لجريدة عمان:
2024-06-16@12:02:35 GMT

الكاتب «اليوتيوبري» .. ظاهرة أم حالة فردية؟

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

يزداد الإقبال على إصدارات الكتاب «اليوتيوبريين» أو صانعي المحتوى الذين يروّجون لإصداراتهم الأدبية على وسائل التواصل الاجتماعي، بصرف النظر عن القيمة الفنية للمحتوى، ففي حفل توقيع كتبهم التي يسبقها إعلان على وسائل التواصل يزداد إقبال الجمهور وأغلبهم من فئة عمرية معينة على منصة التوقيع، وهنا نُذكّر بحدثين وقعا خلال معارض الكتب، فخلال الدورة المنقضية من معرض الرباط الدولي للكتاب، اضطر المنظمون إلى اختصار حفل توقيع الكاتب السعودي أسامة المسلم (47 عاما) نتيجة للازدحام الشديد على منصة التوقيع ووقوع حالات إغماء بين الجمهور، ويذكرنا ذلك بحالة سابقة حدثت في معرض مسقط للكتاب قبل سنتين، حين حضر اليوتيوبر الكويتي محمد المطيري (27 عاما) المعروف بـ(كويلي) ولم يتمكن من توقيع أعماله نتيجة الزحمة الشديدة وما صاحبها من إطلاق صيحات في قاعة المعرض.

يتقاسم الحدثان أمورا مشتركة، بينها حداثة سن الكُتّاب وغزارة إنتاجهم، وكذلك إقبال الشباب على المحتوى الذي تطغى عليه الفنتازيا والخيال العلمي، بالإضافة إلى التسويق الإلكتروني للمنتج قبل نشره للفئة العمرية التي تستهويها القصص البوليسية والجن والسحر.

يستهجن قطاع عريض من النقاد والكتاب والناشرين ظاهرة الكتابات الفقاعية التي تدخل ضمن منهجية تسليع الذوق وتسطيح الفكر والحصول على شهرة الومضة، التي لا تضيف قيمة معرفية ولا توجد وعيا وفكرا جادا، ويعزو البعض الإقبال على ذلك الصنف من الكتب إلى هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي على ذهنية الشباب وذائقتهم، فيتهافتون إلى الحصول على توقيع الكاتب (اليوتوبري) والتقاط الصور معه، الأمر الذي يشعل الغيرة في أنفس بعض الكتاب الذين لا تحظى مؤلفاتهم بالشهرة والإقبال نفسه على اقتنائها، وهو ما يستدعي من الكاتب إلى توظيف حساباته الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن كتبه بدلا من الاعتماد على الوسائل التقليدية المتمثلة في دور النشر والصحافة الثقافية في الترويج للكتاب.

والحقيقة أن هذا الحديث قد جرى مؤخرا بيني وبين أحد الأصدقاء الذي سأل عن منافذ تسويق مؤلفاتي، وقد صدمه الجواب حين أخبرته بأنه لا يوجد منفذ بيع لرواياتي في مدينة صلالة، فرد عليّ بسؤال احترت في الإجابة عليه: ما قيمة الكتابة إن لم تصل إلى القارئ؟ وهو محق في طرحه خاصة بأن وظيفة الكاتب تتعدى مهمة التأليف إلى مهمة الترويج لمنتجه الثقافي.

إن ظاهرة إقبال الشباب على الروايات الخيالية، تستدعي الوقوف عندها ودراستها دراسة علمية مبنية على رصد اتجاهات القراءة لدى الجمهور بالتعاون مع المراكز البحثية والجامعات والمؤسسات الثقافية ودور النشر، ويمكن الاستفادة من نتائج الدراسة في فهم ذائقة الشباب وميولهم الفكرية، بالإضافة إلى الاستفادة من توظيف الوسائط جديدة في الترويج للقراءة وصناعة الوعي ونشر الثقافة في منطقة تعاني من العزوف عن القراءة والمطالعة حسب التقارير البحثية، التي تصنف العالم العربي في مراكز متدنية في العمليات المرتبطة بالكتاب تأليفا وقراءة وترجمة.

