افتتحت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي صباح اليوم، فعاليات ورشة عمل لتبادل الأقران بشأن توسيع نطاق التأمينات الاجتماعية الشاملة للعمالة غير المنتظمة في مصر، وذلك بالتعاون مع الإسكوا ومؤسسة فورد، بحضور السيدة صبا المبسلط المدیرة الإقلیمیة، لمؤسسة فورد، 
والسید ماركو شایفر، رئیس فریق الحمایة الاجتماعية بالإسكوا.

وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن ملف العمالة غير المنتظمة يعد جزءا لا يتجزأ من منظومة الحماية الاجتماعية والحماية التأمينية، حيث إن توسیع نطاق الحماية الاجتماعية الشاملة للعمالة غیر المنتظمة، قضية تشغل معظم الدول العربية وليس مصر فقط، وذلك للدور الكبير الذي تلعبه أنظمة الحماية الاجتماعية في دعم جهود التنمية المستدامة وتحسين الأحوال المعيشية للسكان والأهم تأمين مستقبلهم في وجه المخاطر المختلفة وعلي رأسها المرض والشيخوخة والعجز والتعطل وفقد عائل الأسرة والوقوع في براثن الفقر.

وأضافت القباج أن الدروس المستفادة من الأزمات الاقتصادية والصحية المتوالية عالميا جعلت قضايا الحماية الاجتماعية أكثر بروزا في السياسات العامة لكثير من دول العالم، حيث كشف تقرير منظمة العمل الدولية لعام 2022 الخاص ببناء مستقبل الحماية الاجتماعية والاتجاهات العالمية أن 47% فقط من سكان العالم يستفيدون من برنامج واحد على الأقل من برامج الحماية الاجتماعية، في حين أن 53% الباقية - أي 4 مليارات شخص - دون أي حماية، ولا يختلف الوضع في الدول العربية كثيرا عن المتوسط العالمي حيث إن ٤٠٪ من سكان الدول العربية يستفيدون من برنامج واحد على الأقل من برامج الحماية الاجتماعية علي الرغم من أن نظم المعاشات التقاعدية بالمنطقة أكثر تطورًا من برامج الحماية الاجتماعية الأخرى، لكن  نطاق الاستفادة منها محدود للغاية والذي يقدر بنسبة 24% من إجمالي عدد السكان.

القباج: تعكف اللجنة الوزارية علي وضع وثيقة أولية لرسم خارطة طريق

وأفادت وزيرة التضامن الاجتماعي أن العمالة غير المنتظمة هي أقل فئات المجتمع شمولًا بمظلة الحماية الاجتماعية، حيث لا تتعدي نسبة المشمولين بنظام التأمينات الاجتماعية 8% من إجمالي القوي العاملة في مصر، وبالتالي فهي الأكثر تأثرًا بالصدمات الصحية والاقتصادية وغيرها من الصدمات، حيث إنها لا ينطبق عليها معايير استحقاق المساعدات الاجتماعية التي تستهدف الفئات الأفقر من المجتمع، ووفقا لبحث القوي العاملة للربع الأول من عام 2024 الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد ارتفعت قوة العمل خلال الربع الأول لعام 2024 بنسبة 1% لتصل إلى 31.1 مليون عامل وهذا انعكس في زيادة عدد المشتغلين ليصل عددهم إلى نحو 29.2 مليون فرد، بينهم 18.7 مليون عامل يعملوا في القطاع غير الرسمي أي ما يقارب 60% من القوي العاملة في مصر، وتتركز معظم تلك العمالة غير المنتظمة في قطاعات الزراعة والصيد، والتشييد والبناء والمحاجر، والنقل.

