حيروت – خاص

 

كتب السياسي أزال عمر الجاوي مقالاً بعنوان

“الأخ الرئيس إذا كان الكلام من فضة ” انتقد فيه خطابي رئيس المجلس السياسي في سلطة صنعاء مهدي المشاط الأخيرين بخصوص المبيدات الزراعية ، وخطاب الوحدة اليمنية الذي تطرق فيه المشاط للقضية الجنوبية واستحقاقات المرحلة مع السعودية .

 

ولفت الجاوي في مقاله الذي نشره على حسابه في منصة إكس ، إلى كبوتين ظهرتا خلال خطاب المشاط ، في يومين متتابعين ، مشيراً إلى أنه كان يستحسن تجنبهما في هذا الظرف الحساس الذي تعيشه البلاد .

 

وبشأن خطاب المبيدات ، قال الجاوي بأنه لم يكن ينبغي ومن الأساس الخوض في هذا الموضوع الفني التخصصي وتركه للمختصين سواء الزراعيين منهم أو الكيميائيين ، أما بخصوص خطاب الوحدة فقد انتقد الجاوي ماجاء في خطاب المشاط بشأن أمرين أولهما القضية الجنوبية ومحاولة نفي خصوصيتها كقضية مستقلة ، وثانيهما استجداء المشاط للسعودية للمضي قدماً في الإستحقاقات رغم تغير المعادلة التي فرضتها أحداث غزة ..

 

حيروت الإخباري يعيد لمتابعيه نشر المقال

 

 

الأخ الرئيس

إذا كان الكلام من فضة ..

 

كان للأخ والصديق العزيز فخامة الرئيس مهدي المشاط كبوَتان في يومين متتابعين كان يستحسن تجنبهما في هذا الظرف الحساس الذي تحصى فيه أنفاس السلطة في صنعاء ليس من الأطراف السياسية الداخلية والخارجية فحسب ، بل أيضاً من الشعب والمواطنين البسطاء في ظل فقر ومعاناة وغليان غير مسبوق في تاريخ بلادنا المعاصر.

 

– الكبوة الأولى في خطاب ( المبيدات ) وبعيداً عن الأخطاء في المعلومات التي أدلى بها الأخ الرئيس ،لم يكن ينبغي ومن الأساس الخوض في هذا الموضوع الفني التخصصي وتركه للمختصين سواء الزراعيين منهم أو الكيميائيين أو القانونيين فهذا الموضوع ليس لرئاسة الجمهورية أي حق في التدخل فيه بقرارات سياسية ،كما لم يكن من المفترض أن يظهر الرئيس انحيازه المطلق مع التاجر ضداً عن كل تقارير الفنيين المحليين والدوليين وأوامر القضاء .

 

-الكبوة الثانية : في خطاب عيد ٢٢ مايو وفي هذا موضوعين :

١-في موضوع القضية الجنوبية ومحاولة نفي خصوصيتها كقضية مستقلة بذاتها واعتبارها إشكالية ضمن إشكاليات الشمال الأخرى المرتبطة بالنظام السابق في تلميح غير موفق للقفز عليها وتجاوزها وهو مايستفز جميع الجنوبيين الوحدويين قبل الإنفصاليين .

 

٢-استجداء المملكة العربية السعودية في المضي قدماً في الإستحقاقات المتفق عليها مابعد الهدنة ( بشكل أخص الإستحقاقات المالية ) رغم معرفة القاصي والداني أن أحداث غزة ومساندة صنعاء لها قد غير المعادلة بالكامل ،فقد أصبحت المعادلة اليوم ( ايقاف الحرب من قبل صنعاء مقابل عدم سماح المملكة للغرب باستخدام أراضيها لمهاجمة صنعاء ) وأن أكثر من هذا السقف أصبح متعذراً في المدى المنظور وهو ماجعل صنعاء تبدو ضعيفة إلى درجة الإستجداء العلني في خطاب رسمي رغم معرفتها بعدم الإستجابة بل ومعرفتها أن يديها مغلولة عن عمل أي شيء تجاه ذلك حالياً وإلى أجل غير مسمى .

