الجزيرة:
2025-10-14@11:50:21 GMT

مجلة فرنسية: مستقبل أوروبا يتحدد في فلسطين

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

مجلة فرنسية: مستقبل أوروبا يتحدد في فلسطين

قالت مجلة "لوبس" الفرنسية إن تردد أوروبا فيما يتصل بالحرب في غزة سوف يعجل بخسارة نفوذها ومصداقيتها لدى العديد من دول "الجنوب العالمي"، وبالتالي عليها أن تتغلب على انقساماتها وتدافع عن القانون الدولي، لأن مستقبلها يتحدد اليوم في فلسطين.

هكذا قدمت المجلة لمقال مشترك بين النائب الأوروبي منير ساتوري والكاتب نويل بنشطريت انطلقا فيه من فكرة أن مستقبل أوروبا مربوط بما ستفعله في فلسطين، وأن الاتحاد الأوروبي إذا لم يتمكن من التغلب على الشلل والانقسامات فيه وإذا لم يستطع أن يفرض على حكومة إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء العنف والاستيطان في الضفة الغربية فورا مع حل الدولتين فسيفقد مصداقيته إلى الأبد.

ومع الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول بشرط احترام القانون الدولي والقانون الإنساني فإن ما حدث هو -حسب الكاتبين- فرض حصار كامل على قطاع غزة دون السماح حتى الآن بدخول كميات كافية من المواد الغذائية والمنتجات الأساسية، مما أدى إلى حالة من المجاعة شبه المعممة، وتم القصف والأعمال القتالية دون مراعاة للمدنيين، مما أدى إلى مقتل أكثر من 35 ألف شخص، أغلبيتهم العظمى من النساء والأطفال.

كما تم تهجير أكثر من 1.7 مليون من سكان غزة قسرا، وتركوا يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، وفي الوقت نفسه تم تدمير أكثر من نصف المباني في القطاع، فضلا عن معظم البنية التحتية المدنية الأساسية وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء.

كل هذا رافقته مواقف إسرائيلية معلنة لصالح طرد الفلسطينيين من غزة، وإعادة احتلال القطاع، والرغبة في جعله غير صالح للعيش، لدرجة أن محكمة العدل الدولية في لاهاي اعتبرت أن خطر الإبادة الجماعية قد يكون قائما في غزة، وفي الوقت نفسه تزايد التوسع العنيف للاستيطان غير القانوني بالضفة الغربية.

موقف أوروبي ضعيف

وتساءل المقال: كيف كان رد فعل الاتحاد الأوروبي في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية؟ ليوضح أن دول الاتحاد رغم توحدها في مواجهة الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا أصيبت بالشلل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب انقساماتها العميقة بشأن هذا الصراع.

وفي الأيام التي تلت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول ذهب رئيس البرلمان الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية إلى إسرائيل دون أي تفويض من المؤسسات الأوروبية، لتقديم دعم "غير مشروط" لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأعلن المجري أوليفر فارهيلي في المفوضية الأوروبية من جانب واحد -وبشكل غير قانوني تماما- تعليق مساعدات الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية، دون أدنى توبيخ أو عقوبة علنية.

ونبه المقال إلى موقف ألمانيا التي دعمت بشكل غير مشروط حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ومنعت الاتحاد من العمل للمساعدة في إنهاء المأساة الإنسانية بغزة، وكأن المحرقة النازية ما زالت تلقي بثقلها على الضمير الألماني الجماعي، مشيرا إلى أن الحكومة الألمانية بتسترها على جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بوضوح في غزة تسببت في إلحاق ضرر كبير بالاتحاد الأوروبي.

من جانبها، لم تكن الحكومة الفرنسية -حسب الكاتبين- على مستوى التحديات والمسؤوليات التي يجب أن تتحملها، ولأسباب سياسية داخلية مرتبطة بتزايد كراهية الأجانب في الرأي العام الفرنسي فضل الرئيس إيمانويل ماكرون دعم حكومة نتنياهو لفترة طويلة وكسر التقليد الدبلوماسي الفرنسي الذي كان متوازنا ومحترما، وأضعف بذلك موقف بلاده.

