الحرية والسلام والعدالة – الجاهزية والسرعة والحسم
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
هذان الشعاران لا يجب أن يتعارضا بأي حال من الأحوال، لأنهما ينطلقان من أدبيات ثورتين سودانيتين مستحقتين لا مزاودة فيهما، فالأولى ديسمبر المجيدة التي التفت حولها جماهير الشعب السوداني، ومهر شبابها أرض الوطن بالدم النفيس، والثانية أبريل التي عبّرت عن غضبة الأشاوس وهم يدافعون عن عرينهم الضامن لتحقيق الديمقراطية والدولة المدنية، ولو قام ضعاف النفوس بإيقاد نار الفتنة بين أبطال هاتين الثورتين، سيكسب الفلول ومؤيدو النظام البائد، ويكون الثوار المدنيون والمسلحون قد مهدوا الطريق لعودة الحرس الاخواني القديم، لذا وجب تضامن الثوار من الجهتين لأن هدفهما مشترك ومصيرهما واحد، ذلك بناءً على تحدي بقايا فلول المنظومة القديمة وكتائبها الإرهابية، ما شكل واقعاً معيشاً يمشي بين الناس، فتحقيق الأهداف المعلنة لن يتم بغياب طرف دون آخر، والحقيقة المعلومة أن ذئب الجماعة المتطرفة ما يزال يتربص بالإثنين معاً، فإذا غفل أحدهما لا شك أن الناجي منهما سيجيئ دوره ليقول أكلت يوم أكل أخي الأبيض، فالحرية لابد لها من جاهزية تسابق الريح لكي تدحر غارات الأصوليين القاصدة حرمان الناس حرياتهم الخاصة والعامة، فلا يأمنن أحد منكم قول المرجفين ممن يوالون العهد القديم، ولا يثقن أحد في جيش الضرار المتهالك الذي تستظل تحت ظله الكتائب الدموية آكلة لحوم البشر، ذات العلم الأسود المكتوب عليه اسم الله نفاقاً، وليعلم الناس أن الحرية التي يطمحون في الحصول عليها، بعدما نزف الدم الغالي من شرايين أبنائهم المقاتلين الشرسين في ميدان الوغى، لن يؤتى أكلها إلّا باستكمال مشروع التحرير الكامل الذي يقوده الأشاوس، الذين نذروا أنفسهم لهذه المهمة المقدسة، فالوصول لدولة الحريات المصانة لا يكون بإعادة عجلة الزمن للوراء.
والسلام، الركن الثاني من شعار الديسمبريين، يسنده العمود الثاني للإبريليين، ألا وهو السرعة، لأن السلام في ربوع السودان وبين مكوناته قد ظل حلماً بعيد المنال طيلة فترات الحكم المركزي المتجبر، و تأخر كثيراً مما زاد مأساة الشعب المكلوم الصابر، ولكي يصل قطاره لمحطته الأخيرة والنهائية، لا مفر من ارتكازه على القاعدة الصلبة التي أرسى دعائمها الأشاوس، وهي السرعة في التنفيذ والانجاز، ولا أظنني أجد جهة حريصة على لم شمل الأمة السودانية غير هؤلاء الفتية الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، يقدمون الشهيد بعد الشهيد في مسرح تراجيدي مكشوف أذهل جموع السودانيين المحرومين، وكما يعلم الحريصون على إرساء دعائم السلم في البلاد، أن حادي ركب السرعة الثائرة قد بذل جهداً مقدراً لتضميد جراح الوطن، بعاصمة جنوب السودان بعد إسقاط رأس الدولة القديمة، لكن اصطدمت جهوده بخذلان البعض ممن افترض فيهم حبهم لحمامة السلام الوديعة، فاكتشف سوء طويتهم حينما انقلبوا على عقبيهم وناصروا الطاغوت الذي أذل أهلهم وذويهم، فمشروع السلام هو واحد من أولى أولويات ثوار أبريل الذين فرضت عليهم حرب غير متكافئة، استهدفت استئصالهم بجرائم إبادة كاملة الأركان، لكنهم كانوا على قدر التحدي الوجودي، فلقنوا كتائب الدولة القديمة الدروس والعبر في فنون القتال وأدب الأسر، وحسن معاملة المهزوم المنكسر أمام إرادتهم المنيعة، فاستحقوا بجدارة حراسة سيادة الوطن الحبيب وتأمين إنسانه من كل مكروه ومهووس متطرف، فحمامة السلام بحاجة لصقر أشوس يحميها من تحرش المنحرفين، وبدون هذا الركن الأسرع في أداء المهام يكون من الصعوبة بمكان وصول سفينة ديسمبر لمرافئ السلم والأمن المجتمعي المقصود.
