في ذكرى "فرمان مصر".. كيف تخلصت مصر من سلطة العثمانيين؟
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في مثل هذا اليوم من عام 1841، أصدر السلطان العثماني عبد المجيد الأول فرمانًا حاسمًا غيّر مجرى تاريخ مصر، هذه الوثيقة الرسمية، المعروفة بفرمان مصر، منحت محمد علي باشا وأسرته حق حكم مصر والسودان بشكل شبه مستقل عن السلطنة العثمانية. ومع حلول ذكرى صدور هذا الفرمان، نستعرض في هذا التقرير التاريخي أسباب صدوره، بنوده، والنتائج المترتبة عليه، وتأثيره على مسار الأحداث في مصر والمنطقة.
برز محمد علي باشا كقائد عسكري وإداري بارع بعد توليه حكم مصر عام 1805. قام بتحديث الجيش وبناء أسطول بحري قوي، ونجح في حملاته العسكرية في بلاد الشام والحجاز، كما سعى محمد علي إلى تحديث مصر من خلال إصلاحات إدارية وعسكرية واقتصادية وثقافية، مما جعلها مركزًا اقتصاديًا وعسكريًا قويًا، بالإضافة إلى ذلك أقام علاقات مع الدول الأوروبية، مما عزز مكانته الدولية وأثبت أنه قائد قادر على مواجهة التحديات والتعامل مع القوى الكبرى.
عانت الدولة العثمانية من صعوبات اقتصادية وعسكرية وسياسية، وكان ضعفها واضحًا أمام التحديات الداخلية والخارجية، وأدركت السلطنة أن محمد علي باشا، بقوته العسكرية والاقتصادية، يمكن أن يكون حليفًا هامًا لدعم استقرار الإمبراطورية العثمانية، خاصة في ظل تهديدات القوى الأوروبية.
سعت الدول الأوروبية، خاصة فرنسا وبريطانيا، إلى الحفاظ على نفوذها في مصر والمنطقة. رأى بعضهم في محمد علي باشا حليفًا محتملاً يمكنه مواجهة التهديدات المشتركة،÷ كما لعبت القوى الأوروبية دورًا في الضغط على السلطنة لمنح محمد علي المزيد من الحكم الذاتي لضمان استقرار المنطقة والتوازن في العلاقات الدولية.
منح محمد علي باشا حق توريث منصب حاكم مصر والسودان لأبنائه من بعده، مما ضمن استمرارية حكم أسرته وسيطرة مستقرة على البلاد.
الحكم الذاتيتمتع محمد علي باشا بصلاحيات واسعة في حكم مصر، بما في ذلك:إنشاء جيش خاص مستقل عن الجيش العثماني.جمع الضرائب مباشرة من المصريين.إصدار القوانين والإجراءات اللازمة لإدارة البلاد.الالتزامات الماليةالتزم محمد علي باشا بدفع جزية سنوية للسلطنة العثمانية كعلامة على الولاء والتبعية الرسمية.
توفير قوات عثمانية عند الحاجةكان على محمد علي تقديم قوات لدعم السلطنة عند الحاجة، مما يعكس الالتزام المتبادل بين الطرفين.
النتائج المترتبة على فرمان مصرتعزيز حكم محمد علي باشا: ساهم الفرمان في شرعية محمد علي باشا وتثبيته في السلطة، مما سمح له بالاستمرار في إصلاحاته وتحديثه للبلاد، وتحقيق رؤية مصرية حديثة ومستقلة.ازدياد نفوذ محمد علي باشا: عزز الفرمان من مكانته كقوة إقليمية هامة وأصبح لاعبًا رئيسيًا في السياسة الشرق أوسطية، مؤثرًا على العلاقات الإقليمية والدولية.توترات مع الدولة العثمانية: أدت ازدياد قوة محمد علي باشا إلى توترات مع السلطنة، التي سعت إلى استعادة سيطرتها على مصر. هذا الصراع أدى إلى مواجهات عسكرية، أبرزها حملة السلطان العثماني لاستعادة السيطرة عام 1839.تمهيد الطريق للحكم الأسري: مهد الفرمان الطريق لقيام أسرة محمد علي باشا بالحكم في مصر، حيث استمرت الأسرة في حكم البلاد حتى عام 1952، مما شكل فترة طويلة من الاستقرار النسبي والتطور. نهاية فرمان مصرالحماية البريطانية: احتلت بريطانيا مصر عام 1882، مما أدى إلى تقييد صلاحيات أسرة محمد علي باشا بشكل كبير. بمرور الوقت، أصبحت مصر تحت السيطرة البريطانية المباشرة.إلغاء الفرمان: ألغت بريطانيا "فرمان مصر" رسميًا عام 1914 وأعلنت الحماية على مصر، مما أنهى حكم أسرة محمد علي باشا بشكل نهائي وغير مسار البلاد إلى فترة جديدة من الاحتلال الأجنبي.
