سودانايل:
2025-06-03@18:04:27 GMT

في دعم وتأييد إعلان نيروبي

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

ناصف بشير الأمين

إن توقيع إعلان نيروبي، 18 مايو 2024، بين رئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم"، د. عبد الله حمدوك، ورئيس حركة جيش تحرير السودان الأستاذ عبد الواحد محمد نور، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال القائد عبد العزيز الحلو يشكل اختراقا لصالح جهود وقف الحرب ودعم مشروع التغيير والتحول السياسي.

وهذه الخطوة الهامة يجب أن تتبعها خطوات أخرى للوصول إلى توافق مع كافة قوى التحول الديمقراطي السياسية والمدنية والمهنية الأخرى خارج إطار "تقدم" وعلى رأسها الحزب الشيوعي السوداني وحزب البعث العربي الاشتراكي، وكذلك مواصلة الحوار من أجل الوصول توافق حول كافة القضايا التي لم يتم الاتفاق عليها، مما يضمن وحدة قوى التغيير والتحول المدني الديمقراطي سواء في إطار تحالف واسع أو بالحد الأدنى الاتفاق على استراتيجية سياسية وإطار تنسيقي موحدين.

إن توحيد قوى التغيير الديمقراطي هو قضية استراتيجية في ظل استمرار الحرب المفروضة على السودانيين، وانهيار مؤسسات الدولة، وخطر التقسيم الذي يواجه السودان. وتوحيد قوى التغيير هو الشرط الضروري لوقف الحرب وللمحافظة على وحدة السودان، ومن ثم إعادة وضع البلاد في مسار التحول المدني الذي قطعته الحرب وقبلها انقلاب 25 أكتوبر 2021. وحتى إذا نجحت مساعي وقف الحرب، في ظل انقسام قوى التغيير الديمقراطي، فإن ذلك لن يشكل حلا مستداما، ولن يعدو كونه هدنة مؤقتة وهشة، وذلك لأن وحدة قوى التحول المدني الديمقراطي هي الشرط الضروري للوصول إلى حلول مستدامة عبر مخاطبة الأسباب الجذرية التي انتجت الحرب الدائرة الآن والحروب التي سبقتها، والذي لا يتحقق إلا عبر وضع البلاد مجددا في مسار التحول السياسي المدني والتوافق على أسس دولة المواطنة المتساوية بلا تمييز.

لقد ظللنا - قبل وبعد اندلاع الحرب - نعمل ونطالب دون كلل بضرورة منح الأولوية لوحدة قوى التحول الديمقراطي، وحتى إذا تعذرت وحدة الإطار الجبهوي لقوى التغيير في تحالف واحد، يجب العمل على خلق إطار تنسيقي بينها كحد أدنى. وظلت قناعتنا أنه، وفي ظل الأخطار التي تواجه بلادنا وتواجه مشروع التغيير، وعودة فلول المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية للواجهة، فإن الأفضل والأكرم لقوى التغيير الديمقراطي هو أن تقدم كل التنازلات المطلوبة لبعضها البعض من أجل تحقيق الأهداف المشتركة المشار إليها، بدلا عن تقديم التنازلات للانقلابيين أعداء مشروع التغيير والتحول المدني.

ولكن بالمقابل هناك عناصر داخل تحالف "تقدم" ليس لديها رغبه حقيقية في توسيع جبهة تقدم وفتح الباب لضم كل قوى التغيير الديمقراطي، مثلما أن هناك أطرافا أيضا في قوى التغيير خارج "تقدم" لا رغبة لديها في وحدة قوى التحول الديمقراطي، وإن اختلفت الأسباب. وتوحيد قوى التغيير يتم عبر الجهود المشتركة "للأغلبية" صاحبة الرغبة والمصلحة في الوحدة في الجانبين، واحتواء الممانعين في كل طرف، والوحدة المستدامة لا تتم بالشعارات أو العواطف، وإنما عبر خلق جبهة واسعة لوقف الحرب والحفاظ على وحدة السودان، والتوافق على مشروع ذي مصداقية للبناء الوطني وعقد سياسي واجتماعي واقتصادي جديد أساسه حقوق المواطنة المتساوية بلا تمييز، وحكم القانون، وتصفية تركة التمكين وإعادة هيكلة الدولة السودانية ومؤسساتها المدنية والعسكرية على أسس مهنية مستقلة، واستعادة مسار التحول المدني. وقد اثبت إعلان نيروبي أن توحيد قوى التغيير الديمقراطي ممكن متى ما توفرت الإرادة والجدية لدى الأطراف المعنية.