 

الكبوة الأولى أظهرت صنعاء انها غير مكترثة برعيتها في مناطق نفوذها وتتعامل على مستوى رئاسة الجمهورية بخفة في أمورهم الحياتية وفي مصائرهم ، والكبوة الثانية أظهرت صنعاء أنها تسعى للقفز على القضايا والإشكاليات الوطنية لا حلها ،بل وتستفز وبتعمد شركاء الوطن والوحدة ، وأخيراً استجداء السعودية في خطاب علني أظهر صنعاء أنها أيضاً لا تفقه شيئاً في التعامل الدولي وفي قراءة ودراسة النتائج قبل القيام بأي أفعال .

 

خلاصة :

الكبوات التي تسببت بها خطابات الأخ الرئيس كان يمكن تجنبها فقط لو تم تجاوز الحديث عنها في العلن ، “فالسكوت من ذهب ” دائماً ، او على الأقل سيكون كذلك خلال هذه المراحل الحساسة ، ومع ذلك فإن الحديث كشف عن خلل أعمق من مجرد كلمات الخطابات وأظهرت ان الإصلاحات الجذرية قد تأخرت كثيراً جداً .

 

وماشاء الله كان

 

#جمهورية_وحدة_ديمقراطية

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

الرياض عاصمة القرار السياسي في الشرق الأوسط

 

 

علي بن سالم كفيتان

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض في جولة شملت الدوحة وأبوظبي كانت بمثابة رسم خارطة جديدة للتحالفات في المنطقة ونهاية للفتور في العلاقات بين الرياض وواشنطن في عهد الرئيس السابق جو بايدن؛ حيثُ طغت لغة المال على لغة السياسة، ولا شك أنَّ سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، يعرف فك شفرة الرئيس ترامب وقدَّم المملكة برؤيتها الجديدة للعالم من باب المال والأعمال.

والحقيقة السياسية التي بدت من خلف الكواليس تقول لأمريكا إذا أرادت التطور السلام والتنمية والشراكة فبابها هو الرياض التي احتضنت قمة خليجية أمريكية، وإذا أرادت الحروب والدمار وخنق طرق التجارة العالمية، عليها أن تتبع تلابيب وحكومة نتنياهو الإرهابية المتطرفة، التي كلَّفت واشنطن مليارات الدولارات، ورسمت صورة سيئة للولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تنصِّب نفسها حاميةً للحريات وحقوق الإنسان والتعبير عن الرأي. ونعتقد أنَّ الرئيس ترامب كرجل أعمال سينحاز للسلام والتنمية والازدهار الاقتصادي أفضل من لغة الحروب والدمار، ولا نستبعد عقد صفقة مع إيران؛ إذ إنَّ ترامب بات يؤمن أكثر من أي وقت مضى بأنَّ على إسرائيل التي لا تستمع له أن تخوض معركتها منفردة، وأن ذلك جليًا من خلال اتفاق وقف إطلاق النار مع صنعاء بعيدًا عن إسرائيل.

لعلها كانت الفرصة الكاملة لشرح تطلعات منطقة الشرق الأوسط للسلام مع رئيس أمريكي يؤمن بوقف الحروب، ويتبنى لغة الصفقات التجارية بين أمم وشعوب العالم لحل الأزمات، وما حصل عليه خلال جولته هذه كان خير شاهد على اختيار عرب الخليج الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الباب الذي يُمكن الولوج منه لحل نهائي للقضية الفلسطينية؛ فالرئيس ترامب هو الزعيم الأمريكي الوحيد الذي لديه القدرة على فرض السلام على الكيان الصهيوني في الوقت الحاضر.

