بوابة الوفد:
2025-05-09@10:24:41 GMT

«كابولا».. يكتب وصيته فى «ميجالوبولس»

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

فرانسيس فورد كابولا.. هل يكفي أم نزيد؟ لا بل نزيد..

فنحن أمام قامة سينمائية شامخة ومسيرة عامرة بالإنجازات والتفرد ويكفى أن نشير إلى أن الرجل قدم للسينما تحف خالدة مثل «العراب – أربعة أجزاء» و«إبوكاليبس ناو – نهاية العالم» و«المحادثة» و«نادى القطن» وغيرها وهو يعود للسينما بعد غياب طويل. مشيرين إلى أنه يحضر لتجربة السينمائية «ميجالوبولس» منذ أكثر من 40 عامًا، حيث عانى الكثير من الإشكاليات المالية لتأمين إنتاجه وصولًا إلى بيع مزرعته وأيضًا استديوهات زيتروب التى يمتلكها وعدد آخر من الأصول العقارية والتجارية.

علمًا بأن كلفة الإنتاج تجاوزت الـ120 مليون دولار. 

من فيلم ميجالوبولس 

واليوم، يبدو أن الرجل البالغ من العمر88 عامًا يضع كل ما لديه على الطاولة للمرة الأخيرة، مع ملحمة الخيال العلمى التى طال انتظارها Megalopolis، والتى عرضت مساء الأمس لأول مرة فى مهرجان كان السينمائى.

ولا يمكن لأحد أن يصدق أن هذا قد حدث: لقد ظل «كابولا» يحاول إنتاج هذا الفيلم لأكثر من 40 عامًا، مر خلالها المشروع بعدد لا يحصى من عمليات إعادة الكتابة والتأخير والبدايات الخاطئة. إنه موجود الآن فقط لأنه باع جزءًا من ممتلكاته الناجحة فى مصنع النبيذ لتمويل الفيلم عندما لم يفعل ذلك أى شخص، حيث المغامرة مشرعة الأبواب. 

وحينما يأتى الفيلم نحن وبصورة قريبة من الواقع أمام ما يشبه الوصية التى قال بها «كابولا» الكثير بل أكثر مما قاله فى النسبة الأكبر من أعماله، حيث ضخامة الإنتاج وحضور الجانب الفلسفى. 

المحور الدرامى للفيلم يتحرك حول حادث كونى يدمر مدينة متدهورة تسمى روما الجديدة. ويهدف سيزار كاتيلينا «ادم درايفر»، المهندس المعمارى المثالى الذى يتمتع بالقدرة على التحكم فى الوقت، إلى إعادة بنائه باعتباره مدينة فاضلة مستدامة، فى حين تظل معارضته، العمدة الفاسد فرانكلين شيشرو «جينكارلو اسبوسيتو»، ملتزمة بالوضع الراهن التراجعى. وفى المقابل نرصد حالة التمزق بينهما عبر شخصية جوليا «ناتالى إيمانويل»، ابنة فرانكلين الاجتماعية، التى سئمت من التأثير الذى ورثته، وتبحث عن معنى حياتها. 

وتتداخل الحكايات عبر فضاء من الخيال العلمى والعوالم التى تدهشنا لذهابها إلى المستقبل رغم إسقاطاتها على اللحظة التى تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية من صراعات سياسية واقتصادية واجتماعية.

حول سيزار زوجته وأبناء عمومته الذين يحاولون السيطرة على الجانب الاقتصادى المتمثل بالبنك الذى يقدم الإسناد المالى لكافة المشاريع والمنجزات المدهشة التى راح يحققها سيزار. كل العلاقات فى فيلم «كابولا» الجديد تحكمها صراعات ومصالح اقتصادية بحته إلا تلك العلاقة التى تجمعة مع جوليا التى تدير ظهرها لوالدها من أجل حبها الكبير حتى تحمل منه طفلًا هو الحلم والأمل للمستقبل. ولكن كل ذلك لا يستطيع الصمود أمام مراجل الحقد والأطماع والكراهية سواء من زوجته «واو بلاتينيوم – اوبرى بلازا» او أبناء عمومته ومنهم كلاوديو «شيا لابوف» والعمدة الفاسد وغيرهم، حيث يتعرض سيزار للقتل ولكنه ينجو ويتم شفاؤه ويبدأ مشواره من جديد من أجل المحافظة على تلك المدينة الفاضلة الغارقة فى الفوضى والدمار...

فى فيلم «ميجالوبولس»  وكان «كابولا» يكتب وصيته التى تأتى ثرية بالمضامين الفلسفية واستدعاء للتاريخ بالذات تاريخ روما وحالة الفوضى التى عمتها إثر أطماع أسيادها من التجار والسياسيين. 

فرانسيس فورد كابولا «المخرج» 

فى الفيلم الكثير من الروحانيات والدعوة إلى التسامح والمحبة واستحضار الأيادن السماوية الثلاثة الكبرى «الإسلام والمسيحية واليهودية» ورهان متجدد على ذلك الطفل الذى يمثل المستقبل. 

وجريًا على عادته فإن «كابولا» حينما يذهب إلى الفعل السينمائى فإنه يستحضر التاريخ والفلسفة والحضارات والصراع الإنسانى عبر رموز ودلالات تظل حاضرة وكأنها تمنح المشاهد إشارات تضىء له الطريق وتوضح المعانى والرموز. 