وأوضحت القباج أنه وفقا لإحصائيات منظمة العمل الدولية تُعد هذه النسبة مرتفعة مقارنة بدول عربية وغربية مثل تونس (59%) والأردن (44%) وتركيا (34%) وبريطانيا (13.6%) والسويد (8.2%)، علما بأن القطاع غير الرسمي لم يكن دوما بهذا الحجم الكبير في مصر، ولكنه تزايد بشدة خلال تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي في التسعينيات خاصة بالتزامن مع سياسات الخصخصة، وكذلك عقب الأزمة المالية العالمية 2008 وما تلاها من أحداث وصولا إلى جائحة كورونا، مشيرة إلى أن معظم العمالة غير المنتظمة غير مشتركة في نظام التأمين الاجتماعي حيث لا تتعدي نسبة 18% من إجمالي المؤمن عليهم، ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها عدم انتظام الدخل، أو عدم رغبة صاحب العمل أو العامل في تحمل عبء الاشتراك التأميني، أو ضعف القدرة الاقتصادية لتلك العمالة وبالتالي رغبتها في الاحتفاظ بعائدها الشهري كاملًا بدلا من استقطاع جزء منه لتتمتع بمزاياه عند الوصول إلي سن الشيخوخة، بالإضافة إلي عدم الوعي بأهمية الانضمام لمنظومة الحماية.

وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أنه وفقا للمنظمات الدولية وخبراء الحماية الاجتماعية فأنه لا يوجد تعريف للعمالة غير المنتظمة على المستوي الدولي، وإنما هناك مصطلح المشتغلون بشكل غير رسمي، وبالتالي تختلف المفاهيم والتعريفات وفقًا للتشريعات الوطنية لكل دولة، وهذا يتطلب الاتفاق على تعريف موحد على تعريف العمالة غير المنتظمة داخل الجهات المعنية بمنظومة الحماية الاجتماعية، مما يترتب عليه وضعتقدير دقيق لحجم هذا القطاع يساعد في بناء قاعدة بيانات وافية للعمالة غير المنتظمة.

وقد كشفت أزمة جائحة فيروس كورونا عن تدهور أوضاع العمالة غير المنتظمة وقت الأزمات وضعف أوعدم تمتعهم بأبسط أشكال الحماية الاجتماعية أو التأمينية أو الخدمات الصحية، بالإضافة إلى انعدام الحماية القانونية، حيث إن هذه العمالة هي أول من تستغنى عنهم الشركات نتيجة تأثرها باضطراب سلاسل التوريد، في حين أن قطاعات العمالة غير المنتظمة التي تعتمد على المجهود البدني كمصدر للرزق كانت الأقل تأثرًا من جراء جائحة كورونا، ومثال على ذلك سائقي الميكروباص والتوتوك، والعمالة الزراعية، وأصحاب سيارات الأطعمة وغيرها من المهن، ولذلك تميز القطاع غير الرسمي نسبيًا بسرعة التعافي أكثر من القطاع الرسمي، وذلك يرجع لدرجة المرونة العالية والتكيف السريع الذي يتسم به القطاع غير الرسمي وفقا لاحتياجات السوق.

وزيرة التضامن: هناك جهد يجري لتحسين أوضاع قطاع العمالة غير المنتظمة تنفيذًا لتكليفات رئاسية.

وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن هناك جهدًا يجري حاليا لتحسين أوضاع قطاع العمالة غير المنتظمة، وذلك تنفيذا لتكليفات رئاسية، حيث تعمل لجنة وزارية برئاسة وزارة التضامن الاجتماعي، علي وضع آليات مستدامة لحماية ورعاية تلك العمالة ومن خلال العمل علي عدة محاور أهمها وضع تعريف ومعايير لتحديد العمالة غير المنتظمة وتصنيفها لإعداد إحصائية واقعية وفق منظومة بيانات مدققة ومتكاملة، إجراء تقييم لبرامج الحماية الاجتماعية الحالية لتحديد الفجوات بها واستكمال منظومة الحماية لهم، تنظيم العمالة من خلال نقابات عمالية أو مهنية، ووضع خارطة طريق للتوسع في مظلة الحماية والتمكين لتلك الفئة.

