أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، سحب قواته العسكرية من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بعد نحو 3 أسابيع من العمليات العسكرية، ليعود بعدها السكان الفلسطينيون ليجدوا منازل وشوارع مدمرة.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الجمعة: "قوات الفرقة 98 استكملت مهمتها في شرق جباليا وانسحبت تمهيدا للمراحل اللاحقة من القتال في قطاع غزة، بعد أن انتشلت 7 جثث مختطفين".

وأضاف أن الفرقة "قتلت المئات من مقاتلي حماس ودمرت 10 كيلومترات من الأنفاق".

إسرائيل تعلن سحب قواتها من جباليا واستعادة جثث 7 مختطفين أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الجمعة، عن سحب القوات العسكرية من جباليا شمال قطاع غزة واستعادة جثث 7 مختطفين. "دمار لا يوصف"

عاد بعض سكان جباليا إلى منازلهم بعد انسحاب القوات الإسرائيلية. وقال المواطن محمد عويس، لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إنه عاد مع أسرته إلى ليجد "دمارا لا يوصف"، مضيفا: "عقولنا غير قادرة على استيعاب ما نراه".

وأضاف أنه وأسرته تحركوا مشيًا على الأقدام لمدة ساعة تقريبا على طول الطرق المدمرة في ظل الحر الشديد، لافتين إلى أنه "لا يمكن لأية مركبة أن تتحرك في مثل هذه الشوارع" التي أغلقتها أكوام الركام والأنقاض من المنازل والمتاجر التي دمرها الجيش الإسرائيلي.

وقال عويس إنه خلال سيرهم "شاهدوا عمال الإنقاذ يحملون الجرحى والجثث على نقالات"، مضيفًا أن بعض الجثث كانت "قد بدأت في التحلل بالفعل".

وعن شوارع جباليا أوضح: "حتى سيارات الإسعاف لا يمكنها التحرك فيها لنقل الجرحى والقتلى".

قال فلسطينيون إن جباليا بلا خدمات وسيارات الإسعاف لا يمكنها التحرك وسط الأنقاض ونقل الجرحى والقتلى "لا مكان للحياة"

يشار إلى جباليا بأنها مخيم بسبب إنشاء المنطقة قبل أكثر من 70 عاما من قبل اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا أو أجبروا على الفرار من منازلهم في المناطق الواقعة تحت سيطرة إسرائيل حاليا، خلال فترة إعلان قيام دولة إسرائيل.

ولم يسمح لهؤلاء بالعودة إلى ديارهم حتى الآن، وأصبحت جباليا منطقة يعيش فيها مجتمع كامل من اللاجئين وأحفادهم، وفق نيويورك تايمز.

وغامر عبد الهادي ريان (42 عاما)، بالدخول إلى جباليا أيضًا، ليجد منزله مدمرا. وقال لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية: "لم أستطع تحديد مكان منزلي أو حدوده. لا يوجد في المنطقة أي منزل مناسب للحياة على الإطلاق".

وعبّر ريان عن عدم اليقين الذي يعيش فيه، قائلا: "لو قررت العودة إلى المخيم والعيش في خيمة، فإن كل البنية التحتية والشوارع وخطوط المياه مدمرة. لا يوجد مكان للحياة هنا على الإطلاق".

وفق خطاب بايدن.. تفاصيل "خارطة الطريق" لغزة "مقترح إسرائيلي" لخارطة طريق من ثلاث مراحل أعلن عنها الرئيس الأميركي، جو بايدن الجمعة لإنهاء الحرب في غزة.

كما أوضح الصحفي من غزة، حسام شباط، لواشنطن بوست، أن "السكان عادوا والدموع تملأ عيونهم" لأن "كل ما يرونه مجرد ركام ودمار وحطام ومزيد من المذابح".

وتابع: "عاد السكان ليروا ما لم يكن أحد يتخيله: الشركات والبنية التحتية والملاجئ التي آوت آلاف النازحين.. جميعها مدمرة".

