محللون: 3 أسباب لغضب واشنطن من نتنياهو وأولوية إسرائيل تصفية قضية فلسطين
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
اتفق محللون سياسيون على أن الخلاف الإسرائيلي الأميركي -الذي يطرأ بين فترة وأخرى- تشويش مقصود بهدف منح تل أبيب مهلة جديدة لتنفيذ خططها بتصفية الوجود الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدين أن حل الدولتين ليس واردا.
وحسب الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، واشنطن ليست عاجزة، وإنما ليست راغبة في إنهاء الاحتلال وإزالة المستوطنات والاعتراف بدولة فلسطينية، مشيرا إلى أن حديثها عن حل الدولتين نفاق وغطاء لاستمرار إسرائيل في مخططاتها.
ويضيف البرغوثي أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن غاضبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لـ3 أسباب، الأول فشل نتنياهو في تحقيق أهداف الحرب على غزة، وخشيتها من تلاعبه انتظارا لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إضافة إلى رؤيتهم إسرائيل دولة مشتتة ومفتتة داخليا.
ووصف الخلافات بين الجانبين بالشكلية، مشيرا إلى أن إسرائيل استبقت زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بإعلانها استمرار الحرب على غزة، وتصعيدها القصف هناك، بموازاة عملية عسكرية كبيرة في جنين شمالي الضفة الغربية.
ويريد سوليفان من إسرائيل "شيئا شكليا وغطاء كاذبا" حول إمكانية قيام دولة فلسطينية كمبرر للتطبيع مع الدول العربية -وفق البرغوثي- الذي قال أيضا إن إسرائيل لا تقبل بذلك وترفض إبداء أي مرونة في هذا الإطار.
وشدد على أن تل أبيب تعتبر نفسها بمرحلة حسم الصراع، وتصفية القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني بكامله، مؤكدا أن الهجوم ليس على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو غزة، بل على الكل الفلسطيني مما يستوجب ضرورة توحد الفلسطينيين وتنحية أي انقسامات على نهج الكفاح والمقاومة بعد فشل المراهنة على المفاوضات.
"حل الدولتين ليس واردا"
بدوره، قال الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن الدكتور حسن منيمنة إن الخطة الإسرائيلية الحالية تقوم على التدمير الممنهج لغزة ونفي أسباب الحياة فيها، بموازاة القضم التدريجي للضفة الغربية وتقويض أي وجود فلسطيني هناك.
واتفق منيمنة مع البرغوثي بشأن مضي إسرائيل بخططها لتصفية الوجود الفلسطيني، في وقت تتحدث فيه واشنطن عن "هدايا أو تسويات أو تنازلات عربية" لإقناع إسرائيل عن التراجع بعض خططها.
وشدد على أن هناك إدراكا أميركيا بأن حل الدولتين ليس واردا لكون تهجير 700 ألف مستوطن يعتبر أمرا مستحيلا، مضيفا أن الحكومة الإسرائيلية قادرة على التصلب لأن الثمن مزيد من التنازلات التي تدفع باتجاهها واشنطن والدول العربية.
ونبه إلى أن هناك توافقا تاما -باستثناء الشكليات- بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو وتدرك الأولى أن إسرائيل تواجه مأزقا كدولة استعلائية بالمنطقة، لافتا إلى أن واشنطن غير معنية بالمجازر التي ترتكب في غزة إذا كانت تسهم في التهجير، "ولكنها لا تريد رؤية صور شنيعة".
وخلص إلى أن إسرائيل لا تستطيع تجاوز فرصة تصفية الوجود الفلسطيني في غزة ومن ثم الضفة، مع إشارته إلى أن إسرائيل ليست أداة أميركية، بل كلفة وثمنا باهظا تدفعه واشنطن للعالم، مستدلا بفشل تل أبيب في الدفاع عن نفسها أمام "مسيرات إيرانية بدائية".
التزام أميركي
من جانبه، أكد الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل والقضاء على حماس، وهي تزودها بـ40% من حملتها العسكرية والمالية ضد غزة، وتريدها دوما منتصرة.