ورغم تمكن الاتحاد الأوروبي أخيرا من الموافقة على المطالبة بوقف إطلاق النار في نهاية مارس/آذار الماضي فإن موقفه بدا ضعيفا لغياب دعم العديد من رؤساء الدول والحكومات، بل إن أوروبا بقيت متخلفة عن الولايات المتحدة في فرض عقوبات على المستوطنين العنيفين بالضفة الغربية والوحدات العسكرية التي تدعمهم.

رافعات قوية

وإذا كانت أوروبا تبدو حتى الآن عاجزة وغير قادرة على التأثير في هذا الصراع -يقول الكاتبان- فهذا ليس لأنها لا تملك الوسائل، والدليل هو أنها أكبر ممول دولي لفلسطين على الإطلاق، كما أنها الشريكة الرئيسية لإسرائيل في مجالات التجارة والاستثمار وانتقال الأشخاص، كما تعد أيضا موردا مهما للأسلحة لإسرائيل من خلال ألمانيا، وبالتالي إذا لم تنجح أوروبا حتى الآن في ممارسة التأثير لإحلال السلام ودفع حل الدولتين فذلك لأنها لم ترغب في استخدام الأدوات القوية المتاحة لها.

ونتيجة لهذا الجبن -كما يصفه الكاتبان- فإن آلاف الأرواح مهددة في فلسطين، وقد يتعرض السلام بالمنطقة كلها للتهديد إذا استمرت حكومة نتنياهو في ارتكاب المجازر والانتهاكات، مع عواقب وخيمة محتملة على أوروبا من حيث الانقسامات داخل مجتمعاتها وتدفق المزيد من اللاجئين.

وحتى بعيدا عن الوضع الإقليمي فإن مكانة أوروبا في العالم أصبحت اليوم على المحك، لا في العالم الإسلامي وحده، بل في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث تمتد جذور انعدام الثقة في الغرب عميقا.

وفي هذا السياق، فإن الدعم غير المشروط المقدم لحكومة نتنياهو قد أدى إلى تحول شعوب الجنوب ضد أوروبا، وقد شهدنا ذلك بشكل خاص في الأشهر الأخيرة في منطقة الساحل، مع ما تترتب عليه من عواقب كارثية محتملة على المدى الطويل بالنسبة لأوروبا، حسب الكاتبين.

ولهذا السبب يرى الكاتبان أن مستقبل أوروبا هو الذي أصبح على المحك في غزة، متسائلين: هل تريد أوروبا أن تصبح قلعة معزولة تقاتل جميع جيرانها في الشرق والجنوب المتحالفين مع روسيا؟ أم تريد أن تصبح قارة منفتحة على العالم، خاصة على جيرانها على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الاتحاد الأوروبی حکومة نتنیاهو فی فلسطین فی غزة

إقرأ أيضاً:

كيف تُغذّي حرب نتنياهو على الإسلام معاداة السامية في أوروبا؟

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، مقالا للكاتبة والحقوقية التونسية سمية الغنوشي تحت عنوان "كيف تُغذّي حرب نتنياهو على الإسلام معاداة السامية في أوروبا؟"، تناولت فيه الخطاب الذي يستخدمه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في الغرب.

وأشارت الغنوشي إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة نتنياهو، تتحالف علنًا مع اليمين المتطرف الأوروبي، وتستخدم الإسلاموفوبيا كسلاح سياسي.

وتاليا ترجمة المقال كاملا:
وجّه وزير شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية في إسرائيل، عميحاي شيكلي، في الأيام الأخيرة دعوة للمتطرف اليميني البريطاني تومي روبنسون لزيارة إسرائيل. لم تكن هذه الدعوة مجاملة دبلوماسية، بل كانت احتضانًا أيديولوجيًا صريحًا.

فقد أشاد شيكلي بروبنسون واصفًا إياه بأنه “صديق حقيقي لإسرائيل والشعب اليهودي”، وامتدحه بوصفه “قائدًا شجاعًا في الخطوط الأمامية ضد الإسلام الراديكالي”. وتعهد عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا) بأنهما سيتعاونان لـ”بناء جسور أقوى من التضامن، ومحاربة الإرهاب، والدفاع عن الحضارة الغربية”.

لكن ما يحدث ليس تضامنًا، بل هو إستراتيجية؛ وإستراتيجية خطيرة.

