مسقط- الرؤية

اختتمت فعاليات معرض تكاتف الخليجي في نسخته الثانية في فندق موفينبيك غلا، والذي تم تنظيمه بشراكة استراتيجية مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وغرفة تجارة وصناعة عمان، وبلدية مسقط، وبمبادرة من شركة لنكس للتنظيم المعارض والفعاليات، بإدارة صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد.

وهدف المعرض إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الترويج لمنتجاتها وخدماتها، ووفر منصة لتبادل الخبرات والمهارات بين المشاركين، وخلق فرص تجارية وتعاون مشترك، وشارك في المعرض هذا العام 148 مشروعًا عمانيًا، بالإضافة إلى عدة مشاريع من مختلف دول الخليج.

وقالت صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد: "الهدف من هذا المعرض هو ترويج منتجات الصغيرة والمتوسطة المحلية، وأيضاً لتبادل الثقافي والتجاري ما بينهم وبين المؤسسات الصغرى في دول الخليج، والجديد في هذا المعرض أننا قمنا بتوفير دورة تدريبية مجانية لكل المشاركين في معرض تكاتف الثاني، وهذه الدورة كانت عن تسويق المشاريع وإدارة الأعمال".

وأوضحت إيمان ميرزا المشاركة من دولة البحرين: "هذه كانت المرة الثانية في مشاركتي في هذا المعرض، ونحن متخصصون في البليزرات الرسمية، ولدينا مجموعة كبيرة من الألوان التي نوفرها للزبائن، كما قدمنا كولكشن خاص لزبائن المعرض."

من جهته قال الخليل الرواحي من شركة إرث أن هذه كانت مشاركته الثانية في معرض تكاتف، مضيفاً: "حاولنا أن نتميز في الزيوت العطرية التي قدمناها بكفاءات عالية ونافسنا فيها منافسة شريفة للشركات العمانية، ولدينا توجه أن نكبر يوم بعد يوم، ونستمر لأجل أن نحقق أهدافنا."

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمة تأكل أكثر مما تقرأ!

حمود بن سعيد البطاشي

 

يُحكى أن معرضًا للكتاب أُقيم في إحدى الدول العربية، وتم الترويج له بكثافة عبر القنوات التلفزيونية والإذاعات والمواقع.. جهَّز المنظمون آلاف العناوين في شتى المجالات، واستُدعيت دور النشر، وازدانت القاعات استعدادًا لاحتضان الزوار.

وبعد انتهاء المعرض، أُجريت إحصائيات دقيقة فكانت الصدمة الكبرى: عدد الكتب المباعة لا يتجاوز 30 كتابًا فقط، بينما بلغت مبيعات المقاهي والمطاعم داخل المعرض آلاف الطلبات؛ ما يقرب من 2000 ساندويتش شاورما، 4 آلاف برجر، 2000 كوب قهوة، ناهيك عن العصائر والحلويات. مشهد جعل الكتاب يختفي خلف رائحة الشاورما، وحروف الفكر تُهزم أمام مذاق الكريمة.

هنا نتوقف ونسأل: هل ما زالت أمة "اقرأ" تقرأ؟

المؤسف أن ما حدث ليس حالة نادرة؛ بل أصبح واقعًا يتكرر. وأصبح الذهاب لمعرض الكتاب مناسبة لالتقاط الصور، وتوثيق الحضور، وربما تذوق القهوة من كشك جديد، أما الكتب؟ فيبقى مصيرها الانتظار على الأرفف حتى تنتهي الفعالية.

إنها أزمة وعي لا أزمة وقت. فحين تأكل الأمة أكثر مما تنتج، وتستهلك أكثر مما تزرع، وتنام أكثر مما تعمل، وتتكلم أكثر مما تفعل، فاعلم أن الكارثة لا تكمن في شحّ الموارد، بل في ضياع الأولويات.

أصبح البرجر والشاورما أهم من 1000 كتاب!

تغيب العقول وتنتفخ البطون. وكلما زاد انشغالنا بالاستهلاك، كلما قلّ تفكيرنا بالإنتاج. ثقافة الوجبات السريعة انتقلت من الطعام إلى الفكر، فصار كثيرون يريدون "معلومة سريعة" في مقطع قصير بدلًا من قراءة كتاب يمنحهم فهمًا عميقًا.

نحن لا نرفض الطعام، بل نستنكر أن يصبح هدف الزيارة إلى معرض كتاب هو ملء المعدة لا تغذية العقل. نحن لا نلوم من أكل، ولكن نأسف على من ترك غذاء الفكر جانبًا.

المعادلة في العالم المتقدم واضحة: الكتاب أولًا، لأنهم يؤمنون أن بناء الإنسان يبدأ من عقله. أما نحن، فقد خذلنا الحرف، وخذلنا أنفسنا، وبتنا نعيش في استهلاك يومي لا يضيف لحياتنا شيئًا سوى التخمة.

فمتى نفيق؟

حين نُعيد للكتاب هيبته، وللمعرفة قيمتها، ونربّي أبناءنا على السؤال لا على الشبع، وعلى البحث لا على الترف، سيكون لدينا مجتمع قادر على النهوض. فالأمم لا تتقدم بكثرة المطاعم، بل بغزارة الفكر.

وفي الختام.. إذا كان بيع 30 كتابًا في معرض ضخم مجرد تفصيل صغير؛ فاعلم أن مصير الأمة ليس بيد جيوشها ولا اقتصادها؛ بل بيد وعيها.. فإن جاعت العقول، ساد الظلام، حتى وإن امتلأت البطون.

مقالات مشابهة

  • رئيس جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في زيارة لمطروح
  • وزيرة البيئة تطلق دليل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الخضراء للتقييم الذاتي للأداء البيئي
  • البيئة تطلق دليل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الخضراء
  • وزيرة البيئة تطلق دليل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الخضراء والآلية الرقمية
  • أمة تأكل أكثر مما تقرأ!
  • هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة توقع مذكرة تفاهم مع صادرات البحرين
  • تفاصيل المرحلة الثانية لتبادل الأسرى بين الحكومة السورية وقسد
  • "منشآت" تُبرز تجربة المملكة الريادية في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة بجناح السعودية في إكسبو 2025 أوساكا
  • «مؤشر راك بنك» يؤكد التفاؤل الثابت للشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات
  • البنك الأهلي يحصد جائزة "الأفضل للشركات الصغيرة والمتوسطة"