إنَّ إقناع الرياض الرئيس ترامب برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا منذ عقد من الزمن، يُعد اختراقًا كبيرًا للعقلية الأمريكية التي دأبت على إلصاق تهمة الإرهاب بالمشرق العربي الذي عانى من ويلات الحروب والتشريد والحصار؛ فعودة الحياة إلى دمشق مجددًا هي استعادة النبض لعاصمة مُهمة، طالما شكلت محورًا مُهمًا في عالمنا العربي. وكُل مُحب للخير يرى في ذلك إنجازًا عظيمًا حققته هذه الزيارة مهما كانت كلفتها؛ حيث إنَّ عودة سوريا إلى الحضن العربي ورجوع ملايين اللاجئين إلى بلادهم لا يُقدَّر بثمنٍ، ولا شك أن سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز راهن بكل ثقله على ذلك، فما لم تحققه القمم العربية ولا قرارات الأمم المتحدة حققه بن سلمان في صفقة واحدة، وساهم في إحياء قطر عربي رزح تحت الظلم والطغيان لعقود.

العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية مُهمة لكل شعوب العالم؛ كونها القوة العظمى الوحيدة، فقد رأينا توقيع الصين لاتفاق الرسوم الجمركية مع أمريكا والوصول لحل وسط يُرضي الطرفين، رغم قوة الصين وأهميتها الاقتصادية التي تطمح لبلوغ سقف الاقتصاد العالمي، إلّا أنها آثرت الصُلح مع المارد الأمريكي، والتجاور معه بلغة المال التي يُفضِّلها ترامب على لغة التصعيد والحرب الاقتصادية التي سوف تعصف بالعالم وتتسبب في أزمات جديدة. لهذا لا نرى عجبًا ولا استنكارًا أن يتفاهم عرب الخليج بذات اللهجة مع ترامب لحماية استقرار المنطقة ونموها وازدهارها؛ فالكثير من المُنادين بالمناكفة لا يعون العواقب.

للأسف لم تنل القضية الفلسطينية حسب الظاهر الاهتمام الذي توقعناه من هذه الزيارة؛ حيث كنَّا نأمل إعلان اعتراف أمريكي بالدولة الفلسطينية من قلب جزيرة العرب وتراجعها عن حماية الكيان الصهيوني سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا ووقف الحرب الوحشية والتطهير العرقي الممنهج في قطاع غزة وقضم الأراضي في الضفة الغربية. وبيَّنت قطر أنَّها تحمل همَّ هذا الملف وأوصلته بمهنية إلى الرئيس ترامب، وعسى أن نرى تطورًا لافتًا خلال الأيام المقبلة وخاصة بعد إطلاق الأسير الأمريكي الجنسية عيدان ألكسندر كبادرة حُسن نية من حركة المقاومة الإسلامية حماس تزامنًا مع الزيارة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الرياض عاصمة القرار السياسي في الشرق الأوسط
  • برلماني: خطاب الرئيس السيسي في قمة بغداد يُجسد موقف مصر الثابت تجاه فلسطين
  • أسامة السعيد: خطاب الرئيس السيسي تجسيد حي لدور مصر التاريخي في دعم القضايا العربية
  • انتخابات البرتغال: طريق شاق نحو الاستقرار السياسي في ظل انقسام الأحزاب
  • «صباح البلد» يستعرض مقال إلهام أبو الفتح : الاستباق أهم
  • المسلماني: خطاب الرئيس السيسي في قمة بغداد عبر عن ضمير 400 مليون عربي
  • "المسلماني": خطاب الرئيس السيسي في قمة بغداد عبر عن ضمير 400 مليون عربي
  • "المصريين الأحرار": خطاب الرئيس السيسي في قمة بغداد يجسد ضمير الأمة ويؤسس لتحرك عربي موحد
  • مستقبل وطن: خطاب الرئيس السيسي في قمة بغداد كشف ازدواجية المجتمع الدولي
  • نائبة: مشاركة الرئيس السيسي في قمة بغداد تعكس مكانة مصر وحرصها على التضامن العربي