أصدر الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية بيانا أكد فيه أنه مستعد لمناظرة وتفنيد مزاعم وأفكار مؤسسي «مركز تكوين»، الذي أثار الجدل في الآونة الأخيرة.

كما دعا الشيخ أسامة الأزهري إلى متطوعين من الأزهر، بشروط محددة لدراسة مزاعم مؤسسي «مركز تموين» على مدار عام كامل للرد عليها بأسلوب علمي رصين، ومواجهة الحجة بالحجة والفكر بالفكر.

وحمل بيان الشيخ أسامة الأزهري عدة نقاط أساسية لخصها فيما يلي.

1- يؤذيني ويؤذي معي كل متابع غيور دعوى الاكتفاء بالقرآن الكريم وإنكار السنة المشرفة وهي أحد الثوابت، كما يؤذي أشقائي المسيحيين دعوى الاقتصار على الإنجيل فقط وإنكار التقليد الكنسي الذي نقلت به كل شعائر المسيحية.

سيظل الأزهر الشريف دائما أبدا حاميا لعلوم الإسلام، قادرا على خوض المناظرة بكل جرأة وجسارة، مع كافة صور التطرف، سواء التطرف الديني الذي يتبنى خطاب الإرهاب، أو التطرف المضاد الذي يتشكك في الثوابت، ويتهجم على السنة المشرفة، ويهين الصحابة الكرام، ويصدر عشرات الأطروحات الحائرة التي لابد من مناقشتها مناقشة علمية حكيمة وموزونة تعيد الطمأنينة إلى كل أبناء مصر وإلى كل من يتابع هذا المشهد حول العالم.

سيظل الأزهر في مكانته الرفيعة، وأنا أعفي المؤسسة الأزهرية الجليلة من خوض هذا الجدل، حتى تظل في مسارها الكريم دينيا ووطنيا وعلميا وإنسانيا على يد إمامها الأكبر شيخ الأزهر، لكنني سأتصدى وحدي بصفتي أحد أبناء الأزهر لكل هذا الجدل.

2- تابعت بتركيز وصبر وحلم شديد كل ما نشر مؤخرا خول مركز «تكوين»، وكل ما أثير حوله من ضجيج وجدل ونقاش، وألزمت نفسي أن أتوقف تماما عن التعليق بأي كلمة، حتى أتمكن من الإلمام بكل ما طرح بصبر وتأمل، ونظر في العواقب والمآلات، حتى إذا ما تكلمت كان الكلام حكيما وموزونا.

- في شهر يناير سنة 2015م ناقشت وحدي مجموعة مكونة من الأستاذ إبراهيم عيسى والدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق رحمه الله والفنان جمال سليمان، في حلقة مذاعة ومنشورة في ضيافة الإعلامي الأستاذ خيري رمضان، وهي منشورة ومتاحة، رددت فيها على شبهات إنكار السنة المشرفة وغير ذلك من القضايا.

- ثم بعدها بثلاثة أشهر في شهر أبريل من نفس السنة 2015م ناظرت -ومعي الحبيب علي الجفري- الأستاذ إسلام البحيري، في مناظرة معروفة ومنشورة.

- جاءتني اقتراحات كثيرة بعد إشهار (مركز تكوين) بخوض مناظرة أخرى مع الأستاذ إسلام البحيري أو الأستاذ إبراهيم عيسى، فوجدت أن هذا غير مناسب، لأنه يعني كأننا ما زلنا لم نبرح مكاننا وأننا نعيد أنفسنا ولم نتقدم خطوة منذ سنة 2015م.

3- المناظرة الكبرى، وأنا وحدي سوف أناظر كل أعضاء مركز تكوين مجتمعين

- اليوم لم تعد القضية هي إسلام البحيري أو إبراهيم عيسى على حدة، بل صار هناك تجمع لعدد من هؤلاء السادة الكرام، فالمقترح الذي أطرحه اليوم هو الدعوة إلى مناظرة كبرى، بشرط أن يجتمع فيها كل أعضاء (مركز تكوين) في جهة وأنا منفردا في جهة.

