سواليف:
2025-08-01@00:05:28 GMT

البيت الأبيض وخطوطه الحمراء

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

#البيت_الأبيض وخطوطه الحمراء

الكاتبة #إحسان_الفقيه

عام 2012 أدلى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بتصريح حول الأزمة السورية قال فيه: «أوضحنا لنظام الأسد ولباقي اللاعبين على الأرض، أن الخط الأحمر بالنسبة لنا هو مشاهدتنا لنقل أو استخدام الأسلحة الكيميائية».

بعد عام واحد من تلك اللهجة الحازمة، قامت قوات النظام السوري بشن الهجوم الكيميائي الأوسع في سوريا، عندما استخدمت غاز الأعصاب ضد الغوطة، وقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم كانوا نائمين، ولم يتحرك الرئيس الأمريكي بما يمليه الخط الأحمر الذي قام بوضعه.

مقالات ذات صلة والمخفي أعظم 2024/06/01

وفي مارس الماضي أكد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، أن الاجتياح الإسرائيلي لرفح خط أحمر، إلا أن هذا الخط الأحمر قد تجاوزته قوات الاحتلال بتلك المجزرة البشعة في مخيمات النازحين في رفح الأحد الماضي، والتي راح ضحيتها العشرات وأصيب خلالها المئات، وشوهدت الجثث المحترقة وأجساد الأطفال بلا رؤوس.

تساءل العالم: أين الخط الأحمر الذي وضعه بايدن؟

هنالك كانت الإجابة واضحة من قبل البيت الأبيض، أن إسرائيل لم تتجاوز الخطوط الحمراء، نعم هذا ما أكده منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، والذي نفى أن الإسرائيليين تجاوزوا الخطوط الحمراء وبالتالي لا يستدعي ذلك تغيير سياسات واشنطن تجاه تل أبيب.

حجته في هذا التبرير أن الحدث لم يصل بعد إلى مستوى عملية كبيرة، فلم يرهم يدخلون بوحدات كبيرة من القوات في أرتال وتشكيلات ضد أهداف متعددة على الأرض، ومصدر تأكيده هي الرواية الإسرائيلية، هكذا أبلغوه.

وهكذا نجح الاحتلال في التعامل مع هذه الخطوط الحمراء بكل أريحية، كيف لا وأن بايدن عندما وضع الخطوط الحمراء وضع أيضًا الخطوط الخضراء للاحتلال عندما أكد أنه لن يتخلى عن إسرائيل.

قد فهمنا إذن، أن الاحتلال عندما يدفع بالنازحين إلى مناطق أسماها بالآمنة، ثم يقوم بحرقهم أحياء في خيامهم التي لا تكفي لحمايتهم من الحر أو البرد، قد فهمنا أنه بذلك لم يتجاوز الخطوط الحمراء.

فهمنا أن القصف الذي لا يتوقف عن تدمير المنازل التي تؤوي المدنيين وهدمها على رؤوس قاطنيها، لا يعد تجاوزا للخطوط الحمراء.

هل ينتظر سادة البيت الأبيض أن يُقتل كل حي ويُنسف كل منزل وتُحرق كل خيمة في قطاع غزة وتُباد فيها كل معالم الحياة، ثم يقولون حينها أن الجيش الإسرائيلي تجاوز الخط الأحمر؟

لقد بات من الواضح أن الخطوط الحمراء التي تضعها أمريكا هي عملية استنساخية لقيمها المهترئة عن العدل والسلام والحرية والتعايش الإنساني إلى آخر القائمة من الشعارات الجوفاء.

بات من الواضح أن الخطوط الحمراء لا وجود لها في الأصل، طالما أنها لا تمس مصالح الأمريكان، بل تضعها أحيانا ومعها طريقة الالتفاف عليها كما فعل الاحتلال، أو كما سُمح له.

الخطوط الحمراء التي تضعها أمريكا، تعبر عن سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التي ينتهجها البيت الأبيض.

وفي القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ليس هناك على الحقيقة خطوط حمراء لدى الولايات المتحدة سوى ما يتعلق بأمن دولة الاحتلال ووجودها، هذا هو الخط الأحمر لا غير.

لعلنا نفيق وندرك أن التعويل على التدخل الأمريكي لإنهاء العدوان على قطاع غزة، ضرب من الوهم، وانتظار لمرور الجمل في سَمِّ الخِياط، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: إحسان الفقيه الخطوط الحمراء البیت الأبیض الخط الأحمر

إقرأ أيضاً:

الشيوخ الأمريكي يصوت ضد حظر تصدير السلاح للاحتلال.. نسبة المؤيدين ترتفع

صوت مجلس الشيوخ الأمريكي، ضد مشروعي قرارين تقدم بهما السيناتور المستقل بيرني ساندرز بهدف وقف مبيعات الأسلحة من الولايات المتحدة إلى الاحتلال الإسرائيلي.

ونص أحد مشروعي القرار على حظر صفقة أسلحة بقيمة 676 مليون دولار، فيما المشروع الثاني، من شأنه منع بيع عشرات الآلاف من البنادق الهجومية الآلية لإسرائيل.

وفي نهاية جلسة التصويت، جاء القرار برفض المشروع الأول بأغلبية 70 صوتًا مقابل 27، وفي التصويت الثاني صوت 24 عضوا مؤيدا للمشروع مقابل 73 معارضا له.


ورغم فشل تمرير القرارين، فإن عدد الأصوات المؤيدة لهما، وخاصة من داخل الحزب الديمقراطي، شهد ارتفاعا ملحوظا.

ففي تصويت مماثل أجري في نيسان/ إبريل الماضي، أيّد 15 سيناتورا فقط وقف مبيعات الأسلحة لاحتلال الإسرائيلي، بينما ارتفع العدد في جلسة الأربعاء إلى 27، أي بزيادة 12 عضوًا، مما يظهر تراجع الدعم غير المحدود لإسرائيل.

وذكرت تقارير إعلامية أمريكية أنه للمرة الأولى منذ سنوات عديدة يتم التصويت فيه بهذا العدد من أعضاء مجلس الشيوخ ضد "إسرائيل".


ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية بغزة راح ضحيتها آلاف الشهداء والمصابين في القطاع أغلبهم من الشيوخ والنساء والأطفال كما يعاني القطاع من التجويع والتدمير والتهجير القسري، ويتجاهل الاحتلال الإسرائيلي النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان "إرهابية"
  • البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان “إرهابية”
  • البيت الأبيض: المبعوث الأمريكي بحث مع نتنياهو توصيل المساعدات لـ غزة
  • البيت الأبيض: ترامب إنسان ذو قلب كبير يحاول إنهاء أزمة غزة
  • البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تحبذ إدراج جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية
  • البيت الأبيض: ترامب يعتزم اعتماد خطة مساعدات جديدة بعد زيارة ويتكوف لغزة غدا
  • الشيوخ الأمريكي يصوت ضد حظر تصدير السلاح للاحتلال.. نسبة المؤيدين ترتفع
  • مسؤول بـ البيت الأبيض: ترامب يرى أن الاعتراف بدولة فلسطينية مكافأة لحماس
  • مشروع قانون حظر تداول الأسهم على المسؤولين يلاحق البيت الأبيض
  • حكومة غزة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة ومصيرها