نووي السعودية.. ما أسباب سعي الرياض له وكيف سيفيد واشنطن؟
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
أتم مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، زيارته إلى المملكة العربية السعودية على وقع مساع أمريكية رامية لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن الضمانات الأمنية الأمريكية والمساعدة النووية المدنية للرياض، وذلك بالتزامن مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، الأحد، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التقى سوليفان، في مدينة الظهران للتباحث في العدوان على قطاع غزة، والاتفاق الثنائي بين الرياض وواشنطن، مشيرة إلى أن اللقاء بحث الصيغة شبه النهائية لمشروعات الاتفاقيات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، التي قارب العمل على الانتهاء منها.
وتسعى السعودية إلى إنجاز اتفاق متعلق بالمساعدات النووية المدنية مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك في إطار عمل واشنطن على التوصل إلى اتفاق أوسع لتطبيع العلاقات بين الرياض والاحتلال الإسرائيلي ضمن "صفقة كبرى" في الشرق الأوسط، بحسب وكالة رويترز.
ما هو الاتفاق الأوسع الذي قد يتضمنه الاتفاق النووي؟
تأمل الولايات المتحدة في إيجاد سبيل لمنح السعودية عددا من المطالب مثل اتفاق نووي مدني وضمانات أمنية ومسار نحو إقامة دولة فلسطينية وذلك في مقابل موافقة الرياض على تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
وخلال زيارته للسعودية، بحث مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض وولي العهد السعودي "مسارا ذي مصداقية نحو حل الدولتين لإسرائيل والفلسطينيين، وضرورة وقف الحرب في غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية"، بحسب وكالة "واس".
وفي وقت سابق، نقلت وكالة رويترز عن سبعة أشخاص وصفتهم بـ"المطلعين" قولهم إن إدارة بايدن والسعودية تضعان اللمسات النهائية على اتفاق بشأن الضمانات الأمنية الأمريكية والمساعدة النووية المدنية للرياض.
ما أسباب سعي السعودية للتعاون النووي مع الولايات المتحدة؟
من المتوقع أن تشارك الطاقة النووية في جزء من مساعي المملكة الرامية إلى توليد طاقة متجددة كبيرة وخفض الانبعاثات، وفق رؤية السعودية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وترغب الرياض في اكتساب الخبرة النووية في حال أنها أرادت يوما الحصول على أسلحة نووية، لكن أي اتفاق مع واشنطن سينص على ضمانات للحيلولة دون ذلك، بحسب وكالة فرانس برس.
وكان ولي العهد السعودي صرح في أكثر من مناسبة بأن بلاده ستحذو حذو إيران في حال أقدمت الأخيرة على تطوير سلاح نووي، وهو ما يجعل الاتفاق النووي المدني المحتمل بين واشنطن والرياض مصدر قلق لدى المدافعين عن الحد من انتشار الأسلحة وبعض أعضاء الكونغرس الأمريكي.
وفي آذار/ مارس 2023، توصلت السعودية وإيران إلى اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من الخصومة، حيث أعلن الطرفان الاتفاق في بيان ثلاثي من العاصمة الصينية بكين.
هل تستطيع واشنطن دعم السعودية في مجال النووي المدني؟
من الممكن للولايات المتحدة التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق تعاون نووي مدني مع دول أخرى، وذلك بموجب المادة 123 من قانون الطاقة الذرية الأمريكي لعام 1954.
وتحدد هذه المادة تسعة معايير يجب على تلك الدول الوفاء بها لمنعها من استخدام التكنولوجيا لتطوير الأسلحة النووية أو نقل المواد الحساسة إلى الآخرين. وينص القانون كذلك على ضرورة مراجعة الكونغرس لمثل هذه الاتفاقيات والموافقة عليها، بحسب وكالة فرانس برس.
هل تستفيد الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المدني مع السعودية؟
تعتقد الإدارة الأمريكية أن الدعم السعودي للتطبيع ربما يتوقف جزئيا على إبرام اتفاق نووي مدني، لذلك لم تخف واشنطن أملها في التوسط في ترتيب طويل الأمد ومتعدد المراحل يقود السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي نحو تطبيع العلاقات.
ويأتي دعم أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تخوض عدوان وحشيا على قطاع غزة زعزع مكانتها عالميا، في مقدمة الفوائد الاستراتيجية التي تسعى الولايات المتحدة إلى كسبها من الاتفاق مع السعودية على تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
وتعمل واشنطن على بناء تحالف أوسع ضد إيران وتعزيز العلاقات الأمريكية مع واحدة من أغنى الدول العربية في وقت تسعى فيه الصين إلى توسيع نفوذها في الخليج.
وعلى الصعيد التجاري، فإن من شأن اتفاق النووي المدني المحتمل مع الرياض أن يساهم في وضع قطاع الصناعة الأمريكي في موقع رئيسي للفوز بعقود بناء محطات الطاقة النووية السعودية، إذ تتنافس شركات الطاقة النووية الأمريكية مع نظيراتها في روسيا والصين ودول أخرى على الأعمال التجارية العالمية.
