الجزيرة:
2024-06-20@14:29:25 GMT

حكم غزة عسكريا.. هل يصمد مخطط نتنياهو؟

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

حكم غزة عسكريا.. هل يصمد مخطط نتنياهو؟

تظهر الخلافات المتواصلة في مجلس الحرب الإسرائيلي بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من جهة ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس من جهة أخرى أن نتنياهو يسعى لحكم غزة عسكريا، وهو يرفض بإصرار التعامل مع ما يسمى اليوم التالي في غزة، كما أعلن رفضه للاقتراح الأميركي بتمكين سلطة فلسطينية "متجددة" لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

فما هو المصير المحتمل لهذه المخطط الذي ارتبط بشعار النصر الكامل لنتنياهو، في ضوء افتقاده لإجماع حكومة الاحتلال، وتعارضه مع التوجهات الأميركية في الحرب، خصوصا مع استمرار إخفاق إسرائيل في تحقيق أهداف العملية العسكرية بغزة، وفقدانها للغطاء الدولي لاستمرار الحرب.

اليوم التالي أم حكم عسكري؟

ترافقت فكرة اليوم التالي مع بدايات الحرب على غزة، وارتبط ذلك بالإعلان عن هدفي القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة.

وتعود جذور ذلك إلى مواقف الحكومات الإسرائيلية المتكررة منذ العام 2007 إثر الانقسام الفلسطيني، حيث استغلت إسرائيل ذلك للحديث عن عدم وجود شريك فلسطيني للتغطية على إصرارها على رفض أي حل سياسي حقيقي.

ولم تسمح شدة الصدمة بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، والشعور الوطني بالوحدة لأعضاء الحكومة بإبداء اختلافاتهم حول هذا الموضوع أو غيره، ولكن الخلافات صعدت إلى السطح مع تنفيذ عملية تبادل للأسرى بين المقاومة وإسرائيل الأسبوع الأخير من نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، والتي أظهرت أن الأولوية لتحرير الأسرى.

غير أن العامل الأهم الذي صعد الخلافات هو استمرار فشل الاحتلال في تحقيق هدف القضاء على حماس، والفشل في تحرير أي أسير بالقوة، كما تسببت المجازر التي راح ضحيتها الأطفال والنساء في موجة ردود فعل عالمية مناهضة لإسرائيل، مما أفقدها مصداقيتها عالميا، كما أثرت سلبا على المكانة الانتخابية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وعلى التحالف المؤيد للحرب الذي شكلته هذه الإدارة.

ومع قرار نتنياهو مهاجمة رفح، وما رافقها أيضا من مقاومة شديدة تعرضت لها قوات الاحتلال العائدة إلى جباليا شمال غزة، انفجرت خلافات الحكومة الإسرائيلية بإعلان غالانت أنه سيعارض أي حكم عسكري للقطاع.

وتعتبر تصريحات غالانت -ومن بعده غانتس الذي هدد بالانسحاب من الحكومة ما لم يحدد نتنياهو إستراتيجية واضحة للحرب وما بعدها- بمثابة اتهام واضح وصريح لنتنياهو بأنه يسعى لحكم غزة عسكريا، وهذا يعني استمرار بقاء قوات الاحتلال في القطاع لأشهر وربما سنوات.

مبررات غالانت وغانتس في رفض ذلك واضحة، وتتعلق بالثمن الذي ستدفعه إسرائيل مقابل ذلك، مع الفشل الذي تواجهه قوات الاحتلال في تحقيق النصر الكامل، حيث أكدا أن استمرار الحكم العسكري لغزة سيكون دمويا ومكلفا وسيستمر أعواما، وأن الجيش سيحتاج في هذه الحالة لقوات هائلة، وسيتكبد خسائر بشرية فادحة تضطره لمغادرة غزة بلا رجعة.

وقد كشفت صحيفة يديعوت الإسرائيلية بعد ذلك أن هذا الحكم سيكلف نحو 6 مليارات دولار، وهي كلفة لا تطيقها إسرائيل في ظل التكاليف العالية التي تحملها نتيجة الحرب، وأثرت سلبا على الاقتصاد.