والعدالة كقيمة وسلطة ومؤسسة ليس بالإمكان بسطها بغير الاعتماد الكامل على الركن الثالث لثورة أبريل – الحسم، وحتى ينتصر العدل على الظلم من الضرورة بمكان أن يقف حراس الحق كالطود، لحماية العادلين وهم يؤدون دورهم في إنصاف الضحايا، وما شكل هاجساً وفصاماً بين المؤسسات العدلية (الوطنية) والمواطن في العهد البائد، هو الفساد العظيم الذي طال دور القضاء إبّان فترة حكم الجماعة الإخوانية، التي أزكمت أنوف الناس بما فاح من روائح بغيضة جراء دخول الرشاوى والاختلاسات دور القضاء، وهذا الفساد العظيم لابد من أن تقابله جرّافة الحاسمين، لتنظّف ما علق بهذا المرفق السيادي من عوالق ومناقص حدّت من فاعليته، هذا الصرح العاكس لوجه الدولة والمبين لحسنها وقبحها سواء كانت عادلة أو ظالمة، فثوار ديسمبر كانت لهم تجربة مريرة بعد إسقاط هبل الإنقاذ مع قضية إزالة وتفكيك مؤسسات النظام البائد الموبوءة بالفساد، فوقفت لجنة الإزالة وقفة حمار الشيخ في العقبة، ولم تستطع استكمال مهامها، وذلك لعدم وجود حرس للعدالة شريف وعفيف، فاستمرار سدنة المعبد القديم حال دون إزالة خبث وخبائث الجماعة البائدة من المؤسسات الحكومية والخاصة، فالتجربة خير دليل على ضرورة وجود الحاسمين هذه المرة، ليضعوا نقاط العدل على حروف القضاء المستقل غير الآكل لمال سحت تجار الدين، وساذج من ظن أن قضاء حوائج الناس قانوناً يمكن أن يحدث بعيداً عن حماة الحق، وطالما أن ثورة إبريل قد أظهرت للعلن رجال لا يهابون الموت، فحري بدعاة تأسيس الدولة الحديثة أن يعتمدوا على هذه السواعد القوية، والنفوس المشبعة بحب إشاعة العدل بين الناس كافة، وكما قال سيدنا علي كرّم الله وجهه: الحق لا يعرف بالرجال وإنما الرجال يعرفون بالحق.
إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
فريق القذافي: نطالب القضاء اللبناني بالإنصاف والعدالة
أشار فريق دفاع هانيبال القذافي، اليوم الجمعة، إلى "أن عائلة موسى الصدر تصدر بيانات للتشويش الإعلامي
أضاف فريق الدفاع "أن هانيبال ليس متهمًا ولا شاهدًا في قضية اختفاء موسى الصدر".
ودعا "القضاء اللبناني إلى التحلي بالعدالة والإنصاف".
وبدأت قبل قليل جلسة استجواب هنيبال معمر القذافي، أمام المحقق العدلي القاضي زاهر حمادة، في إطار التحقيقات المستمرة بقضية اختطاف وإخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.
مواضيع ذات صلة مناشدة من فريق دفاع هنيبعل القذافي للرئيس عون Lebanon 24 مناشدة من فريق دفاع هنيبعل القذافي للرئيس عون 17/10/2025 12:39:28 17/10/2025 12:39:28 Lebanon 24 Lebanon 24 محامي هنيبعل القذافي: طالبنا لبنان بإخلاء سبيل القذافي لتوقيفه بدون تهمة (الحدث) Lebanon 24 محامي هنيبعل القذافي: طالبنا لبنان بإخلاء سبيل القذافي لتوقيفه بدون تهمة (الحدث)
17/10/2025 12:39:28 17/10/2025 12:39:28 Lebanon 24 Lebanon 24 القضاء الفرنسي يحسم اليوم قضية ساركوزي بشأن تقاضي ملايين اليورو من القذافي Lebanon 24 القضاء الفرنسي يحسم اليوم قضية ساركوزي بشأن تقاضي ملايين اليورو من القذافي
17/10/2025 12:39:28 17/10/2025 12:39:28 Lebanon 24 Lebanon 24 محامي هنيبعل القذافي: توقيف القذافي "سياسي" والحكومة الحالية براء من توقيفه (الحدث) Lebanon 24 محامي هنيبعل القذافي: توقيف القذافي "سياسي" والحكومة الحالية براء من توقيفه (الحدث)
17/10/2025 12:39:28 17/10/2025 12:39:28 Lebanon 24 Lebanon 24 هانيبال القذافي عباس بدر الدين معمر القذافي محمد يعقوب زاهر حمادة موسى الصدر الشيخ محمد بدر الدين قد يعجبك أيضاً
اللهجة اللبنانية.. سحر صغير وهوية متفردة
Lebanon 24 اللهجة اللبنانية.. سحر صغير وهوية متفردة
