إبداعات| «مدّاح القمر».. قصة لـ محمد جميز
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كان يستظل بسمائها، فتح الباب لقلبه، كانت تمشط ما تبقى من أحلام قديمة، أمسك قلبه القلم وخط أولى حروف الحكاية، والسماء من بعيد تراقب المشهد وتبكي.
أخبرها أن الأغنيات القديمة لم تعد صالحة لترميم الوجع، كان ينقب في الشوارع عن أبجدية جديدة تسرد ما حل به وهو يعبر بحر الظلمات.
همست له عاتبة: أنا أبجديتك وأغنيتك.
ضمها إلى قلبه، وانتزع من بستان أمه وردة وأهداها إياها، حدق في عينيها طويلا ثم قال: هذا بستان أمي، أغلقته منذ وفاتها، ولأجلك أزلت عن ناصيته الحداد.
تسمع السماء مناجاتهما، تقذف قلبه الذي يدون فصول الحكاية ببعض النجمات عله يفيق، لا ينتبه القلب، وفحيح الأغنية الجديدة يرش البستان بالعفن.
هل تعرف متى يشيخ القلب؟ هل رأيت من قبل قلبا عجوزا يستند إلى قمر كي يساعده على المسير؟ قلبه استحال إلى صحراء قاحلة، والصحراء كانت ملاذا آمنا لمصاصي الدماء.
افتقدوه بعد مواسم من الغياب، اقتحموا غرفته، كانت قهوته ما تزال ساخنة، وأوراق قلبه مبعثرة على أديم الغرفة، وعبد الحليم حافظ يشدو بأغنيته الخالدة «مداح القمر»، والدماء الغزيرة تتساقط من سقف الغرفة، الدماء تغزل حروفًا متشابكة، الحروف تنطق: هل رأيت من قبل قلبا عجوزا يستند إلى قمر كي يساعده على المسير؟!
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إبداعات البوابة الراحل عبد الحليم حافظ
إقرأ أيضاً:
سباق نحو ثروة السماء.. من يملك كنوز القمر في عصر التعدين الفضائي؟
لم يعد القمر مجرد قرص فضي يزين سماء الليل، بل تحول إلى هدف استراتيجي يحمل في باطنه ثروات قد تعيد رسم خريطة الطاقة والصناعة على كوكب الأرض.
ومع تسارع الخطط الدولية والخاصة لاستغلال موارده، يتصاعد سؤال محوري من سيحصل على نصيب الأسد من كنز القمر؟
كنوز مخفية على سطح القمريختزن القمر مجموعة نادرة من الموارد الطبيعية، أبرزها المعادن الثمينة، والهيليوم-3 الذي ينظر إليه بوصفه وقود المستقبل في مجال الاندماج النووي، فضلا عن الجليد المائي القادر على توفير الماء والأكسجين والوقود للبعثات الفضائية.
هذه الثروات تجعل القمر منصة محتملة لبناء اقتصاد فضائي قريب من الأرض، بقدرات هائلة على تغيير موازين الطاقة عالميًا.
التعدين القمري حمى الذهب الجديدةيشهد الفضاء سباق محمومًا بين شركات خاصة وبرامج حكومية لتطوير تقنيات التعدين القمري شركات مثل «إنترلون» و«أستروبوتيك» تعمل على ابتكار معدات قادرة على معالجة كميات ضخمة من تربة القمر، حيث صُممت حفارات كهربائية لمعالجة ما يصل إلى 100 طن في الساعة، مع خطط طموحة لاستخراج الهيليوم-3 خلال السنوات المقبلة.
الاهتمام بهذا العنصر تحديدا يعود إلى إمكاناته الهائلة في إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة عبر الاندماج النووي، ما يفتح الباب أمام استثمارات تكنولوجية واقتصادية غير مسبوقة.
سباق دولي على موطئ قدم قمريبالتوازي مع القطاع الخاص، تتحرك القوى الكبرى بخطوات مدروسة فالصين أعلنت هدفها إنزال رواد فضاء على سطح القمر بحلول عام 2030، وتعمل مع روسيا على إنشاء محطة أبحاث قمرية بحلول 2035 في المقابل، تواصل الولايات المتحدة تنفيذ برنامج «أرتميس» لإرساء وجود بشري دائم على القمر.
ولا يقتصر المشهد على هذه القوى، إذ تشارك اليابان وأستراليا في مهمات خاصة، بينما تطور وكالة الفضاء الأوروبية أول مركبة هبوط قمرية لها، ليصبح القمر ساحة سباق علمي محتدم.
ثروات واعدة وأسئلة الملكيةرغم الإغراء الاقتصادي الكبير، تطرح الموارد القمرية تساؤلات معقدة حول الملكية وحقوق الاستغلال فغياب إطار قانوني واضح يثير مخاوف من احتكار الدول والشركات الكبرى للثروات، ما قد يوسع فجوة عدم المساواة بين الدول في عصر الفضاء.
مخاوف بيئية وعلميةلم يسلم الحماس للتعدين القمري من الانتقادات علماء الفلك والناشطون البيئيون يحذرون من أن الاستغلال المفرط قد يلحق أضرارا دائمة بسطح القمر، ويؤثر في الأبحاث العلمية المستقبلية.
كما أن تراكم الحطام والتلوث المحتمل قد يعرقل عمليات الرصد والدراسة.
وتزداد المخاوف في المناطق الأكثر غنى بالموارد، خاصة قطبي القمر حيث يتركز الجليد المائي، وهي مناطق مرشحة للتحول إلى بؤر توتر وصراع محتمل.
الحاجة إلى تشريع فضائي عادلمع اقتراب البشر من استغلال فعلي لموارد القمر، تتعاظم الدعوات لوضع اتفاقيات دولية ملزمة تنظم التعدين الفضائي، وتضمن تقاسمًا عادلًا للموارد، وتحمي مصالح الأجيال القادمة.
القمر فرصة أم صراع قادم؟اليوم، لم يعد القمر مجرد جرم سماوي بعيد، بل أصبح ميدانيا اقتصاديا وعلميا وجيوسياسيًا مفتوحًا.
وبين وعود الثروة ومخاطر الصراع، يبقى التحدي الأكبر هو إدارة هذا السباق بعقلانية ومسؤولية، حتى لا تتحول فرصة الفضاء إلى أزمة عالمية جديدة.