والملاحظ أن معارضي نتنياهو صعّدوا موقفهم ضده في ظل تعاظم خسائر الجيش بغزة، بينما هو يصر على رفض تقديم خطة لليوم التالي، لأنه لا يمتلك أصلا هذه الخطة، ويريد استمرار المناورة سياسيا لكي يستمر بالحرب حتى يحتفظ بالحكومة ويمنع تعرضه للمساءلة القضائية بالفساد وبالفشل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ونشير هنا إلى ما قاله المحلل السياسي بالقناة 12 عَميت سيغال، عن الطريقة التي يفكر فيها نتنياهو بقوله إنه "باستكمال مرحلة العمليات العسكرية كمرحلة أولى، حيث ستتم إقامة حكم عسكري لفترة تمتد ما بين أشهر وسنوات معدودة وبعدها، عندما تتحول حماس من جيش إرهاب إلى منظمة عصابات ومن منظمة عصابات إلى مجموعة خلايا معدودة، تدخل جهات عربية مدنية إلى القطاع كمرحلة ثانية".

حماس لن تختفي

غير أنه من المهم الإشارة إلى التحفيز الذي قامت به واشنطن لموضوع اليوم التالي للحرب، حيث تخوض إدارة بايدن الحرب على غزة إلى جانب مع إسرائيل، ولا تزال تؤكد أهمية هزيمة حماس، لأنها اعتبرت أن تنفيذ هجوم طوفان الأقصى ضربة للإستراتيجية الأميركية القائمة على تنصيب إسرائيل وكيلا لها بالمنطقة "بما يحقق الاستقرار والهدوء، وإنهاء القضية واستكمال عملية التطبيع التي بدأها الرئيس السابق دونالد ترامب".

وتعتبر واشنطن أن استمرار تمتع حماس بقوة عسكرية يشكل حجر عثرة أمام استكمال مشروع تسليم المنطقة لإسرائيل، لكي تتفرغ للصين وروسيا، ولكن مع استمرار المعركة في غزة برزت الخلافات مع الحكومة الإسرائيلية على قضايا: استهداف المدنيين، تصور ما بعد الحرب، رفض نتنياهو أي دور للسلطة، رفض الدولة الفلسطينية، الإصرار على اجتياح رفح بدون ترتيب ملجأ آمن للنازحين إليها.

غير أن الخلاف المستحق الآن هو تصور ما بعد الحرب، والمتعلق بالدور المستقبلي للسلطة الفلسطينية المتجددة، وهذا ما تتفق به الإدارة الأميركية مع معارضي نتنياهو بما يكسبها دفعا للضغط عليه.

وفي ضوء تقديرات أجهزة الاستخبارات الأميركية والتي اتفقت فيها مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، فإن قوات الاحتلال فشلت في تحقيق هدف القضاء على حماس، وأن "حماس لن تختفي على الأرجح من القطاع" وأن المطلوب هو إضعاف حماس لدرجة لا تكون فيها قادرة على شن هجوم آخر.

وحسبما تحدث مسؤول أميركي لصحيفة معاريف، فقد "تعلّم الأميركيون بالطريقة الصعبة من خلال وقوعهم في الوحل الفيتنامي والأفغاني والعراقي، أنه في غياب التحرك الدبلوماسي فإن المعارك تميل إلى التحوّل إلى حرب استنزاف طويلة الأمد تكلّف خسائر فادحة".

ولذلك لم تعد الإدارة الأميركية ترى فائدة من استمرار الحرب بالوتيرة الحالية، وتضغط على نتنياهو بالقبول بصفقة معقولة لتبادل الأسرى، والتي ستقود لهدوء مستدام، يهيئ الأجواء لترتيبات إقليمية، وقبول إشراك السلطة الفلسطينية في ترتيبات ما بعد الحرب كثمن يقدم للسعودية كي تقبل بعملية تطبيع تخدم بايدن في معركته على الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

وترى واشنطن أنه لا توجد دولة عربية تشارك في أي تصور يقوم على الحكم العسكري الذي يريده نتنياهو، وأنها لن تقبل أن تتحول إلى مقاول لدى إسرائيل وإدارة غزة وإعمارها، بينما تحتفظ إسرائيل لنفسها بحرية تنفيذ هجمات وعمليات عسكرية.