التضامن: تعمل لجنة وزارية برئاسة وزارة التضامن الاجتماعي علي وضع آليات مستدامة لحماية ورعاية تلك العمالة

كما قامت الوزارة بإجراء عدة دراسات وجلسات حوارية مع عينة من العمالة غير المنتظمة في قطاعات مختلفة أهمها قطاع الزراعة، وعمال المقاولات، وعمال الصيد، وعمال تدوير المخلفات، والعاملين في قطاع معاونة الأسر في المنازل، والباعة الجائلين بهدف التعرف علي مشاكلهم والمخاطر التي يتعرضون لهاحسب طبيعة المهنة، إلي جانب رصد آراء العاملين في القطاع غير المنظم حول برامج الحماية الاجتماعية المقدمة لهم، ومدي رغبتهم في تحسين دخولهم  من خلال إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تتناسب مع مجال عملهم وقدراتهم، وكل هذه الآراء والدراسات ستساعد الوزارة في وضع خطط وسياسات للحماية والتمكين الاقتصادي قائمة على المشاركة مع المستفيدين، والشفافية في الأداء والاستحقاق، وأفضل آليات للتواصل والتوعية، كما تم الانتهاء من تقييم برامج الحماية الاجتماعية الحالية للعمالة غير المنتظمة وتحديد أهم البرامج التي تتطلع اليها العمالة غير المنتظمة، مثل صرف مساعدات مؤقتة لهم خلال الأزمات والكوارث من خلال إنشاء صندوق إعانة الطوارئ للعمالة غير المنتظمة.

كما تعكف اللجنة الوزارية حاليا علي وضع وثيقة أولية لرسم خارطة طريق للحماية ورعاية العمالة غير المنتظمة ترفع إلي السيد رئيس الجمهورية.

1000070863 1000070867 1000070849 1000070853 1000070857

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزيرة التضامن الاجتماعي الحماية الاجتماعية وزارة التضامن منظومة منظمة العمل الدولية التامينات الاجتماعية نيفين القباج وزيرة التضامن الإجتماعي عمالة غير المنتظمة

إقرأ أيضاً:

توسيع نطاق مبادرة “صيفكم ويانا” بإطلاق مناطق راحة جديدة لسائقي توصيل الطلبات

تحت مظلة اللجنة المشتركة للسلامة المرورية وضمن مبادرة “صيفكم ويانا السنوية”، سيتم إطلاق مناطق راحة جديدة للسائقين في مدينة خليفة ومدينة شخبوط بالتعاون مع دائرة البلديات والنقل ممثلة بأبوظبي للتنقل فيما اتفقت منصة توصيل الطلبات “طلبات الإمارات” ومؤسسة الإمارات العامة للبترول (إمارات) على تزويد محطات الوقود التابعة لها في جميع أنحاء الدولة بمناطق استراحة تعمل بالطاقة الشمسية وتوفير مناطق استراحة في كل من أبو كدرة وند الحمر بدبي، والسنبلة والقرية بالشارقة، والجرف بعجمان، وخزام برأس الخيمة، ومحطة القرم بالفجيرة.

وأشاد سعادة محسن النسي، وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين المساعد لشؤون التفتيش، بجهود شركات التوصيل ومبادراتها المميزة التي تعكس التزامها بالمسؤولية الاجتماعية وإدراكها لأهمية الامتثال إلى معايير الصحة والسلامة، مشيرا إلى تخصيص الوزارة 6,000 محطة راحة للسائقين أثناء استراحة منتصف اليوم خلال فصل الصيف الحالي، مما يعكس التزامها بضمان صحة جميع السائقين وسلامتهم.

وقال : تشكل خدمات التوصيل قطاعاً استراتيجياً ولوجستياً رئيسياً يشمل عمليات فريدة تتطلب اتخاذ تدابير خاصة، حيث لا تقتصر مبادرة توفير مناطق الراحة على حماية سائقي التوصيل فحسب، بل تعزز أيضاً استدامة هذا القطاع الحيوي، مما يحسّن قدرته التنافسية ويرسخ مكانته في سوق العمل الإماراتية.
وقال سعادة عبدالله محمد المرزوقي، مدير عام مركز النقل المتكامل بإمارة أبوظبي: تهدف أبوظبي للتنقل من خلال رؤيتها وخططها إلى تأدية دور فعال وإيجابي في مجالات النقل المستدام والسلامة وحماية البيئة في مختلف أنحاء أبوظبي؛ وتقديراً للتعاون الجماعي والجهود المتنامية بين أبوظبي للتنقل والشركاء الاستراتيجيين والتي أثمرت عن نتائج ملموسة من خلال تحسين نظام السلامة المرورية لسائقي دراجات التوصيل، تم اتخاذ عدة إجراءات تنظيمية للحد من السلوكيات الخطرة وتخفيض الحوادث المرتبطة بها، إلى جانب تعزيز السلامة المرورية لهذه الفئة من مستخدمي الطريق.

