كارتيل الموت في صنعاء يدافع عن المبيدات
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
اعتمر المشّاط بالكوفيه الفلسطينية وألاثها وقعطها وجلس فرداً على كرسي وثير يتحدث بصوت مرخوم مدافعاً عن تجارة المبيدات، قائلا بحذلقة المتعالم: ما عندي مشكلة أوزون ولا احترار مناخي.
لفَظَ جملته، بهسهسة الاصلات، مديناً الفوضى المغرضة من اثارة الموضوع في مملكته.
بالطبع لن يشعر المشاط بالتغيرات المناخية وليست موضوعه بالمرة، ولن يلتفت إلى التغيرات في موسم الأمطار وكميات المطر المتفاوتة والكوارث المصاحبة للسيول وعدد موجات الجفاف والأعاصير المتناوبة على اليمن وتراجع الغطاء النباتي وهجوم الجراد المتكرر.
هذه المؤشرات لا تعنيه هو وجماعته شيئا. مثلها مثل هذه الارض التي لا تعنيهم إلا من باب السياسة واعتلاء سدة الحكم والتمسيد. بل ان انتشار الكوليرا في مستشفيات العاصمة صنعاء لا تعنيه إذا تتعمد سلطته عدم اصدار شهادة إصابة بالمرض وتتجاهل الإصابات والوفيات.
لكن لماذا، ليس فقط نكران خطورة استخدام المبيدات وتفشي الاتجار بها دون ضوابط في مملكة الحوثي الربانية، انما الدفاع المستميت، من اعلى مستويات السلطة، عن هذه التجارة السامة؟
ليس جديدا التلاعب بتجارة المبيدات في اليمن. وهي تجارة خاصة بالمهربين قبل الحاصلين على تراخيص رسمية.
مهدي المشاط يبرر بيع المبيدات المحرمة دوليا أن اليمن ليس لديها مشكلة مع طبقة الأوزون أو الاحتباس الحراري! pic.twitter.com/16CGhLAe8z
— يمن مونيتور (@YeMonitor) May 23, 2024
لكن الجديد هو ان السلطة الحالية في صنعاء هي سلطة قادمة من محافظة صعدة واذا لم نقل السلطة الحوثية فسنقول السلطة الصعداوية.
وهذه المحافظة الحدودية ادت دورا محددا في الاقتصاد اليمني لموقعها المرشِّح للسلع والأموال بين بلدين يمتازان بالتفاوت الصارخ في المداخيل وطبيعة الاقتصاد وتوزيع الثروة.
وصعدة بهذا هي خط حدودي للتهريب بدرجة رئيسية واقتصادها الفعلي، وليس الاسمي الزراعي، قائم على الاقتصاد غير الرسمي وغير المقيد والمختص بالتهريب والسلع المنوعة.
وارباب المال هناك العاملين في التجارة كونوا- في اغلبهم حرصا على تحري الصدق وليس جميعهم- ثروة متراكمة من التهريب وبيع السلاح حتى برز منهم تجار سلاح على المستوى الاقليمي والدولي وردت اسمائهم في تقارير اللجان الدولية والأممية في قضايا تهريب سلاح لجماعات متطرقة واشعال الحروب في القرن الأفريقي.
هذا اولا. أما ثانياً فإن الجماعة الحوثية هي جماعة متمردة في الأساس. والجماعات المتمردة، بالتعريف، تتبع ديناميكية واحدة تبدأ بتنفيذ عمليات غير قانونية تهدف من خلالها انتزاع أسلحة وأدوات قوة من السلطات العامة لذا تلجأ إلى الإغارة وممارسة التهريب والاشتغال على بيع الممنوعات بكل أنواعها.
وليس غريبا عن الجماعات المتطرفة والمتمردة أن تصنف طرفا فاعلا في تجارة المخدرات والممنوعات (العاب نارية، ادوية زائفة، تهريب عملات، منتجات مزيفة، تجارة بشر وتجارة تمس التنوع الحيوي كبيع الاشجار والحيوانات النادرة) والمحروقات في حال تفاوت اسعارها بين البلدان المتجاورة. حتى ان اشهر اعضاء القاعدة في الصحراء الكبرى التصق اسمه بسجائر مالبورو.