وبالفعل فقد رفضت مصر والإمارات والأردن مثل هذا الدور، وإن كانت صدرت إشارة مقلقة من القمة العربية في البحرين بالمطالبة بوجود قوات حماية حفظ السلام بالأرض الفلسطينية المحتلة.

خلاف على جلد الدب قبل صيده

ويبدو تصعيد غانتس الأخير مع نتنياهو وتهديده بالانسحاب من الحكومة قد جاء بعد تشاور مع الإدارة الأميركية التي دعمته وأدخلته حكومة الطوارئ الإسرائيلية، وهذا سيضع نتنياهو بين فكي كماشة، ما بين التزامه بتحالفه مع الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتيش والإصرار على استمرار الحرب ورفض صفقة التبادل، وبين ائتلاف مشكل من غالانت وغانتس وغادي آيزنكوت.

ومع مراوحة واسعة من الخلافات، فإذا لم يتم التوصل لتفاهمات بين هذه الأطراف، فإن احتمالات تفكك حكومة الطوارئ ستتزايد، خصوصا مع تصاعد احتجاجات أهالي الأسرى.

وصحيح أن خروج غانتس من الحكومة لن يؤدي إلى سقوطها، خصوصا أن نتنياهو سيستمر بالاحتفاظ بأغلبية 64 صوتا في الكنيست، ولكن مجرد استقالة غانتس وآيزنكوت سيؤدي إلى تفاعلات في الحكومة والشارع قد تسفر عن استقالات من الائتلاف الحاكم يؤدي إلى فقدانه الأغلبية.

ومن المؤكد إن إدارة بايدن تملك أوراق ضغط على حكومة نتنياهو بالإضافة لتأثيرها على المعارضة، فهي تستطيع تأجيل المزيد من شحنات الأسلحة، التي ستؤثر على قرار توسيع اجتياح رفح، ولكن القيود الموجودة على بايدن في الكونغرس قد تمنع واشنطن من اتخاذ إجراءات عقابية كهذه.

وبالتالي سيكون الضغط الأهم الفاعل على نتنياهو داخليا، مما قد يدفعه إلى إحداث تغييرات في مواقفه ومحاولة استرضاء شركائه اليمينيين بشكل أو بآخر، وإن كان لا يزال يحتاج لعنصر البقاء في الحكومة وتجنب تعرضه للمساءلة إن غادرها.

وسيكون لاستمرار ارتكاب جيش الاحتلال مجازر بحق المدنيين مفاعيل سلبية على الساحة الدولية، وقد ظهر بعضها مع طلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت، أو مطالب وقف الحرب من محكمة العدل الدولية، وهذا سيضعف أكثر موقف نتنياهو، وقد يدفعه للتساوق مع مطالب معارضيه.

غير أن المعضلة التي تواجه جميع هذه الأطراف هي أن خطة اليوم التالي تستند إلى إضعاف حركة حماس، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، بل إن المقاومة في الشمال أبدت فعالية تكافئ فعاليتها الأيام الأولى للحرب، وتستمر في إيقاع خسائر بصفوف الاحتلال، كما أنها أفشلت حتى الآن محاولات إدماج العشائر، أو بعض أطراف السلطة الفلسطينية في التحكم بتوزيع المساعدات للشعب الفلسطيني.

ويدل ذلك على استمرار فاعلية منظومة السيطرة والقيادة لديها، فضلا عما يبديه مقاتلو المقاومة عموما من معنويات عالية وتصميم على القتال تكشف ما يتم نشره من فيديوهات للمواجهات مع قوات الاحتلال.

ويتحدث الإسرائيليون أنفسهم عن قوة الحركة ليس على الصعيد العسكري فقط، ولكن أيضا على الصعيد المدني، الأمر الذي يجعل الخلاف على اليوم التالي خلافا على جلد الدب قبل صيده.