ورغم كل ذلك فإن روح التفاؤل تتغلب على كل العواطف عند الحديث عن الكتابة والكتاب والقراء، فاقتناء الكتاب -أيا كان صنفه- دليل على رواجه بصرف النظر عن الفئة العمرية والأذواق. وإقبال الشباب على معارض الكتاب يدحض فرضية عزوف الشباب عن القراءة والمطالعة، وصعود صانع المحتوى يدلل على التأثير الواضح للوسائط الحديثة على المجتمع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وسائل التواصل

إقرأ أيضاً:

موقع بريطاني: الحرب الإسرائيلية على غزة تعيد إلى الأذهان أهوال الإبادة الجماعية في البوسنة

#سواليف

في الوقت الذي تكشّفت فيه حقائق عن قيام #صربيا بتزويد إسرائيل بالسلاح، نشر موقع “ميدل إيست أي” مقالاً يقارن بين #حرب_الإبادة التي تشنها #إسرائيل على #غزة، وتلك التي نفذها #الصرب بحق #المسلمين في #البوسنة_والهرسك .

وقال كاتب المقال رفيق هودزيتش إنه كان واضحاً منذ البداية أن عملية الإبادة في غزة، التي أطلقتها إسرائيل، كانت #إبادة_جماعية في نيّتها وسلوكها ونتائجها، رغم أنها حاولت التذرّع بما قامت به “ #حماس”، في السابع من أكتوبر /تشرين أول 2023 .

ويضيف الكاتب: “بالنسبة لي، كانت العناصر الرئيسية للإبادة الجماعية واضحة، بعد أسابيع فقط من حملة إسرائيل المدمرة. كان معظم خبراء القانون الدولي الذين أعرفهم، في ذلك الوقت، لا يزالون متردّدين في وصف تصرفات إسرائيل بأيّ شكل من الأشكال بأنها أعمال خارجه عن حقها في الدفاع عن النفس، أما اليوم فإن معظمهم ليس لديهم مثل هذه الشكوك. فلقد قدمت جنوب أفريقيا وعدد من البلدان الأخرى قضية موثقة أمام “محكمة العدل الدولية” مفادها أن #جرائم_إسرائيل تشكّل بالفعل إبادة جماعية، في حين يواجه كبار المسؤولين الإسرائيليين محاكمة محتملة في “المحكمة الجنائية الدولية”.

مقالات ذات صلة البنك المركزي الأردني يُثبت أسعار الفائدة 2024/06/13 الكاتب: لا تقتصر أوجه التشابه بين غزة والإبادة الجماعية في البوسنة على مسألة التجريد من الإنسانية، بل تشمل أيضاً إلحاق الضرر بالمجتمع (الفلسطيني) المستهدف، بحيث لا يمكنه التعافي منه أبداً

ويضيف الكاتب: لم تسترشد تقييماتي للحالة بأكثر من 25 عاماً من الخبرة في العمل، في سياقات مختلفة، معاناة من عنف الإبادة الجماعية فحسب، بل الأهم من ذلك، بمصير شعبي. فنحن بصفتنا بوسنيين، عانينا أيضاً، ونجونا من حملة سعت إلى إبادتنا من أراضينا التي يطالب بها الآخرون.

ومن الواضح أن السياقات التي ارتكبت فيها هذه الجرائم مختلفة. وللصراعات أسباب تاريخية وجذرية مختلفة، ولكن هناك العديد من القواسم المشتركة، خاصة عندما يتعلق الأمر بعناصر الجرائم المرتكبة في كل من البوسنة وغزة.

ومنذ البداية، استُخدمت نفس الحجج لتبرير ممارسة العنف ضد الفلسطينيين في غزة. فقيل (من قبل إسرائيل): لم يعد الفلسطينيون بشراً. توقف الأطفال عن أن يكونوا أطفالاً؛ لقد أصبحوا جميعاً “حماس”، وعلى أقل تقدير، تم اعتبار الفلسطينيين تهديداً أمنياً يجب إزالتهم. وفي أسوأ الأحوال، كما عبّرَ بوضوح عن ذلك أمثال رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي، كانوا عماليق بشرية، ولن يكون هناك رحمة في التعامل معهم.