تتحالف إسرائيل علنًا مع اليمين المتطرف الأوروبي، وتستخدم الإسلاموفوبيا كسلاح سياسي.
وقد بنى روبنسون مسيرته المهنية على التحريض ضد المسلمين في بريطانيا، وقاد الحشود في المدن ذات الطبقة العاملة، محولًا التعصب إلى عرض أدائي، والحكومة الإسرائيلية تكافئه الآن على ذلك.

تكاد تكون المفارقة توراتية: وزير يُفترض أنه معني بـ”مكافحة معاداة السامية” يحتضن القوى ذاتها التي أشعلت نيرانها.

وقد أثار هذا التحرك قلقًا بالغًا في أوساط الجالية اليهودية البريطانية؛ حيث وصف “مجلس النواب اليهودي“، أحد أبرز الداعمين لإسرائيل، روبنسون بأنه “بلطجي” يمثل “أسوأ ما في بريطانيا”. وفي بيان لافت، اتهم المجلس الوزير شيكلي بتجاهل الغالبية الساحقة من اليهود البريطانيين “الذين يرفضون رفضًا قاطعًا ومستمرًا روبنسون وكل ما يمثله”.

وأضاف “مجلس القيادة اليهودية” إدانته، محذرًا من أن مثل هذه التحالفات تقوض الجهود المبذولة لمكافحة التطرف وتعزيز التماسك المجتمعي.

انهيار أخلاقي
إن ما حدث ليس زلة دبلوماسية، بل انهيار أخلاقي: لحظة اختارت فيها القيادة الإسرائيلية الوقوف إلى جانب من حذّرت منهم المجتمعات اليهودية منذ زمن بعيد.

إن احتضان إسرائيل لروبنسون ليس فعلًا معزولًا؛ بل هو امتداد لرؤية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تصوّر الإسلام كعدو حضاري للغرب، ومن خلال تحالفها مع شخصيات يمينية متطرفة، تضع إسرائيل نفسها في طليعة “الحضارة الغربية” كخط الدفاع الأول ضد تهديد إسلامي متخيّل.

وقد بدأت العواقب بالظهور بالفعل؛ فقبل أسابيع فقط، قاد روبنسون مسيرة عنصرية غير مسبوقة في قلب لندن.

وأظهر تحقيق مصوّر مثير للقلق أجراه اليوتيوبر نيكو أوميلانا عددًا من المشاركين في المسيرة يطالبون بطرد المسلمين أو قتلهم. ووصفت إحدى النساء بفخر حملها السكاكين لاستخدامها ضد شخص أسود. فيما أعلن أحد المتحدثين الرئيسيين من على المنصة: “الإسلام هو عدونا الحقيقي. علينا التخلص من الإسلام”.

لم تكن هذه مجرد همهمات هامشية، بل كانت النغمة الأساسية للمظاهرة. والآن، يحتفي وزير في الحكومة الإسرائيلية بالرجل الذي قادها.

لطالما غذّى نتنياهو هذا المنطق؛ فقد ألقى باللوم في زيادة الانتقادات الأوروبية لإسرائيل  على “الأعداد الكبيرة من السكان المسلمين” فيها، مدعيًا أن “أوروبا تم غزوها عبر الهجرة غير المنضبطة”.
وحذّر القادة الأوروبيين قائلًا: “لا تطعموا التمساح، لأنه سيأتي إليكم بعد أن يلتهم إسرائيل”.

الإسلام هو التمساح في رواية نتنياهو، لكن التاريخ يروي لنا حقيقة أخرى: التمساح الذي التهم اليهود في أوروبا كان يرتدي الصليب المعقوف، لا الكوفية. الوحش الذي يغذّيه نتنياهو اليوم هو ذاته الذي طارد شعبه بالأمس.


ورثة الفاشية
إن هذا التقارب بين إسرائيل واليمين المتطرف ليس نزوة عابرة؛ ففي عام 2018، اعترف منتدى الشرق الأوسط، المعروف بتأييده المتشدد لإسرائيل، بتمويل الدفاع القانوني عن روبنسون وتنظيم مظاهرات “أطلقوا سراح تومي” في لندن.

