل للفرق الفنية المستقلة، بما يضمن حماية التراث الفني المصري، ودعم استدامة الإبداع، وتوفير بنية عمل آمنة ومنظمة تسهم في تطوير المشهد الثقافي على مستوى القاهرة والمحافظات.

مقالات مشابهة

  • متحف غريفان بباريس.. 250 تمثالا شمعيا لإضاءة صفحات التاريخ
  • في أنغولا.. متحف العبودية يشهد على أعظم فظائع التاريخ
  • آخرها اللوفر وبريستول.. عمليات سطو هزت متاحف العالم لن يناسها التاريخ
  • روبوت قهوة بين سيارات ملكية.. مفاجأة تنتظر زوار متحف في عمّان
  • تسرب مياه يضر مئات مجلدات الحضارة المصرية في متحف اللوفر بفرنسا
  • تدشين المشروع الوطني لأرشيف الفرق والمهرجانات الفنية المستقلة
  • التأمين الصحي بالقاهرة… زيارة مفاجئة لتعزيز الانضباط ورفع كفاءة الخدمة بعيادة 15 مايو
  • محاضرات ثقافية وورش فنية بثقافة البحر الأحمر
  • حملة قومية لإعادة كنوز مصر
  • رئيس جامعة المنيا يتفقد متحف الفن الحديث