فأدعو الدكتور يوسف زيدان، و الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، وإسلام بحيري، و فاطمة ناعوت، وبقية أعضاء المركز، وأضم إليهم الدكتور زاهي حواس، إلى مناظرة محددة يكونون فيها جميعا في جهة وأنا في جهة مقابلة لهم، وليسمحوا لي أن أبادر بالهجوم الفكري في القضايا الآتية:

* خبير المخطوطات الكبير الدكتور يوسف زيدان، اسمح لي أن أخوض معك النقاش والمناظرة في دعوى أن المسجد الأقصى في سيناء ومدى خطورة هذا الفكر دينيا ووطنيا، وقولك إن صلاح الدين أحقر شخصية في التاريخ، وبقية أطروحاتك في: (عزازيل)، وفي روايتك الماكرة: (ظل الأفعى)، وفي كتابك: (اللاهوت العربي) وغير ذلك من أطروحاتك.

* الكاتب الكبير والروائي الأستاذ إبراهيم عيسى اسمح لي أن أخوض النقاش معك في قضية السنة وأنها أحد الثوابت، وقضية اتهام الصحابة الكرام بالداعشية والدموية، وغير ذلك من القضايا التي تطرحها.

* الباحث إسلام البحيري اسمح لي أن أحصر النقاش معك في أطروحتك الأخيرة بأنك لا تعترف إلا بالقرآن الكريم فقط، وأن السنة المشرفة عندك ليس لها أي اعتبار.

إن السنة المشرفة أحد الثابت التي لا تقبل تشكيكا، ولا وجود للإسلام أصلا بدونها، فاسمح لي أن نخوض النقاش في هذه القضية ثم ننتقل منها إلى بقية القضايا.

* الخبير الأثري الكبير الدكتور زاهي حواس، اسمح لي أن أخوض معك النقاش حول إنكار وجود الأنبياء في مصر، كما تفضلت بطرحه، مع تراجعك اللطيف حينما أشرت إلى أن 70 في المئة من الآثار لم يكتشف بعد، لكن لابد من نقاش هذا بكل وضوح.

مركز تكوين الفكر العربي

4- المسلمون والمسيحيون يد واحدة، والأشقاء المسيحيون معي في المناظرة الكبرى

اتصلت بصديقي نيافة الأنبا أرميا -الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وعضو بيت العائلة- فأعرب لي عن مدى حزنه، حينما يسمع من يقول نأخذ نصوص الإنجيل فقط ونهجر التقليد الذي نقلت به الديانة المسيحية، حيث إن المعمودية نفسها - الصلاة- لم تذكر بالتفصيل في الإنجيل، بل تم تلقيها حسب التقليد الكنسي التاريخي جيلا من وراء جيل.

وكذلك عندنا -نحن المسلمين- غير مقبول من أحد أبدا أن يقول نأخذ القرآن فقط، ونلقي السنة المشرفة، حيث إن تفاصيل الصلوات كلها مثلا غير مذكورة في القرآن، وأنها مأخوذة من السنة المشرفة فقط، فإنكار السنة هدم لثوابت الإسلام كلها.

واستأذنت منه شخصيا أن أنشر خلاصة اتصالنا وكلامنا هذا، وطلبت منه أن ينضم لي في بعض فقرات المناظرة الكبرى، فرحب بأن أنشر كل هذا الكلام، وأنه معي في المناظرة ومعه تلامذة الأنبا بيشوي الذي ألف كتاب: «بحث وثائقي تاريخي وعقائدي لمواجهة "عزازيل": الرد على بهتان يوسف زيدان».

إذا استجاب أعضاء مركز تكوين لدعوتي للمناظرة الكبرى فأنا جاهز من صباح غد بإذن الله، وإذا اعتذروا لأي سبب فلن أحرجهم أكثر من ذلك، وأنتقل معهم إلى الإجراء التالي وهو النقطة الخامسة في هذا البيان:

5- دعوة كل الباحثين الأزهريين إلى أن يتكون منهم فريق تحت إشرافي، للعمل على مدار سنة كاملة لمناقشة كل أفكار مركز تكوين نقاشا علميا رصينا وهادئا

أفتح باب التقديم لكل الشباب الأزهريين، من حملة الدكتوراه والماجستير، وغيرهم من الباحثين من ذوي المقدرة البحثية، إلى أن يقدموا لي سيرة ذاتية، بحيث أختار منهم -بعد فحص وانتقاء رفيع المستوى- أفضل مائة باحث، يعملون تحت إشرافي، على أن يتخصص عشرة من الباحثين لكل فرد من أعضاء مركز تكوين الكرام، لقراءة أطروحته الفكرية بكل دقة، ونقدها نقدا علميا نزيها.

