وضع حجر أساس مركز «محمد بن زايد- جوكو ويدودو لأبحاث القرم» في إندونيسيا
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
إندونيسيا (الاتحاد)
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة وضع حجر الأساس لمشروع «مركز محمد بن زايد - جوكو ويدودو» لأبحاث القرم، بالتعاون مع جمهورية إندونيسيا في جزيرة بالي الإندونيسية والذي جاء ثمرة التزام دولة الإمارات بتقديم 10 ملايين دولار.
ويهدف المشروع إلى تعزيز الجهود العالمية لتنمية القرم التي تعد أحد أهم الحلول الحيوية القائمة على الطبيعة في مواجهة التغيرات المناخية وحماية النظم البيئية الساحلية.
جاء ذلك خلال فعالية أقيمت في إقليم بالي الإندونيسي، بحضور كل من معالي الجنرال (م) لهوت بنسار بانجايتان، الوزير المنسق للشؤون البحرية والاستثمار بجمهورية إندونيسيا، الوزير المسؤول عن ملف العلاقات الإماراتية- الإندونيسية، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية المبعوث الخاص لسمو وزير الخارجية لجمهورية إندونيسيا، ومعالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وعبدالله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة، وعبدالله سالم الظاهري، سفير الدولة لدى جمهورية إندونيسيا، وغير مقيم لدى جمهورية تيمور الشرقية، ورابطة الآسيان، بجانب عدد من كبار المسؤولين من الجانبين.
ويمثل مركز «محمد بن زايد - جوكو ويدودو» أحد أهم إسهامات دولة الإمارات في تعزيز الاستدامة المناخية والبيئية في العالم وحماية كوكب الأرض من آثار التغيرات المناخية، كما أنه يجسد متانة الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وإندونيسيا في العديد من المجالات الحيوية، وأهمها دفع منظومة التنمية المستدامة، وتوحيد الجهود لخلق مستقبل مستدام للدولتين.
وقال سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية: «إن وضع حجر الأساس لمشروع (مركز محمد بن زايد - جوكو ويدودو) لأبحاث القرم يعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز سبل الشراكة لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية، كما يؤكد حرصها الدائم على حماية البيئة، من خلال تشجيع الابتكار والتعاون الدولي من أجل الحفاظ على هذه النظم البيئية الحيوية للأجيال المقبلة».
وأكد معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية المبعوث الخاص لسمو وزير الخارجية لجمهورية إندونيسيا، أن مشروع «مركز محمد بن زايد - جوكو ويدودو» لأبحاث القرم، خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدولي في مجال البحوث البيئية، إذ يعكس المشروع التزام دولة الإمارات بحماية البيئة وخصوصاً الأنظمة البيئية الحساسة مثل القرم.
وأوضح معاليه أن المشروع يأتي في إطار جهود الدولة في مواجهة التغيرات المناخية، وسيسهم في تطوير الاستراتيجيات اللازمة للحفاظ على البيئة، لافتاً إلى أن المركز سيكون منصّة للعلماء والباحثين للتعاون وتبادل الخبرات والمعرفة، مما يعزز القدرة على التعامل مع التحديات البيئية الراهنة والمستقبلية.
وقال معاليه: «إن مشروع (مركز محمد بن زايد - جوكو ويدودو) لأبحاث القرم يدعم توجهات الإمارات التي تتوافق مع أهداف مؤتمر الأطراف (cop28)، والتي تركز على تعزيز الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، وتحقيق الاستدامة البيئية، ويجسّد التزام الدولة بقيادة المبادرات البيئية وتعزيز التعاون بين الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».
وأكدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حريصة على الإسهام بدور فاعل في إيجاد حلول عملية لحماية الطبيعة، ودعم مسيرة الاستدامة لكل شعوب الأرض.
وقالت معاليها: «إن مركز (محمد بن زايد - جوكو ويدودو) يمثل أحد أهم إسهامات الإمارات، بالتعاون مع إندونيسيا لتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة من أجل احتواء آثار التغيرات المناخية على مستوى البلدين والعالم، حيث تعد أشجار القرم خزانات طبيعية للكربون، وهو ما يدعم الحلول التكنولوجية لخفض انبعاثات الكربون».
وأضافت: «إن المركز يساعد على دعم جهود نشر المزيد من أشجار القرم عالمياً، لا سيما في دولة الإمارات التي تتعهد بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030 إضافة إلى إندونيسيا التي تضم أكبر غابات للقرم وأكثرها تنوعاً في العالم».