وبهذا فإن التهريب يشكّل عصب هذه الجماعة المتمردة وقد نشأت عليه وعرفت منافعه السهلة والسريعة خصوصا أن التهريب تجارة (غير قانونية) تدر أرباحا كبيرة تدفع الأفراد العاديين إلى تجاهل المخاطر الجمة. فما بالكم إذا كانت الجماعة تتغذى على دوافع سياسية وأيديولوجية.
لذا لن يكون بوسع الجماعة الحوثية الصعداوية التخلي عن التهريب الذي كان أساسا كبيرا وفاعلا في نشاطها ونموها وتغولها.
ثم أن الوضع في اليمن اصبح يشبه، إذا لم يكن يتجاوز، الحالة في بعض دول أمريكا اللاتينية حيث يصعب هناك مكافحة تجارة المخدرات أو الممنوعات نتيجة التداخل الكبير جدا بين المافيا والنظام الحاكم.
وفي اليمن غدت الصيغة في مناطق الحوثي هي ان الدولة هي المافيا والمافيا هي الدولة. ولا فكاك بينهما فما هو المتوقع من كارتيل مافيوي وصل إلى سدة الحكم واستولى على العاصمة وثلث البلاد.
*نشر على صفحته في فيسبوك
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقفWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
الله يصلح الاحوال...
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: جماعة الحوثی فی الیمن فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
اتفاق وشيك؟: تحركات سعودية إماراتية للتفاوض مع الحوثيين والمبعوث الأممي يكشف المسار
رئيس وفد صنعاء ووزير الدفاع السعودي (وكالات)
في تطور لافت قد يرسم ملامح نهاية أطول حروب المنطقة، كشف المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن تحركات دبلوماسية غير مسبوقة تقودها الأمم المتحدة لعقد اتفاق شامل بين السعودية والإمارات من جهة، وجماعة الحوثيين من جهة أخرى، مستفيدين من اختراق أمريكي مفاجئ أنهى إحدى أكبر العقبات أمام مسار السلام.
غروندبرغ أوضح، في بيان نشره على حساباته الرسمية، أنه أجرى اجتماعات مكثفة في الرياض مع مسؤولين سعوديين وإماراتيين، في خطوة تُعد الأولى من نوعها بانضمام أبوظبي رسميًا إلى طاولة الوساطة، بعدما ظلت المشاورات تدور بشكل رئيسي مع الرياض فقط.
اقرأ أيضاً تحذير هام من مخطط عسكري شامل يطوّق مصر ويهدد أمنها من كل الجهات 27 مايو، 2025 مفاجآت مذهلة لجسمك بعد تناول 4 بيضات يوميًا لمدة أسبوعين 27 مايو، 2025اللقاءات جاءت في أعقاب اتفاق سري ومفصلي بين واشنطن وصنعاء، يُعتقد أنه أزال العقبة الأهم التي كانت تعرقل أي تقدم جوهري في ملف التفاوض، مما دفع بالأمم المتحدة إلى استئناف حراكها السياسي بكل ثقلها.
المبعوث الأممي شدد على أن أي تقدم سياسي مشروط بوقف التدهور الاقتصادي في اليمن، معتبراً الاستقرار الاقتصادي ركيزة أساسية لبناء سلام دائم. وأضاف أن هناك "مساراً عمليًا قابلًا للتطبيق" بات أمام الأطراف، لكنه بحاجة إلى التزامات واضحة وتنازلات متبادلة.
وتزامن هذا الحراك مع مبادرة سياسية طرحتها صنعاء خلال خطاب رسمي للرئيس مهدي المشاط في ذكرى 22 مايو، أبدى فيه استعدادًا للعودة إلى التفاوض مع دول التحالف، ما يعزز من احتمالية حدوث اختراق تاريخي في المشهد اليمني المعقد.
هل نشهد سلامًا حقيقيًا؟:
انضمام الإمارات إلى المفاوضات، بعد سنوات من تباعد الأدوار، يُعد مؤشرًا قويًا على تحول جذري في مواقف أطراف الحرب التي اندلعت عام 2015. ورغم استمرار بعض التحركات العسكرية لفصائل موالية في الداخل، إلا أن المشهد الإقليمي يوحي بأن الفرصة هذه المرة قد تكون مختلفة.