وأضاف أن أميركا تشعر بخيبة أمل من نتنياهو، وليس من تدمير غزة وإبادتها وتهجير سكانها، إذ لا يمكن أن تقبل بإسرائيل مهزومة، وخلاف الجانبين "خلاف داخل العائلة الواحدة مهما بلغ صداه".
ونبه زياد إلى أن نتنياهو تجاوز جميع الخطوط الحمراء التي رسمتها واشنطن بالمنطقة، حيث تضغط الأخيرة عليه على غرار مؤتمر عضو مجلس الحرب بيني غانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت، فضلا عن تواصلها مع إيران بشأن اتفاق نووي جديد.
وزاد موضحا أن ما يزعج أميركا من إسرائيل "صمود المقاومة الفلسطينية على الأرض، والاستعصاء الميداني لجيش الاحتلال".
وأعرب عن اعتقاده أن حديث واشنطن عن أساليب بديلة للقضاء عن حماس هي قطعا بعيدا عن الحل العسكري، في ظل قناعتها بضرورة احتواء الحروب بشكل دبلوماسي والجلوس على طاولة المفاوضات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حل الدولتین أن إسرائیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يعود إلى تل أبيب من واشنطن.. تقدم في ملف تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة
غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، العاصمة الأمريكية واشنطن عائدًا إلى تل أبيب على متن طائرة "جناح صهيون"، وذلك بعد زيارة رسمية استمرت أربعة أيام التقى خلالها مرتين بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وتركزت المباحثات بين الجانبين على ملف صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان صحفي أن "جميع الأهداف التي حددها نتنياهو لهذه الزيارة قد تحققت بنجاح"، وفقًا لما أوردته وكالة "معا" الفلسطينية.
نتنياهو: نقترب من اتفاق تهدئة مؤقتة في غزة يتضمن الإفراج عن رهائن
حماس تعترف: توصلنا للإفراج عن جميع الأسرى دفعةً واحدة ولكن نتنياهو رفض
وأوضح البيان أن اللقاءات مع الإدارة الأمريكية جاءت في سياق دفع جهود التهدئة وتثبيت اتفاق تبادل الأسرى، الذي اعتبرته تل أبيب أولوية في هذه المرحلة.
وفي مقابلة بثتها شبكة "نيوزماكس" الأمريكية قبيل مغادرته، أعرب نتنياهو عن أمله في إنجاز صفقة الرهائن خلال أيام قليلة، موضحًا أن "عدد الرهائن المتبقين لدينا هو 50 شخصًا، وأهدف إلى تحريرهم جميعًا".
وأشار إلى تفاصيل متعلقة بالصفقة المرتقبة، قائلاً: "نتحدث عن إطلاق سراح نصف الأحياء ونصف الأموات، ما يعني استعادة عشرة رهائن أحياء واثني عشر قتيلًا، وسنقوم بإعادتهم جميعًا إلى وطنهم".
وفي السياق ذاته، نقلت مصادر سياسية إسرائيلية أن الاجتماعات التي عقدت في واشنطن لم تقتصر على ملف غزة فحسب، بل تناولت أيضًا قضايا استراتيجية تتعلق بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، خاصة في ظل التوتر الإقليمي المتصاعد.
وأكدت هذه المصادر أن واشنطن أبدت التزامها بدعم إسرائيل أمنيًا، مع التشديد على ضرورة التوصل إلى تسوية تُعيد الاستقرار إلى القطاع.
وعلى صعيد متصل، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن طاقم التفاوض الإسرائيلي المكلف بصفقة تبادل الأسرى سيكثف في الأيام المقبلة لقاءاته مع الوسطاء الدوليين، وعلى رأسهم قطر ومصر، في محاولة لتذليل العقبات الأخيرة التي ما زالت تعيق إتمام الاتفاق، وسط تأكيدات على أن تحقيق هذا الهدف بات مسألة وقت لا أكثر.