وأضافت معاليها: «إنه في ظل تناقص غابات القرم بشكل كبير في العالم، فإن دولة الإمارات تدرك أن خسارة المزيد منها تتسبب في زيادة حدة آثار التغيرات المناخية، مثل وقوع مزيدٍ من الفيضانات والعواصف، وتهديد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الساحلية، فيما سيعمل المركز على إيجاد حلول لوقف خسارة هذا الكنز البيئي، وإعادة ازدهاره في العالم والمساهمة في صناعة مستقبل مستدام لشعوب العالم».
وأشارت معاليها إلى أن المركز يعد إضافة متميزة للجهود العالمية المعنية، بزيادة نشر أشجار القرم، وعلى رأسها «تحالف القرم من أجل المناخ» الذي أطلقته دولة الإمارات بالتعاون مع جمهورية إندونيسيا، ويضم 41 دولة من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى مبادرة «تنمية القرم» التي تمثل جهداً تعاونياً بين التحالف العالمي لأشجار القرم ورواد الأمم المتحدة للمناخ.
ويقام مركز «محمد بن زايد - جوكو ويدودو» على مساحة 2.5 هكتار، حيث ستتوافر البنى التحتية الداعمة، بما في ذلك الطرق والكهرباء والمياه، وسيكون داخل متنزه الغابات الكبرى «نغوراه راي» في مقاطعة بالي الإندونيسية، وهو متنزه يتميز بتنوعه البيولوجي الفريد، ويمتد على مساحة 1.158.44 هكتار من نظم أشجار القرم البيئية حول خليج بينوا.
مساعٍ لمزيد من الأبحاث
يستهدف مركز «محمد بن زايد - جوكو ويدودو» إلى إجراء مزيدٍ من الأبحاث في زراعة أشجار القرم وتعزيز دورها بوصفها خزانات طبيعية للكربون، ومواجهة التغيرات المناخية وتعزيز البيئات الطبيعية الساحلية وازدهار التنوع البيولوجي، كما سيعمل المركز على تعزيز تبادل المعرفة في مجال تنمية أشجار القرم مع مختلف الدول من أجل تعويض خسارة العالم من هذا النوع المهم من الأشجار للنظم البيئية. وتعد غابات القرم من بين النظم البيئية الأكثر إنتاجية وأهمية بيئياً على وجه الأرض. وتتميز أشجار القرم بقدرتها على تخزين الكربون بنسبة تصل إلى 400 بالمائة أسرع من الغابات الاستوائية المطيرة. كما تمتص هذه الأشجار الانبعاثات وتحمي البيئة الساحلية، وتعتمد 80 % من مجموعات الأسماك العالمية على النظم الأيكولوجية الصحية لأشجار القرم. يذكر أنه أُعلن إنشاء مركز لأبحاث القرم لأول مرة خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات خلال العام الماضي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات محمد بن زايد إندونيسيا اندونيسيا ذياب بن محمد بن زايد آمنة الضحاك سهيل المزروعي جزيرة بالي جمهوریة إندونیسیا التغیرات المناخیة مرکز محمد بن زاید دولة الإمارات جوکو ویدودو أشجار القرم فی العالم من أجل
إقرأ أيضاً:
فاطمة المزروعي: «منحة متحف زايد الوطني» تمكين للمبدعين والباحثين
فاطمة عطفة
حصلت الأديبة الباحثة فاطمة المزروعي، رئيس قسم الأرشيفات التاريخية في الأرشيف والمكتبة الوطنية، على منحة البحث التاريخي من متحف زايد الوطني، وتعد هذه المنحة إحدى المبادرات الثقافية والبحثية الرائدة التي تهدف إلى تعزيز إنتاج المعرفة التاريخية من خلال دعم الباحثين في الوصول إلى المصادر الأرشيفية. وفي حديثها لـ «الاتحاد» أكدت المزروعي أن المنحة تتميز بطبيعتها الشمولية، حيث توفّر للباحث الموارد اللازمة لتغطية جميع مراحل المشروع البحثي.
وتضيف فاطمة المزروعي: «تركز المنحة على تمكين الباحث من زيارة الأرشيفات والمكتبات المتخصصة داخل دولة الإمارات وخارجها، وخاصة الأرشيف الوطني البريطاني، الذي يضم مجموعة واسعة من الوثائق المرتبطة بتاريخ المنطقة. وتشمل هذه المرحلة تغطية نفقات السفر، مثل تذاكر الطيران، والإقامة، والتنقلات، ما يتيح للباحث فرصة الاطلاع المباشر على الوثائق الأصلية وجمع نسخ منها لاستخدامها في بناء المادة العلمية. وأهمية المنحة تكمن أيضاً في دعم الجهود المنهجية لتحليل المادة التي يجمعها الباحث، حيث تخصص ميزانية مستقلة لتفريغ المقابلات الشفاهية وتنظيم الوثائق وتحويلها إلى نصوص مكتوبة. كما تولي المنحة أهمية خاصة لعملية الترجمة، إذ تغطي تكاليف ترجمة الوثائق التاريخية من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية، مما يسهم في إتاحة هذه المواد للباحثين والقراء في العالم العربي.