"تسونامي"

من جانبه، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن الطواقم "تعمل بلا كلل في جباليا، حيث أصبح المخيم في حالة دمار كامل بكل معنى الكلمة. لم يبق أي شيء داخل المخيم".

وقدّر بصل أن "أكثر من ألف منزل تم تدميره"، لكنه أضاف: "حجم الدمار لا يزال غير واضح بالكامل، ويتفاقم بسبب انقطاع خدمات الاتصالات. وهناك التحدي المتمثل في رفع الأنقاض في ظل عدم وجود ما يكفي من المعدات".

أما سمير سالم (49 عاما) فقد عاد مع زوجته إلى المخيم صباح الجمعة، أملا في العثور على منزلهما، لكنه وصف المشهد الذي رآه بأنه "تسونامي كارثي".

وقال: "ما حدث باختصار هو دمار كامل لمخيم جباليا. لم يعد هناك مكان يمكن تسميته مخيم جباليا. نحن في منطقة لا تفوح منها سوى رائحة الموت".

ترحيب أوروبي ألماني بخارطة الطريق لإنهاء الحرب في غزة رحّبت ألمانيا والاتحاد الأوروبي بالمقترح "الإسرائيلي" الذي قدمه الرئيس الأميركي، جو بايدن، استعرض فيها خارطة طريق من أجل إنهاء الحرب في غزة. 

وكان بيان الجيش الإسرائيلي عن الانسحاب من جباليا، الجمعة، قد اتهم حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بتحويل "المجال المدني إلى مجمع قتال محصن"، وبـ"إطلاق النار باتجاه القوات من مناطق مراكز الإيواء والمدارس"، وبـ"إنشاء بنية تحتية تحت أرضية من مبان مدنية". وطالما نفت الحركة مثل هذه الاتهامات المتكررة من إسرائيل.

وأضاف بيان الجيش أن القوات "دمرت عشرات البنى التحتية والمجمعات القتالية، وعثرت على مئات الوسائل القتالية منها قطع سلاح، وعبوات ناسفة، وقنابل يدوية، وأنواع أخرى من الذخيرة".

ولفت متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، إلى أن "القوات الجوية شنت أكثر من 200 غارة جوية بجوار القوات المناوِرة"، والتي تم خلالها القضاء على عشرات المسلحين وتدمير عشرات البنى التحتية ومستودعات الوسائل القتالية.

واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 36 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی قطاع غزة الحرب فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

على أنقاض المساجد.. فلسطينيون يقيمون صلاة العيد في غزة

أقام الفلسطينيون في قطاع غزة، الجمعة، صلاة عيد الأضحى على أنقاض مساجد دمرها الجيش الإسرائيلي خلال الإبادة التي يرتكبها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسط استمرار القصف.

 

وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، أقام مئات الفلسطينيين، بينهم عشرات الأطفال والنساء، صلاة العيد على أنقاض "مسجد الإمام محمد الألباني" الذي تعرض سابقا لقصف إسرائيلي دمر أغلب أقسامه.

 

ومع ساعات الصباح الباكر، سارع سكان المدينة، وفي مقدمتهم الأطفال، إلى صلاة العيد وعلى وجوههم ملامح الحزن والقهر لما حل بالمدينة من دمار قضى على فرحة العيد.

 

حسين الغلبان، أحد المصلين بالمسجد الألباني، قال للأناضول: "منذ عامين لم نستطع تأدية شعائر العيد كما يجب، نتيجة الحصار والقصف والتهجير اليومي والقسري، وحتى في هذه اللحظات لا يزار القصف مستمرا".

 

وأضاف: "صلاتنا هنا رسالة صمود إلى العالم الغربي المساند لإسرائيل في حربها" على القطاع.

 

وعلى أنقاض المسجد، أقام المصلون صلاتهم في صفوف متقطعة، والدمار يحيط بهم من كل جانب.

 

وصباح العيد، استهدف الطيران الإسرائيلي وسط وشمال وشرق خان يونس، وسط تحليق منخفض لمقاتلات، وإطلاق نار كثيف تجاه الأحياء السكنية، وفق شهود عيان للأناضول.