ويستعرض الكاتب ما حصل من مقابر جماعية للفلسطينيين، وقال: “بينما كان العالم يشاهد قتل الآلاف والآلاف من المدنيين بشكل عشوائي بأسلحة عالية التقنية ودقيقة، قدّمتها إلى حد كبير الولايات المتحدة وبلدان غربية أخرى، قُصفت العمارات السكنية ودُمرت بأكملها وحُوّلت إلى غبار، مع بقاء الناس تحت الأنقاض في الداخل. واكتشفت مقابر جماعية تحت أنقاض المستشفيات، ومات الأطفال من الجوع تحت حصار لا يرحم. كذلك انتشرت صور لعشرات الرجال الفلسطينيين الذين تم تجريدهم من ملابسهم تحت تهديدهم بالقتل بقوة السلاح، وأعادت هذه الصور إلى الأذهان ذكريات معسكرات الاعتقال في أومارسكا وكيراتيرم، حيث اقتيد رجالٌ من مسقط رأسي برييدور للتعذيب والقتل أثناء “الاستجوابات”، بعد أن اتهمتْهم قواتُ صرب البوسنة بأنهم “جهاديون وإرهابيون ومجاهدون”. وكذلك كان الأمر بالنسبة لمقاطع فيديو الاحتفالات البهيجة بالفظائع الجماعية التي صوّرَها الجنود الإسرائيليون في منازل الفلسطينيين قبيل هدمها، ممزوجة بما أعلنه القادة الإسرائيليون الذين يبرّرون المذبحة في غزة، بحجة أنه لم يكن هناك أبرياء، وأن الفلسطينيين صوّتوا لـ”حماس” للوصول إلى السلطة، لذلك كانوا جميعاً، برأيهم، إرهابيين، إن لم يكن اليوم، فغداً”.

ويدعو الكاتب إلى إعلاء الصرخة دفاعاً عن الفلسطينيين. وقال: “إذا لم يكن هناك شيء آخر يمكننا القيام به، فيجب على البوسنيين وجميع ضحايا الإبادة الجماعية في كل مكان، بعد كل ما عانيناه، أن يتحدثوا عن الضحايا في فلسطين، فنحن البوسنيين نعرف هذه اللغة جيداً. ومنذ تلك الأيام الأولى، ازدادت أوجه التشابه بين الإبادة الجماعية في البوسنة وغزة، وأصبحت أكثر وضوحاً، ومنها ترويع المدنيين لإجبارهم على الخضوع، وإنشاء “مناطق آمنة” تتحوّل فيما بعد إلى حقول قتل، ومهاجمة المستشفيات والمدارس والقوافل الإنسانية.. رأينا كل ذلك خلال تسعينيات القرن العشرين.

ويعطي الكاتب مثالاً ما حصل في سريبرينيتسا، التي كانت تحت الحصار خلال حرب البوسنة، ويقول: “برّرَ صرب البوسنة ارتكاب الإبادة الجماعية بزعم الانتقام من الهجمات التي شنّها الجيشُ البوسني من هناك. مثل هذه الأقوال كانت لتبرير الإبادة الجماعية، ولكن الاقتباس عن “حرب تهدف إلى إنقاذ الحضارة الغربية… من إمبراطورية الشر” لا ينتمي إلى كراديتش، بل إلى إسحاق هرتسوغ رئيس إسرائيل. ومن المثير للقلق أن هذه الرسالة لها جمهور كبير وقوي في الغرب اليوم، كما يتضح من كيفية التعامل مع الاحتجاجات ضد جرائم إسرائيل، من شوارع المدن الألمانية إلى حرم الجامعات الأمريكية “.

ويرى أنه لا تقتصر أوجه التشابه بين غزة والإبادة الجماعية في البوسنة على مسألة التجريد من الإنسانية، بل تشمل أيضاً إلحاق الضرر بالمجتمع (الفلسطيني) المستهدف، بحيث لا يمكنه التعافي منه أبداً، ما يتيح الاستيلاء الدائم على الأراضي المحتلة.