في ذكرى صدور فرمان مصر، نتذكر كيف شكل هذا الحدث نقطة تحول رئيسية في تاريخ مصر الحديث. هذه الوثيقة لم تكن مجرد اتفاق سياسي، بل كانت الأساس الذي بنيت عليه الدولة المصرية الحديثة تحت حكم أسرة محمد علي باشا. من خلال الإصلاحات والتحديثات، وضعت مصر على طريق التنمية والتطور، مما جعلها قوة إقليمية هامة. ومع ذلك، كانت هذه الفترة أيضًا مليئة بالتحديات والصراعات، والتي انتهت بتدخل القوى الأوروبية واحتلال بريطانيا لمصر. يعكس فرمان مصر التغيرات السياسية والاجتماعية الكبيرة في تلك الحقبة، ويظل جزءًا مهمًا من التاريخ الذي يستحق الدراسة والتأمل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السلطان العثماني فرمان مصر محمد علي باشا عبد المجيد الأول تاريخ مصر فرمان مصر
إقرأ أيضاً:
الصفدي يطلع على الانجازات التي حققتها سلطة إقليم البترا
صراحة نيوز ـ أطلع رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي خلال زيارته اليوم الخميس، سلطة إقليم البترا التنموي السياحي على الإنجازات التنموية والسياحية التي حققتها السلطة في البترا، وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين مجلس النواب والسلطة لدعم الجهود الوطنية في سيادة القانون والتنمية في البترا وتطوير المنتجات السياحية في الإقليم.
وقدم البريزات شرحاً مفصلاً حول الجهود التي تبذلها السلطة لتنظيم الموقع الأثري في البترا، بما ينسجم مع معايير الحفاظ على مواقع التراث العالمي التي تضعها منظمة اليونسكو، وضمان استدامة الموقع الأثري.
وأكد، أن سلطة إقليم البترا وضعت نصب عينيها منذ تأسيسها تحقيق التوازن بين حماية الإرث الحضاري الفريد للمدينة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المحلية، مشيراً إلى أن حملة “سيادة القانون والتنمية” التي نفذتها السلطة شكلت محطة مفصلية هامة في الحفاظ على البترا من الممارسات الخاطئة داخل الموقع الأثري، بما يضمن سلامة الزوار واحترام خصوصية المكان التاريخي.
وتطرّق البريزات، خلال اللقاء، إلى الثقافة البدوية العريقة في منطقتي البترا ووادي رم، والتي حظيت باعتراف دولي عندما أدرجتها منظمة اليونسكو على قائمة التراث الثقافي غير المادي عام 2008، باعتبارها أحد أوجه التنوع الثقافي الإنساني.
وأشار إلى أن الثقافة البدوية ليست فقط موروثاً يجب الحفاظ عليه، بل تمثل عنصر جذب سياحي أصيل يسهم في إثراء تجربة الزائر وتعميق فهمه للهوية الأردنية، وعملت السلطة على إدراجها ضمن الخارطة السياحية من خلال “بيت الشعر البدوي” في تجمعات اللواء كافة.
وثمّن البريزات حجم الاستثمارات التي يقوم بها أبناء وادي موسى في القطاع السياحي، والتي تعكس وعياً متقدماً من المجتمع المحلي بأهمية الشراكة في إدارة القطاع، وتوفير خدمات نوعية تلبي تطلعات الزوار وتعزز من مكانة البترا كمقصد عالمي.
وأعرب الصفدي، خلال الزيارة التي رافقه فيها النائب يوسف الرواضية والنائب مصطفى الخصاونة عن تقديره الكبير للجهود التي تبذلها سلطة إقليم البترا، مشيداً بالنموذج الذي تقدمه في إدارة المواقع السياحية بما يحافظ على الإرث الحضاري ويضمن استفادة المجتمعات المحلية.
وأكد، استعداد مجلس النواب لدعم التشريعات والمبادرات التي تعزز من مكانة البترا وتدفع بعجلة التنمية في الإقليم