حمص-سانا

تطور المنظومات الفكرية والثقافية ومصطلح الهوية والعقائد الفلسفية كانت محور محاضرة ضمها فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب، بعنوان “إشكاليات الهوية والانتماء” للباحث عيد الدرويش.

الدرويش استفاض في محاضرته بالشرح حول مراحل تطور المنظومات الفكرية والثقافية بين الشعوب والتي أنتجت عقائد وفلسفات وطقوساً أفضت إلى ما يمكن تسميته بالهوية، وفقاً لانتماءات ارتبطت بالمكان والحيز الجغرافي الذي وجد فيه الإنسان الاستقرار النفسي والاجتماعي والعقلي.

وذكر “الدرويش” أن مصطلح الهوية ظهر حديثاً على الساحة الثقافية في القرن التاسع عشر، حيث إن المواطن العربي وضع شروطاً مختلفة عما كان مألوفاً في صياغة هويته العربية المرتبطة بالانتماء القومي الحضاري الذي ورثه عن أسلافه ثم الانتماء القطري الذي جاء وفقاً للشروط السياسية والثقافية والاقتصادية التي أسهمت في تكوين حياته كفرد بالمجتمع.

ورأى الباحث أن عناصر الهوية هي استغراق الفرد في الموضوع جزئياً أو كلياً بشكل مؤقت ومتغير يبدأ من انتمائه للأسرة التي نشأ فيها وصولاً إلى منظمات وهيئات ترعاه ليشارك الآخرين في قانون المواطنة دون التخلي عن انتماءاته المتعددة ولا فقده للهوية التي ينتسب إليها.

وخلص الدرويش إلى أن أول سبل تعزيز الهوية والانتماء العمل على إيجاد صيغ تربط مكونات الثقافة العربية من دين ولغة وأدب وعلم وفن ونظم وقيم ومثل وتراث من خلال التنشئة الاجتماعية الصحيحة وترسخ مفهوم المواطنة، وثانيها إعادة النظر في مقومات السياسة التربوية والتعليمية بإعادة التعليم إلى موقعه الحقيقي في المجتمع، وثالثها أن يأخذ الإعلام دوره الفاعل في رفع مستوى الوعي، وآخرها العمل على إيجاد خطة اقتصادية اجتماعية متكاملة تهدف إلى حالة الاستقرار الاجتماعي.

يذكر أن الدرويش من مواليد الرقة وتسلم سابقاً مديراً للثقافة فيها، وهو عضو مجلس اتحاد الكتاب العرب، وصدر له خمسة كتب في مجال قضايا الدراسات الفلسفية والفكرية، منها أساطير الشرق.. الخلق.. الخلود والإمام الغزالي بين العقل والنقل وفلسفة التصوف في الأديان، ولديه العديد من المقالات والمقابلات الإذاعية والمتلفزة.

 حنان سويد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

العمل الجماعي استحقاق عالمي

العمل الجماعي استحقاق عالمي

تؤكد دولة الإمارات أهمية مكانتها كقطب عالمي رائد، وسط حرص واسع من مختلف الدول على الاستفادة من نموذجها العصري وتوجهاتها المستقبلية، كما أن تأثيرها يبدو جلياً من خلال سعي أكثر الدول نهضة وتطوراً وعراقة إلى مضاعفة التعاون وتنويع مساراته وعقد الشراكات معها، وعلى تواجدها في جميع القمم الكبرى للاستفادة من رؤيتها ونهضتها الشاملة بفعل ما تعتمده من حداثة وتطوير في كافة المجالات بفضل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، ونظرة سموه الثاقبة التي تحدد المسارات الواجبة الاتباع نحو عالم أفضل كما بيّن سموه خلال المشاركة في جلسة قمة مجموعة السبع بشأن الذكاء الاصطناعي والطاقة تلبية لدعوة معالي جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية التي تترأس بلادها أعمال قمة المجموعة، إذ أكد سموه خلال كلمته في الجلسة التي عقدت تحت عنوان “الطاقة والذكاء الاصطناعي .. أفريقيا وإقليم البحر الأبيض المتوسط”: “أن العالم يمر اليوم بالعديد من التحديات التي تنعكس بشكل أكبر على منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية خاصة في مجال الطاقة”، ومشيراً للآلية الواجبة بالقول: “إن المطلوب منا جميعاً التعامل مع هذا التحدي من خلال التعاون والعمل على تسخير التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي في تقديم حلول مستدامة”، وكذلك تأكيد سموه على المساهمة في تعزيز الجهود الهادفة والمشتركة مبيناً: “حرص الإمارات على إيجاد منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي سواء من خلال البرامج والتشريعات أو المبادرات والشراكات مع الأصدقاء بما يسهم في توظيف هذه التقنيات في إيجاد الحلول الفاعلة لاستدامة الطاقة وضمان أمنها وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وكذلك الانتقال العادل والمنطقي في قطاع الطاقة، وذلك انطلاقا من “اتفاق الإمارات للمناخ” الذي كان نموذجا للتعاون وتضافر الجهود الدولية”.
صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، أكد التطلع “لمرحلة جديدة من العمل الجماعي تضمن التعامل المسؤول مع التقنيات الناشئة حتى لا تكون مدخلاً لاتساع الفجوة التنموية بين دول العالم أو سبباً في تصاعد الاستقطاب الدولي بل تصبح رافداً للتنمية المستدامة والأمن والازدهار للجميع”، وهي مواقف تعكس مسعى الإمارات الحضاري الذي يؤكد حق جميع الدول في امتلاك المقومات العصرية للتنمية، وتبين في الوقت ذاته دقة توجهاتها القائمة على الحداثة والتطوير وتفرد نموذجها، فالتحالف التنموي مع الإمارات كفيل برفع الطموحات وحل التحديات، كما أن ما يتم إنجازه بفضل جهودها وعزيمتها في ملفات كبرى مثل المناخ والطاقة والاستدامة وغيرها يعكس تميز نموذجها وأهمية التزامها الثابت بدعم العمل المتعدد الأطراف وهو ما يعزز حضورها القوي كمحرك عالمي نحو المستقبل الذي تريده أن يحقق تطلعات جميع الشعوب.


مقالات مشابهة

  • راشد عبد الرحيم: ضربة في الرأس
  • 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
  • لماذا لم يفهم العرب لسان القرآن العربي المبين؟!
  • العمل الجماعي استحقاق عالمي
  • مصروفات وبرامج جامعة برج العرب التكنولوجية 2024 لطلاب الدبلوم والثانوي
  • د.كهلان الخروصي: هذه الأيام فيها بشارات للمؤمنين ما يبعث في نفوسهم الطمأنينة وما يحملهم واجب النصرة لإخوانهم المجاهدين
  • اتحاد الكتاب العرب ينعي المؤرخ السوري عبد الكريم رافق
  • الخرطوم تحتضر.. كيف سيتعرف عليها سكانها بعد الحرب؟
  • مصر تسافر مع الشيطان
  • دريان في رسالة الاضحى المبارك: علينا أن نتمسك باتفاق الطائف الذي يصون الدولة