عمل مدير المنتدى، غريغ رومان، في وزارتي الدفاع والخارجية الإسرائيليتين. أما رئيسه، دانيال بايبس، فقد وصفه مركز القانون الجنوبي للفقر بأنه “ناشط معادٍ للمسلمين”.

ذهبت إسرائيل إلى أبعد من ذلك في هذا العام؛ فقد رفعت الحظر الدبلوماسي عن ثلاثة من أكثر الأحزاب اليمينية تطرفًا في أوروبا – “التجمع الوطني” الفرنسي، و”فوكس” الإسباني، و”الديمقراطيون السويديون” – ودعتهم إلى مؤتمر في القدس. وقد قاطع قادة يهود من مختلف أنحاء أوروبا هذا الحدث تعبيرًا عن استيائهم، لكن إسرائيل بقيادة نتنياهو اختارت أصدقاءها: ورثة الفاشية.

وقد تجلى ذلك في تصاعد الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء بريطانيا، فما يقرب من 40 بالمائة من جميع جرائم الكراهية ذات الدوافع الدينية باتت تستهدف المسلمين، وسجلت وزارة الداخلية العام الماضي ارتفاعاً سنوياً بنسبة 25 بالمائة في جرائم الكراهية الدينية، وهو أعلى رقم منذ بدء تسجيل هذه الجرائم قبل أكثر من عقد من الزمن، فيما وثقت منظمة “تيل ماما” أكثر من 900 حادثة بين يونيو/ حزيران وسبتمبر/ أيلول من هذا العام، بما في ذلك هجمات على مساجد ومراكز إسلامية.

وفي الوقت ذاته، انفجرت موجات الإساءة عبر الإنترنت، مدفوعة بنظريات المؤامرة التي يروج لها ذات المؤثرين اليمينيين المتطرفين الذين تحتضنهم إسرائيل اليوم.

هذه ليست مجرد مصادفة؛ إنها عدوى. من تل أبيب إلى لندن، يتكرر نفس السيناريو: “إنهم يكرهوننا، يهددوننا، يجب أن ندافع عن الحضارة”.

وهذا السيناريو يتردد صداه في أوساط الساسة البريطانيين أنفسهم؛ ففي أعقاب الهجوم الأخير على كنيس في مانشستر، سعى الوزراء إلى تقييد التظاهرات المؤيدة لفلسطين، مصورين إياها كتهديد للنظام العام.

وقد حذّر نشطاء يهود في مجال حقوق الإنسان من أن هذه الإجراءات لن تؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات، مانحةً النصر لأولئك الذين يسعون إلى زرع العداء بين اليهود والمسلمين؛ فالحكومة ذاتها التي تدين الكراهية، باتت تجرّم التضامن.

نخب ليبرالية “متيقظة”
ومع تصاعد مناخ الخوف، ظهرت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، شارين هاسكل – المعروفة بإنكارها لمجاعة غزة ووصمها للمتظاهرين بأنهم “أغبياء نافعون” – في مدينة مانشستر الأسبوع الماضي مرتدية سترة واقية من الرصاص، معلنة أنها لم تعد تشعر بـ”الأمان” في شوارع المملكة المتحدة. وقد انتشرت الصورة على نطاق واسع: مسؤولة إسرائيلية ترتدي درعًا واقيًا على أرض بريطانية، بينما تستقبل حكومتها تومي روبنسون بحفاوة.

وعندما واجهتها الصحفية كاثي نيومان من قناة  4 بالأسئلة حول الدعوة، رفضت هاسكل إدانتها، مؤكدة أن “من حق الناس التعبير عن آرائهم”.

وكان هذا الرفض كاشفًا: فقد دافعت هاسكل عن دعوة رجل هاجم مجلس النواب اليهودي واصفًا إياه بأنه “نخبة ليبرالية متيقظة” خانت المجتمع اليهودي، بينما أشادت بحكومة نتنياهو بوصفها “محافظة” ومن “اليهود الصهاينة الحقيقيين”.

المفارقة هنا عميقة ومؤلمة، ففي الوقت الذي يصف فيه تومي روبنسون قادة اليهود في بريطانيا بأنهم “نخب ليبرالية متيقظة”، يهاجم بنيامين نتنياهو منتقديه من اليمين السياسي في الولايات المتحدة بوصفهم “الرايخ المتيقظ“، مشبّهًا إياهم بالنازيين لمجرد أنهم شككوا في سياسات إسرائيل، بينما يتحالف بحماسة مع اليمين الأوروبي المتطرف والمعادين الحقيقيين للسامية.