وخطوة البداية أريد فريقا من المتطوعين، هنا على صفحتي هذه، يساعدني في الفحص والمراجعة والاختيار، وأريد من أحد مؤسسات الدولة مثل الأكاديمية الوطنية، أو وزير الأوقاف، أو أي مؤسسة، أو مركز مصر الثقافي الإسلامي، أن يقدم لنا كل اللوجستيات التي تعين على تكوين هذا الفريق، واستضافته، ومساعدتي في تقديم كل صور التدريب المكثف العاجل لهم، وأشترط في الباحثين المائة عدة شروط ومعايير:

- الخلفية العلمية العميقة والمتقنة والشاملة بعلوم الشرع الشريف.

- حسن التعامل مع الكاميرا والإعلام عموما

- مهارات المناظرة والحوار الجدلي الراقي

- عدم التورط في شخصنة الأمور مع المخالف

- مهارة تحويل دفة الحديث دائما إلى القضايا العلمية التي تهم الناس وتشغل بالهم

- الثبات الانفعالي ومهارة ضبط النفس وعدم الاستفزاز عند الحوار مهما كانت الضغوط والمؤثرات، ولزوم أقصى درجات الأدب مع المخالف واحترامه، والتفريق بين احترامنا للأشخاص وبين مناقشة فكرتهم والانقضاض عليها بنقد علمي نزيه، يرى العالم كله فيه نقاشا علميا راقيا ومفيدا.

- سأقوم بالإعداد الجيد علميا لهؤلاء الشباب مما يمكنهم من خوض القضايا الشائكة في ردهم على أطروحات الإرهاب وتيارات التطرف، وشبهات الإلحاد، وشبهات إنكار السنة، والتشكيك في الثوابت الدينية وكافة الأطروحات الغريبة على هويتنا.

ينطلق هؤلاء بعد ذلك للمناقشة العلمية الجريئة والنزيهة لكل أطروحات (مركز تكوين)، وبهذا فقط يكون الفكر في مقابل الفكر، ويشهد الشعب المصري العظيم حوارا عقليا عميقا، يضع كل تلك الأطروحات في الميزان العلمي، مع كل أدب واحترام وعلم وتقدير، حتى نقدم للعالم كله نموذجا رفيعا لتحريك العقول، والتنوير الحقيقي، والانطلاق بعد مناقشة التطرف والتطرف المضاد، إلى تقديم كل فكر حر بنَّاء أصيل، نابع من علوم الأزهر ومنهجه، يبني الشخصية الوطنية، ويحرك العقول لصناعة الحضارة، ويكون امتداد صادقا لحسن العطار ورفاعة الطهطاوي وعياد الطنطاوي وعبد الحليم محمود وكافة الرموز الجليلة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الشيخ أسامة الأزهري إبراهيم عيسى إسلام البحيري مركز تكوين الشیخ أسامة الأزهری السنة المشرفة إسلام البحیری إبراهیم عیسى مرکز تکوین فی جهة

إقرأ أيضاً:

رئيس الإحصاء يُكرم النماذج المشرفة ويستعرض إنـجازات الجهاز

 عقد اللواء خيرت بركات، رئيس جهاز الإحصاء، اجتماعاً موسعًا في إطار اهتمام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بترسيخ بيئة عمل إيجابية قائمة على التقدير والتحفيز، مع العاملين بالجهاز يوم الاثنين الموافق 21/7/2025 لتكريم مجموعة من العاملين ممن قدّموا أداءً متميزًا خلال الفترة الماضية، وهو ما يعكس احترام الجهاز للجهد العلمى والمهنى ويعزز ثقافة التقدير داخل بيئة العمل، كما يعزز الانتماء المؤسسى ويشجع على الاستمرارية في الأداء المتميز .

أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025توقعات بانخفاض صادرات الصين للولايات المتحدة بقيمة 485 مليار دولار بحلول2027

  وقد شمل التكريم:

• المحالين للتقاعد، تقديرًا لمسيرتهم المهنية الحافلة بالعطاء والانضباط.

• الحاصلين على درجات علمية متقدمة، دعمًا لمسيرة التطوير الذاتي والمهني وبناء القدرات.

• عدد من الباحثين المتميزين في الأبحاث الميدانية مثل مسح القوى العاملة الدورة الأولى 2025 ـ بحث تنافسية المحافظات 2024 ـ مسح قياس الأعراف والمعايير الاجتماعية ( ختان الإناث 2024)، والذين أسهموا في تعزيز دقة وجودة مخرجات الجهاز الإحصائية.