ما العوائق أمام التوصل إلى اتفاق نووي مدني بين الولايات المتحدة والسعودية؟
من المتوقع أن يتم إنجاز اتفاق النووي المدني بين السعودية والولايات المتحدة في إطار صفقة أوسع تشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الاحتلال الإسرائيلي والرياض، وهو أمر لا يزال "بعيد المنال" في ظل العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي، بحسب "رويترز".
ولليوم الـ227 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ35 ألف شهيد، وأكثر من 79 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السعودية النووية غزة الاحتلال امريكا السعودية غزة النووي الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة تطبیع العلاقات على قطاع غزة بحسب وکالة نووی مدنی إلى اتفاق
إقرأ أيضاً:
محادثات ترامب-إيران.. "ورقة شروط" أميركية تُربك حسابات إسرائيل
تستعد الولايات المتحدة لتقديم "ورقة شروط" إلى إيران، في ظل مفاوضات نووية مستمرة منذ أسابيع. هذا الأمر يفاقم التوتر مع إسرائيل، التي تخشى من إتفاق لا يلبي مطلبه. اعلان
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة بصدد تقديم "ورقة شروط" إلى إيران تطالبها فيها بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم، وذلك ضمن مسار تفاوضي مستمر منذ أكثر من سبعة أسابيع بين الطرفين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع تحذيره من أن رفض طهران لهذه الشروط "لن يكون يوماً جيداً لها"، ملمّحاً إلى خيارات بديلة قد تشمل تصعيداً عسكرياً.
هذه التطورات تأتي في ظل خلافات متفاقمة بين واشنطن وتل أبيب بشأن سبل التعامل مع الملف النووي الإيراني. فبينما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التوصل إلى إطار عمل يهدئ المخاوف الإسرائيلية ويؤجل أي عمل عسكري محتمل، تبدو تل أبيب غير مطمئنة للاتجاه الذي تتخذه هذه المفاوضات.
قلق إسرائيليوبحسب الصحيفة، يتزايد في إسرائيل القلق من أن واشنطن تقترب من اتفاق يسمح لإيران بالاحتفاظ بجزء من قدراتها النووية، خصوصاً في مجال التخصيب، مقابل ضمانات لا ترقى إلى مطلبها الصريح بـ"صفر تخصيب".
وتخشى تل أبيب أن يحدّ أي اتفاق من قدرتها على تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ما يضعها في موقف حرج أمام أحد أقرب حلفائها.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب صراحة عن هذه المخاوف، معتبراً أن التوصل إلى اتفاق "سيئ" سيكون أخطر من غياب الاتفاق كلياً. في المقابل، عبّر مسؤول أميركي عن "خيبة أمل" البيت الأبيض من محاولات إسرائيل التأثير في موقف واشنطن التفاوضي، مشيراً إلى وجود تباينات بين الطرفين حول كيفية إدارة الملف الإيراني.
Relatedطهران ترد على مزاعم قرب توصلها إلى اتفاق نووي مع واشنطنترامب يقول إنّه حذر نتانياهو من ضرب إيران: المحادثات النووية جيدة جدًارئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: إذا اتفقنا مع واشنطن قد نسمح لمفتشيها بتفقد مواقعنا النوويةتحذيرات متبادلة وتصعيد محتملوفي سياق التوتر المتصاعد، وجّه ترامب تحذيراً إلى نتنياهومن القيام بأي عمل عسكري أحادي من شأنه أن يُفشل المسار التفاوضي، وقال: "أبلغته أن ذلك سيكون غير مناسب إطلاقاً في هذه المرحلة، فنحن قريبون جداً من حل محتمل".
وتشهد العلاقات بين الزعيمين الأميركي والإسرائيلي هي الأخرى فتوراً ملحوظاً، لا سيما في ضوء خلافات حول ملفات إقليمية أخرى، أبرزها الحرب في غزة. فقد تجاهل ترامب التنسيق مع إسرائيل خلال زيارته الأخيرة إلى الخليج، وأبرم اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي رغم استمرار استهدافها لإسرائيل. كما أجرى مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس لتأمين الإفراج عن الأسير الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، من دون إشراك الحكومة الإسرائيلية.
ووفقاً للصحيفة، تسعى واشنطن إلى إنهاء جولة المفاوضات الحالية مع طهران باتفاق يُرضي مصالحها ويخفف من قلق تل أبيب، مع إبقاء الخيار العسكري مطروحاً كأداة ضغط.
وفي هذا الإطار، شدد يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، على أن "أي اتفاق سيئ يجب أن يُواجه بالقوة العسكرية لتدمير البرنامج النووي الإيراني، حتى لو عارضت الولايات المتحدة ذلك".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة