«الجولة الأخيرة» لدوري «الأولى» تحتفل بصعود العروبة ودبا الحصن
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
معتصم عبدالله (دبي)
أخبار ذات صلةيسدل الستار مساء اليوم على رحلة موسم 2023- 2024، في دوري الدرجة الأولى بإقامة مباريات «الجولة 34» والأخيرة والتي تحتفل بصعود العروبة «البطل» ودبا الحصن «الوصيف» إلى دوري أدنوك للمحترفين في الموسم المقبل 2024- 2025، في الوقت الذي هبط فيه فريقا الرمس «الأخير» وسيتي «قبل الأخير» إلى مصاف أندية دوري الدرجة الثانية.
وتشهد الجولة الأخيرة إقامة 7 مباريات أبرزها مواجهة العروبة «البطل» بالرقم القياسي من عدد النقاط «77»، أمام مضيفه العربي، فيما يستقبل دبا الحصن «الوصيف» برصيد 64 نقطة وثاني الصاعدين للمحترفين، ضيفه التعاون التاسع وله 40 نقطة، ويلتقي في بقية مباريات الجولة الجزيرة الحمراء، وجلف اف سي، الحمرية وجلف يونايتد، الفجيرة والذيد، مصفوت وسيتي، مسافي ويونايتد.
وينتظر العروبة بمعانقة «درع الأولى» في مباراة الليلة أمام مضيفه العربي على ملعب الأخير في أم القيوين، وهو التأهل الثالث في تاريخ النادي لـ «دوري الكبار» بعد الأول موسم 1992-1993 والذي أعقب التتويج بلقب دوري الهواة في موسم 1991-1992، فيما جاءت المشاركة الثانية في «دوري الأضواء» والأولى في المحترفين موسم 2021- 2022، والذي أعقب التتويج بلقب دوري الأولى 2020-2021.
في المقابل، يحتفل دبا الحصن «الوصيف» ببطاقة التأهل امام ضيفه التعاون على ملعبه ووسط جماهيره، وهو التأهل الأول للحصناوي إلى «دوري المحترفين» والثاني في تاريخ النادي إلى «دوري الأضواء» بعد الأول موسم 2004–2005. وشهد الموسم الحالي لدوري الأولى مشاركة 17 نادياً على غرار الموسم الماضي، قبل انسحاب الرمس في الجولات الأخيرة من مشوار الدوري الذي استمر فيه سباق المنافسة على مدار 264 يوماً، منذ انطلاق الجولة الأولى في 9 سبتمبر 2023، وصولاً إلى مباريات «الجولة 34» والأخيرة المقررة الليلة.
وحسم العروبة مبكراً صراع المنافسة على لقب الدوري ونجح في حجز بطاقة الصعود الأولى للمحترفين، قبل أن يلحق به دبا الحصن «الوصيف» بنهاية «الجولة الماضية 33» بعد صراع مثير مع دبا «الثالث»، والذي أنهى مشواره في الجولة الماضية برصيد 63 نقطة.
الظهور الأول
احتفل دوري الأولى في الموسم الحالي بالظهور الأول لفريقي يونايتد وجلف يونايتد الصاعدين من دوري الثانية، حيث بحتل يونايتد المركز السادس في الترتيب العام للموسم الحالي برصيد 47 نقطة، فيما حصد جلف يونايتد 25 نقطة في المركز 15 متجنباً الهبوط إلى دوري الثانية.
ويستقبل دوري الأولى في الموسم المقبل 2024-2025، فريقي فليتوود يونايتد والظاهرة بطل ووصيف دوري الدرجة الثانية في الموسم الحالي 2023-2024، برصيد 62 نقطة للأول، و57 نقطة للثاني.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري الدرجة الأولى دوري الأولى العروبة دبا الحصن دوری الأولى فی الموسم الأولى فی دبا الحصن
إقرأ أيضاً:
هل ستكون الحرب الأخيرة؟
في كتابه الموسوم «فخ ثيوسيديدس»، أو «هل يمكن أن تتجنَّب أميركا المواجهة مع الصين؟»، المنشور عام 2017، يرى غراهام أليسون أنَّ الحرب بين أميركا والصين حتمية، حسب مجريات التاريخ التي تؤكد أنَّ صعود قوة منافسة لقوة مهيمنة يؤدي إلى مواجهة. هذا المصطلح مستمد من المؤرخ الإغريقي ثيوسيديدس، الذي كتب عن الحرب البيلوبونيسية بين أثينا (القوة الصاعدة آنذاك) وإسبرطة (القوة المهيمنة).
حينها كتب: «كان صعود أثينا، والخوف الذي أثارته في إسبرطة، هما ما جعلا الحرب أمراً لا مفر منه». فإذا كان كتاب أليسون يتحدَّث عن حتمية المواجهة على مستوى النظام العالمي، فهل ينطبق هذا الأمر على النظام الإقليمي أيضاً؟ وتحديداً على الحرب المعلنة بين إسرائيل وإيران؟ الضربات القاسية التي وجهتها إسرائيل لإيران ليلة الثالث عشر من يونيو (حزيران) 2025 تشبه إلى حد كبير ما جرى عام 1967 حين ضربت إسرائيل الطائرات المصرية على الأرض. على الأقل هذا ما نراه على الشاشات.
لكنَّ الردَّ الإيرانيَّ الصاروخيّ في الأيام التالية وحجم الدمار الذي حلَّ بالمدن الإسرائيلية أكَّد أنَّ إيران كانت قادرة على استيعاب الضربة الأولى ثم الرَّد عليها.
الحرب لم تنتهِ بعد، ولكن حجم الدمار داخل إسرائيل ذهب بنشوة انتصار طائرات الـF15 الأولى لتأتي الفكرة بعد السكرة، وتتركَّز عقول النخب الغربية الحاكمة لتعترفَ بوضوح أنَّه لا حل غير العودة إلى الدبلوماسية وإيقاف الحرب.
المهم في هذا الطرح ليست هذه الحرب وحدها، بل كيف سيأتي الرَّد من دول محورية في الإقليم على الصعود المبالغ فيه للهيمنة الإسرائيلية. فهل يحفز هذا الصعود «أثينا جديدة» تنبري للمنافسة، إن لم تكن للمواجهة؟
في كتابه المذكور آنفاً، درس أليسون 16 حالة من صعود قوة منافسة، انتهت منها 12 حالة بالحرب، وتم في 4 حالات فقط تجنب الحرب. فهل حرب إيران وإسرائيل هي بداية تلك الحالات التي تؤدي إلى الحرب؟ أم أنها بداية لتفكير عقلاني يجنِّب المنطقة حروباً أخرى؟
منذ نشأتها، دخلت إسرائيل 12 حرباً، منها 7 حروب كبرى (1948، و1956، و1967، و1973، و1982، و2006، و2023)، أي بمعدل حرب كل 12 عاماً. أما إذا أضفنا حروب غزة، فسيكون المتوسط أن إسرائيل تخوض حرباً كل 6 سنوات. فهل تتغير هذه العادة؟ الهيمنة الإسرائيلية، أو اليد الطولى المطلقة لإسرائيل في المنطقة، بوصفها قوةً صاعدةً ومهيمنةً، حسب نظرية أليسون، لا بد أن تُنتِج قوةً أو قوى منافسة، خصوصاً بين الدول المحورية في الإقليم، حتى إن لم ترد أيٌّ من هذه الدول الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
إسبرطة لم تكن تريد الحرب، ولكن الخوف من صعود أثينا أدخلها تدريجياً في الفخ. كذلك في الحرب العالمية الأولى، كانت ألمانيا قوة صاعدة، ولم تكن فرنسا أو بريطانيا تسعيان إلى الحرب، ولكن منطق الخوف أدخلهما فيها. لم يكن الحدث الذي أدى إلى تلك الحرب حدثاً ضخماً كما نراه اليوم في إيران، بل كان صغيراً نسبياً، متمثلاً في اغتيال ولي عهد النمسا. لكن تشابك التحالفات، وسوء التقدير، جعلا الحرب تندلع بشكل شبه تلقائي. قبل الحرب العالمية الأولى، كانت هناك أيضاً الحرب بين فرنسا الصاعدة، وبريطانيا المهيمنة: حرب السنوات السبع (1756 - 1763).
هذه الحرب ليست نهاية الحروب، بل بداية حروب جديدة
في ذلك الوقت، كانت فرنسا في صعود اقتصادي وثقافي واستعماري، مقابل بريطانيا التي كانت القوة البحرية الأعظم، وتخشى من تآكل تفوقها العالمي. حدث التوتر في الأطراف (خصوصاً في أميركا الشمالية)، ووقعت المناوشات في المستعمرات، وليس في قلب أوروبا. ثم تصاعدت الأمور حتى اندلعت حرب شاملة، حتى إن بعض المؤرخين يعدّونها «الحرب العالمية الأولى الحقيقية».
هل تكون حرب إسرائيل وإيران حرب أطراف المستعمرات، التي تستمر 7 سنوات، ثم تدخل بعدها الصين في مواجهتها مع أميركا؟ أم أن هذه الحرب ستبقى داخل النظام الإقليمي، وتنتج قوى بازغة تنافس إسرائيل في الهيمنة على الإقليم؟ تلك هي أسئلة المرحلة.
ولو سألنا سؤالَ ضربة إيران اليوم لصاحب النظرية (غراهام أليسون) لربما كانت إجابته: هذه الحرب ليست نهاية الحروب، بل بداية حروب جديدة، وليست امتداداً لنهاية الحرب العالمية الثانية، ولا بداية شرق أوسط جديد على طريقة نتنياهو. والحروب هنا ليست بالضرورة أن تكون حروباً كبرى، بل يمكن أن تكون «فوضى خلاقة»، حسب رؤية كوندوليزا رايس.
الشرق الأوسط