ونختم هنا بما قاله عضو الكنيست رام بن باراك الذي شغل منصب نائب رئيس جهاز المخابرات (الموساد) الفترة من 2009 إلى 2011، ورئيس لجنة الأمن والخارجية بالكنيست بين عامي 2021- 2022، وملخصه "حربنا في غزة بلا هدف، ومن الواضح أننا نخسرها، نعود إلى القتال في المناطق نفسها ونخسر مزيدًا من الجنود، واقتصادنا ينهار، نخسر على الساحة الدولية، وعلاقاتنا مع واشنطن تنهار ولا نحقق أي نجاح".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الاحتلال الیوم التالی فی تحقیق ما بعد فی غزة غیر أن

إقرأ أيضاً:

سيناريو اليوم التالي للحرب

سيناريو اليوم التالي للحرب

لماذا تستمر إسرائيل في هذه الحرب المسعورة باستخدام سياسة «الأرض المحروقة»؟

ما سيحدث هو أن إسرائيل ستقوم بحربها المسعورة الحالية وبعدها هدوء لبضع سنوات قبل أن تعود الكَرَّة من جديد.

الحل الوحيد لهذا الصراع هو اعتراف إسرائيل والعالم بالشعب الفلسطيني وحقه في بناء دولة مستقلة ومنطقية وقابلة للحياة، وتركه يعيش مستقلاً دون احتلال.

لو كان لدى إسرائيل خيارات تتعلق بقطاع غزة لما تركته وغادرت في 2005 ومن ثم تضطر اليوم للعودة الى هذا المستنقع الذي يبتلع جنودها يومياً.

لا يملك نتنياهو ولا غيره في إسرائيل أي إجابة لسؤال اليوم التالي لهذه الحرب، وليس لدى إسرائيل أية خطة أو مشروع غير ذلك الذي قام به نتنياهو وفشل.

* * *

أغلب الظن أن إسرائيل لا تمتلك أية خطة أو إجابة على سؤال اليوم التالي للحرب على غزة ولذلك فإنها تستمر في هذه الحرب المسعورة باستخدام سياسة «الأرض المحروقة»، ولو كان لدى إسرائيل خيارات تتعلق بقطاع غزة لما تركته وغادرت في العام 2005 ومن ثم تضطر اليوم للعودة الى هذا المستنقع الذي يبتلع جنودها يومياً.

في العام 2005 انسحبت قوات الاحتلال من قطاع غزة بموجب خطة أحادية الجانب ودون أي اتفاق أو تنسيق مع الفلسطينيين، وبعيداً وبمعزل عن اتفاقات أوسلو التي كان من المفترض أن تكون أساساً لإقامة دولة فلسطينية وكان يفترض أن تكون أساساً لانسحاب إسرائيلي منظم يؤدي الى قيام هذه الدولة.

لكن هذا لم يحدث وإنما رأى أرييل شارون (رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك) أن ينسحب من القطاع دون أي تفاهم مع الفلسطينيين الذين لم يكن يعترف بوجودهم أصلاً ولا بحقوقهم.

الحقيقة أن خطة الانسحاب من غزة عام 2005 كانت جزءاً من خطة إسرائيلية أوسع وأكبر، إذ في العام 2004 اغتالت إسرائيل مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، ثم اغتالت بعد أقل من شهر الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي كان أحد أدمغة الحركة ورموزها، واغتالت في ذلك العام أغلب، إن لم يكن كافة قادة حماس وصفها الأول.

وقبل نهاية ذلك العام اغتالت زعيم حركة فتح أيضاً ومؤسسها. وفيما كان رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، الذي قضى محاصراً في رام الله، وخلال حصاره كان شارون يقوم بتصفية قيادة حماس ويقوم بتغيير جذري على الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة.

كانت إسرائيل تعتقد في العام 2005 بأن حركة حماس تم القضاء عليها وعلى قدراتها، وأن اغتيال كل من قادة حماس وفتح مع فصل الضفة عن غزة سيؤدي الى تفتيت الفصائل الفلسطينية وتحويل الشعب الفلسطيني الى مجموعات بشرية هلامية تتحرك من أجل البحث عن لقمة العيش وتعيش في الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال، سواء الضفة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر أو قطاع غزة الذي يسيطر عليه الاحتلال بالحصار والتجويع والتجسس والتحكم فيه عن بُعد.