الكاتب: استغرقت هذه الإنسانية ما يقرب من 30 عاماً للاعتراف بضحايا الإبادة الجماعية في سربرنيتسا. الإنسانية نفسها غير قادرة على وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية

وبالعودة إلى المقارنة بين البوسنة وغزة، يقول إنه عند تحديد أن الإبادة الجماعية وقعت في #سريبرينيتسا، حكم قضاة “المحكمة الجنائية الدولية” ليوغوسلافيا السابقة بأن “قوات صرب البوسنة كانت على علم، عندما شرعت في مغامرة الإبادة الجماعية هذه، وأن الضرر الذي تسبّبوا فيه سيستمر في حياة مسلمي البوسنة، وكذلك فإن القادة السياسيين الإسرائيليين وقطاعاً كبيراً من الجمهور الذي يؤيد أعمالهم في غزة لا يحاولون حتى إخفاء نفس النيّة لضمان أن يكون الضرر الذي يعاني منه الفلسطينيون في غزة من النوع الذي لا يمكنهم التعافي منه في المستقبل المنظور. ويشهد على ذلك مستوى الدمار؛ الجروح والصدمات التي لحقت بجميع سكان غزة، ويشهد على ذلك العنوان المشؤوم لتقرير مؤسسة كارنيغي، الذي جاء فيه: “قد لا يكون هناك يومٌ تالٍ في غزة”.

ويضيف الكاتب: “لا ترتكب أيّ إبادة جماعية دون الهدف النهائي المتمثّل في إبعاد مجموعة ما نهائياً عن منطقة معينة بجميع مظاهرها، السياسية والاقتصادية والثقافية، وفي نهاية المطاف، المادية والبيولوجية”.

ويختم الكاتب: “قد استغرقت هذه الإنسانية ما يقرب من 30 عاماً للاعتراف بضحايا الإبادة الجماعية في سربرنيتسا في قرار للأمم المتحدة تم تبنّيه في مايو. بينما أكتب هذه السطور، فإن الإنسانية نفسها غير قادرة على وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية، ناهيك عن الاعتراف بضحاياها الفلسطينيين، ومعالجة الضرر الذي لحق بهم، وتقديم الجناة إلى العدالة. هذا يجعل التضامن مع الضحايا أكثر أهمية.

وإذا لم يكن هناك شيء آخر يمكننا القيام به، يجب على البوسنيين وجميع ضحايا الإبادة الجماعية في كل مكان، بعد كل ما عانيناه، أن يرفعوا أصواتهم نيابة عن الضحايا في فلسطين. فنحن هم الإنسانية التي تكلم عنها قضاة “المحكمة الجنائية الدولية” ليوغوسلافيا السابقة.

مقالات مشابهة

  • ذكر الموت فباغته.. وفاة الكاتب السوري فؤاد حميرة في الإسكندرية
  • خبير إسرائيلي: تحولات عميقة بمواقف الصينيين من إسرائيل بعد 7 أكتوبر
  • الأكثر مشاهدة في أوروبا.. نظرات ميلوني لماكرون تنتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل (فيديو)
  • يحمل توقيع زوجة حسام غالي.. فستان عروس محمد هاني يخطف الأنظار
  • يوروبول: تفكيك قنوات دعائية تابعة لتنظيم عادش
  • كتاب جرائم وعلوم جنائية للخبير العلواني وخبرة 30 عاما بمسرح الجريمة
  • حزب الجيل يرحب بقرارات المجلس الأعلى للإعلام: تحمي الشباب والنشء
  • الزراعة تنفي قطع الأشجار بحديقة الحيوان
  • موقع بريطاني: الحرب الإسرائيلية على غزة تعيد إلى الأذهان أهوال الإبادة الجماعية في البوسنة
  • "إنفلوأنسر أريبيا": تزايد تركيز المؤثرين وصناع المحتوى على تناول القضايا التي تهمهم