 

ومن أمام المسجد، قالت الفلسطينية أم نضال غراب (63 عاما) للأناضول: "كل سنة نستقبل العيد بفرحة، وأولادنا يجرون خلف الأضحية، لكن هذا العام القصف والقتل مستمر".

 

وتابعت: "لا أكل ولا شرب ولا لحمة لمدة سنتين، وحتى الخبز لا نجده، خلاف عن كل العالم".

 

وبحسب تقرير نشره المكتب الإعلامي الحكومي بشأن أهم إحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية من 7 أكتوبر 2023 وحتى 8 مايو/ أيار 2025، دمر الجيش الإسرائيلي 828 مسجدا كليا و167 جزئيا.

 

عام حزين

 

وفي "المسجد العمري الكبير" بمدينة غزة شمال القطاع، أقام المصلون صلاة العيد رغم دمار المكان وتحذيرات الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة.

 

وقال إمام المسجد نبيل برزق، إن هذا العام "عام حزين" على أبناء القطاع، حيث حضر لصلاة العيد أعداد قليلة خشية من القصف الإسرائيلي.

 

وأضاف: "صلينا وقلوبنا تعتصر ألما على ما حل بالمسجد، هذا العام عام حزن وجرحى ومصابين، لكن بالأعوام السابقة كان الآلاف يحضرون للصلاة بالمسجد".

 

ومن داخل المسجد، قال الحاج أبو رباح شراب: "أنا حزين جدا ولست سعيدا أبدا، وأبكي على المسجد العمري والدمار الذي حل به".

 

وخلفت الإبادة في غزة أكثر من 180 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

 

العيش بالذكريات

 

ومن أمام مسجد الكنز بحي الرمال بمدينة غزة، قال أبو خالد حمادة: "هذا العام لم يبق لنا شعائر لنؤديها، فالبيت تدمر والولد (ابني) استشهد".

 

وأضاف: "لا نستطيع تأدية المشاعر كما يجب، ونسعى للتغلب على الآلام".

 

وتابع: "لم نتمكن زوجتي منذ الذهاب إلى الحج منذ عامين، ونفتقد لكل شي، ونعيش على ذكريات الماضي فقط".

 

الفلسطينية سعاد الكيلاني، قالت: "العيد لم يعد عيدا، فهناك شهداء ومجاعة ونحن بلا أكل ولا شرب".

 

وزادت: "هناك دمار ونزوح، ونحن بلا أولادنا، فمنهم من قتل ومنهم من نزح".

 

وتابعت: "ليس لدينا عيد، ولا ديار نعود إليها لأنها أصحبت مهدمة، لكن مطمئنين لأننا في وطننا ولو في خيمة".

 

وعشية العيد، قتل الجيش الإسرائيلي الخميس 41 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء وصحفيون، جراء غارات على مناطق عدة.

 

وعيد اليوم هو الرابع الذي يحل على غزة التي تمر بأوضاع كارثية جراء الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ 20 شهرا.

 

وقبل الإبادة كانت إسرائيل تحاصر غزة طوال 18 عاما، واليوم بات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون، بلا مأوى بعد أن دمرت الحرب مساكنهم.


مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة محمد السنوار تحت مستشفى في خان يونس
  • الجيش الروسي يتقدم شرقي أوكرانيا.. وتأجيل تبادل آلاف الأسرى
  • إسرائيل تلجأ لتجنيد النساء لسد النقص في الجيش
  • الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه عثر على جثة محمد السنوار
  • انسحاب مفاجئ لفاغنر وتعرض الجيش لهجمات قوية.. ما الذي يجري في مالي؟
  • الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات على إسرائيل
  • ألكاراز إلى نهائي رولان غاروس بعد انسحاب موسيتي
  • على أنقاض المساجد.. فلسطينيون يقيمون صلاة العيد في غزة
  • الجيش الإسرائيلي تعليقًا على مقتل الجنود في خانيوس: هذا يوم صعب
  • عاجل.. الجيش الروسي يشن 7 ضربات جماعية على مواقع عسكرية وصناعية أوكرانية