12:30 | 2025-10-17 17/10/2025 12:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بيان من قيادة الجيش.. هذا ما جاء فيه
Lebanon 24 بيان من قيادة الجيش.. هذا ما جاء فيه
12:24 | 2025-10-17 17/10/2025 12:24:08 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الزراعة بحث مع النائب أكرم شهيب ورئيسي بلدية الشويفات وكفرمتى هذه الملفات
Lebanon 24 وزير الزراعة بحث مع النائب أكرم شهيب ورئيسي بلدية الشويفات وكفرمتى هذه الملفات
12:03 | 2025-10-17 17/10/2025 12:03:34 Lebanon 24 Lebanon 24 رجّي استقبل الممثلة الجديدة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان
Lebanon 24 رجّي استقبل الممثلة الجديدة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان
12:02 | 2025-10-17 17/10/2025 12:02:35 Lebanon 24 Lebanon 24 لسالكي هذا الطريق.. انتبهوا لأشغال الصيانة
Lebanon 24 لسالكي هذا الطريق.. انتبهوا لأشغال الصيانة
12:00 | 2025-10-17 17/10/2025 12:00:40 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
في هذا اليوم… الإدارات الرسمية والمدارس الرسمية تغلق أبوابها
Lebanon 24 في هذا اليوم… الإدارات الرسمية والمدارس الرسمية تغلق أبوابها
15:33 | 2025-10-16 16/10/2025 03:33:14 Lebanon 24 Lebanon 24 غارات عنيفة استهدفت معملاً في أنصار وسقوط جرحى... وإسرائيل: هاجمنا بنى تحتية لحزب الله
Lebanon 24 غارات عنيفة استهدفت معملاً في أنصار وسقوط جرحى... وإسرائيل: هاجمنا بنى تحتية لحزب الله
21:05 | 2025-10-16 16/10/2025 09:05:06 Lebanon 24 Lebanon 24 التصعيد المتواصل في الجنوب.. هل يقترب لبنان من جولة حرب جديدة؟
Lebanon 24 التصعيد المتواصل في الجنوب.. هل يقترب لبنان من جولة حرب جديدة؟
18:01 | 2025-10-16 16/10/2025 06:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 خبر حزين جداً.. وفاة فنان قدير بعد فشل العثور على فصيلة دمه! (صور)
Lebanon 24 خبر حزين جداً.. وفاة فنان قدير بعد فشل العثور على فصيلة دمه! (صور)
09:34 | 2025-10-17 17/10/2025 09:34:59 Lebanon 24 Lebanon 24 متأهل ولديه 3 أولاد.. فقدان الإتّصال بمراقب جمركيّ بعد الغارات الإسرائيليّة
Lebanon 24 متأهل ولديه 3 أولاد.. فقدان الإتّصال بمراقب جمركيّ بعد الغارات الإسرائيليّة
20:29 | 2025-10-16 16/10/2025 08:29:26 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
12:30 | 2025-10-17 اللهجة اللبنانية.. سحر صغير وهوية متفردة 12:24 | 2025-10-17 بيان من قيادة الجيش.. هذا ما جاء فيه 12:03 | 2025-10-17 وزير الزراعة بحث مع النائب أكرم شهيب ورئيسي بلدية الشويفات وكفرمتى هذه الملفات 12:02 | 2025-10-17 رجّي استقبل الممثلة الجديدة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان 12:00 | 2025-10-17 لسالكي هذا الطريق.. انتبهوا لأشغال الصيانة 12:00 | 2025-10-17 ما هي خيارات "حزب الله" بعد السلام في غزة؟ فيديو تجارة الحيوانات منتشرة وبقوة.. أُسود من لبنان إلى أفريقيا!
Lebanon 24 تجارة الحيوانات منتشرة وبقوة.. أُسود من لبنان إلى أفريقيا!
11:30 | 2025-10-17 17/10/2025 12:39:28 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: "رسالة سرية" كادت أن تنقذ نصرالله من عملية الإغتيال.. فما قصتها؟
Lebanon 24 بالفيديو: "رسالة سرية" كادت أن تنقذ نصرالله من عملية الإغتيال.. فما قصتها؟
16:31 | 2025-10-16 17/10/2025 12:39:28 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. بث مباشر لقمة شرم الشيخ للسلام
Lebanon 24 بالفيديو.. بث مباشر لقمة شرم الشيخ للسلام
18:39 | 2025-10-13 17/10/2025 12:39:28 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24