المحتوى التاريخي
وتوضح المزروعي أنه في مرحلة لاحقة، يخصص جزء من المنحة لكتابة المحتوى التاريخي، الذي يشمل إعداد فصول البحث، وصياغة المسودات الأولى، وتدقيقها لغوياً. ولا تقتصر المنحة على إنتاج المادة العلمية فحسب، بل تضمن أيضاً مراجعتها من قبل مختصين، ما يعزز من جودة البحث النهائي ويؤهله للنشر الأكاديمي. كما توفر المنحة نموذجاً متكاملاً لدعم البحث التاريخي، وتؤكد على التزام متحف زايد الوطني بدعم الباحثين وتشجيع الدراسات التي تسهم في توثيق تاريخ الإمارات والعلاقات الإقليمية والدولية، عبر العودة إلى الأرشيفات وإعادة قراءة الماضي بلغة علمية، وتقدير المؤسسات الرسمية في دولة الإمارات للكتاب والباحثين والفنانين الإماراتيين.
وتضيف المزروعي: «تأتي منحة متحف زايد الوطني كأحد أوجه العطاء الثقافي والمعرفي الذي يجسد رؤية دولة الإمارات في تمكين المبدعين والباحثين في مختلف المجالات الفكرية والتاريخية. فهي ليست منحة بحثية تقليدية، بل إطار مؤسسي متكامل يدعم الباحث في كل خطوة من خطوات رحلته الأكاديمية، من جمع الوثائق والمصادر النادرة، خاصة من الأرشيفات العالمية كبريطانيا، إلى تفريغها وتحليلها وترجمتها، وصولاً إلى الكتابة والتدقيق والمراجعة العلمية. هذا الدعم الشامل يعبر عن فهم عميق من المؤسسات الثقافية في الدولة لطبيعة البحث العلمي وما يتطلبه من جهد وزمن وتمويل. وفي هذا السياق، يبرز دور متحف زايد الوطني كمنصة مركزية لا تقتصر مهمتها على العرض والتوثيق فقط، بل تمتد لتشمل التمكين المعرفي والتاريخي، من خلال تشجيع الدراسات النوعية المرتبطة بتاريخ الإمارات وشخصية الشيخ زايد، مؤسس الدولة، وما تمثله هذه الشخصية من قيم الحكمة والقيادة والارتباط بالأرض والتاريخ».
تحولات التعليم
تتحدث المزروعي عن طبيعة ومضمون بحثها، قائلة: «يستعرض البحث التحولات التي شهدها التعليم النظامي في إمارة أبوظبي بين عامي 1957 و1966، وهي المرحلة التي تعد من أهم الفترات التأسيسية في تاريخ الإمارة، حيث انتقل فيها التعليم من إطار محدود وغير منظم إلى منظومة تعليمية تتسم بالتخطيط والدعم الحكومي الرسمي. ويأتي هذا التحول في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المنطقة، خصوصاً بعد بدء تصدير النفط، ما أسهم في رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم كأداة للتنمية والتقدم. وقد تم وضع خطة زمنية للبحث امتدت على تسعة أشهر، وشملت مراحل الجمع والكتابة والتوثيق والمراجعة الأكاديمية واللغوية، تمهيداً لنشره في صيغة كتاب يمثل هذا البحث مرجعاً نوعياً يضيء مرحلة بالغة الأهمية في تاريخ التعليم في إمارة أبوظبي، حيث يُبرز كيف أسهمت الرؤية السياسية والاستثمار في الإنسان في بناء أسس الدولة الحديثة، ويعكس كيف أصبح التعليم حجر الأساس في مسيرة التنمية والتقدم التي شهدتها الإمارات لاحقاً.
وحول جديدها الأدبي القادم، تقول فاطمة المزروعي: «أركز حالياً على المنحة التي سوف تأخذ حيزاً كبيراً وجهداً من الوقت، إلى جانب استكمالي للدراسات العليا في الدكتوراه التي سوف تساهم في تطوير الجوانب البحثية والتوسع في كتابة البحوث التاريخية بالقراءة اليومية في النقد والتاريخ والفلسفة، بالإضافة إلى عمل الورش والمحاضرات بالتعاون مع عدد كبير من الجهات الحكومية والخاصة».