الإخراج عند «كابولا» ليس مجرد كاميرا تفتح على نجوم وشخصيات وأحداث، بل هو استحضار لتاريخ البشرية وحاضراتها وثقافاتها. وهو يعتمد فى الغالب على سيناريوهات يقوم بكتابتها.. 

فيلم «كابولا» الجديد قصيدة سينمائية تتطلب الكثير من الهدوء والتانى والبحث والتحليل والغوص فى تفاصيل الشخوص والصراع والتقاط الإشارات والدلالات والرموز 

فى هذا الفيلم يستدعى كابولا عددًا من رفاق دربة ونجومه ومنهم تاليا شير ودستين هوفمان وإن ظل الحضور العالى «كابولا» لجيل من النجوم الشباب ونخص آدم درايفر وناتالى إيمانويل.. 

ميزانيات ضخمة صرفت على الأزياء والديكورات والمؤثرات والكومبارس وأيضًا النجوم..

وحتى لا نطيل نكرر.. «كابولا» فى «ميجالوبولس» يكتب وصيته السينمائية عبر قصيدة ستظل الأجيال تتوقف عندها طويلًا لأنها وباختصار شديد تحفة عالية المستوى علينا أن نكون بمستواها حتى ندركها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العراب

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: الحنين إلى "المحروسة" سابقًا !!



أسأل نفسى كثيرا عن معنى ( المحروسة )التى إلتصقت بإسم  بلادي، أسال نفسى كثيرا، وأبحث فى قراءاتي أكثر عن مدى إهتمام التاريخ بتسجيل لقب المحروسة على مصر، كنت أحسب فى صغرى أن مصر هى أم الدنيا، وكنت أحسب أن كل شيئ فيها أكبر من أي شيئ أخر مماثل له فى أي مكان فى العالم !
كنت أحسب ذلك من قراءاتي ومن إهتمامى برحلات كانت تقوم بها المدارس زمان فى أنحاء المحروسة، وفى مشروعاتها الكبرى، شمال التحرير وجنوب التحرير، والوادى الجديد، ووادى النطرون، والسد العالى وحديد حلوان وغزل المحلة الكبرى وكفر الدوار والبيضاء وسجاد دمنهور، وقناة السويس، وبورسعيد الحره.
أسماء لمدن فى المحروسة إرتبطت بمشروعات عملاقه وطنية  بثت فى نفوسنا ونحن أطفال أن مصر هى أكبر بقعة فى العالم، هى أم الدنيا كلها !
وإندثرت هذه الروايات مع مجئ الاعلام والفضائيات، وإقتربت المدن والعواصم، مثل القرى والنجوع فى بلدى،لم يعد هناك أهتمام بالأجيال القادمة، لم يعد هناك إهتمام بمعسكرات نهاية الإسبوع فى المدارس الإعدادية والثانوية وفى الجامعات !!


أصبحنا أمة تفتقد كل يوم جزء من لقبها (كمحروسة )،لأننا بخلنا على أنفسنا بالوقت،وبأختيار أفضلنا لتولى مهام  إدارة حياتنا اليومية فى المدرسة وفى الجامعة وفى النادى،وفى ساحة الشباب !! مصر المحروسة بإذن الله فى إحتياج لجهد أبنائها،وفى إحتياج لإهتمام أولياء أمورنا فى كل مناحى الإدارة فى مصر!! 
مطلوب أن تعود مصر المحروسة لسابق عهدها مع بنيها،من خلال معلم يحترم وظيفتة ويحب مدرسته وأستاذ جامعى يبقى وسط طلابة – ويبعث الأمل فى مستقبل أبنائه ويحترم نفسه،ليقتدى بة طلابه !!
مطلوب إعادة أفلام الأبيض والأسود فى المدارس والجامعات بديلا عن المحاضرات أو بعضها لعلها تفيد أكثر،مطلوب أن نبث افلام "فى بيتنا رجل" "واحنا التلامذة، ورحلة إلى الاقصر" ( فرقة رضا )!!
مطلوب عودة الحياة إلى شباب وأطفال مصر المحروسة،ولكن لن يتأتى هذا فى ظل قيادات فاشلة كما نرى اليوم !!
وفى ظل عبث فى الإدارة فى كل مناحى الحياة ومنظومة المحليات الفاشلة، وقانون تنظيم الجامعات الفاشل، هل يصدق المصريون أن هناك أكثر من مائتين كلية دون عميد لأكثر من عام دراسى لصعوبة تعيين (عميد كلية) حيث هناك عباقرة، عدلوا فى القانون ليصبح قرار العميد للكلية يصدر من رئيس الجمهورية فتعقدت الأمور.
هل يتصور المصريون أننا أمام منصب محافظ كمكافأة نهاية خدمة فى وظيفة سابقة!!
هل يصدق المصريون أننا قمنا بثورتين، ولم يتعدل شيء على الإطلاق، نعيش نفس العبث الإدارى فى الدولة !!
[email protected]

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: الحنين إلى "المحروسة" سابقًا !!
  • أعداده قلت فى مصر .. علامات تكشف لحم الحمير من البقري | تفاصيل
  • السبت.. حفل «فتاة الآرل» لأوركسترا القاهرة السيمفوني
  • ثلاثة محاولات واضحة لإستهداف الرئيس وما خفي الكثير بالتأكيد
  • إبراهيم النجار يكتب: الشرق الأوسط إلى أين؟!
  • د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (والسلاح الأعظم)
  • إبراهيم عثمان يكتب: التناقض
  • محمد حامد جمعة يكتب: مقالة فيصل
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: .. (آخر التنهيدات)