ما حدث يوم 7 أكتوبر 2023 هو أن المشروع الإسرائيلي انهار بشكل كامل، وتبين أن الحسابات الإسرائيلية كانت خاطئة، فلا حركة حماس تحولت الى حزب حاكم يغرق في إدارة شؤون قطاع غزة، ولا حتى السلطة الفلسطينية تحولت الى شرطي حراسة للاحتلال في الضفة الغربية.

والأهم من ذلك أنه لم يتم القضاء على حركة حماس ولا شل قدراتها، لا بل إن اغتيال قادتها التاريخيين ومؤسسيها زادها قوة وصلابة وجعل فيها جيلاً جديداً لم يكن متوقعاً ولا في الحسبان مثل يحيى السنوار الذي لم يكن قد بلغ الأربعين من العمر عندما تم اغتيال الشيخ أحمد ياسين، كما لم يكن أحد يعرفه في ذلك الحين، فضلاً عن أنه أمضى أغلب سنوات عمره داخل السجون وكان الجميع يعتقد بأن سنوات السجن سلبته فرصة أن يتعلم إدارة تنظيم بحجم حماس أو إدارة مكان فيه مليونا إنسان بحجم قطاع غزة.

اسرائيل قامت سابقاً بتجريف قطاع غزة واغتيال قيادة حماس بأكملها ثم انسحبت من القطاع على أمل إلهاء الفلسطينيين بالاقتتال الداخلي والانقسام السياسي وزرع الفتن فيما بينهم، ومن ثم الانشغال بحكم القطاع وإدارته مدنياً، وهذا المشروع كان خلال السنوات العشرين الماضية يبدو ناجحاً، واعتقد الجميع بأن الاحتلال حل مشكلته في غزة، ليتبين عكس ذلك تماماً.

واليوم تُعيد إسرائيل الكرة، ويُعيد نتنياهو ما قام به شارون من قبل. وربما ينجح الاحتلال في نهاية المطاف بتصفية بعض قادة حماس بعد حرب كبيرة ومكلفة جداً، لكن التجارب التاريخية تؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يُمكن إخضاعه، حاله في ذلك حال أي شعب عاش تحت الاحتلال.

لا يملك نتنياهو ولا غيره في إسرائيل أي إجابة لسؤال اليوم التالي لهذه الحرب، كما لا يوجد لدى إسرائيل أية خطة أو مشروع غير ذلك الذي قام به نتنياهو وفشل، والحقيقة أن الحل الوحيد لهذا الصراع هو اعتراف إسرائيل والعالم بالشعب الفلسطيني وحقه في بناء دولة مستقلة ومنطقية وقابلة للحياة، وتركه يعيش مستقلاً دون احتلال، وبغير ذلك فإن ما سيحدث هو أن إسرائيل ستقوم بحربها المسعورة الحالية وبعدها هدوء لبضع سنوات قبل أن تعود الكَرَّة من جديد.

*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

مقالات مشابهة

  • نتنياهو والسنوار.. وحسابات خاصة بهما حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة
  •  الناطق باسم الجيش الإسرائيلي يفضح الأسرار.. ومكتب نتنياهو يرد!
  • "هذه الحرب لن تنتهي": صحيفة معاريف تكشف عن مخطط نتنياهو للبقاء في السلطة
  • سيناريو اليوم التالي للحرب
  • محللون: حديث هاغاري يؤكد أن نتنياهو وصل إلى قناعة استحالة تحقيق النصر عسكريا
  • أول تعليق من مكتب نتنياهو على إقرار الجيش باستحالة تدمير حماس
  • فريدمان: على بايدن دفع “إسرائيل” لقبول مطالب حماس.. وليحكم السنوار غزة
  • بلينكن.. وزير خارجية إسرائيل أم أمريكا؟
  • بلينكن: بايدن أكد من البداية أنه سيوفر كل ما يضمن أمن إسرائيل
  • أوريان 21: هكذا يصمد الاقتصاد الإسرائيلي رغم الحرب على غزة