وفي كلمته، أكد بركات أن العنصر البشري هو أساس النجاح والتطور داخل الجهاز.

واستعرض الدور الذى يقوم به الجهاز وما يقدمه من بيانات دقيقة وإحصاءات ، تعتمد عليها الدولة في التخطيط والتنمية كمحور ارتكاز لرسم السياسات وإعداد الخطط بما ينعكس على جهود التنمية ويعزز عملية صنع القرار، خصوصًا في الفترة الأخيرة مثل مسح صحة الأسرة المصرية، والذى يتم من خلاله تقييم البرامج التي تقوم بها وزارة الصحة والسكان من أجل خفض معدلات النمو السكانى، إلى جانب مشروعات القوانين التي تم تصديق رئيس الجمهورية عليها خلال الفترة الأخيرة مثل قانون الرقم القومى الموحد للعقارات، حيث يتولى الجهاز بالتنسيق مع وزارة الاتصالات والجهات المعنية تحديد مكونات الرقم الموحد للعقار والوسائل التي يتم من خلالها التعريف بهوية العقار طبقًا لرقمه القومى، وآليات تحديث القاعدة العقارية مثل البناء أو الهدم أو الدمج، وأيضًا قانون إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في خطوة مهمة نحو تحديث الإطار التشريعى المنظم للعملية الانتخابية بما يتماشى مع التغيرات الديموجرافية وفق أحدث البيانات الصادرة عن الجهاز، بالإضافة إلى عرض آخر الإحصائيات حول عدد الوحدات السكنية والأسر الخاضعة لنظام الإيجار القديم على مستوى الجمهورية خلال مناقشات مجلس النواب بشأن قانون الإيجار القديم.

وشدد على أن الجهاز يواصل المضي قدما نحو إصدار التقارير الدورية والتي تغطى جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في إطار استراتيجية متكاملة لبناء قاعدة بيانات وطنية تدعم التخطيط والتنمية المستدامة والجمهورية الجديدة.

واستمرارًا لدور الجهاز في دعم الخدمة المجتمعية والتنمية البشرية وتنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة دعم وبناء الإنسان المصري، تم استعراض الأنشطة التي نفذتها الإدارة المركزية لتنمية الموارد البشرية في مجال الخدمات المجتمعية والمبادرات الرئاسية واختبارات قياس الأداء والجهود التسويقية داخل وخارج المركز .

كما شهد الاجتماع عرضًا تقديميًا يتضمن أهم الأنشطة المنفذة بالجهاز خلال شهر يونيو 2025 داخل وخارج الجمهورية وأهم الأحداث والفعاليات التي نظمها الجهاز خلال هذا الشهر.

وفى ختام اللقاء، استمع بركات للشكاوى والمقترحات من العاملين بالجهاز، كما توجه بالشكر لجميع العاملين على جميع الجهود المبذولة.

طباعة شارك خيرت بركات للتعبئة العامة الإحصـاء

مقالات مشابهة

  • تفاصيل الإتفاق الذي أفضى للإفراج عن الشيخ الموالي للحوثيين محمد الزايدي في المهرة
  • وزير الأوقاف يعتمد 40 خطيبًا بالمكافأة من المحالين للمعاش
  • رئيس الإحصاء يُكرم النماذج المشرفة ويستعرض إنـجازات الجهاز
  • هل يمول تركي آل الشيخ قناة الأزهر الفضائية الجديدة؟
  • هل البريسنج في الأنف أو الأذن يُبطل الوضوء؟.. عضو مركز الأزهر يجيب
  • علاء مبارك يسخر من مصطفى بكري بعد نفي لقاء شيخ الأزهر بتركي آل الشيخ
  • هل الحر الشديد غضب إلهي؟.. مركز الأزهر العالمي للفتوى يوضح
  • محافظ الغربية يستقبل أوائل الثانوية الأزهرية.. ويؤكد: تفوقكن شهادة على عظمة التعليم الأزهري
  • ذكرى ميلاد أسامة أنور عكاشة.. فيلسوف الدراما الذي غيّر ‏وجه الشاشة المصرية
  • محافظ كفر الشيخ يتفقد مركز طب وجراحة العيون ويشيد بالخدمات.. صور