وقال الدكتور رحمه الشامسي المدير التنفيذي لدائرة مبيعات التجزئة في مؤسسة الإمارات العامة للبترول (إمارات): تؤكد شراكتنا مع طلبات الإمارات التزامنا بمعايير الاستدامة وتحقيق رفاهية أفراد المجتمع، لذا حرصنا على توفير أماكن ملائمة تتيح للسائقين الاستراحة وإعادة شحن دراجاتهم خلال موسم الصيف، مشيرا إلى أن زيادة أعداد مناطق الاستراحة، التي تعمل بالطاقة الشمسية في محطات الخدمة التابعة لمؤسستنا، تعكس التزامنا المشترك بتوفير حلول مستدامة ترتقي بمستويات معيشة الفرد وتولي الأهمية القصوى لسلامة السائق، فضلاً عن مساهمتها بتحقيق أهداف الاستدامة لدولة الإمارات.

وقالت سيمونيدا سوبوتش نائب الرئيس والمدير العام لدى طلبات الإمارات: يسرنا التعاون مع حكومة دولة الإمارات لتوفير مزيدٍ من مناطق الاستراحة للسائقين في مختلف أنحاء الدولة؛ وتأتي شراكتنا الاستراتيجية اليوم مع مؤسسة إمارات ووزارة الموارد البشرية والتوطين وأبوظبي للتنقل تأكيداً على التزامنا بتوفير محطات استراحة لجميع سائقي التوصيل خلال أشهر الصيف.

وفي العام الماضي، تم إطلاق المبادرة الأولى من نوعها في المنطقة بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتوطين واللجنة المشتركة للسلامة المرورية، وتهدف إلى تزويد سائقي التوصيل بمحطات سهلة الوصول تتيح لهم الاستراحة خلال فصل الصيف.

وتعمل الاستراحات الذكية بشكل ذاتي وعلى مدار الساعة، وهي مزودة ببطاريات قابلة للشحن، مما يلغي الحاجة إلى استهلاك الوقود ويسهم في خفض الانبعاثات الكربونية إضافة إلى توفير عدد من الخدمات الأخرى.

وتعتمد المبادرة منهجية هجينة تجمع 10 وحدات ذكية ثابتة و15 حافلة مكيفة متنقلة، بما يوفر مزيداً من المرونة لنقل مواقع الحافلات حسب تغير مواقع العمل الأساسية لسائقي التوصيل في كل إمارة، مما يضمن وصول السائقين إلى مناطق الاستراحة خلال فصل الصيف.

وتوفر طلبات الإمارات للسائقين خارج تلك المناطق المخصصة 49 موقعاً من طلبات مارت ومطابخ طلبات السحابية في مختلف الإمارات، مما يتيح لهم الاستراحة ما بين توصيل الطلبات فيما أظهر شركاء المطاعم دعمهم لتلك المبادرات من خلال إتاحة الآلاف من مرافقهم لسائقي التوصيل.


مقالات مشابهة

  • «التضامن» توزع هدايا وعيديات على أطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية
  • القباج توجه برفع درجة الاستعداد القصوى وفتح غرفة عمليات إدارة الأزمات
  • وزيرة التضامن توجه برفع درجة الاستعداد طوال أيام عيد الأضحى
  • تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية لجبل عرفات.. أنشطة وزارة التضامن الاجتماعي خلال أسبوع
  • حصاد أنشطة وزارة التضامن الأسبوعي
  • «التضامن» في أسبوع.. تبكير صرف معاش تكافل وكرامة وتصعيد حجاج الجمعيات
  • ورشة تدريبية لإدارة "العمالة غير المنتظمة" بالمنيا
  • وزارة العمل تشارك في اللقاء الجماهيري بمحافظة المنوفية
  • توسيع نطاق مبادرة “صيفكم ويانا” بإطلاق مناطق راحة جديدة لسائقي توصيل الطلبات
  • “التأمينات الاجتماعية” تواصل تقديم خدماتها خلال إجازة عيد الأضحى المبارك