يردد الرجلان النغمة ذاتها: متحدان في حملة معادية للمسلمين، ويصنّفان كل من يعارضهما – سواء كان يهوديًا أو مسيحيًا – بأنه “ليبرالي متيقظ”.

ويزداد النمط وضوحًا؛ فقد تجاوز شيكلي هذا الأسبوع كل الحدود، ساخرًا من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بوصفه “فلسطينيًا”، بعد أن أدان الأخير دعوة روبنسون. والإهانة هنا كاشفة: أن تُوصَف بـ”الفلسطيني” بات تهمة في لغة حلفاء نتنياهو.

تأجيج الإسلاموفوبيا
إن تحالف نتنياهو مع اليمين المتطرف ليس تعبيرًا عن قوة، بل هو علامة ضعف. فهو يعتقد أنه إذا نجح في تأليب أوروبا ضد مواطنيها المسلمين، فسيتمكن من عزل التعاطف مع فلسطين. لكن هذا المخطط آخذ في الانهيار.

ففي استطلاع للرأي أجرته صحيفة “واشنطن بوست” الأسبوع الماضي، أعرب 61 بالمائة من اليهود الأمريكيين عن اعتقادهم بأن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة، فيما يرى نحو 40 بالمائة أنها ارتكبت إبادة جماعية. وفي بريطانيا، بات ممثلو الجالية اليهودية في طليعة المطالبين بتحقيق العدالة للفلسطينيين.

إن احتضان إسرائيل لتومي روبنسون لا يعكس ثقة، بل انحدارًا؛ فالدولة التي تزعم أنها تحارب معاداة السامية، باتت تحتضن من هندسوا خطابها.

يؤمن نتنياهو بأن شيطنة المسلمين، وتغذية الإسلاموفوبيا في أنحاء أوروبا، ستخنق التعاطف مع فلسطين وتُسكت ضمير العالم. لكنه بذلك يطلق العنان للقوى ذاتها التي كانت يومًا ما تفترس اليهود أنفسهم.

إن الكراهية التي يثيرها لا تبقى محصورة، إنها تتحوّل، وتنتقل، وتتغذى على أي اختلاف يمكن أن تلتقطه.

المفارقة هنا قاسية: ففي محاولته حماية إسرائيل عبر التخويف، يُعرّض نتنياهو اليهود في كل مكان للخطر.

فهو يتوهم أنه يبني تحالفًا للحماية، لكنه في الواقع يُذكي نيران الاضطهاد. فالحشود التي تهلل اليوم لتشويه صورة المسلمين، ستوجه نيرانها نحو اليهود غدًا، لأن قوى الكراهية التي تتغذى على فئة، ستتغذى على الأخرى. هكذا كانت دائمًا.

وفي الوقت الذي يتواطأ فيه قادة إسرائيل مع مهندسي الانقسام، يذكّرون العالم بحقيقة لا ينساها التاريخ أبدًا: إن الكراهية، حين يطلق سراحها  لا تعرف سيدًا.. إنها تلتهم كل من يغذيها.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

مقالات مشابهة

  • سيناريوهات الحرب بين روسيا وأوروبا
  • الاتحاد الأوروبي : سنقدم تمويلا لإعادة إعمار غزة
  • مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: أوروبا بالكامل تدعم خطة السلام
  • الاتحاد الأوروبي يستأنف مهمته لمراقبة معبر رفح
  • الاتحاد الأوروبي سيستأنف المراقبة في معبر رفح بين غزة ومصر
  • حدود غزة ومصر.. أوروبا تعلن استئناف مهمة المراقبة
  • وزير الخارجية الفرنسية: من المرجح زيادة وجود الاتحاد الأوروبي في قطاع غزة
  • نقص بعض الأدوية مشكلة في أوروبا لا علاج لها بعد
  • الاتحاد الأوروبي يطلق نظاماً جديداً لتسجيل القادمين والمغادرين
  • كيف تُغذّي حرب نتنياهو على الإسلام معاداة السامية في أوروبا؟