لقد احتوى إعلان نيروبي قضايا مهمة شملت، من بين قضايا أخرى، التأكيد على وحدة السودان، ووقف الحرب، وتحقيق التحول المدني الديمقراطي، ومدنية الدولة، وإصلاح وإعادة هيكلة القطاع الأمني، وتحقيق العدالة ...إلخ، وهي قضايا تكاد تكون محل إجماع بين قوى التغيير الديمقراطي ومضمنة في كل الوثائق الأساسية للفترة الانتقالية كالوثيقة الدستورية واتفاقية السلام 2020. وهذه القضايا التأسيسية ستظل مطروحة للمزيد من الحوار والنقاش حولها بين مختلف القوى السياسية والمدنية إلى أن يتم التوافق على دستور دائم للسودان.
إن قضية مدنية الدولة وحيادها تجاه كل المكونات الدينية والثقافية هي من القضايا التي توافقت حولها قوى التحول الديمقراطي منذ إعلان اسمرا للقضايا المصيرية 1995، ويجب ألا تكون موضوعا للمزايدات السياسية، والمهم في هذا الصدد هو التوافق حول محتوى وجوهر القضية وهو فصل الدين عن الدولة وحياد الأخيرة تجاه المكونات المجتمعية والثقافية المتنوعة، وليس الدخول في خلاف شكلاني حول المصطلحات علمانية/دولة مدنية. وينبغي التذكير هنا بأن التوافق حول مبدأ فصل الدين عن الدولة وتضمينه في الدستور هو الطريق الوحيد للمحافظة على وحدة السودان، واسكات الأصوات المطالبة بحق تقرير المصير.

نؤكد على أن إعلان نيروبي يمثل خطوة مهمة وهو يجد منا كل التأييد والدعم، وندعو جميع الأطراف للعمل على تطويره إلى اتفاق نهائي يشمل كل القضايا غير المتفق عليها بين أطرافه، والاستمرار في عملية توحيد قوى التغيير الديمقراطي لتشمل كل القوى المدنية الأخرى خارج تحالف تقدم لبناء أوسع تحالف للقوى المدنية الديمقراطية.

ناصف بشير الأمين
كاردف – 20 مايو 2024

n.bashir@asylumjustice.org.uk  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوى التغییر الدیمقراطی على وحدة السودان التحول المدنی إعلان نیروبی وحدة قوى

إقرأ أيضاً:

أول ماتشوف حميدتي خرج يهرتل، تأكد تماما أنه أخذ ضربة موجعة لدرجة الفرفرة

أول ماتشوف حميدتي خرج يهرتل، تأكد تماما أنه أخذ ضربة موجعة لدرجة الفرفرة.
مرة عاشرة يتهم قائد الدعم السريع بدخول طيران مصري في الحرب، لتبرير هزائمه، وكأنه لا يصدق أن الجيش السوداني الذي خدعه واستضعفه في البداية تحول إلى هذه القوة والجسارة.

هذه المرة لم يترك اتهام … سلاح كيماوي وإسلاميين وكمان جود بأن هناك دواعش ????????
كما لوحظ مع بث الروح المعنوية لقواته استجدائه، ووعده لهم بمدن طبية بعد الحرب.
حميدتي في هذا الخطاب البائس لم يقدم جديد، فقط يثبت هزائمه، يتحسر وهو يرى رئيس وزراء مدني وانتصار الجيش عسكريا وسياسيا.

ومازلنا ننتظر تحقيق تهديداته للشمالية وبورتسودان، بانتصارات أكثر قوة للجيش في الأيام المقبلة، وأظن أننا موعودون بضربة قوية جديدة قريبا جدا

ومرة أخيرة…. ياحميدتي لو مصر دخلت الحرب في السودان ماكنا لننتظر كل هذه المدة، كان زمنا قلنا كان هناك مايسمى بدعم سريع في السودان، ماتصدق الذين يضللوك، انظر في المراية وقل سبحان الله من هذا الشخص البائس الذي أراه.

صباح موسى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: فرار أكثر من 4 ملايين لاجئ من السودان بسبب الحرب
  • السودان.. هجوم على قافلة مساعدات للأمم المتحدة وسط اتهامات متبادلة بين طرفي الحرب
  • الأمم المتحدة: أربعة ملايين شخص فروا من السودان منذ بدء الحرب  
  • أبو صعيليك لسفراء التغيير: أنتم قادة التحول الحقيقي داخل مؤسساتكم
  • أول ماتشوف حميدتي خرج يهرتل، تأكد تماما أنه أخذ ضربة موجعة لدرجة الفرفرة
  • حزب مصر 2000: ائتلاف الجبهة الديمقراطية إطار سياسي يسعى لتمثيل التيار المدني الديمقراطي
  • مبعوثة أوروبية: لابد من إنهاء حرب السودان والحل الوحيد التفاوض
  • ان كانت هذه رؤيته فمرحبا بها و عليه أن يثبت ذلك بالأفعال لا بالاقوال
  • وزير الخارجية السوداني يبلغ مسؤول مصري موقف السودان من إعلان حكومة موازية
  • “رجال الأمن.. عيون الوطن الساهرة” .. البرهان يؤكد أن المعركة مستمرة ولن تتوقف إلا بالقضاء على مليشيا آل دقلو الإرهابية